المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث السادس والستون عن علي بن الحسين رحمه الله انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه رواه ما لك واحمد ورواه ابن ماجه عن ابي هريرة والترمذي عنهما قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه الاسلام عند الاطلاق يدخل فيه الايمان والاحسان وهو شرائع الدين الظاهرة والباطنة والمسلمون منقسمون في الاسلام الى قسمين كما دل عليه فحوى هذا الحديث فمنهم المحسن في اسلامه ومنهم المسيء فمن قام بالاسلام ظاهرا وباطنا فهو المحسن ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع وهو محسن حنيفا فيشتغل هذا المحسن بما يعنيه مما يجب عليه تركه من المعاصي والسيئات ومما ينبغي له تركه كالمكروهات وفضول المباحات التي لا مصلحة له وفيها بل تفوت عليه الخير فقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه يعم ما ذكرنا ومفهوم الحديث ان من لم يترك ما لا يعنيه فانه مسيء في اسلامه وذلك شامل للاقوال والافعال المنهي عنها نهي تحريم او نهي كراهة فهذا الحديث يعد من الكلمات العامة الجامعة لانها قسمت هذا التقسيم الحاصر وبينت الاسباب التي يتم بها حسن الاسلام وهو الاشتغال بما يعني وترك ما لا يعني من قول وفعل والاسباب التي يكون بها العبد مسيئا وهي ضد هذه الحال والله اعلم