قد اصبت من عدوكم ظعفيها من القتلى والاسرى يوم بدر قلتم من اين اصابنا هذا ونحن مؤمنون ونبي الله فينا؟ قل ايها النبي ما اصابكم من ذلك جاءكم بسببكم حين تنازعتم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولئن متم او قتلتم لإلى الله تحشرون ولئن متم على اي حال كان موتكم او قتلتم فالى الله وحده ترجعون جميعا ليجازيكم على اعمالكم اذا المرجع الى الله سبحانه وتعالى ولابد ان يعد الانسان لرجوعه الى ربه. فربنا جل جلاله لا يظلم احدا ولا يهضم احدا فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين فبسبب رحمة من الله عظيمة كان خلقك ايها النبي سهلا مع اصحابك ولو كنت شديدا في قولك وفعلك قاسي القلب نتفرق عنك فتجاوز عنهم تقصيرهم في حقك واطلب لهم المغفرة واطلب رأيهم فيما يحتاج الى مشورة فاذا عقدت عزمك على امر بعد المشاورة فامظ فيه وتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين عليه كي يوفقهم ويؤيدهم ايها الاخوة هذه الاية الكريمة عظيمة في معانيها عظيمة فيما تدل عليه وفيها تربية وتوجيه. للابن في بيت اهله وللزوج وللزوجة وللعامل وللمدير العمل وللمسئول وللرئيس والمرؤوس. فبما رحمة من الله لنت لهم هذه الرحمة الموجودة من الاخرين باتجاهك باتجاهك فهي من الله تعالى ولذلك الذي يمدحك بشيء فيك انما يمدح الله الذي يمنك بهذه النعم فمن رحمك فانما رحمك برحمة الله. فاحمد الله على هذه الرحمة ثم بين ربنا جل جلاله على ان الفضاضة والغلظة سبب لبعد الاخرين عنك. قال ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وانظر الى هذا الامر العظيم والحال الذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم مع قومه فقد عصوه حينما خالفوا امره في اكثر من مرة في معركة احد فقال تعالى فاعف عنهم ان يعفو عنهم لما قصروا في حقك واستغفر لهم فيما يتعلق بتقصيره في حق الله لان التقصير في حق النبي تقصير بحق الله تعالى وشاورهم في الامر هذا فيه رفع لقيمتهم في المشاورة وفيه فائدة المشاورة لتتخلص الاراء الى الاحسن فاذا عزمت فتوكل على الله. اذا تحقق عندك الامر واجتمعت ارائه توكلي على الله. فيما عزمت عليه ثم ندب الله تعالى الى التوكل عليه بان الله يحب المتوكلين فقال ان الله يحب المتوكلين اذا المتوفي على الله ينال التوفيق وينال محبة الله ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون ان يؤيدكم الله باعانته ونصره فلا احد يغلبكم ولو اجتمع عليكم اهل الارض واذا ترك نصركم ووكلكم الى انفسكم فلا احد يستطيع ان ينصركم من بعده فالنصر بيده وحده وعلى الله فليعتمد المؤمنون لا على احد سواه وبودي ايها الاخوة ان تقفوا عند قوله وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟ الخذلان هو الترك والتخدير فمن عفا الله فاذا خذل الله العبد بعد ان عصى العبد ربه فالخذلان هو الترك والتخفية ان يخلي الله بين العبد وبين نفسه وبين العبد وبين عدوه وبين العبد وبين الشيطان اللهم لا تخذلنا ابدا يا ارحم الراحمين ثم قال وعلى الله فليتوكل المؤمنون. حصل ربنا التوكل عليه. وهذا المعنى نذكره يوميا في سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ما كان لنبي من الانبياء ان يكون باخذ شيء من الغنيمة غير ما اختصه به الله ومن يهننكم باخذ شيء من الغنيمة يعاقب بان يفضح يوم القيامة فيأتي حاملا ما اخذه امام الخلق ثم تعطى كل نفس جزاء ما اكتسبته تاما غير منقوص وهم لا يظلمون بزيادة سيئاتهم ولا بنقص حسناتهم افمنت افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير لا يستوي عند الله من اتبع ما ينال به رضوان الله من الايمان والعمل الصالح ومن كفر بالله وعمل السيئات فرجع بغضب شديد من الله ومستقره جهنم وساءت مرجعا ومستقرا وما دام ان الانسان يعلم انهم لا يستوون فعلى الانسان ان يجد كل ما رأى تقصير اهل التقصير لان اقتضاء الصراط المستقيم بمخالفة اصحاب الجحيم وهنا وبئس المصير اي بئس المصير الذي يصيرون اليه هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون هم متفاوتون في منازلهم في الدنيا والاخرة عند الله والله بصير بما يعملون. لا يخفى عليه شيء. وسيجازي كلا بعمله لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين لقد انعم الله على المؤمنين واحسن اليهم حين بعث فيهم رسولا من جنسهم يقرأ عليهم القرآن ويطهره من الشرك والاخلاق الرذيلة ويعلمهم القرآن والسنة وقد كانوا من قبل بعثة هذا الرسول في ضلال واضح عن الهدى والرشاد اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها. قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير فعندما اصابتكم ايها المؤمنون مصيبة حين هزمتم في احد وقتل منكم من قتل وعصيتم الرسول ان الله على كل شيء قدير فينصر من يشاء ويخذل من يشاء وهنا تنبه اخي الكريم الى الاية اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها. الانسان لما يمر بظروف صعبة عليه ان يستبتر الايام الطيبة التي مرت بهم. لان هذا مما يخفف المصائب قلتم ان هذا قل هو من عند انفسكم. احفظ قاعدة لن تصاب بمؤذ الا بذنب ان الله على كل شيء قدير. فربنا جل جلاله يبدل الاحوال ويغير الامور بيده كل شيء وهو القدير من فوائد الايات النصر الحقيقي من الله تعالى فهو القوي الذي لا يحارب. والعزيز الذي لا يغالب لا تستوي في الدنيا حال من اتبعه الى الله وعمل به. وحال من اعرض وكذب كما لا تستوي منازلهم في الاخرة ما ينزل بالعبد من البلاء والمحن هو بسبب ذنوبه وقد يكون ابتلاء ورفع درجات. والله يعفو ويتجاوز عن كثير منها اللهم اعف عنا وعن امة الاسلام اجمعين يا ارحم الراحمين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته