بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلم قل ايها الرسول امنا بالله الها واضعناه فيما امرنا به وامنا بالوحي الذي انزله علينا. وبما انزله على ابراهيم واسماعيل اسحاق ويعقوب وبما انزله على الانبياء من ولد يعقوب وبما اوتي موسى وعيسى والنبيون جميعا من الكتاب والايات من ربهم لا نفرق بينهم فنؤمن ببعض ونكفر ببعض ونحن منقادون لله وحده مستسلمون له تعالى اذا في هذه الاية الكريمة الاية الرابعة والثمانون تلقين للعقيدة وكما ان سورة البقرة قد جاءت لتهتم بالعقيدة وتقر العقيدة جاءت هنا ثنايا تلقين العقيدة الاسلامية ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ومن يطلب دينا غير الدين الذي ارتضاه الله وهو دين الاسلام فلن يقبل الله ذلك منه وهو في الاخرة من الخاسرين لانفسهم بدخولهم النار كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا ان الرسول حق وجاء جاءهم وجاءهم البينات والله لا يهد القوم الظالمين كيف يوفق الله للايمان به وبرسوله قوما كفروا بعد ايمانهم بالله وشهادتهم ان ما جاء بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حق وجاءتهم البراهين الواضحة على صحة ذلك والله لا يوفق للايمان به القوم الظالمين الذين اختاروا الضلال بدلا عن الهدى اولئك جزاؤهم ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ان جزاء اولئك الظالمين الذين اختاروا الباطل ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين فهم مبعدون عن رحمة الله مطرودون خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون خالدين في النار لا يخرجون منها ولا يخفف عنهم عذابها ولا هم يؤخرون ليتوبوا ويعتذر اذا والعياذ بالله هذا التحذير والعذاب الاليم ينبغي ان يحذره الانسان وان يسير على سنن الانبياء وان يحذر طريقة الضالين الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم الا الذين رجعوا الى الله بعد كفرهم وظلمهم واصلحوا عملهم فان الله غفور لمن تاب من عباده رحيم بهم وانتبه اخ كريم لما ذكر امر التوبة قال واصلحوا فلا بد من ترك الذنب والعمل بالطاعة ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك فاذا هم ال ان الذين كفروا بعد ايمانهم واستمروا على كفرهم حتى عاينوا الموتى لن تقبل منهم التوبة عند حضور الموت لذهاب وقتها واولئك هم الضالون عن الصراط المستقيم الموصل الى الله ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا يفتدى به اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين ان الذين كفروا وماتوا على كفرهم فلن يقبل من احدهم وزن الارض ذهبا ولو قدمه مقابلا في كهفه من النار اولئك الذين لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين يوم القيامة يدفعون عنهم العذاب اذا هذه الاية الكريمة تجعلك تعيد حسابك دائما. وتتفكر بانك تملك رقبة واحدة تسعى في هذه الدنيا عاملا بالطاعات متجنبا المعصيات لاجل ان تفك رقبتك يوم القيامة فالانسان يسعى لاجل ان يخلص رقبته. يعمل الان ليخلص رقبته يوم القيامة لان اسير الاخرة غير مفكوك ابدا فقال هنا فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو ابتدى به ولا يوجد حتى يبتدي لكن حتى لو وجد وافتدى لا ينفع نعم من فوائد الايات يجب الايمان بجميع الانبياء الذين ارسلهم الله تعالى وجميع ما انزل عليهم من الكتب دون تفريق بينهم لا يقبل الله تعالى من احد دينا ايا كان بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الا الاسلام الذي جاء به ولذلك يجب ان يكفر المؤمن بكل دين سوى دين الاسلام ولا يجوز بناء الكنائس ولا غيرها من المعابد الوثنية من اصر على الضلال واستمر عليه فقد يعاقبه الله تعالى بعدم توفيقه الى التوبة والهداية. اذا يحذر الانسان المعاصي لان المعاصي عدو الايمان وسبب الحرمان باب التوبة مفتوح للعبد ما لم يحضره الموت او تشرق او تشرق الشمس من مغربها فعندئذ لا تقبل منه التوبة اذا على الانسان ان يعاجل بالتوبة قبل ان يفوت او ان التوبة لا ينجي المرء يوم القيامة من عذاب النار الا عمله الصالح واما المال فلو كان ملء الارض لم ينفعه شيئا. اذا لا ينفع النساء الا العمل الصالح فعلى المرء ان لا يفرط بالعمل الصالح ابدا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته