والله اعلم المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث التاسع والستون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين متفق عليه قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لبيان كمال احتراز المؤمن ويقظته وان المؤمن يمنعه ايمانه من اقتراف السيئات التي تضره مقارفته وانه متى وقع شيء منها منه فانه في الحال يبادر للتوبة والانابة ومن تمام توبته ان يحذر غاية الحذر من ذلك السبب الذي اوقعه في الذنب كحال من ادخل يده في جحر فلدغته حية فانه بعد ذلك لا يكاد يدخل يده في ذلك الجحر لما اصابه فيه اول مرة وكما ان الايمان يحمل صاحبه على فعل الطاعات ويرغبه فيها ويحزن لفواتها فكذلك يزجره عن مقارفة السيئات وان وقعت بادر الى النزوع عنها ولم يعد الى مثل ما وقع منه وفي هذا الحديث الحث على الحزم والكيس في جميع الامور ومن لوازم ذلك تعرف الاسباب النافعة ليقوم بها والاسباب الضارة ليتجنبها ويدل على الحث على تجنب اسباب الريب التي يخشى من مقاربتها الوقوع في الشر برا وعلى ان الذرائع معتبرة وقد حذر الله المؤمنين من العود الى ما زينه الشيطان من الوقوع في المعاصي فقال يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم ام مؤمنين ولهذا فان من ذاق الشر من التائبين تكون كراهته له اعظم وتحذيره وحذره عنه ابلغ لانه عرف بالتجربة اثاره القبيحة وفي الحديث الاناة من الله والعجلة من الشيطان ولا حليم الا ذو عثرة ولا حكيم الا ذو تجربة