اخونا يقول من المعلوم ان الجن والانس مكلفان. كما في قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وكما في قوله تعالى قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن. فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به. اخونا بعد سرد هذه الاجزاء من الايات يقول على اي طريقة كان يتعبد الجن. ذلك انهم خلقوا قبل ادم فكيف كانت عبادتهم قبل اولي العزم من الرسل؟ الذي نعلمه من الشرع انهم مخاطبون بما خطب به الانس من الشرائع الا ما استثني مما لا نعلمه فلهم اشياء تخصهم لا نعلمها. والنبي صلى الله عليه وسلم اجتمع بهم وبلغهم اشياء عليه والسلام فلا نعلم شيئا يخصهم دوننا فالاصل انهم مكلفون بما كلف به الانس صلاة وغيرها الا ما استثناه الشارع في حقهم مما لا نعلم. ونقول ما ما كلفوا به وخصهم الله به مما لا مما لا نعلمه الله الذي يعلمه سبحانه وتعالى وهو سائلهم عنه جل وعلا. اما ما اقول لسبابه جميعا وهم مسؤولون عنه ايضا وقد انزل الله سورة الرحمن وخطبهم فيها جميعا مع الانس في بعد كل اية وباي الاء ربكما تكذبان فهم مسؤولون ومكلفون وموعودون بالجنة والنار. مطيعوهم في الجنة وعاصيهم في النار. كما قال عز وجل وان منا مسلمون ومن القاسطون فمن اسلم فاولئك تحرى واشهد واما القاسطون فكانوا لجهنم حطباء وقال قبل ذلك وان منا الصالحون منا دون ذلك. مم. فهم فيهم الصالحون وفيهم المبتدعة. وفيهم الكفار وفيهم السلف كالانس. فليس لنا ان نقول على الله بغير علم الاصل انهم مكلفون بما كلفنا به الا ما استثناه الشارع فيما بينه وبينهم واعلمهم به مما لا نطلع عليه. والله علمه الى الله سبحانه وتعالى. وعليه من يؤدوا ما اوجب الله عليهم. ومن قصر منهم فله حكم المقصرين من كفر او عصيان ان كفرا فكفر وان كان اسلاما فعصيان وهو ايضا مجزي بعمله يوم القيامة كما دلت عليه سورة الرحمن وسورة الجن والله سبحانه وتعالى اعلم. نعم