المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الثامن والستون عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خبيثة متفق عليه قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه اشتمل هذا الحديث على الحث على اختيار الاصحاب الصالحين والتحذير من ضدهم ومثل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بهذين المثالين مبينا ان الجليس جميع احوالك معه وانت في مغنم وخير كحامل المسك الذي تنتفع بما معه من المسك اما بهبة او بعوض واقل ذلك مدة جلوسك معه وانت قرير النفس برائحة المسك فالخير الذي يصيبه العبد من جليسه الصالح ابلغ وافضل من المسك الاظفر فانه اما ان يعلمك ما ينفعك في دينك ودنياك او يهدي لك نصيحة او يحذرك من الاقامة على ما يضرك فيحثك على طاعة الله وبر الوالدين وصلة الارحام ويبصرك بعيوب نفسك ويدعوك الى مكارم الاخلاق ومحاسنها بقوله وفعله وحاله فان الانسان مجبول على الاقتداء بصاحبه وجريسه والطباع والارواح جنود مجندة يقود بعضها بعضا الى الخير او الى ضده واقل ما تستفيده من الجليس الصالح وهي فائدة لا يستهان بها ان تنكف بسببه عن السيئات والمعاصي رعاية للصحبة ومنافسة في الخير وترفعا عن الشر وان يحفظك في حضرتك ومغيبك وان تنفعك محبته ودعاؤه في حال حياتك وبعد مماتك وان يدافع عنك بسبب اتصاله بك ومحبته لك وتلك امور لا تباشر انت مدافعتها كما انه قد يصلك باشخاص واعمال ينفعك اتصالك بهم وفوائد الاصحاب الصالحين لا تعد ولا تحصى وحسب المرء ان يعتبر بقرينه وان يكون على دين خليله واما مصاحبة الاشرار فانها بضد جميع ما ذكرنا وهم مضرة من جميع الوجوه على من صاحبهم وشر على من خالطهم فكم هلك بسببهم اقوام وكم قادوا اصحابهم الى المهالك من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون ولهذا كان من اعظم نعم الله على العبد المؤمن ان يوفقه لصحبة الاخيار ومن عقوبته لعبده ان يبتليه بصحبة الاشرار صحبة الاخيار توصل العبد الى اعلى عليين وصحبة الاشرار توصله الى اسفل سافلين صحبة الاخيار توجب له العلوم النافعة والاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة وصحبة الاشرار تحرمه ذلك اجمع ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع سبيلا يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا