بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين. اما بعد فمن المباحث المهمة في علم وصول الفقه مبحث النسخ والنسخ معناه في اللغة النقل او الازالة تقول نسخت الكتاب اي نقلته. وتقول نسخت الشمس الظل اي ازالته والنسخ عند الاصوليين معناه رفع حكم يرعي بدليل شرعي متراخي عنه رفع حكم شرعي بدليل شرعي متراف عنه فلابد ان يكون المرفوع وهو المنسوخ حكما شرعيا فرفع البراءة الاصلية لا يسمى نسخا ولابد ان يكون الرافع وهو الناسخ ايضا حكما شرعيا فرفع الاحكام الشرعية او التكاليف الشرعية الموت مثلا او بالجنون مثلا هذا لا يسمى نسخة ولابد ان يكون الراكع وهو الناسغ متراه عن المنسوخ وهذا يخرج التخسيس اذا بارك الله فيكم النسخ هو رفع حكم شرعي بدليل شرعي متراخ عنه والنسخ لابد له من شروط حتى يتحقق وجوده اول شرط من هذه الشروط ان يكون الناسخ اقوى او مساويا للمنسوب ان يكون الناسخ اقوى او مساويا للمنسوب وبناء على هذا الشرط حصل الخلاف بين الاصوليين هل يجوز ان ينسق القرآن الكريم بالسنة او لا وحصل خلاف ايضا بين الاصوليين هل يجوز ان ينسق المتواتر بالاحاد ام لا واذا اردنا ان نرتب الكلام في هذه القضية فنقول عندنا اربعة اقسام القسم الاول نسخ الكتاب بالكتاب والقسم الثاني نسخ السنة بالكتاب والقسم الثالث نسخ السنة بالسنة والقسم الرابع نشكو السنة والقسم الرابع نسخ الكتاب بالسنة اذا صارت عندنا كم اربعة اقسام نسخ الكتاب بالكتاب نسخ السنة بالكتاب نسخ السنة بالسنة نسخ الكتاب بالسنة وقبل ان نبين اه تفاصيل لهذا التقسيم نضرب مثالا لكل قسم من هذه الاقسام نسخ الكتاب بالكتاب مثاله قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجهم وصية لازواجهم فتاعا الى الحول غير اخراج فهذه الاية تدل على ان المرأة اذا توفي عنها زوجها فانها تعتد حولا كاملا هذه الاية نسخ الحكم الذي تضمنته بقوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرة فنسخت العدة من حول كامل الى اربعة اشهر وعشرة ايام وقد القسم الثاني نسخ السنة بالكتاب نسخ السنة بالكتاب فاستقبال بيت المقدس الثابت بالسنة النبوية في الصلاة نسخ بقوله سبحانه وتعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا فنسخت السنة النبوية في استقبال بيت المقدس في الصلاة باية قرآنية ايضا في سورة البقرة مثال نسخ السنة بالسنة قول النبي صلى الله عليه واله وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها فانها تذكر الاخرة اما مثال نسخ الكتاب بالسنة وهذا فيه خلاف بين الاصوليين كيف تنسخ السنة وهي دون الكتاب. الكتاب اجازه بعض الاصوليين ومنعه اخرون وعلى كل حال حتى من اجازه قالوا انه يجوز في العقل اي يجوز عقلا لكنه لم يقع. وقال بعضهم بل هو واقع ومثلوا له بقوله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم اذا حذر احدكم احدكم الموت حين الوصية يا ايها الذين امنوا ان كتب آآ يا ايها الذين امنوا كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف فهذه الاية تدل على وجوب الوصية للوالدين وللاقارب لكن هذا الحكم الذي تضمنته هذه الاية نسخ بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا وصية لوارث وقد قلت لك ان بعض الاصوليين يقول ان الكتاب لا ينسخ بالسنة. بناء على هذا الشرط ومنهم من قال ان نسخ الكتاب بالسنة. وان كان جائزا عقلا لكنه غير واقع. وقال بعضهم هو جائز عقلا وواقع ومثلوا له بهذا المثال وعلى كل حال الاستطراد في هذا محله المطولات في اصول الفقه اذا تقرر هذا بارك الله فيكم فالاقسام الاربعة مرة اخرى هي نسخ الكتاب بالكتاب ونسكوا السنة بالكتاب ونسخ السنة بالسنة ونسخ الكتاب بالسنة ثم نسق الكتاب بالكتاب ينقسم الى ثلاثة اقسام قد يكون نسخا للتلاوة فقط دون الحكم وقد يكون نسخا للحكم فقط دون التلاوة وقد يكون نسخا لهما اي انه نسخ للحكم والتلاوة معا فنسخوا التلاوة مع بقاء الحكم مثاله نسخ تلاوة اية رجم الزانيين المحصنين فقد كانت اية تتلى في كتاب الله تأمر برجم الزاني والزانية اذا كانا محصنين ثم نسخت تلاوة هذه الاية وبقي الحكم. هذا مثال ما نسخت تلاوته وبقي حكمه والقسم الثاني ما نسخ حكمه وبقي تلاوته ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته. وهذا مثاله ما تقدم في عدة المرأة التي مات زوجها. وانها كانت اعتدوا حولا كاملا فنسخ الحكم فصارت تعتد اربعة اشهر وعشرة وبقيت تلاوة الاية اما القسم الثالث وهو ما نسخ تلاوة وحكما فمثل له او مثاله عند الاصوليين تبوت التحريم بعشر ركعات فقد كان فيما انزل من القرآن ان عشر رضعات معلومات يحرمن اي يثبت بهن التحريم ثم نسخ هذا الحكم تلاوة ونسخ ثم نسخ هذا الامر تلاوة وحكما فصار التحريم بخمس رضعات وهو مذهب الشافعية وايضا نسخت تلاوة هذه الاية اذا عشر ركعات يثبت بهن التحريم بالرضا منسوخ تلاوة ومنسوخ حكما ونسخ السنة بالسنة اما ان تكون سنة متواترة تنساق سنة متواترة فهذا لا اشكال في جوازه واما اذا كان الاحاد ينسخ بالمتواتر الاحد اضعف طبعا من المتواتر متواتر اقوى فايضا لا اشكال في جوازه. لكن هل هل المتواتر ينسخ بالاحاد او لا هذا تقدم الاشارة الى وجود الخلاف في هذه المسألة اذا الشرط الاول من شروط جواز النسخ هو كون الناسخ اقوى او قوم ناسخين اه مساويا للمنسوب الشرط الثاني تعذر الجمع الشرط الثاني تعذر الجمع. ولذلك فيأتي معنا ان شاء الله تعالى عند تعارض النصوص فاذا تعارض نصان عامان او نفصان خاصان فاننا بارك الله فيكم اول شيء نقوم به ان نحاول الجمع بين النصين المتعارضين. طبعا متعارضان آآ في الظاهر ونقوم نقوم بالجمع بين النصين المتعارفين وذلك لان الجمع بين النصين المتعارضين اولى من العمل باحد النصين وترك النص الاخر فان تعذر الجمع وعلم التاريخ فعندنا نص متقدم ونص متأخر فحين اذ يأتي النسخ اذا النسخ مرحلة متأخرة عن مرحلة الجمع فاولا ننظر اذا تعذر الجمع نذهب الى النصف. واذا امكن الجمع فاننا لا نذهب الى النسخ وهذا بارك الله فيكم آآ فيما لم يكن هنالك نص في كونه نسخن اما اذا جاء النص ان هذا الحكم منسوخ بهذا الحكم فحينئذ لا حاجة ان نلتفت الى الجمع بل نذهب الى النسخ مباشرة وذلك لثبوت النص مثلا او لقيام الاجماع مثلا على وجود النسخ في هذه المسألة الشرط الثالث بارك الله فيكم من شروط النسخ كون المنسوخ انشاء ان يكون النص او ان يكون الحكم المنسوخ انشاء انشاء اي امرا او نهيا. يعني فيه الانشاء الكلام ينقسم الى خبر وانشاء فما لا يحتمل الصدق والكذب لذاته هذا الانشاء وما يحتمل الصدق والكذب لذاته هذا يسمى خبرا فلابد ان يكون المنسوخ انشاء الاخبار الماضية لا تنسخ الاخبار الماضية لا يدخلها النسخ. لان نسخ الخبر الماضي تكذيب لهم. يعني مثال لو لو جاءت اية مثلا تقول هكذا ان نوحا عليه الصلاة والسلام لبث في قومه اقام في قومه الف سنة ثم جاءت اية اخرى تقول ان نوحا عليه الصلاة والسلام اقام في قومه خمسمائة سنة. نقول هذا بارك الله فيكم لا يدخله النسخ لماذا؟ لانه خبر ماضي. فالنسخ لا يتعلق بالاخبار الماضية انما يتعلق بالانشاءات اي بنحو امر او نهي ونحوهما وبالتالي اه نقول ان متعلق النسخ هو الانشاءات وليست وليس الاخبار الماضية. لان نسخ الاخبار الماضية تضمنوا تكذيب لاحد الخبرين. اما الخبر الاول واما الخبر الثاني وكلام الله سبحانه وتعالى لا اختلاف فيه ولا وفي البدء اذا الشرط الثالث كون المنسوخ انشاء الشرط الرابع كون الناسخ متأخرا عن المنسوب طهن ناسخ متأخرا عن المنسوخ ان يكون الناسخ متأخرا عن المنسوخ فلابد ان يكون المنسوخ متقدما والناسخ متأخرا طيب بيسأله سائل يقول كيف نعرفه ان الناسخ متأخر عن المنسوخ؟ نقول لمعرفة ذلك طرق مذكور في الحقيبة اربع طرق فريق الاولى الطريق الاجماع اي اذا قام الاجماع على ان هذا النص ناسخ لهذا المصب. اي ان هذا النص كان متأخرا عن هذا النص. فحينئذ نقول هذا الاجماع هذا الاجماع دليل على ان هذا هو الناسخ وان ذاك هو المنسوخ مثال ذلك اه اجماع العلماء على ان الصائم اذا اصبح جنبا فان صومه صحيح اجمع العلماء على ان الصائم اذا اصبح جنبا فان صومه صحيح وجد خلاف للصحابي الجليل آآ ابي هريرة رضي الله تعالى عنه لكن قيل انه رجع عنهم اذا اجمع العلماء على ان الصائم اذا اصبح جنبا فان صومه صحيح ومنه نعلم ان حديث من اصبح جنبا فلا صوم له انه منسوخ وذلك لوجود الاجماع على ان من اصبح وهو جنب قائما من اصبح صائما وهو جنب فان صومه صحيح. وقد جاء في حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب فيصوم عليه الصلاة والسلام هذا مثال الاجماع ايضا من اه طرق معرفة الناسخ اي ان الناسخ متأخر التصريح التصريح من الشارع وذلك كقول النبي صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها فانها تذكر الاخرة. كنت نهيتكم عن زيارة القبور هذا متقدم الا فزوروها هذا متأخر فهنا جاء التصريح من الشارع ببيان الناس الطريق الثالث هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومثالهم ان النبي صلى الله عليه وسلم امر في بداية الامر بان يرجم الزاني المحصن بعد الجلد. يعني يجلد اولا ثم يرجع ثم اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على الرجم فقط اذا اقتصاره عليه الصلاة والسلام على الرجم فقط ناسخ لما كان متقدما من جمع الجلدي والرجم الطريق الرابع بارك الله فيكم يعرف الناس بكونه متأخرا بقول الراوي بقول الصحابي مثلا كان يقول الصحابي كان اخر الامرين كذا وكذا. مثاله قول جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما كان اخر الامرين ترك الوضوء مما مست النار. كان اخر الامرين ترك الوضوء مما مست النار وكقول آآ انس رضي الله تعالى عنه كان اخر الامرين ان الحجامة لا تفطر الصائم. اذا كون الحجامة تفطر الصائم هذا منسوب. كون الوضوء مما مست النار واجبا هذا منسوب علم ذلك من قول الراوي هذه جملة من المسائل المتعلقة بالنشر والنسخ ايضا ينقسم الى بدل والى غير بدل. وهذا غير مذكور في الحقيبة. لكن يمكن ان نتمم به الدرس فنقول ان النسخ اما ان يكون الى غير بدنه واما ان يكون الى بدن. النسخ الى غير بدل مثل له الفقهاء او مثل له الاصوليون بنسخ وجوب الصدقة قبل مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم المذكور في سورة المجادلة فكان الانسان اذا اراد ان يناجي النبي صلى الله عليه وسلم يجب عليه ان يتصدر ثم نسخ هذا الى غير بدنه واما النسخ الى بدل فقد يكون الى بدر اشد او الى بدر مساو او الى بدر اقف الى بدل اشد مثاله نسخ التخيير بين الصوم والاطعام الى وجوب الصوم. كان في بداية الامر من شاء ان يصوم في رمضان فليصم من شاء الا يصوم ويطعم فله ذلك ثم نسخ ذلك التخيير بفرضية الصيام. فقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه النوع الثاني ان نصل الى بدل مساوي. وذلك كنسخ استقبال بيت المقدس في الصلاة الى استقبال الكعبة المشرفة القسم الثالث النسخ الى بدل اقف ومثاله ما تقدم نسخ عدة المتوفى عنها زوجها من حول الى اربعة اشهر وعشرة وهذا فهذا نسخ الى بدل اخر هنالك مباحث اه مهمة تتعلق بالنسل هذا ما ذكر في الحقيبة وما اضفته لكم. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل فيه الخير والنفع والبركة. والله اعلم وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته