ونحن لا نحتاج فقط الى شمائله وسجاياه وصفاته بل نحتاج كل شيء كان يقوم به في سفره مع اهله في تعامله في طعامه في شرابه في قيامه في ملبسه في كل شيء بلا حاجة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد هذا مجلسنا السابع من مجالس شرح شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وقد اعتدنا ان نقرأ الحديث ثم نعرج عليه بالشرح. قال الترمذي حدثنا احمد بن عبدة الظبي البصري وعلي بن حجر وابو جعفر محمد بن الحسين وهو ابن ابي حليمة. والمعنى واحد قالوا حدثنا عيسى ابن يونس عن عمر ابن عبد الله مولى غفرس قال حدثني ابراهيم ابن محمد من ولد علي ابن ابي طالب قال كان علي اذا وصف رسول الله اذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن بالطويل الممرض ولا بالقصير المتردد وكان ربعة من القوم لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط. كان جعدا رجلا كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلسم وكان في وجهه تدوير ابيض مشرب ادعج العينين اهدب الاشفار يلين المساس والكدد جليل المساس والكسد اجرد ذو مسربة كاسن الكفين والقدمين اذا مشى تطلع كأنما ينحط في صب اذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين اجود الناس صدرا واصدق الناس لهجة والينهم عريفة واكرمهم عشرة من رآه بيديهة هابه ومن خالقه معرفة احبه يقول ناعته لم ارى قبله ولا بعده مثله طبعا هذا الحديث في اسناده ضعف ولكن هذا الحديث بل جاء في احاديث اخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء في احاديث اخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم وهنا قال حدثنا احمد بن عبدة الظبي احمد بن عبده الظبة هكذا روى البخاري هكذا روى الترمذي الخبر عنه وعلي بن حجر وابو جعفر محمد بن الحسين وهم كلهم من الثقات الاثبات قال والمعنى واحد اي ان احاديث هؤلاء يوجد في بعضها اختلاف يسير يوجد في بعضها اختلاف يسير لكنها تؤول الى معنى واحد قالوا حدثنا عيسى ابن يونس وعيسى ابن يونس من الثقات الاثبات عيسى بن يونس بن ابي اسحاق السبيعي عن عمر ابن عبد الله مولى غفرة عمر ابن عبد الله مولى غفرة عمر ابن عبد الله فيه ضعف وهناك ضعف الخبر وهو الانطباع وقد قلنا في تخريجه اسناده ضعيفة ضعف عمر ابن عبدالله والانقطاع فان ابراهيم بن محمد لم يسمع من علي رضي الله عنه قال حدثني ابراهيم ابن محمد من ولد علي ابن ابي طالب ابراهيم محمد من ولد علي ابن ابي طالب قال كان علي اذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد وكان روعة من القوم اي انه لم يكن طويلا بائنا كما مر في الروايات الصحيحة الاخرى ولم يكن قصيرا والطول عيب والقصر عيب اخر والكمال في الوسط قال ولم يكن بالجاعد القطط اي ان شعره لم يكن لا بجعوده ولا وذكرنا فيما سبق ان كثيرا من شعر العرب يكون فيه جهودا وكثير من شعر الروم يكون فيه ثباطا وربنا جل جلاله جمع له الصفتين الجميلتين كان جعدا رجلا اي جعد لكنه رجل هذا الشعر ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم سيأتي شرحها من الاصمعي وكان في وجهه تدوير ابيض مشرق طبعا جاء في بعض النسخ ابيض مشرب بحمرة ادعج العينين اهدب الاشفار جليل المشاش والكسل اجرد ذو مسربة شتم الكفين والقدمين مرة كلام عنده كفانا اذا مشى تطلع كأنما ينحط في صبب مر عندنا كذا اذا مشى تكفى انه الى الامام الى ان نقرأ عن هذه الرحمة المهداة رحمة اهداها الله للعالمين ونبي ارسله الله رحمة للعالمين اجمعين ثم هذه الرحمة لا يقتصر بها الانسان على نفسه وعلى اهل بيته بل انما اي مشيته مشية جميلة واذا التفت التفت معنى يعني لا يلتفت برأسه فقط انما يلتفت جميعا التفاتة الوقور بين كتفيه خاتم النبوة وهل جاء في حديث سلمان ثالث ايضا وهو خاتم النبيين اجود الناس صدرا واصدقهم لهجة والينهم عريشة واكرمهم عشرة هذه صفات المحاسن في التعامل مع الاخرين وقد غابت ان كثيرا من الناس لما غاب عنهم التأدب باخلاق نبيهم من رآه بديهة من رآه لاول مرة هابه ومن خالطه معرفة احبه من خالطه تعرف عليه احبه يقول انا عيسى العلي لم ارى قبله ولا بعده مثله طبعا هذا الحديث عن الاجزاء والحديث صحت باحاديث اخرى. قال ابو عيسى سمعت ابا جعفر محمد ابن الحسين يقول سمعت الاصمعي يقول في تفسير صفة النبي الممغط الذاهب طوله يعني مثل الطويل باين متقدمة في الدروس السابقة وقال سمعت اعرابيا يقول في كلامه تمغضت نيشان نشابته اي مدها مدا شديدا والمتردد الداخل بعضه في بعض قصره هذا من المتردد واما القطر فالشديد الجعودة والرجل الذي في شعره حجونة اي تسن قليل ويسمى عندنا بالمقرفص يقول واما المطهم فالباين الكثير اللحم واما المكلسم فهو المدور الوجه واما المشرك الذي في بياضه حمرة اي مشرب بحمرة والادعج الشريف سواد العينين والاهدب الطويل الاشفار والكسل الكتد مجتمع الكتفين وهو الكاهل والمسر وهو الشاعر الدقيق الذي كانه قضيب من الصدر الى السرة والشفن الغليظ الاصابع من الكفين والقدمين والتقلع ان يمشي بقوة والسبب الحدور نقول ان حذرنا في صبوب وصبب وقوله في السيارة مثل ما كان منخفض السيارة تنزل براحتها وقوله جليل المساجد يريد رؤوس المناكب والعشرة اللي هي الصحبة المعاشرة والمخالطة والعشير الصاحب والبديه المفاجأة يقال بدأته بامر اي فجأته اذا هذا الخبر اسناده ضعيف لضعف عمر ابن عبد الله ولانقطاعه فان في هذا الخبر انقطاعا يسيرا لكن هذه الاجزاء الواردة في هذا الخبر قد جاءت في اخبار اخرى صحيحة الاعم الاغلب ومما يلاحظ هنا ان الترمذي علينا وعليه رحمة الله تعالى حين وثاق عن الاصمعي ساق عن الاصمعي هذا عن طريق الرواية فقال سمعت ابا جعفر محمد ابن الحسين يقول سمعت الاصمعي وهذا يدلك على الاصالة عند اهل الحديث اذ انهم يروون المصنفات عن طريق النقد الصحيح يروون المصنفات عن طريق النقل الصحيح وهذه مسألة في في غاية الاهمية ان الانسان لا ينقل شيئا حتى لتأكد منه وحتى يكون عنده هذا الشيء وارد ورودا حقيقيا وثابتا وهذه قواعد اهل الحديث هي قواعد لابد من تطبيقها ورأيت يوم امس ان ثمة اعلان عن محاضرة للشيخ عمر المقبل يعني تتعلق في هذه البابة مسألة تطبيق القظاء الحديثية عن المرويات التاريخية فهذا الامر مهم جدا اذا هذا الخبر ايها الاخوة في اسناده مقال لان عمرو بن عبدالله ضعيف وايضا فيه انقطاع والترمذي حينما ساق هذا الخبر في جامعه قد ذكر هذه العلة برقم ثلاث الاف وست مئة وثمانية وثلاثين انه رواه من هذا الطريق وقال حديث اسناده ليس بمتصل قال حديث اسناده ليس بمتصل وما جاء في بعض النسخ الترمذي انه قال حديث حسن غريب ليس اسناده من متصل فهذا غلط من المساخ والى الاحكام التي تبنى على جامع الترمذي يعني ينبغي ان نتأكد من القول ولابد من صحة الخبر. اذا قوله لجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل الممغط اي شديد الطول فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن شديد الطول بحيث يكون طوله بائنا مذموما مر حديث انس اذا ليس بالطويل البائن وهو المعنى الطويل ممغط والانغاط هو بمعنى البائن اي الذي امتد في الطول ولا بالقصير المتردد يعني شديد القصر وقوله كان روعة اي كان وسطا من القوم اي من الرجال فكان وسطا ليس بالطويل بائن ولا بالقصير البائن وقوله لم يكن بالجاعد القطط ولا بالسبط قد مر ان الجعود هي التثني في الشعر والتعطف فيه ودخول بعضه في بعض فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم الذي في شعره جعودا شديدا ولا بالسبط الذي شعره مسترسل سلس كما يقال وانما كان وسطا بين ذلك وقوله كان جعدا رجلا هذا توظيح بينية التي بين الجعودة والقبص فبين الجاعل القطط وبين الصبر فكان شعره صلى الله عليه وسلم وسطا ولم يكن بالمطهم اي المطعم والثمين الممتلئ فلم يكن جسينا سمينا ممتلئا مترهلا وقوله ولا بالمسلسل المكلسم المراد به مستدير الوجه استدارة التامة فلم يكن وجهه مستديرا تمام التجارة وانما كان بين تدارة والاسالة ولذلك كان في وجهه تدوير اي فيه تدوير مع شيء للاثارة وقوله ابيض مشرب اي ليس بياضه البياض الامهق الخالص ولا البياض الصرف انما هو بياض مشرف بحمرة وهذا الوصف عينه الوصف حينما وصفه اخر قال ازهر اللون اي ابيض بياضا مشربا بحمرة وقوله ادعي عينين اي اسود والعرب تمدح بثواب العينين وقوله اهدى بالاشفار الاشفار الشعر الذي ينبت في جفون العين فكان طويل الاشفار وقوله جليل المشاش والكتد المشاشي رؤوس العظام وهي بمعنى ما تقدم في قوله ضخم الكراريس والجسد هو اجمع الكتفين ويقال له الجاهل فكان النبي صلى الله عليه وسلم جليل الكثد اي عظيم الكاهل وهو بمعنى ما سبق من انه بعيد ما بين المنكبين وقوله اجرا اي غير اشعى والاشعب هو كثير شعر البدن وذكر في وصفه انه في مواضع من جسمه شعرة مثربة والمثربة هي الشعر الذي ينزل من الصدر الى السرة وقوله شفن الكفين والقدمين ايضا هذا يعني لاهيا نعومة نعامة كثيرة ولا هي خشنة بل كانت وسطا. وقوله اذا مشى تقلع يمشي مشيا قويا ليس كبشي الذي ينهض رجله من الارض بتثاقل وقوله كانما ينحط في صبب والصبب من حجر ونزل من الارض وقوله اذا التفت التفت معا اي اذا التفت الى الوراء استدار بجسمه كاملا وهذا من فقاله صلى الله عليه وسلم فلا يدير الرأس فقط جسمه الى الامام وانما يستدير بكامل جسمه. اما النظر اليسير الى اليمين او الى اليسار فغير داخل في هذا وقوله بين كتفيه خاتم النبوة اي في ظهره بين كتفيه خاتم النبوة وهو قطعة من اللحم بارزة وسيبوب لها الترمذي علينا وعليه رحمة الله. قال وهو خاتم النبيين اي اخرهم فلا نبي بعده. كما قال تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وقوله اجود الناس صدرا هذا فيه رحابة صدره وسعة صدره فان جوده وثقاء وسخاءه وكرمه وتلطفه وحلمه واستجابته للخير مع الاخرين ليست عن تصن او تكلف بل انما هو في صدره رحاب وسعة ومحبة للاخرين فقد ارسله الله رحمة للعالمين وقوله اصدق الناس لهجة اصدقهم حديثا وهو منذ نشأته صلى الله عليه وسلم قد عرف بهذا وعرف بالصادق الامين والينهم علينا المواد العلينا الطبيعة والسجية فكان لين السجايا والطباع فلم يكن غليظا ولا فظلا وانما كان لينا سمحا رفيقا متواظعا سهلا وقوله اكرمهم عشرة الكريم المعاشرة والمصاحبة والمرافقة فهو يعامل من يعاشر ومن يخالق احسن معاملة من رآه بديهة هابه يعني من رآه فجأة لاول مرة يهابه لانه مهيب فقد جعل الله الهيبة في قلبه لانه قد قد هاب قد هاب الله وهاب امر الله وعظم امر الله ربنا جل ربنا جل جلاله جعل المهابة في قلبه وكلما كان الانسان اعظم تطبيقا لامر الله كلما كان في قلوب الناس اهيب وقوله من خالقه معرفة احبه اي من صاحبه وجالسه وما شاه ورافقه احبه لانه لا يرى فيه الا ما يدعو الى حبك من كريم الاخلاق وطيب المعاملات وحسن المعاشرة وقد قال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك يقول ناعده وهو اي واصفه اي علي ابن ابي طالب لم ارى قبله ولا بعده مثله وهذه قد جاءت في احاديث اخرى. اذا كمال النبي صلى الله عليه وسلم يلزم المسلم ان يتعلمها وان يطبقها مع اهل بيته مع جيرانه مع رفقته مع الناس فقد جعل الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اسوة لنا فهو اسوة لنا في كل خير وربنا جل جلاله قال وما ارسلناك الا رحمة للعالمين فهو رحمة للعالمين فعلى الانسان ان يتعلم السير ويتعلم الشمائل ويتعلم السنن يرحم بها نفسه ويرحم بها امة محمد صلى الله عليه وسلم وايضا يرحم بها امة على سنته وعلى التعرف الى هذا الكتاب الذي انزله الله عليه خاتما للكتب السماوية وعلى الانسان ان يجدد القراءة ويجدد المتابعة في التفقه في الشمال النبوية والسير المصطفوية من الكتب الهامة في هذا الباب زاد المعاد في هدي خير العباد لان مصنفه قد ذكر هدي النبي في كل شيء يحب الانسان الجميع ويهدي الجميع الى الخير ويدلهم الى الله سبحانه وتعالى طبعا الترمذي حينما اورد هذه الكلمات التي في هذا الحديث ووضح يعني تمغض في نشابته اللي هي بضم النون وتشديد الشين والنشابة واحدة النشابة والنبل وهو النبل نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرحمنا واياكم وان يرحم امة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين