بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين. وصفوة الله من خلقه اجمعين صلى الله ربي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اخوة الاسلام فمن رحاب البيت الحرام ينعقد هذا المجلس الاسبوعي التاسع والستون بعون الله تعالى وتوفيقه من مجالس مدارستنا لكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه واله وسلم للامام شمس الدين ابي الله ابن القيم رحمه الله تعالى المنعقد في هذا اليوم الخميس ليلة الجمعة السادسة عشر من شهر شوال سنة الف اربعمائة وخمسة واربعين من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وجاء ان يكون لنا في مجلسنا المبارك هذا في الليلة المباركة هذه. وفي البيت الحرام المبارك هذا من صلاتنا وسلامنا على نبي الامة وشفيعها واسوتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكون لنا ذخرا في المعاد واجرا عظيما تعظيما وثقلا في الميزان. وصلوات مضاعفة من ربنا الكريم الرحمن جل في علاه. صلوا على خير الانام محمد لتزول عنكم شقوة الاحزان صلوا عليه واكثروا ثم ابشروا بجواره في جنة الرحمن اللهم صلي وسلم وبارك عليه. وقف بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية ايها الكرام في ذكر المصنف رحمه الله تعالى لسياق هديه في الصلوات صلى الله عليه وسلم. مضى الحديث عن التشهد الاخير الفاظه وصيغه. ومعنى عباراته ثم ما يتعلق ايضا بجلسة المصلي في التشهد وكيفيتها. وصولا الى ختام صفة الصلاة بفوائد يذكرها المصنف رحمه الله تعالى كذكر الادعية المشروعة في الصلاة ومواضعها وتسليمه صلى الله عليه وسلم في ختام صلاته. وهذا هو الموضع الذي نستأنف منه لقاء الليلة سائلين الله التوفيق والسداد والهداية والرشاد والعلم النافع والعمل الصالح بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله واما المواضع التي كان يدعو فيها في الصلاة فسبعة مواطن. هذه فائدة المواضع التي يشرع فيها الدعاء داخل الصلاة حصرها المصنف رحمه الله بسبعة مواضع. وهو كقوله رحمه والله فيما سيأتينا لاحقا ان شاء الله في هدي النبي عليه الصلاة والسلام في المناسك حيث قال هناك فقد تضمنت حجته ست وقفات للدعاء وعددها في الصفا وعند المروة وفي الوقوف بعرفة وفي المبيت بمزدلفة. وعند الجمرة الاولى وعند الجمرة الثانية بمنى وهذا النوع من الجمع والتقعيد لايراد الفوائد مفيد في ضبط المسائل. الصلاة كلها دعاء. بل اصل معنى الصلاة في اللغة هو الدعاء لكن المقصود هنا الدعاء الاصطلاحي الذي يلهج فيه العبد برفع مطالبه وحاجاته الى ربه جل وعلا وعلى قال عدد المواضع في الصلاة التي يدعو فيها المصلي دعاء طلب ومسألة من الله عز وجل تأتي في سبعة مواطن فيسردها وفيها فوائد في ثناياها احسن الله اليكم. قال رحمه الله احدها بعد تكبيرة الاحرام في محل الاستفتاح وهذا معلوم. هذا اول المواضع وهو دعاء الاستفتاح. بعد تكبيرة الاحرام. وهذا اول مواضع الدعاء داخل الصلاة نعم هو استفتاح لكنه دعاء. فانت تقول فيه اللهم وتسأله سبحانه خصوصا في بعض صيغه التي يأتي فيها دعاء طلب. اه وانت تقول في عدد من تلك الصيغ سائلا ربك عز وجل اللهم باعد بيني وبين خطاياي. كما باعدت بين المشرق المغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الايظ من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. فهذا دعاء وهو اول في الصلاة بعد تكبيرة الاحرام الثاني قبل الركوع وبعد الفراغ من القراءة في الوتر والقنوت العارض في الصبح. ان صح عنه ذلك فان فيه دعاء الوتر الذي يأتي قبل الركوع. فان الثابت في موضع القنوت في الوتر له موضع احدهما قبل الركوع والثاني بعده وكلاهما صحيح. ثابت في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيجوز لمن صلى الوتر اذا اراد ان يقنت ان يقنت قبل الركوع كما يجوز له ان يقنت بعد الركوع ايضا. وان كان الثاني اشهر واكثر اكثر ورودا في السنة وعليه عمل اكثر المصلين ائمة ومنفردين ان يجعلوا دعاء القنوت في الوتر بعد الرفع من الركوع لكن لو جعله قبل الركوع جاز ذلك. كيف ومتى؟ اذا فرغ من قراءة السورة بعد الفاتحة اذا كانت سورة الاخلاص مثلا فاذا فرغ منها ولم يكن له كفوا احد يكبر وهو قائم. الله اكبر ولا يركع بل يشرع في الدعاء فاذا فرغ من دعاء القنوت كبر وركع. وهذا صحيح ثابت. فاذا هو احد مواضع الدعاء التي ثبتت في الصلاة. نعم ليس في كل صلاة انما هو في قنوت الركوع في قنوت الوتر الواقع قبل الركوع في بعض الصفات. ولهذا قال قبل الركوع وبعد الفراغ من القراءة في الوتر يعني ليس في كل صلاة ثم عطف على ذلك فقال والقنوت العارض في الصبح ان صح عنه ذلك فان فيه نظرا القنوت في صلاة الفجر سنة عند الشافعي. رحمه الله ولما ثبت من بعض الادلة بفعله صلى الله عليه وسلم. وسيأتي المصنف في كلامه انه ان فعله المصلي احيانا تركه احيانا كان اقرب الى تطبيق السنة واوفق فاذا قنت في الصبح لامر عارض ليس القنوت الدائم فكان احد مواضعه ايضا قبل الركوع. قال المصنف بالقيد الذي ان صح عنه ذلك فان فيه نظرا يشير الى تضعيف بعض اهل العلم للحديث الوارد فيه احسن الله اليكم. قال رحمه الله الثالث بعد الاعتدال من الركوع. كما ثبت ذلك في صحيح مسلم بعد الاعتدال من الركن من رفع رأسه قائلا سمع الله لمن حمده. ربنا ولك الحمد. هذا حمد او دعاء هو حمد فكيف عده المصنف رحمه الله موضعا من مواضع الدعاء لما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن ابي اوفى رضي الله عنه في احدى روايات صيغ الحمد بعد الرفع من الركوع ان يقول في اخره اللهم طهرني من والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس او من الوسخ. اذا هذا دعاء ولصحة ثبوته بعد الحمد عد ذلك من مواضع الدعاء ايضا. نعم قال الثالث بعد الاعتدال من الركوع كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن ابي اوفى رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملئ الارض وملئ ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد. اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الوسخ الرابع في ركوعه كان يقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. هذا رابع المواطن وهو الركوع في صل بالركوع وان كان الركوع في ذاته ليس من مظان الدعاء في الصلاة. بخلاف السجود كما سيأتي الا ان الذكر الواردة في الركوع الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم. انه كان يكثر منه كما في حديث امنا عائشة رضي رضي الله عنها كان يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي اللهم اغفر لهذا ما هو هذا دعاء يسأل الله المغفرة. فعد هذا ايضا من مواضع الدعاء. بل كما قالت رضي الله عنها ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بعد ان نزلت عليه اذا جاء نصر الله والفتح الا كان يكثر ان يقول في ركوعها وجودها سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. فاذا عد هذا من مواضع الدعاء لثبوت دعائه بالمغفرة عليه الصلاة والسلام ضمن اذكار الركوع وقد تقدمت احسن الله اليكم قال رحمه الله الخامس في سجوده. وفيه كان غالب دعائه. هذا الاصل في مواضع الدعاء في ولا ان يكون في السجود. لقوله صلى الله عليه واله وسلم كما في صحيح مسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد قال فاكثروا الدعاء وجل ادعيته عليه الصلاة والسلام الواردة في الصلاة انما هي في السجود. ولانه دل على ذلك بقوله وفعله عليه الصلاة والسلام. اذا هذا ليس فقط من مواضع الدعاء في الصلاة. بل من اعظمها واوسعها واكثرها فيما يتضمنه تتضمنه اركان الصلاة من الدعاء ان يكون في السجود. خاصة من بين سائر اركان الصلاة احسن الله اليكم. قال رحمه الله السادس بين السجدتين. وما يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني واجبرني وارزقني وارفعني. هذه سبعة مطالب يذكرها في جلسته بين السجدتين. وهي دعاء خالص يسأل فيها العبد ربه تلك المطالب العظام قال رحمه الله السابع بعد التشهد وقبل السلام. وبذلك امر في حديث ابي هريرة وحديث فضالة ابن وبذلك امر في حديث ابي هريرة وحديث فضالة ابن عبيد وحديث فضالة ابن عبيد وامر ايضا بالدعاء في السجود. اما امره بالدعاء في السجود فقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء. ولعل المصنف رحمه الله فاتته الجملة عند عده في السجود ضمن المواضع فاستدركها هنا. اما اخر مواضع الدعاء في الصلاة قبل السلام فهو بعد التشهد. وقبل ان ينصرف المصلي ويسلم من صلاته وهذا موضع يفوت المصلين كثيرا فاذا فرغ احدهم من التحيات بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ربما ختم ببعض الدعوات مثل ربنا اتنا في الدنيا حسنة وسلم وهو من المواضع التي يشرع فيها الدعاء بل دل الحديث النبوي على الا يفوت العبد هذا الموضع من الدعاء وان يكون فيه حظ له من رفع مطاه به الى ربه ولذلك حكمة لطيفة سيشير اليها المصنف قريبا. يا كرام اليس من الامور المستحبة للعبد بين يدي دعائه ان يتوسل ان يتذلل ان يتقرب ان يتلطف مع ربه في الدعاء وهذا متحقق في الصلاة في اخر اجزائها قبل مغادرتها. انت قرأت القرآن واقفا وعظمت الله راكعا وحمدته رافعا وعظمته وتذللت اليه ساجدا كل تلك الاركان وقد اديتها كاملة في ركعتين او ثلاث او اربع وانت على وشك المغادرة للصلاة والخروج منها جلست فقلت يا رب وسألته وسألته وطلبت حاجاتك هذا موضع كريم. يستحب للعبد ان يضع فيه مطالبه. وان يرفع فيه حوائج الى من بيده ملكوت السماوات والارض. وهو مناسب جدا وفيه تتحقق الحكمة الشرعية في الدعاء قال عليه الصلاة والسلام وقد علم ابن مسعود رضي الله عنه صفة التشهد قال ثم ليختر من المسألة ما شاء فامر ان هذا موضع ان يتخير العبد ما شاء من الدعاء. واما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي اشار اليه المصنف وقد اخرجه مسلم في الصحيح قال عليه الصلاة والسلام اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع وذكر الامور الاربعة من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات. ومن فتنة المسيح الدجال. هذا دعاء وقد ارشد اليه صلى الله عليه وسلم هذه رواية مسلم زاد النسائي في روايته لحديث ابي هريرة رضي الله عنه بعدما ذكر التعوذ من هذه الامور الاربعة قال ثم يدعو لنفسه ما بدا له هذا موضع دعاء بصريح الاحاديث التي دلت عليه واما حديث فضالة ابن عبيد الذي اشار اليه المصنف هو الاتي ذكره بعد قليل اذا صلى احدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدعو بعد ما شاء. اخرجه الترمذي وصححه انه جاءت روايات للحديث عن ابي هريرة وعن فضالة وعن ابن مسعود رضي الله عنهم جميعا في الاشارة الى هذا الموضع من مواضع الدعاء في الصلاة. الواقع بعد التشهد الاخير وقبل وقبل السلام نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله واما الدعاء بعد السلام من الصلاة المستقبل القبلة القبلة او المأمومين. فلم يكن ذلك من هديه اصلا ولا روي عنه باسناد صحيح ولا حسن واما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر فلم يفعله هو ولا احد من خلفائه. ولا ارشد اليه امته. وانما هو احسان رآه من رآه عوضا. رآه من رآه عوضا من السنة بعدهما. والله اعلم. لما حصل لك مصنف رحمه الله المواضع التي ثبت فيها الدعاء. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل الصلاة نبه على وانشاء كان في عصره ولعله امتد ايضا بعد ولا يزال ربما الى زماننا هذا وهو انه ما ان يفرغ المصلي من صلاته ويسلم الا ويشرع في الدعاء اما دعاء فرديا او جماعيا ان يدعو الامام ويؤمن المأمومون خلفه او ان يدعو جميعهم بصوت واحد او اذا كان منفردا ايضا انشغل بالدعاء بعد الفراغ من الصلاة مباشرة. قال رحمه الله مستدركا. واما الدعاء بعد سلام من الصلاة مستقبل القبلة او المأمومين وهو يتكلم ها هنا عن الامام ما ان يفرغ من صلاته حتى يشرع في الدعاء وهو بعد مستقبل القبلة. او ربما التفت فاستقبل المأمومين فيبدأ بالدعاء قبل الاذكار. قال رحمه الله فلم يكن ذلك من هديه اصلا صلى الله عليه وسلم. ولو روي عنه باسناد صحيح ولا حسد تقدم مرارا يا كرام ان المصنف رحمه الله وهو يتحدث عن الهدي النبوي انما يقصد ما جاءت به الاحاديث وما ثبتت به الروايات وان ذكر بعض الفقهاء تلك المسائل لكنه يتكلم عما يشهد له الدليل. قال ذلك لم يرد فيه دليل صحيح ولا حسن طيب وماذا عن تخصيص هذا الدعاء بفريضتين من الخمس؟ الفجر والعصر حتى هذا. قال واما تخصيص ذلك يعني الدعاء بعد السلام بصلاتي الفجر والعصر فلم يفعله هو ولا احد من خلفائه عليه الصلاة والسلام ولا ارشد اليه امته. قال وانما هو استحسان رآه من رآه. عوضا من السنة بعدهما الضمير يعود الى من النبي عليه الصلاة والسلام وخلفائه. يعني ليس في زمن النبوة ولا ولا في خلافة الخلفاء الراشدين. ولماذا النص على هذين الزمانين؟ اما زمن النبوة فلانه وحي وزمن تشريع واما زمن الخلفاء الراشدين فلقوله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ قال رحمه الله انما هو استحسان رآه من رآه عوضا من السنة بعدهما والله اعلم. سؤال هل معنى ذلك ان الدعاء بعد الصلاة ممنوع لا ليس ممنوعا ولا قصد هذا وسينبه عليه. انما الذي نبه عليه انه ليس من السنة ان ينشغل المصلي بعد فراغه من الصلاة بالدعاء مباشرة انما المشروع له بعد الفراغ من الصلاة الاشتغال بالاذكار الواردة عن رسول الله. صلى الله عليه وسلم. ثم ان كانت له حاجة وبدا له ان يدعو فلا حرج عليه ان يدعو وان يسأل الله فالدعاء لا وقت يحده. وسؤال الله عز وجل باب مفتوح في كل الاوقات لكن جعلوا ذلك بعد السلام مباشرة اولا ثم التزام ذلك بعد كل صلاة ثانيا بحيث كل محل السنة وهي الاذكار الواردة هذا الذي يستدعي تنبيها واستدراكا نبه عليه المصنف رحمه الله تعالى احسن الله اليكم. قال رحمه الله وعامة الادعية المتعلقة بالصلاة انما فعلها فيها. وامر بها فيها وهذا هو اللائق بحال المصلي. فانه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة. فاذا منها انقطعت تلك المناجاة. وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه. فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والاقبال عليه. ثم يسأله اذا انصرف عنه. ولا ريب ان عكس هذا الحال هو الاولى بالمصلي طيب اذا وجه ها هنا توجيها لطيف يقول السنة جاءت بذكر الدعاء داخل الصلاة قبل الفراغ منها. بل بالحث ثم ليختر من المسألة ما شاء او يتخير من المسألة ما شاء. وقوله اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع. ثم يدعو لنفسه بما بدا له السنة جاءت بالحث على الدعاء قبل السلام فان يترك ما دلت السنة على الحث عليه. ويستبدل بما لم تثبت به سنة. هذا ولا شك يعني اقل ما يقال عنه انه مغادرة للتوفيق فيما يرجوه العبد من رجاء اجابة الدعاء ولهذا قال رحمه الله حكمة ذلك ان اللائق بحال المصلي ان يدعو في الصلاة. ولانه امر به عليه الصلاة والسلام وفعله لان المصلي مقبل على ربه ما دام في الصلاة لكن اذا سلم وخرج من الصلاة انقطعت المناجاة وزالت عظمة الموقف بصلاته بخروجه منها. فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والاقبال عليه ثم يسأله اذا انصرف قال ولا ريب ان عكس هذا الحال هو الاولى بالمصلي. يعني ان يسأل الله داخل الصلاة مرة اخرى هل معنى هذا الكلام انه اذا خرج من الصلاة فلا يجوز له ان يدعو لا ليس منعا ولهذا سينبه عليه. نعم قال الا ان ها هنا نكتة لطيفة وهي ان المصلي اذا فرغ يقول ها هنا نكتة لطيفة. كلمة نكتة ليس بالمعنى الدارج اليهم وهي الطرفة التي يضحك منها او تقال في المجالس يتندر بها ويستجلب بها الضحك. النكتة في كلام العلماء معناها الفائدة العلمية الدقيقة الصغيرة اللطيفة التي تحتاج الى تأمل ودقة نظر فيقال فيها نكتة وجمعها نكت. ولربما الف بعضهم بعض المصنفات بمسمى النكت. يعني الفوائد العلمية والدقائق التي يكتبها العلماء ينبهون عليها في مسائل العلم مما يدرسها اهل العلم وطلابهم. قال الا ان ها هنا نكتة لطيفة يريد ان يستدعي انتباهك يقول انتبه معي ها هنا فائدة علمية دقيقة تحتاج الى تأمل. نعم قال الا ان ها هنا نكتة لطيفة. وهي ان المصلي اذا فرغ من صلاته وذكر الله وهلله وسبحه حمده وكبره بالاذكار المشروعة عقب الصلاة استحب له ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك. ويدعو بما شاء ويكون دعاؤه عقب هذه عبادتي الثانية لا لكونه دبر الصلاة فان كل من ذكر الله وحمده واثنى عليه وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم استحب له الدعاء عقب ذلك. كما في حديث فضالة ابن عبيد اذا صلى احدكم يبدأ بحمد الله والثناء عليه. ثم ليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ليدعو بعد ما شاء. قال الترمذي حديث صحيح. نعم. هذا هو الذي نبه عليه رحمه الله. يقول اذا فرغ من الاذكار لان هذا هو الثابت في السنة. اذا فرغ من الصلاة وذكر الله وتهليله وتسبيحه وتكبيره بالاذكار المشروعة عقب الصلاة استحب له ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ويدعو بما شاء. هل هذا التناقض؟ هو قبل قليل يقول لا لا محل للدعاء واذا فرغ من الصلاة لم يرد بهذا دليل ولا سنة صحيحة ولا باسناد حسن. هذا ليس تناقضا. هو قال لك ان الاشتغال بالدعاء بعد السلام عليكم ورحمة الله مباشرة هذا خلاف السنة لكن اذا ادى الاذكار وطبق السنة ووفق اليها. انتهت عبادته. اي عبادة الصلاة باذكارها. فاذا انتهى من الصلاة باذكارها واراد ان يدعو ومن يمنعه لا احد لكن اذا فرغ واراد الدعاء فليأت بادب الدعاء. ما ادبه ان يستفتح بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم. قال ثم يدعو بما احب اذا سيكون عندئذ هذا الدعاء مشروعا بالعبادة الثانية اي عبادة حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. لا لكونه دبر الصلاة. فانه لو حمد الله واثنى عليه وعظم وما هو؟ وتذلل اليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم. كان دعاؤه مستحبا مرجوا فيه الاجابة. في اي ساعة من ليل او نهار في اي مكان ولو وقع بعد الصلاة كان ذلك ايضا مشروعا ولا حرج فهذه موازنة دقيقة نبه عليها المصنف رحمه الله تعالى لبيان ان المشروع من ذلك ما اشار اليه وهو الذي الذي دلت عليه السنة. ودليل ذلك ما اورده من حديث فضالة ابن عبيد رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى احدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ليصلي على النبي صلى الله عليه عليه وسلم ثم ليدعو بعد ما شاء. ومن هنا اخذ العلماء استحباب تقديم هذه الامور قبل الدعاء حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم وهي من جملة اداب الدعاء. هذا ما يتعلق بمواضع الدعاء داخل الصلاة وقد انتهى كلام المصنف فيها في هذا الفصل. وقبل الانتقال الى الفصل الذي يليه بذكر السلام وصيغه احاديثه الواردة فيه اعلموا رعاكم الله ان ما يتعلق بالدعاء في الصلاة وتلخيص ذلك ان الدعاء على نوعين. الدعاء داخل الصلاة على نوعين النوع الاول ادعية او دعوات جاءت الادلة بتخصيصها واستحباب الدعاء فيها ها هنا يدعو المصلي بما يحب ويسأل الله ما شاء وهذا له موضعان في الصلاة وثالث مخصوص. الموضع الاول السجود وتقدم قبل قليل دليله. قوله عليه الصلاة والسلام اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء والحديث عند مسلم رحمه الله في الصحيح. الموضع الثاني بعد التشهد الاخير قبل السلام. وتقدم ايضا قبل قليل ومن ادعته ثم يتخير من المسألة ما شاء. والحديث في الصحيحين. هذان الموضعان ايها المصلون يسأل فيها العبد ربه ما شاء وهي من مواضع الدعاء داخل الصلاة الدعاء المطلق المفتوح. الذي يدعو فيه المصلي بما احب ويسأل الله ما شاء. بل هي من المواضع التي يستحب له فيها الاطالة لو اراد ان يطيل. لان المقام مقام دعاء وربك يريد ان يسمعك. ويحب الله من اذا دعا ان يلح في الدعاء وان يظهر الافتقار والانكسار فلا تعجل وادع الله بما يجري على لسانك وبما يكون في قلبك بما انت محتاج اليه وليسمع منك ربك عز وجل كلما تعلمت من ادب الدعاء حمده جل جلاله والثناء عليه والتذلل بين يديه والتضرع والافتقار. وعرض المسألة بادب وعدم الاعتداء في الدعاء. مظمنا ذلك ايضا صلاتك وسلامك على نبيك صلى الله عليه وسلم هذان موضعان يضاف اليهما موضع ثالث هو قنوت الوتر فانه ايضا من مواضع الدعاء المشروعة. وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم سبطه الحسن ابن علي رضي الله عنهما. كما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات اقولهن في قنوت الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتوليت فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت. وقني شر ما قضيت فانك تقضي ولا يقضى عليك وانه لا يذل من واليت. ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت هذه الثلاثة المواضع يدعو فيها بما احب ويسأل الله فيها ما شاء. هذا النوع الاول من ادعية الصلاة. النوع الثاني من ادعية الصلاة مواضع ورد فيها الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير تطويل اولا وبأدعية مخصوصة فيها ثانيا ولا يسأل فيها العبد حوائجه ومطالبه باطلاق بل بكلمات معدودة وجمل مأثورة الدعاء في هذه المواضع اشبه بالاذكار المقيدة. كدعاء الاستفتاح فانك اذا دعوت ليس موضعا تسأل الله فيه قضاء دينك والرحمة لامواتك وتفريج همك وزواجك ووظيفتك لا موضع دعاء. وان كان دعاء لكنك تدعو بما ورد. وتقتصر فيه على ما ثبت فهو دعاء لكنه مخصوص. ومقيد لا مطلق. هذا من امثلة الادعية من النوع الثاني. ومن امثلته ايضا دعاء الركوع. وقد تقدم فانك تقول سبحانك اللهم ربنا وبحمده اللهم اغفر لي ولا تجعل في ركوعك دعوات كالتي تجعلها في سجودك. ومنها ايضا ولهذا قال البخاري رحمه الله لما اورد الحديث في دعاء الركوع ترجمته بالصحيح بقوله باب الدعاء في الركوع. فجعل هذا دعاء في الركوع وصيغته صيغة دعاء صريح. الموضع الثالث من النوع الثاني من الادعية المقيدة الرفع من الركوع. وقد تقدم انك تقول ربنا ولك الحمد الا ان في حديث عبد الله بن ابي اوفى في اخره ان يقول اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد. اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقي فالثوب الابيض من الوسخ كما عند مسلم في الصحيح. الموضع الرابع للادعية المقيدة بين السجدتين. فانك تقول اللهم اغفر وارحمني واجبرني واهدني وارزقني كما ثبت عنه صلى الله عليه واله وسلم. اذا هذه ادعية كما رأيت ادعية مقيدة هذه اربعة وتلك ثلاثة فالمجموع سبعة هي التي ذكرها المصنف رحمها الله رحمه الله الا انها تقسم على هذين النوعين لتفقه فقه الادعية في الصلاة من حيث المواضع اولا والمواطن التي ثبتت فيها ومن حيث ما يدعى به في تلك مواضع ثانيا ويبقى ها هنا ايضا موضع لم يتطرق اليه المصنف رحمه الله وليس هو مما يتبادر اليه الذهن انه موضع دعاء وهو الدعاء اثناء القراءة في القيام لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه انه صلى مع النبي عليه الصلاة والسلام فقال ما مر رحمة الا وقف عندها فسأل ولا باية عذاب الا وقف عندها فتعوذ. اليس هذا دعاء؟ بلى هذا دعاء وليس في الركوع ولا في الرفع ولا في السجود ولا في الجلوس قبل السلام. بل هو في اثناء القيام في القراءة وهو مما ايتدبر به المصلي كلام ربه حديث حذيفة رضي الله عنه الذي سمعت محمول عند الفقهاء على قيام الليل في صلاة النافلة هو الذي ثبت فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يسأل الله اذا مر باية رحمة سأل واذا مر باية عذاب تعوذ بالله واستعادوا اذا مر باية فيها فضل سأل الله من فضله فقد اتفقوا على مشروعية هذا واستحبابه في النافلة وفي قيام الليل خاصة طيب وفي الفريضة هل يفعل ذلك اجازه بعض العلماء بالقياس على فعله في النافلة عليه الصلاة والسلام. فهذا الموضع من الدعاء ليس مطلقا. بل هو كما سمعت يأتي مقيدا بتلك المواضع التي تقدمت الاشارة اليها. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله محصل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من المواضع التي كان يدعو فيها داخل الصلاة ستة مواطن ثم زاد في اخرها موضعين. عقب تكبيرة احرام وفيه حديث ابي هريرة اللهم باعد بيني وبين خطاياي دعاء الاستفتاح. الثاني في الاعتدال وفيه حديث ابن ابي اوفى الذي تقدم اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد. الثالث في الركوع وفيه حديث عائشة. سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. الرابع في السجود قال وهو اكثر ما كان يدعو فيه وقد امر به. الخامس بين السجدتين اللهم اغفر لي السادس في التشهد. قال وكان ايضا يدعو في وفي حال القراءة اذا مر باية رحمة سأل واذا مر باية عذاب استعاذ. فذكر المواظع التي نص عليها ابن القيم رحمه الله وزاد الموضع الذي هو مع القراءة اثناء القيام. كل ذلك مما يلتمس فيه العبد الدعاء داخل الصلاة. فهي دعوة معشر المصلين. الى ان يكون لاحدنا في رفع حاجاته ودعواته من صلاته نصيب. لان احوالنا اذا احتجنا الى الدعاء اننا نرفع الاكف في الدعاء في اي وقت. ونحن نتخير اوقات الفضيلة كبين الاذان والاقامة مثلا واذا نزل المطر مثلا او في طواف الطائف او المعتمر وبعض الازمنة الفاضلة كثلث الليل الاخير ونحو ذلك انت تجد ان احدنا اذا المت به حاجة واحتاج وافتقر الى الدعاء فاتى المسجد مثلا صلى ركعتين سنة تحية المسجد ثم يجعل بين الاذان والاقامة فرصة يرفع فيها دعواته ويرفع يديه الى الله ويدعو. وهذا حسن. بل هو من المواضع التي تلتمس فيها اجابة الدعاء. لكن ماذا لو جعل تلك الدعوات داخل الركعتين كانت اولى به واحرى لانه داخل الصلاة فهو اقرب مما لو كان خارجها لنفطن فقط الى تلك المواضع التي يشرع فيها الدعاء وعادة ما يعجل المصلي سواء كان في فريضة او نافلة اذا فرغ من التحيات استعجل فسلم ثم رفع يديه طويلا ودعا. ماذا لو اطلت في الجلوس في التشهد؟ وجعلت دعواتك داخلها ثم سلمت وخرجت من صلاتك ان فعل هذا فحسن وان فعل ذاك ايضا فحسن لكنها تطبيق للسنة الواردة في هذا الموضع المبارك في الدعاء نسأل الله عز وجل الكريم من واسع فضله احسن الله اليكم. قال رحمه الله فصل ثم كان صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه السلام عليكم رحمة الله وعن يساره كذلك. ايش يعني كذلك السلام عليكم ورحمة الله. تسليمتان الاولى عن يمينه والثانية عن يساره ان يقول فيها السلام عليكم ورحمة الله. يقول هذا هو الهدي الثابت الذي اخرجه الائمة المحدثون في دواوين السنة في الصحيحين وغيرهما هذا هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم. نعم هذا كان فعله الراتب رواه عنه خمسة عشر صحابيا وهم عبد الله بن مسعود وسعد بن ابي وقاص وسهل بن سعد الساعدي ووائل بن حجر وابو موسى الاشعري وحذيفة ابن اليمان وعمار ابن ياسر وعبدالله ابن عمر وعبدالله ابن عمر وجابر ابن سمرة والبراء ابن عازب وابو مازن الاشعري وطلق بن علي واوس بن اوس وابو رمثة وعلي بن عميرة. هؤلاء خمسة عشر صحابيا قال رحمه الله كل هؤلاء ثبت عنهم واحدا واحدا الحديث الذي وصف فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يسلم تسليمتين انما حشد لك ذلك ليبين لك ان ما وردت به بعض الروايات. من الاقتصار على تسليمة واحدة خلاف هذا العدد الكبير خمسة عشر صحابيا وعند الامام الترمذي في سننه المسماة بالجامع ذكر رواية عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ما ذكرها المصنف وفي الاسماء فيكون المجموع كم؟ ستة عشر. وزاد ابن الملقن رحمه الله في تخريج الحديث ايضا عن واثلة بن الاسقع ويعقوب ابن فصار مجموع الصحابة الذين رووا حديث التسليمتين ثمانية عشر صحابيا رضي الله عنهم جميعا. بغض النظر عن عدد الروايات الصحيحة من هذا العدد والضعيفة منها الا ان كثرة مخارج الحديث كما يقول المحدثون يدل على اصل عظيم في الشريعة مثل مسألتنا هذه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد روي عنه انه كان يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه ايش يعني تلقاء وجهه ليس يمنة ولا يسرى اذا فرغ من التشهد قال وهو هكذا مستقبلا القبلة السلام عليكم ورحمة الله قال روى هذا الحديث او روي هذا الحديث عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها وهو عند الترمذي وابن ماجة وابن حبان وغيره لكن الحديث ضعيف. قال الامام ابو حاتم حديث منكر هو عن عائشة موقوف. وكذلك ضعفه عدد كبير. ومنهم من يروي في الحديث عن سلمة بن الاكوع ولا يصح ايضا عنه رضي الله عنه. نعم. وقد روي وقد روي عنه انه كان يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه لكن لم يثبت ذلك عنه من وجه صحيح واجود ما فيه حديث عائشة انه صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة السلام عليكم يرفع بها صوته حتى يوقظنا وهو حتى يوقظنا. وهو حديث معلول وهو في السنن لكنه كان في قيام الليل. طيب اذا بين نقد الرواية يعني عائشة رضي الله عنها في حديث التسليمة الواحدة. اولا انه لا يصح سنده. ثانيا انه حديث فيه علة كما قال. فبعض رواة حديثي ايضا لا يثبت سماعك زرارة ابن عوفى يروي الحديث عن عائشة كما عند احمد وابي داوود وهو لم يسمع منها رضي الله عنها. ويقول هذا اجود الروايات حديث عائشة وهو بهذا الضعف. فما بالك بغيره من الروايات في التسليمة الواحدة واضعف من ذلك بكثير والرواية عن عائشة رضي الله عنها كان يسلم تسليمة واحدة السلام عليكم يرفع بها صوته حتى يوقظنا. يوقظنا اهل بيته. اذا اي صلاة هي هي صلاة الليل في بيته عليه الصلاة والسلام. نعم قال والذين رووا والذين رووا عنه التسليمتين رووا ما شاهدوه في الفرظ والنفل. فاذا تعارض عندي حديث يثبت انه كان يسلم تسليمتين. مع حديث يروي انه كان يسلم تسليمة وهذا حديث التسليمة ضعيف. ويرويه واحد او اثنان من الصحابة. وحديث التسليمتين يرويه خمسة عشر بل ستة عشر بل ثمانية عشر صحابيا ايهم اقوى وارجح الثاني ولا شك حديث التسليمة الواحدة يروى في صلاة داخل بيته عليه الصلاة والسلام في قيام الليل. وحديث الخمسة عشر او اكثر يروون ما شاء في الفريضة وفي النافلة في الحضر وفي السفر. فايهم ارجح الثاني ولا شك لنثبت ما الهدي الدائم المستمر عنه صلى الله عليه وسلم؟ هذا لاثبات سنة يا كرام لان من اهل العلم من رأى ان حديث التسليمة الواحدة يمكن ان يثبت وان يعضد بعض رواياته بعضا فتكون سنة اخرى ثابتة في التسليم لكن صنف رحمه الله جرى على ما جرى عليه عامة اهل العلم النقد حديث التسليمة الواحدة نعم قال والذين رووا عنه التسليمتين رووا ما شاهدوه في الفرظ والنفل. على ان حديث عائشة ليس صريحا في الاقتصار على تصدمت الواحدة بل اخبرت انه كان يسلم تسليمة يوقظهم بها. ولم تنفي الاخرى بل سكتت عنها. ايش قالت قالت كان يسلم تسليمة واحدة السلام عليكم يرفع بها صوته حتى يوقظنا. طيب هل هذا صريح بين قوسين على فرض صحة حديث عائشة. رضي الله عنها سمعت لفظها ماذا قالت؟ كان يسلم تسليمة واحدة السلام عليكم يرفع بها صوته حتى يوقظنا طيب هل هذا الصريح في انه لا يسلم التسليمة الثانية يمكن ان يفهم ذلك لكنه ليس صريحا لما؟ لانه يمكن ان يقول قائل ارادت ان التسليمة الاولى كانت بصوت مرتفع لاجل ايقاظ اهل كأنها قالت في التسليمة الاولى يرفع صوته ليوقظنا ثم يكمل صلاته على هديه المعتاد والاصرار او اسماع نفسه ولهذا قال على ان حديث عائشة رضي الله عنها ليس صريحا في الاقتصار على التسليمة الواحدة لما هذا الجواب؟ لانه يا كرام مهما امكن حمل الروايات التي يبدو في ظاهرها التعارف مهما امكن حملها على التآلف والتوافق فهو اولى فنمكن ان يقول قائل حديث عائشة رضي الله عنها ايضا فيه تسليمتان. يا اخي ما فيه تسليمتان. هي تقول يسلم تسليمة واحدة. نقول لا قصدها انه يرفع صوته في تسليمة واحدة لا انه يقتصر على تسليمة واحدة جواب قد لا يبدو في غاية الظهور لكنها محاولة. يجمع بها بين حديثها وحديث خمسة عشر او اكثر من الصحابة رضي الله عنهم وقلت لك حمل الروايات بالجمع والتوفيق اولى من جعل بعضها يعارض بعضا ثم نفضوا الى الترجيح وقبول بعضها وترك بعضها الاخر. قال على ان حديث عائشة رضي الله عنها ليس صريحا في الاقتصار على التسليمة الواحدة بل اخبرت انه كان يسلم تسليمة يوقظهم بها. ولم تنفي الاخرى بل سكتت. ما قالت يسلم تسليمة ثانية باسرار ولا قالت لا يسلم تسليمة الثانية فالتسليمة الثانية مسكوت عنها في حديث عائشة رضي الله عنها احسن الله اليكم. قال رحمه الله وليس سكوتها عنها مقدما على رواية من حفظها وظبطها. وهم اكثر عددا واحاديثهم اصح وكثير من احاديثهم صحيحة والباقي حسان قال ابو عمر ابن عبد البر ابو عمر ابن قال ابو عمر ابن عبد البر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يسلم تسليمة واحدة من حديث سعد ابن ابي وقاص ومن حديث عائشة. ومن حديث انس الا انها معلولة لا صححها اهل العلم بالحديث. نقل المصنف رحمه الله هذا النقل عن الامام حافظ المغرب ابي عمر ابن عبدالبر القرطبي رحمه الله تعالى وهو امام محدث فقيه فقال المروي بالتسليمة الواحدة جاء من طريق او من رواية سعد ابن ابي وقاص وعائشة وانس رضي الله يقول الا ان الروايات الواردة في هذا الحديث في التسليمة الواحدة معلولة. لا يصححها اهل العلم بالحديث وقد تقدم اه نقد رواية حديث عائشة رضي الله عنها. نعم قال ثم ذكر علة حديث سعد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة وقال هذا وهم وغلط. وانما الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره ثم ساق من طريق ابن المبارك عن مصعب ابن ثابت عن اسماعيل ابن محمد ابن عن اسماعيل ابن محمد ابن سعد عن عامر ابن سعد عن ابيه انه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن شماله كأني انظر الى خده فقال الزهري ما سمعنا هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له اسماعيل ابن محمد اكل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمعته قال لا. قال فنصفه؟ قال لا. قال فاجعل هذا في الذي لم تسمع هذه قصة لطيفة في سياق حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه والمقصود الان من هذا الشاهد ان حديث عائشة رضي الله عنها في التسليمة الواحدة حديث معلول تقدمت علته. مع الجواب عنه في فرض صحته كيف يجمع بينه وبين الاحاديث الباقية بالتسليمتين. اما حديث سعد فهو ايضا فيه علة وعلته ان بعض طرق الحديث في رواية سعد جاءت فيه تسليمة واحدة. والطرق الاخرى وفيها من هو اوثق كابن المبارك برواية يأتي عن مصعب بن ثابت عن اسماعيل بن محمد بن سعد عن سعد عن عمر بن سعد ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يسلم عن يمينه وعن يساره وان هذا وهو الصحيح في حديث سعد اذا فالطريق التي فيها اثبات التسليمة هو طريق معلول مخالف لما هو اصح منه. ثم ساقها هنا هذا الرواية اللطيفة التي كانت بين الامام الزهري رحمه الله تعالى مع اسماعيل بن محمد بن سعد بن ابي وقاص. حفيد سعد بن ابي وقاص الذي يروي الحديث. قال فيما اخرج ابو عوانة قال اجتمعت انا والزهري. فتذاكرنا حديث التسليمة الواحدة فقال الزهري تسليمة واحدة يعني انكر الامام الزهري وهو من هو يعني حتى قيل ان الامام الزهري رحمه الله كان في زمانه احد ستة يدور عليها احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في الدنيا كلها فما لا يعرفه هؤلاء الذين جمعوا الرواية وحفظوا واستوعبوا يكون غالبا اما ضعيف او لا يعرف. فلما تذاكر اسماعيل ابن محمد ابن سعد ابن ابي وقاص مع الامام الزهري. وكانت مذاكرة من يجلس بعضهم الى بعض فيحدث كل بما معه من الرواية حديث قال فتذاكرنا تسليمة واحدة فقال الامام الزهري تسليمة واحدة مستنكرا لها وانه لا يعرفها رواية ثابتة فقال اسماعيل ابن محمد حفيد سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه فقال قلت انبأنا ابن ابي اسحاق احدث بها عليك حدثني عامر بن سعد بن ابي وقاص عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره فذكر التسليمتين. لكن حديث التسليمة واحدة لما قال الزهري مستنكرا قال ما سمعنا هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له اسماعيل اكل حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ قد سمعته؟ قال لا وهذا هو الحق لا يمكن لاحد ان يدعي انه استوعب وجمع واوعى الاحاديث المرويات قال فنصفه ان لم يكن كله فالنصف؟ قال لا. قال طيب اجعل هذا في النصف الذي ما سمعت انه فاتك وهان احدثك به وقد سمعته وثبت عندي يستند الصحيح. يريد ان اثبات التسليمتين من حديث سعد ثابت وان لم يعرفه امام كبير كالامام الزهري رحمه الله نعم قال واما حديث عائشة. قال واما حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يسلم تسليمة واحدة فلم يرفعه احد الا زهير ابن محمد وحده عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة. رواه عنه عمرو بن ابي سلمة وغيره وزهير بن محمد ضعيف عند الجميع. كثير الخطأ لا يحتج به. وذكر ليحيى بن معين هذا الحديث فقال عمرو بن ابي سلمة وزهير ضعيفان لا حجة فيهما. بعد ان بين العلة في حديث سعد رضي الله عنه في التسليمة الواحدة انتقل الى رواية حديث في عائشة رضي الله عنها وذكر العلة ايضا تفرد زهير ابن محمد عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة بالتسليمة الواحدة هذا مما لا يحتج به ايضا قال واما حديث انس فلم ياتي الا من طريق ايوب السختياني عن انس ولم يسمع ايوب من ولم يسمع ايوب من انس عندهم شيئا سماع ايوب الامام ايوب السختياني رحمة الله عليه من بعض الصحابة متعذر وهو عند المحدثين منقطع كمثل روايته عن انس رضي الله عنه وهذا الحديث ايضا مما رواه عن انس فعد منقطعا لا يتصل به سنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقد روي من مرسل الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يسلمون تسليمة واحدة في الثلاثة الاحاديث المرفوعة حديث عائشة وسعد وانس وكلها معلولة لا يثبت بها صحيح في الرواية. ومع ذلك فمن المرسل ما يروى عن الحسن البصري رحمه الله عن النبي عليه الصلاة والسلام وابي بكر وعمر انهم كانوا يسلمون تسليمة واحدة. والحسن رحمه الله الامام الحسن البصري ما ادركهم ولا صلى معهم فروايته هذه مرسلة والمرسل من الضعيف في الرواية عند المحدثين قال وليس مع القائلين بالتسليمة غير عمل اهل المدينة. قالوا وهو عمل قد توارثوه كابرا عن كابر ومثله يصح الاحتجاج به. لانه لا يخفى لوقوعه في كل يوم مرارا. فغاية ما يمكن ان يستدل به القائلون بجواز قيمتي الواحدة كما قال المصنف رحمه الله تعالى الاحتجاج بعمل اهل المدينة وهو من الادلة التي تفرد بها المالكية في اصول فقه الامام مالك رحمه الله. ولهذا موضع بسط لعلنا نرجعه الى مجلس الجمعة ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله لما يتعلق من التنبيه عليه والاشارة الى معناه في كلام المصنف رحمه الله. انما اراد ان يقول انه ان ضعفت روايات مرفوعة بالحديث بالتسليمة الواحدة فيبقى من الادلة الاستدلال بعمل اهل المدينة وهو ايضا مما لا يسلم به لانه او انما يحتج بعمل اهل المدينة فيما ثبت به العمل زمن النبوة او زمن الخلافة الراشدة. وما كان دون ذلك فليس مما يدخل في الاستدلال بهذا الاصل الذي عد من اصول الفقه التي تبنى عليها مسائله. ولنا معها مجلس وتتمة ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى وما يزال في جمعتكم ليلتها ويومها غدا متسع للاستكثار من الصلاة والسلام على امام هدى وسيد الورى من جلسنا نتدارس هديه عليه الصلاة والسلام. ونتعلم سنته ونستدل دربه في عبادتنا وطريقنا الى ربنا جل وعلا حمل الامانة والرسالة والهدى ما ضل صاحبنا الحبيب وما غوى. صلى عليك الله يا بدر الورى وعليك صلى الله ما نجم الهوى. فاكثروا من صلاتكم وسلامكم على امامكم ونبيكم وشفيعكم يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم رجاء الظفر بمضاعفة الصلوات عشرا من ربنا الكريم وقد وعد عليه الصلاة والسلام. قال فمن صلى علي صلاة صلى الله وعليه بها عشرا. يا ربي فصل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. صل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون وعدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون واجعلنا الهي بكثرة الصلاة والسلام عليه. من اصدق امته له حبا ومن اكثرهم منه يوم القيامة قربى وارزقنا يا ربي الحياة على سنته والممات على سنته. واحشرنا يوم القيامة في زمرته واكرمنا بشفاعته نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين جميعا يا رب العالمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزد علما يا رب العالمين. اللهم اغفر لموتانا وارحمهم رحمة واسعة. واشف مرضانا ومرضى المسلمين وعافي مبتلانا وجميع المسلمين يا رب العالمين اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصل يا ربي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين