الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس السابع ونحن في يوم الثلاثاء التاسع عشر من شهر ربيع الاول عام اربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في قراءتنا لكتاب بهجة قلوب الابرار قرة عيون الاخبار وقرة عيون الاخيار بشرح جوامع الاخبار. كنا قد وقفنا على الحديث التاسع عشر وعلى بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم والفقه والفهم عنه وان يرزقنا العمل فنبدأ على بركة الله واحترام الشيخ نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فاللهم انا اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. قال الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى الحديث التاسع عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا الى من هو اسفل منكم ولا تنظروا الى من هو فوقكم. فهو اجدر الا تزدروا الا اصدروا نعمة الله عليكم. متفق عليه. هذا الحديث من جوامع الاخبار من جهتين الجهة الاولى انه يعلم الانسان كيف يتعامل مع نعم الله تبارك وتعالى والجهة الثانية انه يعلم الانسان كيف يعظم نعم الله تبارك وتعالى فنعم الله تبارك وتعالى لابد ان تقابل بعدم الازدراء ولابد ان تقابل بالتعظيم. والحديث يتكلم عن الشقين. ترك احتقار نعم الله والنظر اليها على صورة وهيئة التعظيم. نعم. قال رحمه الله يا لها من نافعة وكلمة شافية وافية. فهذا يدل على الحث على شكر الله بالاعتراف الاعتراف بنعمه والتحدث بها والاستعانة بها على طاعة المنعم. وفعل جميع الاسباب المعينة على الشكر فان الشكر لله رأس العبادة واصل الخير وواجب على العباد فانه ما بالعباد من نعمة ظاهرة ولا باطنة خاصة او عامة الا من الله. وهو الذي يأتي بالخير والحسنات ويدفع السوء والسيئات فيستحقه ان يبذل له العباد من الشكر ما تصل اليه قواهم. وعلى العبد ان يسعى بكل وسيلة توصله وتعينه على الشكر. وقد ارشد صلى الله عليه وسلم الى هذا الدواء العجيب والسبب وقد ارشد صلى الله عليه وسلم الى هذا الدواء العجيب والسبب القوي لشكر نعم الله. وهو ان يلحظ العبد في كل وقت من هو دونه في العقل والنسب والمال واصناف النعم فمتى استدام هذا النظر؟ اضطره الى كثرة شكر ربه والثناء عليه. فانه لا يزال يرى خلقا كثيرا دونه بدرجات في هذه الاوصاف. ويتمنى كثير منهم ان يصل الى قريب مما اوتيه من عافية ومال ورزق وخلق وخلق فيحمد الله على ذلك حمدا كثيرا. ويقول الحمدلله الذي انعم علي وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا. ينظر الى خلق كثير ممن سلبوا عقولهم. فيحمد ربه على كمال العقل ويشاهد عالما كثيرا ليس لهم قوت مدخر ولا مساكن يأمون اليها وهو مطمئن في مسكنه موسع عليه رزقه. ويرى خلقا كثيرا قد ابتلوا بانواع الامراض. واصناف الاسقام وهو معافى من ذلك مسربل بالعافية ويشاهد خلقا كثيرا قد ابتلوا ببلاء افظع من ذلك بانحراف الدين والوقوع في قاذورات المعاصي. والله قد حفظه منها او من كثير منها. ويتأمل اناس كثيرين قد استولى عليهم الهم وملكهم الحزن والوساوس وضيق الصدر ثم ينظر الى عافيتهم من هذا الداء ومنة الله عليه براحة القلب حتى ربما كان فقيرا يفوق بهذه النعمة نعمة القناعة وراحة وراحة القلب. كثيرا من الاغنياء. ثم من ابتلي بشيء من هذه الامور يجد عالما كثيرا اعظم منه واشد مصيبة. فيحمد الله على وجود العافية وعلى تخفيف البلاء فانه ما من مكروه الا ويوجد مكروه اعظم منه. فمن وفق للاهتداء بهذا الهدي الذي اليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يزل شكره في قوة ونمو. ولم تزل نعم الله عليه اجرى وتوالى. من عكس ومن عكس القضية. ومن عكس القضية فارتفع نظره وصار ينظر الى من هو قوقه في العافية والمال والرزق وتوابع ذلك. فانه لا بد ان يزدري نعمة الله ويفقد شكره. ومتى فقد الشكر ترحلت عنه النعم وتسابقت اليه النقم وامتحن بالغم الملازم والحزن الدائم والتسخط لما هو فيه من الخير وعدم وعدم الرضا بالله ربا ومدبرا. وذلك ضرر في الدين والدنيا وخسران