باب في النصيحة. قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة. وقال تعالى اخبارنا النوح صلى الله عليه وسلم وانصح لكم وعن هود صلى الله عليه وسلم وانا لكم ناصح امين. واما الاحاديث الاول عن ابي رقية تميم بن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين والنصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم. الثاني ابن عبد الله رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. متفق عليه. الثالث عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. متفق عليه. وبالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الايات مع الاحاديث الثلاثة كلها تعلقت بالنصيحة هو ان الواجب على المسلمين فيما بينهم التناصح والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق لان هذه الدار هي دار العمل. دار التواصي بالحق دار التناصح دار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اما الاخرة فهي دار الجزاء على الاعمال فالواجب على جميع المسلمين ان يتناصحوا وان يتعاونوا على البر والتقوى وان يحرص كل واحد على صلاح غيره. وهداية غيره ونجاة غيره لان المسلم اخو المسلم قال تعالى انما المؤمن اخوة فاصلحوا بين اخويكم فالمؤمنون اخوة يجب بينهم التناصح والتعاون على البر والتقوى والتآمر بالمعروف والتنهي عن المنكر كما قال عز وجل والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمر بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم. يرحمهم بهذه الاعمال بما بينهم من الولاء والمحبة في الله والتعاون على الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وادى الله وترك محارم الله بهذه يرحمهم جل وعلا قال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر التواصي بالحق والنصيحة والتناصح هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو داخل في قوله وتعاونوا على البر والتقوى نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام لقومه وانصح لكم ويقول لقومه وانا لكم ناصح امين وهكذا جميع الرسل كلهم نصحوني امم بهم وادوا الرسالة وبلغوها خير بلاغ هكذا اتباعهم من المؤمنين يجب ان يؤدوا هذه النصيحة وان يجتهدوا فيها لعل الله يحصل بذلك على ايديهم هداية الكثير قال النبي صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فائدة ويقول صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى كان له من اجر مثل اجور من تبعه لا ينقصه من اجورهم شيئا نعمة عظيمة ويقول صلى الله عليه وسلم لعلي لما بعثه الى خيبر من اليهود لا ان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حبر النعم الانسان في بذله النصيحة والدعوة الى الله والتوجيه له خير عظيم وله اجر عظيم ولهم مثل اجور من يهديه الله على يهديه وان كثروا اذا هدى الله على يده مئة لها من اجورهم. هدى الله على يد الف له مثل اجورهم هدى الله على يده الوف له مثل اجورهم اذا قال لهذه يا عبد الله بلغ ان عقل والديه يا عبد الله اتق الله. بر والديك حقهم عظيم فاتق الله في احسان اليهم اذا نفعت النصيحة صلى الله به واجره واذا قال له يا عبد الله لا تكاسل عن الصلوات بادر اليها حافظ عليها في الجماعة لا تكن مثل المنافقين الذين يتكاسلون عنها كما قال عنهم سبحانه ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يحذرهم ولا شك مثلهم بادر الى الصلاة في الجماعة في المساجد فان هداه الله على يديه صلى مثل اجره فيرى اذا تدخن او يشرب الخمر او يحلق لحيته ينصحه تقول لها اتقي الله يا عبد الله هذا لا يجوز. انا والله لك ناصح. الرسول نهى عن هذا. الله حرم هذا. فاذا هداه الله وتاب على يديه ظل مثل اجره هكذا اذا كان يبخل بالزكاة او يتهم بذلك ينصح توجه الى الخير فاذا قبل النصيحة صل الناصح مثل اجره في ادائه الزكاة وهكذا اذا كان من في صيام رمظان يخل به او ببعظه ونصحه ثم هداه الله على يديه له مثل اجره وهكذا اذا كان يستطيع الحج ولم يحج ثم نصحه شجعنا الحج فحج بسبب اسباب النصيحة مثل اجره وهكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة في رواية اخرى كررها ثلاثا الدين من الاصل. قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله عامة لله باداء حقه توحيده والاخلاص له واداء حقه ولكتاب القرآن بالايمان به والعمل بما فيه والاكثار من تلاوته وللرسول بتصديقه والايمان بما جاء به والعمل بشريعته ولاة الامور بالدعاء لهم بالتوفيق والنصيحة لهم والتعاون معهم في الخير كل هذا من النصيحة لهم وعامة المسلمين بتوجيههم للخير وامرهم بالمعروف ونهي عن المنكر وارشادهم الى اسباب النجاة تحذيرهم من اسباب الهلاك كل هذا من النصيحة لعامة المسلمين ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث جرير ابن جرير رضي الله عنه عبد الله البجلي الصحابي الجليل بايعة النبي صلى الله عليه وسلم بيعة معاهدة على اقام الصلاة وعلى ايتاء الزكاة وعلى النصح لكل مسلم والسمع والطاعة في المعروف والنصح لكل مسلم. بيعة معاهدة عاهد النبي صلى الله عليه وسلم انه ينصح لكل مسلم هكذا ينبغي المؤمن ان ينصح لاخيه واخوانه في كل شيء ومن ذاك المعاملة اذا كان يبيع ويشتري معهم لا يكذب ولا يخون في المعاملة ولا يغش في المعاملة ويكون امينا في المعاملة لا كذب ولا غش ولا خيانة ولا ايمان كاذبة بيع الاخ لاخيه من المحب لمحبوبه لا يغشه ولا يخونه ولا يكذب عليه هذه النصيحة في المعاملة وهكذا في جميع الامور يصح في الشرك شيء كونه شريك له ينصح كونه وكيل لله ينصح كون عامل عنده ينصح هكذا في جميع الاحوال بائعة النبي صلى الله عليه اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم سواء كان تعرفه ولا ما تعرفه؟ كل مسلم عربي اعجمي بدوي حظري فقيه غني ذكر انثى ان تنصح لكل مسلم في اي معاملة والحديث الثالث يقول صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ومن ذلك النصيحة كما تحب ان تنصح وان توجه الى الخير وان ترشد الى ما ينفعك فانت كذلك تفعل هذا مع اخيك كما تحب انك تكون جيدا وان يتيسر لك من يعينك وينصحك ويوجهك فانت كذلك مع اخيك تحب له الخير وتكره او شر وتنصحه اذا رأيت منه خطأ وخللا وتعينه على الخير كما قال ربك جل وعلا وتعاونوا على البر والتقوى ويقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته متفق على صحته اي حاجة حاجته في قرض في شفاعة عنه في اي شيء ينفعه مما اباح الله كان الله في حاجته الجزاء من جنس العمل ويقول صلى الله عليه وسلم والله في هذا العبد ما كان العبد في عون اخيه قبلها يقول صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستر الله دنيا واخرة ومن يسر على معسر يسر الله في الدنيا والاخرة والله في عون عون ما كان انتم في عون اخيه كلمة جامعة وفق الله الجميع