السودان يقول لدينا امام يصلي بنا الجمعة وباقي الاوقات. ولكنه يطيل بنا الخطبة والصلاة. وكثيرا ما نبهناه وعلى هذا الموضوع فابى ان يستجيب. ونصحناه عدة مرات فلم يستجب ايضا فبماذا توجهوننا وتوجهون ولانه يحتج بان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطيل باصحابه الصلاة والخطبة ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان قصر خطبة الرجل وطول الصلاة مئنة من فقهه وبعض الناس اذا استلم المنبر جاءنا يتكلم من هنا وهناك وربما امضى ساعة او قريبا من الساعة وفي الناس من يحزبه البول ويضايقه الجلوس وتشتد عليه الام مفاصله ويحرج ان تحرك خشي ان يكون الاغرى وان صبر صبر على مضض وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا ام احدكم الناس فليخفف فان فيهم الضعيف والكبيرة ولا الحاجة ولكن المقصود بهذا التخفيف التخفيف الذي لا يخل بامر العبادة ولا يذهب ببهائها وبركتها ولا يجعلها عبادة مستخفا بها اما اذا كان هذا الخطيب من النوعية الذين اذا استلموا منبر ترسله في الكلام وسرد القصص والحديث عن الاخرين والتحدث عن مشاكل البلدان بلد كذا وبلد كذا هذا يسيء الى جماعة مسجده بمضايقتهم ومللهم من الخطبة. الاصل في خطبة الجمعة انها تذكير ودعوة وهي وصفها الله بانها ذكر الله اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله هي ذكر لله ذكر لما يقرب الى الله وتحضن وحثم على الاخذ به وذكر لما يغضب الله وتحذير للناس من الوقوع فيه دون اطالة وكلما كان الانسان قاصر الخطبة على القدر الذي تحتاج اليه الامة في هذا المسجد الذي يخطب فيه كلما كان اقرب الاتصاف بالفقه وان يتحقق فيه قول نبي الله فان قصر الخطبة وطول الصلاة الصلاة مأنة من فقه الرجل. لكن ما معنى قصر الصلاة انه ليس قصر الذي يشعر المأموم تعب في سرعة السير ورا الامام لا يركع الا وقد سبقه رافعا ولا يرفع الا وقد سبقه ساجدا لا وانما القصر ان يكتفي بقراءة سبح اسم ربك الاعلى مع الفاتحة في الاولى وهل اتاك حديث الغاشية في الثانية وربما في بعض الاوقات يقرأ في الاولى سورة الجمعة سبحوا لله وفي الركعة الثانية سورة المنافقون. اذا جاءك المنافقون وان قرأ في بعض الاوقات النادرة غير ذلك فلا بأس وكان النبي يكثر صلى الله عليه وسلم من قراءة سبح الركعة الاولى من الجمعة وهل اتاك حديث الغاشية في الركعة الثانية؟ والاقتداء به هو الخير والبركة والسلامة والله اعلم