سؤاله الثاني يقول هل يجوز للوالد ان يأخذ مهر ابنته بدون رضاها؟ ام انه حقها ويخصها ولا يجوز له ذلك المهر في الحقيقة للمرأة وليس للاب صدقات النساء انما هي للنساء وليست لاباء النساء ولا يحل للاب ان يظلم الفتاة ويأخذ مالها لكن على فرض احتياجه لشيء من مهرها ولان اولاد المرء من كسبه فانه يجوز له ان يأخذ من مهرها ما يحتاج اليه بالقدر الذي لا يضر به الفتاة على تخريج ان المال ان مال الولد مال للوالد يجوز له ان يأخذ منه ما لا يجحف بالولد مما يحتاج اليه الوالد اما العادة المتبعة عند كثير من المزوجين لكثير منا الجهات بان يجعلوا ويتصوروا ان مهر الفتاة خاص بهم او يغتسمه الاب والزوجة او الولي الاب والام او الولي اذا كان غير الاب كالاخ ونحوه هذا من يظن ان الاخ والعم فلا يحل لهم ان يأخذوا من مهر المزوجة درهما واحدا الا برضاها او ما يؤدونه من يدفعونه من الضروريات على تهيئة زواجها وبهذه المناسبة كثير من الناس يغالي في المهور ويرفع قدرها و يشتط في طلب مهر كبير حتى يوفق بين رغباته في استيلائه على كثير من المال عن طريق تلك الفتاة المسكينة وبين قضاء اللوازم التي يفرض العرف والعادة قضاءها في حفلات الزواج وتجهيز الفتاة وكل ذلك مضر بالفتاة وزوجها وبالابوين وبالمجتمع الذي يعيش الجميع فيه وكل ما كان المهر ميسرا والتكاليف بسيطة والبذل فيها على قدر من الاستطاعة ولا يلفت النظر ولا يسبب ارهاقا ولا عنتا ولا يضيع كثيرا من الفرص على راغبي الزواج فهو ابرد وايسر ابرك النساء ايسرهن مهرا وخير الاولياء من يسعى لتهيئة فرص الزواج لفتاته ويكون عونا لها على بناء اسرتها وتهيئة بيتها العيش مع اليف والزوج اذا ذكر ان زوجته واهلها ارهقوه وكلفوه ما لا يطيق لو رغب عنها واشمأزت نفسه من الاستمرار معها لوجد نفسه مضطرا لان يعاملهم بالقسوة والشدة والعنت والمطالبة بما بذل مما يسبب لهم متاعب ومشاكل عدة قد تؤول الى القضاء والخصومات والشقاق والنزاع ثم يترتب على ذلك العداء المستمر فاذا كان الزواج ميسرا والمهر قليلا والتكاليف كذلك صار الزوج اذا عزف عنها ولم يجد رغبة في الاستمرار معها يستطيع ان يفكها دون ان يؤذيها ويؤذي اسرتها اسرتها حتى يحصل على ما دفع. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد