انا شاب رزقني الله التوبة وحققت شروطها فاقلعت عن الذنب وعزمت على عدم الرجوع باذن الله اما ذنوبي السابقة فانا اعرف اني اخطأت واضعت عمري في المعاصي وثقتي ان الله واسع المغفرة فنسيت هذه الذنوب واقبلت على الطاعة ولكن مشكلتي اني احاول ان احس بالندم والحرقة والبكاء على ما مضى ولكني لم اوفق فبدأت تراودني فكرة ان توبتي غير مقبولة وغير صادقة لعدم استكمال الشروط ارجو من فضيلتكم ارشادي اذا كان ما يراودني صحيحا فماذا افعل؟ جزاكم الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده وخليله ورسوله محمد وعلى اله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم كل بني ادم خطاؤون وخير الخطائين التوابون ويخبر صلى الله عليه وسلم ان التوبة تجب ما قبلها فمهما اسرف الانسان واذنب اذا تاب تاب الله عليه فربنا يقول وهو اصدق القائلين واني لغفار لمن تاب ويقول جل من قائل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وانيبوا الى ربكم واسلموا له ارجعوا له بصدق فهنيئا لك ايها الشاب ما ذكرت من التوبة وانا هنيئا لك انك تتألم لماذا لا تبكي يبدو ان قلبك لا يزال يحتاج الى مغذيات ايمانية من الاكثار من الاعمال الصالحة ومن تذكر الموت والحال والحال بعد الموت وتذكر اين يسير الناس اذا خرجوا من قبورهم وتوجهوا الى منازلهم فان الناس فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير فلا تيأس فان الشيطان يخوف ويحب ان يقنط الناس من الرحمة فاذا شعرت بهذه المشاعر طيب جدد توبة الى الله واكثر من استغفر الله واتوب اليه واكثر من قول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فهو دعاء كما عاهده خير الخليقة محمد صلى الله عليه وسلم شروط التوبة لعلها معروفة لديك وهي الاقلاع عن الذنب اي تركه والندم على ما حصل من فعله والعزم وهو الشرط الثالث على الا يعود الانسان اليه هذا في الذنوب التي بين العبد وخالقه وفي هناك شرط رابع اذا كان الذنب يتعلق بحق مخلوق من مال او عرظ او دم فتمام التوبة رد الحقوق الى اهلها وتمكينهم من التقاظي من اقتضاء حقهم ومع هذا اقول لا تيأس ثق بالله واحسن الظن به فانه جل وعلا اهل ان يحسن به الظن الى اقصى الحدود والله المستعان