باب في النهي عن البدع ومحدثات الامور. قال الله تعالى فماذا بعد الحق الا الضلال؟ وقال تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء. وقال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله رسول اي الكتاب والسنة. وقال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه اتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله؟ وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله يغفر لكم ذنوبكم. والايات في الباب كثيرة معلومة. واما الاحاديث فكثيرة جدا. وهي سورة فنقتصر على طرف منها عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق عليه. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وعن جابر رضي الله عنه قال قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كان انه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم. ويقول بعثت انا والساعات كهاتين. ويقرن بين اصبعيه والوسطى ويقول اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة. ثم يقول انا اولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا فلاهله. ومن ترك دينا وضياعا فالي وعليه. رواه مسلم. وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه حديثه السابق في الباب المحافظة على السنة. فبالله التوفيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد هذه الايات كريمات والاحاديث النبوية كلها تدل على وجوب الحذر من البدع ومحدثات الامور وتدل على ان الواجب التمسك بالسنة التي درج عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه والحذر مما احدثه الناس هذا الواجب على جميعه ثقلين السير على الصراط المستقيم الذي درج عليه الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه رظي الله عنهم والحرص على اتباع ما جاء به صلى الله عليه وسلم والحذر مما احدثه الناس قال الله جل وعلا فمعنى معنى معنى الحق الا الظلام الحق هو ما بعث الله بالنبي صلى الله عليه وسلم او ما كان ضده فهو الظلال قال جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فالمغفرة والسعادة في اتباع ما جاء به عليه الصلاة والسلام وذلك سبب لمحبة الله لعبده وتوفيقه له وقال جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول قال اطيعوا الله واطيعوا الرسول فالواجب على جميع الثقلين الجن والانس طاعة الله ورسوله. والسير على الصراط المستقيم الذي صرفه الله لعباده هو اتباع الكتاب والسنة وذم الله من شرع في ما لم يأذن به الله. فقال سبحانه ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله قال تعالى وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه قال تعالى يعلم عباده اهدنا الصراط المستقيم الصراط المستقيم توحيد الله وطاعته واتباع شريعته هذا الصراط المستقيم. توحيد الله والايمان به وبرسله عليهم الصلاة والسلام ولا سيما خاتمه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والايمان بكل ما اخبر الله به ورسوله والسير على المنهاج الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم باداء الفرائض وترك المحارم والوقوف عند حدود الله هذا هو الصراط المستقيم وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها يقول النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا يعني في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد واللفظ الاخر من عمل عملا ليس عليه امر نافورا المعنى ما نحدث في الدين شيئا صلاة او صياما او غير ذلك لم يشرعه الله فهو مردود يجب على الناس اتباع ما شرعه الله واما الحوادث فهي جبر الدعاء ولهذا قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه مفرد في حديث جابر يقول ان خلال الحديث كتاب الله يقول صلى الله عليه وسلم ان خير الحديث كتاب الله خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ومن ذلك ما احدثه الناس من البناء على القبور ادخال المساجد عليها هذي مو وسائل الشرك والعياذ بالله. اتخاذ القران على القبور كل هذا من وسائل الشرك اتخاذ المساجد عليها او وضعهم في المساجد وجعل القبور في المساجد كل هذا من وسائل الشرك ومن البدع المحدثة من هذا الاحتفال بالاعياد عيدان عيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم او مولد الحسن او الحسين او مولد فلان او فلان كل هذا من البدع التي حدثها الناس او تخصيص ليلة به قيام غير ليلة القدر كليلة الجمعة فهذا من البدع ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم في حديث جابر كل واحدة بدعة كل بدعة صلاة ويقول في اهل العلم ابن ساري رضي الله عنه ولا عليكم بسنتي يقول صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين مهدي مدي. يعني الصديق وعمر وعثمان وعلي تمسكوا بها وعرضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فالواجب على الامة الحذر مما احدثه الناس والتمسك بالقرآن والسنة والسيل على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم في القول والعمل وعلى ما درج عليه اصحابه رضي الله عنهم هذا هو الواجب على الجميع كما قال الله سبحانه اتبعوا ما انزل من ربكم ولا تتبعوا من دون اولياء. قليلا ما تذكرون قال جل وعلا قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة قالت اقول ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فليس لاحد ان يخرج عما شرعه الله الخروج عن ذلك الى ما حرمه الله هذه المعاصي والخروج من شرع الله الا البدع هذه البدع والحوادث الواجب لزوم الشرع باداء الفرائض وترك المحارم هذا هو الواجب لزوم شرع الله الذي جاء به في القرآن الكريم والسنة المطهرة وعدم الخروج عن ذلك لا بقوله ولا بفعله وفق الله الجميع