اخونا يسأل ويقول سمعت صاحب الفضيلة مرة يتكلم عن الدولة الفاطمية ويقول انها من الدول الضالة التي اثرت في تاريخ الاسلام والمسلمين. ما السبب؟ مع العلم ان ما نقرأ ان ما نقرأه يختلف عما قاله الشيخ تماما. نرجو من فضيلة الشيخ توضيح الامر وان يدلنا على كتاب يتحدث عن حقيقة الامر حيال هذه الدولة احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن اهتدى بهديهم وتمسك بسنته الى يوم الدين. وبعد فاني ادعو شباب الامة الاسلامية بان يعرفوا تاريخها ويتعرف على ماضيها وما اعترى حياتها من امور عظام وما نشأ في داخل حظيرتها من مبادئ اضرت بالمسلمين وان عجزت عن هدم الاسلام الدولة الفاطمية هي دولة قامت على الالحاد التظاهر بالاسلام واعتقاد الكفر ففي الباطن يتظاهرون بانهم كيعة اثني عشرية وهم يخالفون الشيعة الاثني عشرية في امور كثيرة وان كانوا يتفقون معهم في الفروع الفقهية هذه الدولة اول ما نشأت نشأت الاقطار المغربية غالبها في تونس المهدية ما قرب من الجزائر لها ومؤسسها ابو عبيد القداح وتعريفها مختصر عند العلماء العارفين ان هذه الدولة ظاهرها الرف اي التمذهب بالمذهب الاثني عشري وباطنها الكفر المحض هذه الدولة لما تأسست وقام خيانها ارض مغربية او اقطار المغرب وليست في المغرب الاقصى الذي يطلق عليه الان اسم المغرب وانما في جزء من الشمال الافريقي علم اهلها المقيمون لها ان المنطقة التي انشأوا فيها الدولة ليست في مكان لدولة فخططوا لاحتلال مصر وارسلوا الدعاة الذين يدعون للمذهب الباطني وتهيأوا وبعد موت كافور الاخشيد ارسلوا جيشهم الذي يقوده جوهر الصقلي وفتحت مصر ونقلوا قاعدة ملكهم الى القاهرة قبل ان تسمى قاهرة وكان في السابق قبلهم الفسطاط الذي انشأه عمرو بن العاص رضي الله عنه امير مصر في عهد الخليفة الراشد امير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه هذه الدولة لما فتحت مصر ملكت اكثر الاراضي المجاورة تأتي لها كليبيا وتونس شطر شطر من الجزائر اذكر هذا لا على وجه الدقة وانما من حيث الاجمال ثم امتد سلطانها فملكت عامة الاقطار الشامية والحرمين وامتد نفوذه على اليمن والدولة الصلحية جزء منها كانت هذه الدولة تحارب العقيدة الصحيحة ويلعن الصحابة في منابر مصر علانية الا انها تريد ملكا مع العقيدة ما كانت تتشدد على حمل الناس في مصر على عقيدتها ومذهبها وان استمر النفوذ والسلطان لها وكان من ابرز قضاتها في عهدها الاول رجل من اهل الشمال الافريقي ويقول مترجمه في القرون المتأخرة الذي ترجم والف كتابا في الكون والالقاب احد علماء الاثني عشرية ذكر عن هذا الرجل ما خلاصته يقول كان مالكيا فاهتدى يعني انه ترك المذهب المالكي واعتنق عقيدة الفاطميين اما التفصيل في هذه الامور فيحتاج الى قراءات طويلة وقد كتب المؤرخون عن هذه الدولة وتحدثوا عنها وتكلم عنها شيخ الاسلام ابن تيمية في مواقع كثيرة من كتبه عندما يتعرض للمذهب الالحادي الباطني فهم اهل المذهب الباطني ومعنى الباطني ان ان الاسلام ظاهر وباطن وكلمة باطن يندرج تحتها كل تأويل كفري هذه الدولة تكلم عنها الحافظ ابن كثير في كتاب البداية والنهاية والمؤرخون السابقون له وتكلم عنها المؤلفون الذين الفوا في عهدها ولن يكونوا في ظل حكمها الخبيث وتكلم عنها في مؤلفات خاصة عن الدولة الفاطمية ومما يذكر ان المقريزي من الفاطميين الا انه لم يكن على هذا المذهب ولذلك لما تكلم عن الدولة الفاطمية لم يتكلم عنها بكلام قاس تستحقه قيل لانه ينتمي اليهم الى نفس الفاطميين الا انه في معتقده على مذهب الحق وله كتاب في التوحيد وهو مشهور معروف في التاريخي وغيره وله الخطط المقريزية وله التاريخ وغير ذلك فانصح من لم يكن له اطلاع على عقيدة هذه الدولة ان يرجع الى كتب المتحدثة و الطائفة القرموطية القرامطة الذين قتلوا الناس في الحرم المكي رموهم في بئر زمزم على مذهب الفاطميين والطوائف المنحرفة في الهند المهرة هم على نفس هذا المذهب الباطني ومن احب ان يعرف احوال الفرق فليرجع الى الكتب التي تتحدث عن الفرق وانصح بقراءة كتاب الفرق بين الفرق للبغدادي وكتب من سبقه ممن تحدثوا عن الفرق وفيها ما يضيء جوانب المعرفة ويوضح المناهج الضالة ولولا ان هذا الاسلام من عند الله لمحت انواره بسبب كثرة من تعرض له فان اهل الكفر من اهل الكتاب على مختلف اصنافهم ومن الوثنيين على مختلف اشكالهم يتفق بعضهم مع بعض في حرب الاسلام ويأبى الله الا ان يظهر نوره وهو جل وعلا الفعال لما يريد ونسأله ان يضيء بصائر المسلمين ويهديهم ويرزقهم التمسك بدين الاسلام والدعوة اليه. انه مجيب الدعاء وبارك الله في السائل وان لم اشبعوا الموضوع كما ينبغي وانما حسبي انني اعطيته بعض الاشارات