بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الثالث وستون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بكم ايها الاخوة والاخوات في درس جديد من دروس التوحيد هذه الدروس وهذا الكتاب للامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله. ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب ما جاء في الرياء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله باب ما جاء في الرياء ما جاء من الوعيد بالرياء والرياء هو ان يتظاهر الانسان بالعمل الصالح والصلاح يريد بذلك مراعاة الناس ولا يريد وجه الله كما قال الله جل وعلا في المنافقين واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا والرياء على نوعين نوع الاول رياء المنافقين. الذين هم في الدرك الاسفل من النار لانهم يدعون الايمان ويتظاهرون به وينكرونه في قلوبهم وانما قصدهم في هذا خديعة المؤمنين والتغرير بهم كما قال الله جل وعلا يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وهذا النوع من الريا كفر بلا شك النوع الثاني الرياء الاصغر بان يكون قصد الانسان العمل الصالح والتقرب الى الله سبحانه وتعالى ولكن يدخله شيء من مراعاة الناس واصل قصده انه لله وهذا هو الذي خافه النبي عليه الصلاة والسلام على اصحابه حينما قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فسئل عنه فقال هو الرياء. يقوم الرجل فيصلي ويزين صلاته لما يرى من نظر رجل اليه فاصل العمل انه لله لا نفاق فيه ولكن عطر على الانسان حب المدح وحب المظهر آآ المناسب هذا يخدش في عمله لانه يخدش في الاخلاص لله عز وجل ولهذا خافه النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. فسأل عنه فقال الرياء وهذا هو الرياء الاصغر وهذا ينقص العمل ولا يبطل العمل لكنه ينقصه نعم قال الله تبارك وتعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد يقول الله جل وعلا لنبيه قل اي قل للناس انما انا بشر مثلكم فهو مخلوق مثل ما يخلق البشر من ام واب عليه الصلاة والسلام بشر مثلكم لكن يتميز على البشر بانه يوحى اليه يوحي الله جل وعلا اليه برسالته يوحى الي انما الهكم اله واحد هذا ما يوحى اليه التوحيد خلاص العمل لله عز وجل والاله هو المعبود من التأله وهو المحبة والعبودية لله عز وجل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه يوم القيامة لانه لا بد ان يلاقي الناس كلهم ربهم يوم القيامة مؤمنهم وكافرهم ولكن المؤمن يرجو لقاء الله بان الله يغفر له وان الله يرحمه وان الله فيكرمه يرجو هذا اللقاء مع الكريم سبحانه وتعالى من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا لان الرجا وحده لا يكفي فلا بد ان ان يعمل عملا صالحا والعمل الصالح هو ما كان خالصا لوجه الله وصوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو العمل الصالح اذا اجتمع فيه هذان الشرطان الاخلاص لله الاخلاص لله عز وجل وافراد الله جل وعلا بالعبادة والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم لاقتداب الرسول صلى الله عليه وسلم كما في قوله بلى من اسلم وجهه لله هذا الاخلاص وهو محسن اي متبع للرسول صلى الله عليه وسلم هذا هو الاحسان المقصود في هذه الاية الكريمة وامثالها فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا لان الشرك يبطل العبادة والمراد هنا الشرك الاصغر لانه اذا رأى الناس بعمله بطل عمله ولم يكن له فيه ثواب. نعم عن ابي هريرة مرفوعا قال قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه رواه مسلم يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه ان الله قال انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه وفي رواية وهو للذي اشرك وانا منه بريء والله لا يقبل العمل الذي يدخله رياء او يدخله سمعة لانه لا يكون خالصا لوجه الله عز وجل. نعم وعن ابي سعيد مرفوعا الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قالوا بلى قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل رواه احمد نعم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لاصحابه الدجال وفتنة الدجال ثم قام صلى الله عليه وسلم ودخل فالناس تذاكروا الدجال وخافوا انه قد ظهر لان الرسول خوف منه تخويفا شديدا فخافوا انه قد ظهر الدجال فخرج اليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ورآهم على هذه الحالة من الخوف قال الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قالوا بلى يا رسول الله. قال الشرك الاصغر لان الشرك الاكبر يتجنبه المسلم ولكن الشرك الاصغر الذي هو الرياء قال لا من يتجنبه لانه يدخل على الانسان حب الرئاسة وحب المدح وحب الحياة الدنيا والطمع فهذا يؤثر على عبادته. نعم في هذا الباب الشيخ صالح مسائل الاولى الامر العظيم في رد العمل الصالح اذا دخله شيء لغير الله الامر العظيم يعني الامر المحظور الكبير الذي يتضمنه هذا الحديث وهو ان الله جل وعلا يرد العمل الصالح بسبب ما يدخله من الرياء ومحبة المدح والثناء فهذا خطر عظيم فعلى الانسان ان يخلص عمله لله ولا يقصد به رياء ولا سمعة. نعم المسألة الثانية في هذا الباب ذكر السبب الموجب لذلك وهو كمال الغنى السبب الموجبة ان الله جل وعلا لا يقبل عمل المرائي ان الله غني عنه والله غني عن كل شيء غني عن خلقه وغني عن مخلوقاته غني بنفسه سبحانه وتعالى فهذا هو السبب في ان الله لا يقبل العمل الذي فيه رياء. نعم المسألة التالية ان من الاسباب انه تعالى خير الشركاء انه تعالى خير الشركاء لا ينازع الشريك بل يترك العمل كله له يترك العمل كله له لقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه وفي رواية وهو الذي للذي اشرك وانا منه بريء وهذا كما في قوله تعالى وجعلوا لله مما ذرأ من الحوث والانعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا قال الله جل وعلا فما كان لشركائهم فلا يصلوا الى الله هذا فلا يصل الى الله لان الله لا يقبله وهو بريء منه سبحانه وتعالى. نعم المسألة التالية خوف النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه من الريحة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه وهم الصحب الكرام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخير القرون خاف عليهم الرياء فكيف بمن بعدهم كيف اذا طال الزمان فالخوف اشد على المتأخرين من خوف الرسول صلى الله عليه وسلم على اصحابه الكرام. نعم المسألة الاخيرة من هذه المسائل في هذا الباب في كتاب التوحيد انه فسر ذلك بان المرء يصلي لله. لكن يزينها لما يرى من نظر الرجل اليه نعم المؤمن المؤمن يصلي لله ما قام ولا جاء الى المسجد ولا قام للصلاة الا هو يريد الله جل وعلا ويطيع الله عز وجل لكن يطرأ عليه هذا الهاجس في نفسه وهو انه يحب ان يمدح او يثنى عليه في هذا العمل عند حينئذ يبطل عمله او ينقص عمله عند الله سبحانه وتعالى. نعم شيخ صالح يعني من وقع في هذا العمل عمل الرياء لكن يدافع هذا الرياء ويجاهد نفسه والشيطان ماذا نقول في عمل يا شيخ صالح عمله صالح الحمد لله لكنه ينقصه ما دخله من الرياء ينقصه تنقصه واما رياء المنافقين فهو يبطل العمل. بكلها لكن الرياء الرياء الذي يحصل على المسلم هذا ينقص عمله ولا يبطله وهو الشرك الاصغر نعم. اخيرا نختم هذا اللقاء بسؤال عن يا شيخ هل هناك فرق بين الشرك الخفي والشرك الجلي الشرك الخفي الذي في القلب. نعم. نية الانسان لا يعلمها الا الله سبحانه اذا كان ينوي بقلبه او يريد بقلبه مدح الناس وثناء الناس هذا الناس ما يرونه لكن الله جل وعلا يعلمه الله جل وعلا يعلمه فيؤثر هذا على عمل الانسان وقد يبطل عمل الانسان نعم. شكر الله لكم فضيلة الشيخ صالح الفوزان وجزاكم الله خيرا على ما بينتم وحفظتم وشرحتم في هذا الباب من كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شكرا للزملاء الذين ساهموا في تسجيل هذا اللقاء عبدالله المواش من الاذاعة الخارجية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته