المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله احكام الجهاد وتوابعه كم في كتاب الله من الايات المتعلقة بالجهاد امرا به وحثا عليه وبيانا لفضله وفضل اهله وكمالهم وكثرة ثوابهم وعلو درجاتهم وذكر ثمراته الجميلة ونهيا عن ضده وبيان ما على المتقاعدين عنه من النقص العظيم والعقوبات الدنيوية والاخروية وكم فيه من ذكر مضاعفة النفقة فيه وانها من اعظم الجهاد والجهاد نوعان جهاد الدعوة الى دين الاسلام والتحذير من الاديان الباطلة وهذا مفروض منذ ابتدأت الرسالة وهو فرض في كل وقت بما يناسب الوقت ويليق به قال تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن وقال تعالى وجاهدهم به جهادا كبيرا اي جاهد اهل الباطل كلهم بالقرآن فهذا فرض عين على كل مسلم ان يقوم بما يقدر عليه ويعلمه وعلى اهل العلم من ذلك ما ليس على غيرهم لان معهم السلاح التام الحقيقي لهذا الجهاد وهو العلم الذي خلاصته وروحه شرح ما في دين الاسلام من المحاسن والمزايا والفضائل شرحا يطابق الواقع فانه اذا شرح على هذا الوجه وبينت محاسنه وفضائله قبله كل منصف قصده الحق وكان ايضا ذلك قامعا للمبطلين الملحدين الذين يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون ام الموازنة بين عقائده واخلاقه وفضائله واعماله وبين غيره فعند ذلك يتضح الفرق العظيم ثم ابداء براهين رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الكلية والجزئية وصدقه وصدق ما جاء به من الحق الذي هو الكتاب والسنة فهذه الاصول بيانها بحسب الامكان هو اكبر الجهاد وهي اعظم الطرق التي دعا عباده بها الى دينه وامر نبيه ومن قام مقامه ان يدعو بها النوع الثاني الجهاد باليد والسلاح فهذا فرض كفاية قتال الكفار المحاربين وقد يكون فرض عين اذا حضر الزحف واذا حصر بلده عدو واذا استنفره الامام او من قام مقامه كما نص الله على ذلك نصا يدل على فرضيته وتعينه والجهاد باليد والسلاح يتبع المصلحة كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم هذا نوادع حيث كانت المصلحة وحارب حيث اقتضت المصلحة فعلى المسلمين ان يسلكوا هديه ويتشاوروا في امرهم ويعملوا في كل وقت ما يناسبه ويصلح له وقد امر الله بالتثبت في الامور كلها وخصوصا في امور الجهاد وتولية الاكمل والامثل من الرجال في الولاية الكبرى وفي ولايات الجيوش والسرايا وغيرها فانها من اعظم ما يدخل في الامانات التي امر ان تؤدى الى اهلها وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين فهذه التعاليم العالية من الله لعباده في جهاد الاعداء متى استرشدوا بها تمت امورهم وقال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة وقال تعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم فهذه الايات دخل فيها فعل جميع الاسباب واستعمال جميع القوة المقدورة والاخذ بالحذر من الاعداء فجميع علم السياسة يرجع الى هذين الاصلين الاستعداد بالمستطاع من القوة للاعداء بحسب الزمان والمكان والحال واستعمال الحذر من مكر الاعداء وخداعهم وطرقهم ومسالكهم والتوقي من شرورهم مع التوكل على الله كما امر الله بذلك كله وقد ندب الله الى السلم اذا جنح اليه الاعداء مع التوكل عليه واخذ الحذر كما امر بقتال اهل الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وامر بالاسر عند الافخان في العدو ثم الوالي مخير بين المن على الاسرى او فدائهم بالمال او اسير مسلم او قتلهم او رقهم وذكر الاموال الشرعية ثلاثة اقسام اموال الزكاة وتقدم انها للاصناف الثمانية والغنيمة للغانمين تقسم اربعة اخماسها بينهم للفارس على فرس عربي ثلاثة اسهم وعلى فرس هجين سهمان وللراجل سهم والخمس الاخر يجعل لهؤلاء الذين سماهم الله واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول القربى وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل واموال الفيء كالجزية والخراج وخمس الخمس والاموال المجهول اربابها وما لم يوجف المسلمون عليه بخير ولا ركاب يكون للمصالح كلها ويبدأ منها بالاهم فالاهم واحكام الجهاد ومتعلقاته كثيرة في الكتاب والسنة والله اعلم