اه هذه الرسالة وردتنا من السائلة اه زاي عين هاء من الدمام تقول انا طالبة ادرس باحدى الكليات واجتهدوا في ارظاء الله عز وجل والتمسك باداب ديننا الحنيف ولي استاذ يدرسني بالكلية وهو رجل تقي صالح على درجة رفيعة من العلم وهو معروف بين الناس بسيرته المحمودة من اجل ذلك عرظت نفسي للزواج منه قياسا على ما فعلته السيدة خديجة رضي الله عنها مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى يعينني على طاعة الله ولاتلقى على يديه العلم النافع لكن مع الاسف عندما حصل مني هذا الموقف شكرني على ذلك وتردد وآآ بين انه آآ غير موافق خوفا من اساءة ظن الناس به آآ والذي اريده من فضيلتكم ما رأيكم في ما حصل مني؟ وهل علي اثم في ذلك؟ وبماذا تنصحونني بارك الله فيكم بالنسبة للاثم ما دامت النية صالحة والقصد حسنا فان شاء الله لا اثم عليك وبالنسبة لموقفه فلعل له عذرا والانسان لا حرج عليه اذا ان طلب امر ليستعين به على امور دينه وامور دنياه ولم يكن هذا المطلب محرما ولا تلحقه بسبب ذلك معرة و طوء سمعة ومعلوم ان الانسان ينبغي له ان يحرص على صيانة عرضه والا يعرض نفسه للقيل والقال والانسان يجوز له ان يعرض ابنته او اخته على من يرى انه اهل لذلك وهو بعرضه ذلك يقصد منفعة من تحت يده كما يجوز للمرأة اذا وثقت يقصد دينا وعفة وادبا وسمو اخلاق وطمعت ان يقبلها ان تبدي له عدم ممانعتها لو خطبها من ذويها فلا حرج في ذلك ان شاء الله كله وان كان الاولى ان تحترز المرأة والفتاة من هذه الامور خشية ان تكون بواطن الامور غير ظواهرها وان تكون خفاياها غير جلياتها وقد يدخل الشيطان على المرء من مداخل كثيرة ويوسوس للمرأة او للرجل او لهما مع بامور تضر ولا شك ان الوقاية خير من العلاج ولا شك ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ولا شك ان هذا الموقف لو انه لم يتم الا بعد الاطمئنان الى احتمال قبوله و توقع الرضا به لكان ذلك احزم واتم وانجح ولكنه شباب كثيرا ما ينخدع بالمظاهر و الظنون ويتعلق بامال ترى انا ما تكشفوا له انها ضعيفة غير قادرة على حمل اماله واحلامه ولا شك ان هذه ايضا في نظري درس ينبغي ان تنتفع منه السائلة وان ينتفع منه سواها من المستمعين والمستمعات والا ينخدعوا يلين الكلام ولا بالمظهر الحسن بل ولا بالمخبر ولا سيما الفتاة ينبغي الا تعرض نفسها لمثل هذا الموقف الا بعد الثقة التامة ب احتمال القبول لان ذلك اجدى وانفع والله اعلم. اثابكم الله