مبين. واعلم ان من تفكر في كثرة نعم الله وتفطن لآلاء الله الظاهرة والباطنة وانه لا وسيلة له اليها الا محض فضل الله واحسانه وان جنسا من نعم الله لا يقدر العبد على احصائه وتعداده فضلا عن جميع الاجناس فضلا عن شكرها فانه يضطر الى الاعتراف التام بالنعم وكثرة الثناء على الله واستحيا من ربه ان يستعين بشيء من على ما لا يحبه ويرضاه. واوجب له الحياء من ربه الذي هو من افضل شعب الايمان. فاستحيا من ربه ان حيث لا ات او يفقده حيث امره. ولما كان الشكر مدار الخير وعنوانه. قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ عن ابن جبل رضي الله عنه اني احبك فلا تدعن ان تقول دبر كل صلاة مكتوبة. اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وكان يقول اللهم اجعلني لك شكارا. لك ذكارا. اللهم اجعل اعظم شكرك واكثر ذكرك واتبع نصحك واحفظ وصيتك. وقد اعترف اعظم بالعجز عن شكر نعم الله. فقال صلى الله عليه وسلم لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك والله اعلم. هذا الحديث كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه يشتمل على وصية عظيمة نافعة. وهي قائمة على امرين. الاول النظر الى من هو اسفل انا فكلما ابتلي العبد ببلاء يجد من هو اشد منه بلاء. وانا اختصر الكلام فاقول ما من نوع من البلاء يبتلى به العبد الا ويجد له قدوة في في ذلك البلاء من هو خير منه وافضل منه فاذا ابتلي الانسان بالعقم مثلا فانه يتذكر انبياء الله الذين لم يرزقهم الله الذرية. فاذا ابتلي العبد اغاظة اهله له وعداوة عشيرته اياه واخراج اهل ديرته له فليتذكر الانبياء والمرسلين. واذا ابتلي العبد بمرض حتى ذهب عنه ماله. وهلك عياله وتركه الناس بعد الاناث فليتذكر نبي الله ايوب واذا ما وقع في ضائقة شديدة وكرب عظيم. فليتذكر نبي الله يونس وهو في ظلمات البحر في بطن الحوت لا يعلم به احد الا الله واذا ما ابتلي بسجن ونحوه وهو مظلوم فليتذكر نبي الله يوسف وهكذا فالنظر الى البلاء من جهة ان هناك من هو اشد منه ابتلاء يخفف البلاء. ويرى نفسه في عافية ثم اذا تأمل ان الذي اصيب باشد منه بلاء هو خير من كان الامر اهون عليه بكثير كان الامر اهون عليه بكثير. ثمان نظره الى من هو اسفل منه وهو الاشد ابتلاء يجعله يعرف قدر العافية التي هو فيها قدر العافية التي هو فيها وحينئذ يقوم بشكر الله عز وجل وشكر الله على النعم لابد فيها كما ذكر المصنف من اربعة امور. الاعتراف بنعم الله والتحدث بها والاستعانة بها على طاعة الله وفعل الاسباب المعينة على الشكر ولهذا اذا نظرنا نجد ان المبتلين اشد البلاء من اعظم الناس شكرا ومن اكثر الناس ذكرا فذو النون يونس عليه السلام في غياهب ظلمات البحر وبطن الحوت كان من اعظم الناس ذكرا حتى قال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. ونسب العيب الى نفسه ونزه ربه ولما اجتمع قوم لوط على لوط قال او اوي الى ركن شديد فلجأ الى الله عز وجل وهكذا غيره من الانبياء نجد انهم كلما ازداد عليهم البلاء وابتلاء ازدادوا شكرا لله والسبب في ذلك ان ابتلاء الله العبد ابتلاء الله العبد وشدة البلاء عليه ليس دليل النقمة وانما هو ابتلاء ومحنة فان نجح افلح ولهذا ايها الاخوة الابتلاء ينتج عنه امران محبوبان لله عز وجل قرب العبد الى الله بالدعاء والتضرع وصبره على البلاء. فينال درجة الصابرين وينال درجة المقربين. ولولا البلاء لما نال هذه المنزلة فكم من انسان مبتلى بمرض يكثر من الدعاء والذكر. او مبتلى بذنب يكثر من التوبة والاستغفار ما لم يكن معه كذلك لولا ابتلاء الله اياه لذلك ايها الاخوة لا يجوز ان نصغر نعم الله لا يجوز ان نحقر نعم الله لان المنعم هو الله فكيف نصغرها والعجب من الناس وما اعجب الناس ان احدهم لو اعطيته عشرة دنانير يشكرك على ذلك ولا يكفرك ونعم الله التي وهبها له لا تحصى الى جانب البلاء والابتلاء ومع ذلك الخاسرون يصابون بالرسوب في الامتحان حتى اني سمعت بعظهم يقول اما وجد الله عبدا يبتليني سواي نسأل الله السلامة والعافية. الجهل داء مركب وتحقير النعم داء عظيم كيف نحقر نعم الله ارأيت رمش عينك نعمة من الله عليك شعرات في اذنك نعمة من الله عليك. دمع عينك نعمة من الله سيلان دمك نعمة من الله رخونة اعصابك نعمة من الله ليونة مفاصلك نعمة من الله اي ذلك تستطيع ان تشكر الله عليها ذكر ابن الجوزي في كتابه الصابرين ان انه مر على رجل مقعد مشلول اعمى يذكر الله عز وجل ويقول الحمد لله والشكر لله. فقيل له باي شيء تحمد الله وعلى اي شيء تشكر الله قال احمده على نعمة الاسلام. واشكره على نعمة ابقاء اللسان اذ لولاه لما استطعت ان اذكر الرحمن انسانية يعجب المرء من بعض الناس انه اذا ما ابتلي بفقر تصدع رأسه اذا ما ابتلي بمرض يكاد قلبه يتفطر وما يعلم المرء ان ما عند الله خير وابقى. فنسأل الله ان يرزقنا شكر النعم وان يرزقنا دوام النعم. وان يرزقنا حسن النظر الى النعم واذا كنت في نعمة فارعها فان النعم شديد الزوال سريع الزوال والقاعدة الربانية ان النعم تقر فالشكر وتفر عن الكفر اذا كفرت نعمة الله فرط اذا شكرت نعمة الله قرت فان قال قائل فانا نرى الكفار ونعم الله عليهم قارة. نقول لانها دنياهم فالله ابتلاهم بما هو اعظم من ذلك وهو الشرك واي ابتلاء اشد من الشرك والبدع بعض الناس يظن نفسه في عافية وهو اعظم الناس ابتلاء من اهل الاسلام لانه من اهل الكبائر هذا ابتلاء لو كان يعقل بعظ الناس يظن نفسه في عافية لانه غني وهو مصاب بانواع من البلاء من الكبائر كالغيبة والنميمة والاحتقار احتقار الناس ونحو ذلك فهذا حديث عظيم في كل شيء انظر الى ما هو اسفل منك. الى من هو اسفل منك ولا تنظر الى ما هو اعلى منك. فهنا تعرف قدر نعمة الله عليك. والمصنف ذا صور وهيئات هذه التي ذكرها فيها الاغنية والكفاية. نعم. قال رحمه الله الحديث العشرون. عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ متفق عليه. هذا الحديث من جوامع الاخبار لانه بيان لما به صحة الصلاة والصلاة نصف الدين لان الدين اعتقاد وعمل. ورأس العمل الصلاة ورأس العمل الصلاة. فاذا صحت صحت العبادات بعدها وصحة الصلاة انما هو بالطهور الذي هو الوضوء. نعم. قال رحمه الله يجل حديث بمنطوقه ان من لم يتوضأ اذا احدث فصلاته غير مقبولة اي غير صحيحة ولا وبمفهومه ان من توضأ قبلت صلاته اي مع بقية ما يجب يشترط للصلاة. لان الشارع يعلق كثيرا من الاحكام على امور معينة لا تكفي وحدها بترتب الحكم حتى ينضم اليها بقية الشروط. وحتى الموانع وهذا الاصل الشرعي متفق عليه بين اهل العلم. لان العبادة التي تحتوي على امور كثيرة كالصلاة مثلا لا يشترط ان تجمع احكامها في كلام الشارع في موضع واحد. بل يجمع جميع ما ورد فيها من الاحكام تام فتؤخذ مجموع احكامها من نصوص متعددة وهذا من اكبر الاسباب لوضع الفقهاء علوم الفقه والاحكام وترتيبها وتبويبها وضم الاجناس والانواع بعضها لبعض للتقريب على غيرهم. فلهم في ذلك اليد البيضاء فجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء وهذا الاصل ينبغي ان تعتبره في كل موضع. وهو ان الاحكام لا تتم الا باجتماع شروطها ولوازمها تاء موانعها. والحدث يشمل جميع نواقض الوضوء فيدخل فيه الخارج من السبيلين. والنوم الناقض للوضوء الفاحش من بقية البدن اذا كان نجسا. واكل لحم الابل ولمس المرأة لشهوة. ولمس الفرج باليد. وفي خلاف وكل من وجد منه شيء من هذه النواقض لم تصح صلاته حتى يتوضأ الوضوء الشرعي فيغسل الاعضاء التي نص الله عليها في سورة المائدة ومع ترتيب مع الترتيب والموالاة. او يتطهر بالتراب بدل الماء عند تعذر استعمال الماء اما لعدمه او لخوفه باستعماله الضرر. وفي هذا دليل على انه لو صلى اسيا او جاهلا حدث فعليه الاعادة لعموم الحديث. وهو متفق عليه. فهو ان كان مثابا على ما فعله من سورة وما فيها من العبادات لكن عليه الاعادة لابراء ذمته وهذا بخلاف من تطهر ونسي ما على بدنه او ثوبه من النجاسة. فانه لا اعادة عليه على الصحيح. لان الطهارة من باب فعل المأمور الذي لا تبرأ الذمة الا بفعله. واما اجتناب النجاسة فانها من باب اجتناب المحظور. الذي اذا فعل والانسان معذور فلا اعادة عليه. هذا الحديث ايها الاخوة كما ذكر المصنف رحمه الله رحمة الله عليه. ليس هو الشرط الوحيد من شروط شروط الصلاة. فهنا يأتي سؤال لماذا قال الشارع لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ ولم يقل لا يقبل الله صلاة احدكم حتى يستقبل القبلة. لا يقبل الله صلاة احدكم حتى يكون طاهر الملبس. لا يقبل الله صلاة احدكم حتى يصلي في مكان طاهر مثل والجواب عن هذا ان الطهارة من اعظم شروط الصلاة. ولذلك خص بهذه الصيغة الدالة على عظمة هذا الشرط لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوظأ وكما ذكر المصنف رحمه الله ان الشارع قد يرتب نفي الحكم على شيء والشيء قد ينفى لسبب اخر ولهذا ينبغي علينا ان نفهم القاعدة التي ذكرها المصنف حيث قال وهذا الاصل ينبغي ان ان تعتبره في كل موضع وهو هذه قاعدة. ان الاحكام لا تتم الاجتماع شروطها ولوازمها وانتفاء موانعها هذه قاعدة عظيمة من قواعد الاسلام الاحكام لا تتم الا باجتماع الشروط وانتفاء الموانع سواء كان الحكم ايجابا او كان الحكم سلبا. سواء كان الحكم اسلاما او كان الحكم كفر سواء كان الحكم صحة او مردودة قبولا سواء كان الحكم هذا نافذا او غير نافذ. فالقاعدة مطردة ان الاحكام لا تتم الا بالاجتماع او باجتماع شروطها وانتفاء موانعها فمثلا لو قال قائل اشهد ان لا اله الا الله لا يجوز ان مباشرة تحكم باسلامه حتى تنظر هل ارتفعت الموانع الاخرى؟ او لا فان قال الرجل اشهد ان لا اله الا الله قلنا معناه لابد ان تلقي الصليب قال لا ما القي الصليب فهذه الكلمة لا نستطيع ان نعطيه حكمها. لماذا؟ لوجود مانع فان قال الرجل المسلم انا لا اؤمن ببعث الابدان يوم القيامة قلنا له لماذا؟ قال لاني لا اعلم دليلا على ذلك فقلنا له قال الله عز وجل في سورة ياسين وظرب لنا مثلا ونسي خلقه قال فمن يحيي العظام وهي رميم. قال الان انا اؤمن ببعث الابدان. لماذا لم نحكم عليه الكفر اولا لوجود مانع وهو الجهل بالمسألة الشرعية. اذا هذه قاعدة عظيمة احكام لا تتم الا باجتماع شروطها وانتفاء موانعها فلو قال رجل صليت وانا متوضئ اصلاتي صحيحة لا تحكم عليه مباشرة بالصحة حتى تنظر الى بقية اجتماع الشروط وانتفاء الموانع فتقول له صليت متوضأ ومستقبل القبلة؟ قال نعم والطاهر البدن والثوب والمكان؟ قال نعم وناويا الصلاة؟ قال نعم واديت الاركان؟ قال نعم ولم تتكلم مع احد وانت تصلي؟ قال نعم. قلنا الان وجدت الشروط وانتفت الموانع فصلاتك صحيحة فان جاءنا رجل وقال صليت صلاة مستقبل القبلة طاهر الثوب والمكان والبدن واديت الاركان والواجبات لكني لم اكن على طهارة. ففقد شرطا واحدا فهذه الصلاة ليست بصحيح. لانها لم تجمع شروطها وكذلك لو وجد المانع كذلك لو وجد المانع. فلو جاء انسان وقال ان هذا مال قد بلغ صار وصاحبه يريد ان يدفع الزكاة كم يدفع؟ قلنا له اثنين ونصف في المئة قال وهل بهذا يطهر المال الربوي قلنا المال الربوي لا زكاة فيه لماذا ليس فيه زكاة؟ لان المال الربوي فيه مانع يمنع من الزكاة. وهي النجاسة الكلية فيها فلا يمكن ان تتطهر بالزكاة اذا ننتبه لهذه القاعدة العظيمة وهي ان الاحكام لا تتم الا باجتماع شروطها وانتفاء موانعها من لم يفهم هذه القاعدة يقول فلان كافر على طول قال كلمة كفر قال كافر فعل فعل كفر قال كافر. اصبر لابد ان ينظر القاضي والحاكم والمفتي هل وجدت الشروط وانتفت الموانع؟ ولا لا؟ مهو انت وانا نحكم في هذه القضية هذه قضايا عظيمة نحن نخبر عن الاحكام الاحكام العامة اما تنزيلها في الوقائع تنزيلها على الاحاد والافراد من الناس هذه من قضايا التي يجب ان ينظر فيها اهل الاختصاص وهم القضاة والحكام والمفتون الذين بيدهم نفاذ الامور هذه مسائل عظيمة لو جاءنا انسان وقال والله الكفار يقتلون المسلمين اليهود الغاصبون يقتلون المسلمين الفلسطينيين في غزة وفي الضفة. يجب ان نقاتل تعال من انت حتى تقول يجب ان قال له انا اخبر عن الحكم الشرعي وادعو الناس الى الجهاد ليس هذا اليك دعاء الناس الى الجهاد لولاة الامر اذا رأوا الشروط القوة والمكنة موجودة ولم يقوموا بها هم الذين يأثمون لا نحن اذا رأوا ان الشروط غير موجودة والقوة والمكنة غير موجودة فرأوا ان لا نقاتلهم ولنتأخر عن هذا وان نعمل اعمال اخرى حتى نتمكن وهم صادقون فهم مأجورون في ذلك تسرع بعض الناس في الاحكام هذا كافر هذا مبتدع هذا ضال هذا فاسق هذا ظالم سبحان الله العظيم هل تحققت من وجود الشروط وانتفاء الموانع؟ اذا جلست بين العوام ما عندهم الا هذه القضية فلان فاسق فلان ظالم اذا جلست بين بعظ المنتسبين الى العلم بعظهم وليس كلهم ولله الحمد ما عندهم قظية الا فلان كافر فلان ظال فلان مبتدع ليس هكذا الامر ايها الاخوة يجب ان نطهر السنتنا. عن الاحكام العينية لماذا؟ لان الحكم العيني في القضايا المعينة لا بد فيها من وجود الشروط وانتفاء الموانع وهذه ربما احادنا لا يستطيع ان ينفذها ثم ذكر المصنف ايضا قاعدة عظيمة وهي لماذا فرق الشارع بين ان من صلى بلا طهارة يعيد الصلاة ومن صلى وفي ثوبه او بدنه او مكانه نجاسة ولم يعلم بها لا يعيد الصلاة قال رحمه الله لان الطهارة من باب فعل المأمور. وازالة النجاسة من باب التروك من باب الاجتناب فالقاعدة ان ما كان من باب فعل المأمور فنسيته فالشيء لا يصح بدونه واذا كان الشرط من باب التروك ومن باب ما يجب اجتنابه ثم نسيته. فان الصلاة والعبادة والحكم صحيحا هذه قاعدة مضطربة. نفرق بين الشروط التي هي من باب الفعل والايجاد. فان النسيان لا يرفع فان النسيان لا يرفع الحكم فان قال قائل فاستقبال القبلة نحن مأمورون به. فاذا اخطأ الانسان وهو مجتهد فلماذا لا تأمرونه بالاعادة نقول ان كان من اهل الاجتهاد واجتهد في مكان هو مكان الاجتهاد فلا اعادة اليه عليه. لماذا؟ لان هذا هو الذي بلغ اليه علمه فهو فعل ما بلغ اليه علمه. كما لو توظأ بماء وصلى ثم تبين له ان هذا الماء ليس ماؤه وانما ماء زيد وعمرو فصلاته صحيحة فرق بين الامرين هذي قاعدة عظيمة فعل المأمور لا بد منه لصحة الامر المبرور وترك كوري لابد منه لصحة الامر المبرور لكن الاول اذا نسي لابد من الاعادة والثاني اذا نسي او اخطأ فيه العبد لا تجب الاعادة ولنضرب مثالا اخر غير الصلاة من الاشياء التي نأمر به الحاج لاحظ الان من الاشياء التي نأمر بها الحاج ونقول يجب ان تفعله ان يحرم من الميقات هذا فعل ولا ترك فعل يجب ان يحرم من الميقات فان نسي وجاوز الميقات. لاحظ الان ترك الفعل ولا ما ترك فنأمره الان باحد امرين اما ان يرجع ويعيد لانه ترك الفعل المأمور به او يحرم من مكاني وعليه الدم لكن لو احرم من الميقات ونسي او جهل انه يجب ان يزيل السروال اكرمكم الله. بعض الناس ها يشيل المكسر وينسى السروال. ها مشي لما وصل الى مكة قال لك يا شيخ سعد انا نسيت ها حطيت تحت الازار السروال شتقول له؟ ما تقول له روح ارجع لان ازالة السروال من باب الترك تقول له الان شيله ولا عليك شي فهمنا القاعدة سهلة جدا ولله الحمد والمنة. نعم. قال رحمه الله الحديث الحادي والعشرون عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة قص الشارب واعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء. وقص الاظفار وغسل البراجم ونتف الابط وحلق انتقاص الماء يعني الاستنجاء. قال الراوي ونسيت العاشرة الا ان تكون المضمضة. رواه مسلم هذا الحديث من جوامع الاخبار لانه اصل من اصول الاسلام في التطهر والتنظف والتجمل هذا الحديث اصل الاصول جوامع الاخبار لانه اصل في التطهر والتنظف والتجمل نعم قال رحمه الله الفطرة هي الخلقة التي خلق الله عباده عليها. وجعلهم مفطورين عليها على ابت الخير وايثاره وكراهة الشر ودفعه. وفطرهم حنفاء مستعدين لقبول الخير والاخلاص لله التقرب اليه. نجد ان خصال الفطرة مغروزة في قلوب الناس فكل الناس يحبون الصدق هذا امر فطن حتى الذي يكذب يتمنى في قراءة نفسه ان لا يكذب وان الخيانة مبغوضة وان الوفا بالعهد ممدوح. وان بر الوالدين امر حسن بل والتوحيد ولولا الابوان لبقي الابن على التوحيد لكن الابوان يغرسان في الابن بر الوالدين ان كان يهوديا ثم يغيران فطرته في التوحيد الى اليهودية والنصراني يغرس بر الوالدين الموجود في الفطرة ويغير فطرته في الدين الى النصرانية. وهكذا البوذي غيره وغيره وغيره فخصال الفطرة هي الامور التي جعلها الله في القلب يميل اليها البشرية كافة فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ومن رأيته خارجا عن الفطرة فبسبب المجريات وما حوله من البيئة. ولولا ذلك لكان الناس كلهم على هي الفطرة نعم قال رحمه الله تعالى شرائع الفطرة نوعين. احدهما يطهر القلب والروح هو الايمان بالله وتوابعه وهو الايمان بالله وتوابعه من خوفه ورجائه ومحبته والانابة اليه. قال تعالى فاقم وجهك للدين فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. الى قوله منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة الاية فهذه تزكي النفس وتطهر القلب وتنمي وتذهب عنه الافات الرذيلة وتحليه بالاخلاق الجميلة وهي كلها ترجع الى اصول الايمان او اعمال القلوب. والنوع الثاني ما عودوا الى تطهير الظاهر ونظافته ودفع الاوساخ والاقذار عنه وهي هذه العشرة وهي من محاسن الدين اذ هي كلها تنظيف للاعضاء وتكميل لها لتتم صحتها وتكون وتكون مستعدة كل ما يراد منها فاما المضمضة والاستنشاق فانهما مشروعان في طهارة الحدث الاصغر والاكبر بالاتفاق وهما فيهما على الصحيح ولا يخفى ما فيهما من تطهير الفم والانف وتنظيفهما. لان الفم والانف تتوارد عليهما كثير من الاوساخ والابخرة ونحوها وهو مضطر الى ذلك وازالته. وكذلك السواك يطهر الفم. فهو مطهرة للفم مرضاة للرب. ولهذا هذا يشرع كل وقت ويتأكد عند الوضوء والصلاة والانتباه من النوم وتغير الفم وصفرة الاسنان ونحوها ما قص الشارب او حفه؟ المضمضة والاستنشاق قد يكونان واجبان وقد يكونان مندوبا. اما الوجوب ففي حال الغسل وفي حال الوضوء ما عدا ذلك فهو مندوب. مستحب نعم قال رحمه الله واما قص الشارب او حتى تبدو الشفة. الشفع. احسن الله اليكم. حتى تبدو الشفة فلما اسم جنس يطلق على العليا وعلى السفلى. والشفتان معروف مثنى نعم والجمع الشفاه نعم. قال رحمه الله فلما في ذلك من النظافة والتحرز مما يخرج من الانف فان شعر الشارب اذا تدلى على الشفا باشر به ما يتناوله من مأكول ومشروب. مع تشويه الخلقة بوفرته وان استحسنه من لا يعبأ به وهذا بخلاف اللحية فان الله جعلها وقارا للرجل وجمالا له. ولهذا يبقى جماله في حال كبره بوجود من شعر اللحية واعتبر ذلك بمن يعصي الرسول صلى الله عليه وسلم فيحرقها كيف يبقى وجهه مشوها قد ذهبت محاسنه وخصوصا وقت الكبر فيكون كالمرأة العجوز اذا وصلت الى هذه السن ذهبت محاسنها ولو كانت من النساء وهذا محسوس ولكن العوائد والتقليد الاعمى يوجب استحسان القبيح واستقبال الحسن اللحية بالنسبة لجمال الرجل كجمال شعر المرأة للمرأة. تماما بتمام ومنكم من هو متزوج اذا كنت تحب ان تلمس شعر زوجتك فهي لو كانت فطرتها سليم تحب ان تلبس لحيته وانت تحب ان تلمس شعر ابنتك وهي تحب ان تلمس شعر لحيتك العكس بالعكس ولا جرى معي قصة كنت راكب في باص في باصات من المطار الى الطيار. وزحمة شديدة. فانا من شدة احنا واقف وامامي رجل ومعهم ابنته وزوجته على اي ملة الله اعلم لكن كفار فالبنت ما ادري هي لاول مرة ترى ملتحي او كيف فتقول لي وتس لاول مرة ترى اللحية فانا وضعت يدي على شعرها قلت وثس فبكل افتخار قالت طيب فقلت له هذا كلام منطقي. جمال الرجل في لحيته ولهذا كانوا يقولون فلان الكوسج يذمونه لانه لا لحية له وسبحان الله كيف طمس على البصائر اليوم؟ اصبحت اللحية عيبا. وتغطية شعر المرأة عيبا. يا سبحان الله مع ان هذا جمال في المرأة يجب ان تغطيه. لكن كما قلنا الفطر تتغير بتغير المجريات الاعراف نسأل الله السلامة والعافية. نعم. قال رحمه الله واما قص الاظفار ونتف الابط غسل البراجم وهي مطاوي اليدين التي تجتمع فيها الاوساخ. هذه هي البراجم البراجم هي التجاعيد الموجودة على المفاصل ها بعض الناس عنده تجاعيد قوية. لو ما غسلها بقوة كذلك في المغابر. يعني هنا لا سيما في القدمين اذا ما غسلها جيدا تبقى الاوساخ في هذه البراجم فيجب الاهتمام بها اهتماما خاصا. نعم. قال رحمه الله فلها من التنظيف وازالة المؤذيات ما لا يمكن جهل وكذلك حلق العانة واما الاستنجاء وهو ازالة الخارج من السبيلين بماء وحجر فهو لازم وشرط من شروط الطهارة ان هذه الاشياء كلها تكمل الظاهر ظاهر بدن الانسان. وتطهره وتنظفه وتدفع عنه الاشياء الضارة والمستقبحة والنظافة من الايمان. طبعا بالنسبة لازالة الخارج من السبيلين يكونان احد امرين ولا ينبغي الجمع بينهما اما بما واما بجامد غير الماء الماء واضح تغسل به المخرج القبل والدبر. اما الجامد مثل مناديل في زماننا او الاحجار او التراب او ما يقوم مقامهما مما يمكن ازالة النجاسة بهما غير العظم والروث غير العظم والرأس فلا بد ان يكون ثلاثة احجار ثلاثة مناديل ثلاثة كف من التراب ونحوه لذلك هنا انبه على امر في هذا الحديث لم يأتي ذكر الختان. والختان بالنسبة للرجال واجب وهو من الفطرة لكن قد يقول قائل كيف يكون من الفطرة واول من اختتن هو ابراهيم عليه السلام. نقول ان الحديث الذي فيه ان اول من اختتن بالقدوم ابراهيم عليه السلام فليس معناه ان الختان لم يكن موجودا قبل وانما المقصود ان من الانبياء الذين منهم النبي صلى الله عليه وسلم من ابائه اول من هو ابراهيم. هذا قول لبعض شراح الحديث وان اختتانه انما كان على خلاف اعادة قومه الذين ما كانوا يختتنون كان في القدوم والقول الثاني ان الاختتان ليست من الفطرة ولكنه سنة من من سنن ابراهيم عليه السلام وهي سنة واجبة عن نبينا عليه الصلاة والسلام هذه مسألة احببت التنبيه عليها. الامر الثاني ما هي المدة التي يجوز للانسان ان يترك ظفره وشعره سواء كان شعر الشارب او شعر العانة او شعر الابن حتى يتركه المدة جاء في حديث انس اربعين يوما. فان زاد عن اربعين يوم يوما واحدا اثم الانسان على تركه لا سيما اذا طاب. اما قبل الاربعين فيستحب ازالة هذه الاشياء في كل اسبوع مرة هذا هو الصواب فان كان قليلا نبكي قليل النماء في الشهر مرة. نعم قال رحمه الله والمقصود ان الفطرة هي شاملة لجميع الشريعة باطنها وظاهرها لانها تنقي الباطل من الاخلاق الرذيلة وتحليه بالاخلاق الجميلة التي ترجع الى عقائد الايمان والتوحيد. والاخلاص لله انابتي اليه وتنقي الظاهر من الانجاس والاوساخ واسبابها. وتطهره الطهارة الحسية والطهارة المعنوية ولهذا قال صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان. وقال تعالى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. فالشريعة كلها طهارة وزكاة. وتنمية وتكميم. وحث على معالي الامور نهي عن سفاسفها والله اعلم. عن سفسافها. احسنت. الشريعة مبناها على طيب طهارة القلب وطهارة البدن والطهارة لا تتم الا بامرين. بالتحلية والتخلية تحلي القلب بالامور الطيبة وتخرج من القلب وتخلي القلب من الامور الخبيثة تحلق البدن بالامور الطيبة وتزيل وتبعد عن البدن الامور الخبيثة هكذا تتم لك الطهارتان. طهارة القلب وهي نقاوته وطهارة وهي نظافته ومن جمع بينهما فقد جمع الايمان. ومن هنا نفهم الحديث الطهور شطر الايمان. لان على الظاهر والنصف الاخر الباطن. نعم. قال رحمه الله الحديث الثاني والعشرون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الماء طهور لا ينجس شيء رواه احمد والترمذي وابو داوود والنسائي. هذا الحديث من جوامع الاخبار لانه يدلنا على اصل من اصول التطهر وهو اصل بقاء الماء على الطهورية. نعم. قال رحمه الله هذا الحديث الصحيح يدل على اصل جامع وهو ان الماء اي جميع المياه النابعة من الارظ والنازلة من السماء الباقية على خلقتها او المتغيرة بمقرها او ممرها او بما يلقى فيها من الطاهرات ولو تغيرا كثيرا طاهرة تستعمل في الطهارة وغيرها. ولا يستثنى من هذا الكلام الجامع الا الماء المتغير لونه او طعمه او ريحه بالنجاسة كما في بعض الفاظ هذا الحديث قد اتفق العلماء على نجاسة الماء المتغير بالنجاسة واستدل عليه الامام احمد رحمه الله وغيره بقوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم الى اخر الاية. يعني ومتى ظهر اوصاف هذه الاشياء المحرمة في الماء صار نجسا خبيثا. وهذا الحديث وغيره يدل على ان الماء المتغير بالطاهرة طهور وعلى ان ما خرجت به المرأة لا يمنع منه مطلقا. وعلى طهورية ما غمست فيه يد القائم من نوم الليل. وان كما ينهى القائم من النوم عن غمسها حتى يغسلها ثلاثا. واما المنع من الماء فلا يدل الحديث عليه. المقصود ان هذا الحديث يدل على ان الماء قسمان نجس وهو ما تغير احد اوصافه بالنجاسة قليلا كان او كثيرا طهور وهو ما ليس كذلك وان اثبات نوع ثالث لا طهور ولا نجس بل طاهر غير مطهر بسعره دليل شرعي فيبقى على اصل الطهورية. ويؤيد هذا العموم قوله تعالى فلم تجدوا ما ان فتيمموا صعيدا طيبا وهذا عام في كل ما لانه نكرة في سياق النفي فيشمل كل ما خرج منه الماء للاجماع عليه ودل هذا الحديث ايضا ان الاصل في ان الاصل الطهارة في المياه. وكذلك في غيرها فمتى حصل الشك في شيء منها هل وجد فيه سبب التنجيس ام لا؟ فالاصل الطهارة. هذا الحديث كما ذكر المصنف رحمه الله بمنطوقه يدل على ان الاصل في الماء الطهورية. وكلمة الالف واللام في الماء الجنس فجنس المياه طاهرة. سواء كانت ينابيع او جارية او نازلة من السماء ايا كان اي جنس الماء طهور لا ينجسه شيء بمفهومه يدل على ان الماء منقسم الى قسمين. ما كان على اصل خلقته طاهرا وما كان نبيا هنا يأتي السؤال ما هو الماء النجس؟ الماء النجس جاء فيه احاديث ما تغير لونه او طعمه او ريحه بنجسين فان تغير لونه او طعمه او ريحه بغير نجس فانه ماء. مثال ذلك مياه السيول مياه السيول متغيرات طينية لكن الطين الطاهر فمخالطة الطين للماء لا يخرجه عن الطهارة مثال ذلك مياه الاحواض التي فيها الطحالب. تكون الوان المياه في هذه البرك متغيرة بلون الطحال. والطحالب طاهرة اذا لا تتنجس ولو فرضنا ان طاحونة وضعت في مجرى ماء وخالطت المياه ماكينة الطاحونة فاصبح للماء طعم الطحين. فالماء لا يتنجس لانه خالقه طهور. وهكذا فقس وجمهور العلماء رحمهم الله يقولون الماء طاهر لا ينجسه شيء حتى يتغير طعمه او لونه او ريحه والصواب انه لا ينظر الى القلة او الكثرة فالماء طهور سواء كان كثيرا او قليلا ما دام باق على اصل خلقته فان تغير طعمه او ريحه او لونه بنجس فهو نجس سواء كان كثيرا او كان قليلا واما حديث القلتين فالصواب فيه انه حديث ضعيف. وقد نبه على ضعفه من رواه وهو الترمذي رحمه الله واما هذا الحديث الماء طهور لا ينجسه شيء فقد اتفق الفقهاء على صحته والمحدثون بل ولفظ منه في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الماء طهور. هذا القدر منه في الصحيح وهل يقسم الماء الى قسمين؟ او الى ثلاثة اقسام طاهر ونجس او طاهر وطهور ونجس جمهور الفقهاء يقولون المياه منقسمة الى ثلاثة اقسام. طهور وطاهر ونجس ولكن الشيخ السعدي رحمه الله وهو قول لبعض علماء الحديث انهم يقولون الماء من قسم الى قسمين. طهور ونجس. ما يوجد قسمة ثالثة. لان الله سبحانه وتعالى ذكر الماء والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر الماء وانه طهور ثم ذكر المنجس منه المتغير بنجاسة طعمه او لونه او ريحه وانه لا يتوضأ به ولا يتطهر به دل على انه ليس هناك قسمة ثالثة لكن هذا الذي يظهر ان الخلافة لفظي والا افلا شك ان الماء منه ما هو طهور في نفسه وطهور لغيره ومنه ما هو طاهر وليس بالطهور مثلا ماء الورد طاهر لكن لا يتوضأ به. لانه ليس ماء فهم يقولون ليس ماء ومن سماه ماء قال باعتبار اضافته واما الماء النجس فلا يتوضأ به لان الله قال فلم تجدوا ماء فتيمموا اذا فتيمموا اذا وجدنا الماء النجس لا نتوضأ به. نتيمم مباشرة هذا والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم بارك ونعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الملتقى الثلاثاء القادم ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك