التاسعة لا فرق عند سماحته بين الفقير والغني والشريف والوضيع والسفير والوزير فهم يجتمعون جميعا على المائدة وكل من اكل مع سماحته جعل يلتفت هنا وهناك ينظر في وجوه الناس على تباينهم واختلاف السنتهم ومراتبهم والوانهم. فهذا عربي وهذا اعجمي وهذا اسود وهذا ابيض وهذا من قريب وهذا من بعيد. وفي احد الايام قال له احد الحاضرين ممن يعرف سماحة الشيخ يا شيخ بعض هؤلاء لا يعرفون ادب الاكل ولا يحسن الجلوس معهم فلو انفردت عنهم وارحت نفسك من هؤلاء فقال سماحة الشيخ رحمه الله انا الذي وضعت الطعام لهم وهم جاءوا الي وراحتي بالاكل معهم. والرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل مع اصحابه ومع الفقراء حتى مات ولي فيه اسوة وسوف استمر على هذا الى ان اموت والذي لا يتحمل ولا يرغب الجلوس معهم نسامحه ويذهب الى غيرنا العاشرة والعجيب في الامر ان هذه الاعداد الكبيرة المتباينة تنتظم امورهم ويحملهم المكان المعد لهم. وتنقلهم السيارات التي خصصت لنقلهم. وينتظم اكلهم وشربهم ونومهم ووضوءهم وصلاتهم وخروجهم ودخولهم. وسر ذلك والله اعلم هو صلاح نية هذا الرجل الامام ولا نزكي على الله احدا الحادية عشرة والعجيب ايضا ان الامام ابن باز يعيش معهم وبينهم وكانه واحد منهم لا فرق بينه وبينهم ولا يتميز عنهم بالطعام او السيارة التي تقله وتتنقل به بين المشاعر. وقد عرض عليه بعض المسؤولين عن الحج ان يجعل لسماحته موكب خاص وسيارات رسمية تفك الزحام اذا دعت الحاجة لذلك فامتنع سماحته وقال نسير مع الناس فاذا وقفوا وقفنا واذا ساروا سرنا. ولا نسمح بتخصيصنا بشيء فسبحان من وهبه هذا الزهد وهذا التواضع وهذا التحمل وهذه الاخلاق