باب في النمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال الله تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون. وقال تعالى كنتم خيرا اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. وقال تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. وقال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وقال تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون وقال تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقال على فاصدع بما تؤمر. وقال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء ان الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. والايات في الباب كثيرة معلومة. واما الاحاديث فالاول عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه. وذلك ضعف الايمان. رواه مسلم يعني ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا ما كان من امتي كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره. ثم انها من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون. ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل رواه مسلم. الحديث ثالث عن ابي الوليد عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره. وعلى اثرة علينا وعلى الا ننازع الامر اهله الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان. وعلى ان نقول بالحق اينما كنا لا نخاف في الله توبة لائم. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى ومن اهم ما بعد هذه الاحاديث كلها تعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهكذا الايات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اهم الواجبات ومن اعظم شعائر الاسلام ومن اسباب صلاح الجميع ونجاة الجميع واضاعته من اسباب هلاك الجميع فالواجب على المسلمين التأمر بالمعروف والتنهي عن المنكر اينما كانوا في المدن والقرى والصحابي في السفر والاقامة في جميع الاحوال يجب على المسلمين ان يتآمروا بالمعروف ويتنامى المنكر وان يتناصحوا وان يتعاونوا على البر والتقوى هذا واجبهم اينما كانوا رجالا ونساء هرما وعجما جنا وانسا. هل فيه تعاون المزيد والتقوى قال تعالى في كتابه العظيم ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون تدل على ان يجب ان يكون امة منتصبة قائمة بهذا الامر غير الامر العام هناك امة ينصبها ولي الامر تعتني بهذا الامر غير ما يجب على العموم اما العموم فيدل عليه قوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. قال سبحانه والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء وبعض. يأمر بالمعروف وينهون عن المنكر ولعن كفار بني اسرائيل لما ضيعوا هذا الواجب لعنهم. على الاسلام داوود وعيسى ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه كما كانوا يفعلون واخبر سبحانه انه انجى الذين عن السوء واخذ غيرهم بالعذاب. فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين هم من السوء. واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئس ما كانوا مفسقون. دل على ان الناهية عن الصوف هم اللي ينجون عند المصائب وعند العقوبات ينجي الله من ينهى عن السوء الواجب على المسلمين ان يحذروا عقوبات الله وان يتعاونوا على البر والتقوى وان يقوموا بهذا الواجب واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعنى ذلك الامر بالصلاة الامر بالزكاة الامر بالحج الامر بالصيام الامر بر الوالدين الى غير ذلك اذا رأى المسلم من اضاع شيئا من الواجبات انكر عليه ودعاه الى فعل الامر الواجب. واذا رأى من ارتكب بعض المحارم حذره ونهاه هذا معناه يأمر الناس باداء واجب وينهاهم عن فعل المحرم قال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث ابي سعيد من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يسخط فبلسانه فان لم يسرط بقلبه وذلك اضعف الايمان اخرجه مسلم في الصحيح اذا استطاع بيده مثل ولي الامر مثل الهيئة التي لها حدود صلاحياتها مثل الانسان في بيته هؤلاء واشباههم لهم قدرة بالفعل اما من لا يسلب الفعل فالقول ينكر بقوله يا عبد الله هذا ما يجوز هذا حرام هذا يجب عليك فعله اتق الله راغب الله بالكلام الثالثة عجز ما يستطيع حتى الكلام يخاف لان المقام هم مقام كلام لو تكلم اخذ واوذي قلبه ينكر بقلبه يكره بقلبه ولا يحذر المنكر يكره بقلبه ويبغضه بقلبه ولا يحضرهم يغادر المكان هذا انكار بالقلب كراهته عدم مجالسة اهل المنكر وهكذا حديث ابن مسعود يقول صلى الله عليه وسلم ما بعث الله من نبيه في امتي قبلي الا كان له من امة حواريون واصحابه بسنته ويقتدون بامره. ثم انها تخل من بعدهم خلود يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم يمينه بيده فهو منه. ومن جادهم بلسانه فهو منه. ومن جاهدهم بقلبه فهو منه. وليس وراء ذلك من الايمان حبة وردة فالواجب على اهل الاسلام ان يتعاونوا على هذا الخير العظيم وان يتواصوا به اينما كانوا. وهكذا بايع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة ان يقولوا بالحق اينما كانوا لا تخنوا بالله لمتوا العين. الصحابة على ان يقول الحق اينما كانوا وهذا فيه كرم منكر والدعوة الى الخير. نعم