سائل يسأل يقول ما هي اسباب قسوة القلب وما هو العلاج سؤال عامة الناس يعرف جوابه خفت منزلة الطاعات في النفوس وعظمة الجرأة اعلى المعاصي الصغيرة وربما الكبيرة وتجد الانسان قد لا يبالي في كثير من مكاسبه ولا يتورع عن الغيبة في كثير من مجالسه ولا يكف بصره عما حرم الله ولا يغرق سمعه عن استماع ما حرم الله ويرى العيب في بيته فلا ينكر ما يرى من منكر الى غير ذلك فهذا وامثاله من اعظم اسباب قسوة القلوب ومن اعظم اسباب قسوة القلوب تخليط المكاسب والغذاء الذي يشوبه بعض المكاسب المشبوهة وقد يقول قائل كيف وانا في وظيفة لا اعيش الا من كسب الوظيفة كيف اكون لكسب مخلا بالواجب اي انا قسمي حلال فيقال هل تؤدي العمل كاملا تقبض اجرا كاملا وتؤدي عملا ناقصا تستبيح لنفسك ان تتأخر الساعة والاكثر قال تتأخر قد يكون ربع الوقت او ثلثه واذا انتهوا الوقت وجدت نفسك تستثقل الانتظار خمس دقائق الا يكون هذا مشبها لما قال الله عنهم ويل للمطففين الامر يحتاج الى عناية ثمان الانسان ينبغي ان يتدبر ما يسمع من كلام الله فاذا سمع احدنا في القرآن يا ايها الذين امنوا يا بني ادم يا ايها الناس فليتنبه لانه احد المخاطبين وهو اما يدعو الى خير او ينهى عن شر واذا مر قصص من اصابتهم المصائب ونزلت بهم الفواجع فليتأمل ما هي اسباب ذلك فان الله لا يظلم الناس شيئا ولا اصاب احدا في قديم او حديث الا بذنب ثم ينظر في نفسه هل ارتكب امرا لا يرضاه الله جل وعلا ثم ليبادر الى التوبة فان الله جل وعلا قد يملي للانسان يذنب ويتجرأ ويعطل شيئا من فرائض الدين ويتساهل بواجبات الله التي اوجبها على عبادة ومع ذلك لا يعاجله الله بالعقوبة ان الله يملي فيقول واملي لهم ان كيدي متين ويقول نبيها خليل محمد كما في الصحيح ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم تلا قول الله جل وعلا وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه قديم شديد فهذه القسوة التي نحس بها لها اسباب عدة فينبغي ان نتحسس ونتفقد الامور وننظر فيما نعمل وما ندع وما نكتسبه وما ننفقه واذا وفق احدنا فسوف يجد اسبابا كثيرة فاذا خفت الاسباب المقصية للقلب شعر القلب بشيء من الحياة تدب فيه ثم تنتهي باذن الله هذه الحياة حتى يكون القلب متيقظا يتمتع بحياة صحيحة وهداية تامة ومن يؤمن بالله يهدي قلبه والله المستعان