المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثامنة والستون. ذكر الاوصاف المتقابلات يغني عن التصريح بالمفاضلة اذا كان الفرق معلوما. وهذه القاعدة في القرآن اعاني كثير يذكرها في المقامات المهمة كالمقابلة بين الايمان والكفر والتوحيد والشرك وبين الهية الحق والهية ما سواه. فيذكر الاوصاف التي يعرف العقل بالبداهة التفاوت بينها. مما يدع التصريح بالمفاضلة الى العقل. قال تعالى اارباب متفرقون خيرا ينعم الله الواحد القهار. وقال تعالى والايات التي بعدها. وقال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل. هل يستويان مثلا وقال تعالى مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع هدي يستويان مثلا. فقال تعالى اانتم اعلم ام الله؟ وقال تعالى اللهم اذن لكم ام على الله تفترون وقال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال مثلها امن هو قانتون اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. فهذه المواضع ترك القسم الاخر كما ترك التصريح بالمفاضلة لعلمه من فقوله امن هو قانت اناء الليل الى اخرها يعني كمن ليس كذلك والايات في هذا المعنى كثيرة وهو من بلاغة القرآن واسلوبه العجيب. كقوله افمن يمشي مكبا على وجهه اهداء من يمشي سويا على صراط مستقيم. ولما ذكر اوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم الداعي وما يدعو اليه واعظم الناس معارضة له قال وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين فستبصر ويبصرون بايكم المفتون. وقال لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. وقال قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمنوا ومن شاء فليكفر. وذلك انه اذا اذا ميزت الاشياء تمييزا تاما وعرفت مراتب في الخير والشر والكمال والنقص. صار التصريح بعد ذلك بالتفضيل لا معنى له والله اعلم