بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله الدرس ستون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فؤزان فوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا الدرس. حياكم الله وبارك فيكم. قال مؤلف رحمه الله تعالى باب قول الله تبارك وتعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمنوا مكر الله الا القوم الخاسرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ما بعد الله جل وعلا قال افأمنوا مكر الله لوب على هذه الاية الشيخ محمد ابن عبد الوهاب لقوله باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون والمكر هو ايصال الاذى الى المستحق من غير ان يشعر بذلك ايصال الاذى الى المستحق هذا مكر الله يوصل الاذى الى المستحق دون ان يشعر المستحق بذلك وهو عدل منه وهو عدل منه سبحانه وتعالى. اما المكر من المخلوق قد يكون مذموما وهو ايصال الاذى الى من لا يستحقه قال الله جل وعلا ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين لما ارادوا قتل المسيح عليه السلام واجتمعوا لذلك رفعه الله من بينهم وهم لا يشعرون هذا مكر الله سبحانه وتعالى بهم ومكروا يعني بالمسيح عليه السلام ومكر الله جل وعلا للمسيح رفعه من بينهم ولم يشعروا بذلك وشبه لهم على المسيح فقتلوا رجلا وصلبوه يظنون انه المسيح وليس هو المسيح عليه الصلاة والسلام وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم فهذا من مكر الله سبحانه وتعالى بهم. نعم وقال تعالى ومن يقنط من رحمته ربه الا الضالون ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون فهذا في المقابل يعني الانسان لا يأمن من مكر الله ولا يقنط من رحمة الله بل يكون بين الخوف والرجاء يرجو الله جل وعلا ويخافوا هذا هو الرجاء المحمود والخوف المحمود نعم وعن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن من مكر الله نعم ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الكبائر فقال صلى الله عليه وسلم الشرك بالله هو اعظم هو اعظم انواع المعاصي الشرك هو اعظم ما نهى الله عنه وهو اعظم انواع المعاصي وهو عبادة غير الله سبحانه وتعالى الشرك بالله والامن من مكر الله الامن من مكر الله الا يخاف الانسان من الله وان الله يستدرجه من حيث لا يشعر فلا يأمن الانسان من ذلك بل يكون خائفا وجلا من مكر الله سبحانه وتعالى الشرك بالله والامن من مكر الله واليأس من روح الله اليأس من روح الله اي من رحمة الله والفرج من الله سبحانه وتعالى فالمؤمن يجمع بين الخوف والرجاء لا يعتمد على الرجا فقط فيأمن من مكر الله ولا يقتصر على آآ الخوف فقط يأمن من مكر الله ومن عقوبته فليجمع بين هذا وهذا. هذه صفات المؤمنين نعم. فضيلة الشيخ آآ توحيد الله وله اجر عظيم وتحقيق التوحيد. كيف يتحقق تحقيق التوحيد تحقيق التوحيد من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب وتحقيق التوحيد تصفيته من انواع الشرك ومن المعاصي ومن المخالفات هذا اعلى الدرجات ما كل موحد يكون محققا للتوحيد فهو اعلى الدرجات بان يتجنب الشرك الاكبر والاصغر ويتجنب المعاصي قل لها يرجو رحمة الله عز وجل ولا يقنط من رحمة الله هذا هو تحقيق التوحيد ومن فعله او من اتصف به دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب كما قال النبي من صلى الله عليه وسلم. نعم فضيلة الشيخ ما الفرق بين الخوف المحمود والخوف المذموم الخوف المحمود والذي لا يكون معه يأس من رحمة الله سبحانه وتعالى والرجاء المحمود هو الذي لا يكون معه امن من مكر الله عز وجل. نعم وعن ابن مسعود قال اكبر الكبائر اللي الاشراك بالله نعم اكبر الكبائر الاشراك بالله والذنوب تنقسم الى كبائر وصغائر الله جل وعلا يقول ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. تجنبوا الكبائر يكفر الله به الصغائر من الذنوب واعظم الكبائر الشرك اعظم ذنب عصي الله به الشرك واعظم ما نهى الله عنه الشرك الشرك ظلم عظيم لانه وضع للعبادة في غير موضعها والشرك هو وظع الشيء في غير موظعه. فمن اشرك بالله وعبد غيره فقد ظلم وظلم الشرك بان وضع العبادة في غير موضعها وهذا اعظم انواع الظلم والعياذ بالله. نعم والامن من مكر الله من من اكبر الكبائر الامن من مكر الله ان الانسان يفعل المعاصي ولا يخاف من الله عز وجل ويعتمد على الرجا فقط. يقول رحمة الله واسعة وفضل الله واسع ويعتمد على الرجاء فقط وهذا مذموم لا يعتمد على الرجاء فقط ويأمن من عذاب الله ولا يعتمد على الخوف فقط فيقنط من رحمة الله بل يكون المؤمن راجيا خائفا بين الخوف والرجاء ولهذا يقولون ان الخوف والرجاء بالنسبة للمؤمن كجناحي الطائر. نعم. لا بد من التعادل ان اختل واحد منهما سقط فكذلك الخوف والرجاء يكون الانسان خائفا لكن لا يقنط من رحمة الله ويكون راجيا لكن لا يأمن من مكر الله عز وجل. نعم. والقنوط من رحمة الله القنوط من رحمة الله من اعظم الكبائر وهو ان الانسان اه يظن ان الله لا يغفر له او لا يغفر لفلان. ولهذا لما قال رجل من بني اسرائيل رأى اخاه على المعصية فنهاه ثم رآه مرة ثانية فنهاه ثم قال والله لا يغفر الله لفلان. هذا قنوط من رحمة الله قال الله سبحانه وتعالى من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان اني قد غفرت له واحبطت عملك نعم واليأس من رح الله واليأس من روح الله من رحمة الله عز وجل ومن تفريج الشدائد فلا يقنط المؤمن من رحمة الله ولو ما ولو اصابه ما اصابه ولا ايضا يقول لا يغفر الله لي ويترك التوبة او لا يغفر الله لفلان فليعظموا الرجاء بالله عز وجل ويحسن العمل والله غفور رحيم. نعم. روى هذا الحديث عبدالرزاق من هو يا شيخ عبد الرزاق؟ عبد الرزاق الصنعاني الامام الجليل عبد الرزاق الصنعاني فاليمن فيها فيها علماء كبار مثل عبد الرزاق مثل همام ابن منبه مثل وهب ابن منبه رحمهم الله. نعم. احسن الله اليكم. يا شيخ صالح غاية الشيطان في هذه الحياة ان يصد المسلم عن الحق والتوحيد كيف يحصن المسلم نفسه من ذلك بان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وان يخاف من الذنوب فيتوب اذا وقع في شيء منها يبادر بالتوبة فلا يقنط من رحمة الله مهما عظم ذنبه فلا يقنط من رحمة الله فيعتمد على الخوف فقط ولا يأمن من مكر الله فيعتمد على الرجاء فقط وانما يجمع بينهما دائما وابدا يكون بين الخوف والرجاء نعم اه بقي مسائل ناخذها في نهاية هذا الدرس قال المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب مسائل الاولى تفسير اية الاعراف بقوله تبارك وتعالى افأمنوا مكر الله نعم فامنوا مكر الله فان هؤلاء القوم امنوا مكر الله فتمادوا بالمعاصي افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون بان الانسان يشوف النعم التي عليه ويظن ان ان الله قد رضي عنه وانه ولا يخاف انها ان هذه النعم استدراج له وان الله جل وعلا يمهله ويستدرجه ليزداد من المعاصي ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين الانسان لا يأمن من مكر الله عز وجل به. وان انعم عليه فانه والله جل وعلا ذكر فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون نعم. ماذا يترتب عن اعراظ العبد عن الدين وعن الغفلة وعن معرفة ربه؟ وما له من الحقوق وتهاونه بذلك صالح يترتب عليه الخطر العظيم وهو الهلاك هذا الذي اوقع المشركين والكفار بنار جهنم وخابوا وخسروا دنياهم واخرتهم هو انهم ما لا يخافون من الله ويظنون ان هذه النعم انها حق لهم على الله سبحانه وتعالى قال انما اوتيته على علم عندي اه على علم اي ان الله يعلم انني مستحق لهذا فاعطاني اياه ولم يعترف بفظل الله عليه فهذا من الغرور والعياذ بالله. نعم شيخ اعجاب الانسان بنفسه وغروره بعمله فما يزال يعني به هذا الجهل ايضا لعلكم تحدثونا عن اعجاب المرء بنفسه لا يجوز ان الانسان يعجب بنفسه ويزكي نفسه قال الله جل وعلا فلا تزكوا انفسكم لا تمدح نفسك وتظن انك قد بلغت رضى الله سبحانه وتعالى بل تعتبر انك مخطي في حق الله وانك مقصر بحق الله وان حق الله عليك عظيم وان نعمه عليك عظيمة فمهما عملت فانك تحتقر عملك والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون فهم يؤتون ما اتوا من الاعمال الصالحة ومع هذا يخافون من الله الا تقبل اعمالهم وان ترد عليهم يخافون من الله يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة فلا يغتر الانسان بعمله مهما عمل فانه مقصر في حق الله سبحانه وتعالى. نعم. جزاكم الله عنا وعن امة الاسلام خير الجزاء الشيخ صالح الفوزان على ما بينتم وشرحتم وافضتم فيه هذه الدروس المهمة الذي يتابعها كثير من الاخوة والاخوات عبر اذاعة القرآن الكريم. رفع الله ذكركم في الدارين جزاكم عنا وعن امة الاسلام خير الجزاء وتقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت عبدالله المواش الذي سجل هذا الدرس. تجدد هذا اللقاء ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته