بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين فالصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين ومن هذه الحكم تطهير المؤمنين من ذنوبهم وتخريص صفهم من المنافقين وليهلك الكافرين ويمحوهم ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين اظننتم ايها المؤمنون انكم تدخلون الجنة دون ابتلاء وصبر يظهر به المجاهدون في سبيل الله حقيقة والصابرون على البلاء الذين يصيبهم فيه ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون ولقد كنتم ايها المؤمنون تتمنون لقاء الكفار لتنالوا الشهادة في سبيل الله كما نالها اخوانكم في يوم بدر من قبل ان تلاقوا اسباب الموت وشدته طه قد رأيتم في يوم احد ما تمنيتم وانتم تنظرون له عيانا ولما شاع في الناس يوم احد ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل انزل الله معاتبا من قعد من المؤمنين عن القتال بسبب ذلك فقال وما محمد الا ارسول قد خلت من قبله الرسل افإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين وما محمد الا رسول من جنس من سبق من سبقه من رسل الله الذين ماتوا او قتلوا افان مات هو او قتل ارتدتم عن دينكم وتركتم الجهاد ومن يرتد منكم عن دينه فلن يضر الله شيئا اذ هو القوي العزيز وانما يضر المرتد نفسه لتعريضها لخسارة الدنيا والاخرة وسيجزي الله الشاكرين له احسن الجزاء بثباتهم على دينه وجهادهم في سبيله اذا ربنا جل جلاله يبتلي العباد بالطاعات ويبتليهم بالمحن فالانسان لما يعمل ما مراد الله انما ينفع نفسه واذا خالف في ذلك فانما يظر نفسه وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين وما كانت نفس لتموت الا بقضاء الله بعد ان تستوفي المدة التي كتبها الله وجعلها اجلا لها لا تزيد عنها ولا تنقص ومن يرد ثواب الدنيا بعمله نعطه بقدر ما قدر له منها ولا نصيب له في الاخرة. ومن يرد بعمله ثواب الله في الاخرة نعطيه ثوابها وسنجلس شاكرين لربهم جزاء عظيما اذا ربنا جل جلاله هو الذي يعطي وهو الذي يمنع وبيده كل شيء وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا. والله يحب الصابرين وكم من نبي من انبياء الله قاتل معه جماعات من اتباعه كثيرا. فما جبنوا عن الجهاد لما اصابهم من قتل وجراح في سبيل الله وما ضعفوا عن قتال العدو وما خضعوا له بل صبروا وثبت والله يحب الصابرين على الشدائد والمكاره في سبيله وحقيقة هذه الاية الكريمة والله يحب الصابرين ولست من كل مسلم ان يكون صابرا على طاعة الله بان يأتيها كما هو المراد وان يكون صابرا عن الحرام فيتركه لاجل وجه الله ويكون صابرا على المقدورات المؤلمة وان يكون صابرا على من حوله من اهل بيته وان يستحضر المرء انه بصبره ينال الاجر العظيم وانه بصبره ينال محبة الله تعالى وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين وما كان قول هؤلاء الصابرين لما نزل بهم هذا البلاء الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وهكذا ينبغي على الانسان ان يهتم بذنبه فيأتي بالطاعات والمحبوبات لله لاجل ان يكفر عنه ذنبه وتجاوزنا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وتجاوزنا الحدود في امرنا. وثبت اقدامنا عند ملاقاة عدونا وانصرنا على القوم الكافرين بك فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة. والله يحب المحسنين فاتاهم الله ثواب الدنيا بنصرهم والتمكين لهم. واتاهم الثواب الحسن في الاخرة بالرضا عنهم والنعيم المقيم في جنات النعيم والله يحب المحسنين في عبادتهم ومعاملتهم من فوائد الايات الابتلاء سنة الهية يتميز بها المجاهدون الصادقون الصابرون من غيرهم يجب ان لا يرتبط الجهاد في سبيل الله والدعوة اليه لاحد من البشر مهما علا قدره ومقامه اعمار الناس واجالهم ثابتة عند الله تعالى لا يزيدها الحرص على الحياة ولا ينقصها الاقدام والشجاعة تختلف مقاصد الناس ونياتهم فمنهم من يريد ثواب الله ومنهم من يريد الدنيا وكل سيجازى على نيته وعمله. اذا العمل والنية ينبغي على الانسان ان يلحظه غاية اللحظ لينجو بين يدي الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. اللهم سلمنا وسلم منا وسلم قلوبنا عما لا تحبه يا ارحم الراحمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته