بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس الثاني والسبعين. قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب الدروس المهمة لعامة اما التحلي بالاخلاق المشروعة لكل مسلم. ومنها الصدق والامانة والعفاف والحياء والشجاعة الكرم والوفاء والنزاهة عن كل ما حرم الله وحسن الجوار ومساعدة ذوي الحاجة حسب الطاقة وغير ذلك من الاخلاق التي دل الكتاب او السنة على شرعيتها. الشرح ان الله سبحانه بعث رسوله عليه الصلاة والسلام يدعو الى ذلك. كما في الحديث الصحيح وهو قوله عليه الصلاة السلام انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق وفي اللفظ الاخر لاتمم مكارم الاخلاق فبعثه الله ليدعو الناس لمكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال واساسها توحيد الله والاخلاص له هذا هو اصل الاخلاق الكريمة واساسها واعظمها واوجبها وهو توحيد الله والاخلاص له وترك الاشراك به ثم يلي ذلك الصلوات الخمس فهي اعظم الاخلاق واهمها بعد التوحيد وترك الاشراك بالله سبحانه وتعالى. وقد وصف الله سبحانه وتعالى نبيه بانه على خلق عظيم. فقال جل وعلا وانك لعلى خلق عظيم وخلقه صلى الله عليه وسلم هو اتباع القرآن. والسير على منهج القرآن. فعلا للاوامر وتركا للنواهي هذا هو خلقه عليه الصلاة والسلام كما قالت ام المؤمنين رضي الله عنها عائشة لما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن. والمعنى انه كان يعمل باوامر القرآن وينتهي عن نواهي القرآن. ويسير على المنهج الذي رسمه القرآن عليه الصلاة والسلام سلام فهذا هو الخلق العظيم الذي اعطاه الله نبيه. وهو الامتثال لاوامر الله وترك نواهيه والاستقامة على الاخلاق والاعمال التي يحبها ويرضاها سبحانه وتعالى. ومن تدبر القرآن الكريم واعتنى به واكثر من تلاوته يريد فهم هذه الاخلاق ويريد العلم بها وجد ذلك يقول سبحانه وتعالى في كتابه العظيم كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب ويقول سبحانه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا ويقول سبحانه افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ويقول عز وجل وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ويقول سبحانه ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين فهذا الكتاب العظيم فيه بيان الاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة وبيان الاخلاق الذميمة والاعمال السيئة. ليحذرها المؤمن ويحذرها اخوانه المسلمين وليحذر اعمال الكافرين والمنافقين والفجار والمجرمين لان الله سبحانه بينها ليحذرها عباده المؤمنون كما بين الاخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ليأخذ بها المؤمنون وليستقيموا عليها. فعلينا جميعا رجالا ونساء ان نتدبر كتاب الله ان نتعقل كتاب الله في جميع الاوقات ليلا ونهارا حتى نعرف هذه الصفات وهذه الاخلاق التي يحبها سبحانه ويرضاها وحتى نعرف الصفات والاخلاق التي يذمها ويعيبها وينهى عنها والرسول صلى الله عليه وسلم بعثه الله مبينا في اعماله واقواله وسيرته الحميدة كل ما يحبه الله ضا وناهيا عن كل ما يبغضه ويباعد عن رحمته قال تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون وقال سبحانه وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقومي يؤمنون. فهو عليه الصلاة والسلام يبين لنا الاخلاق والصفات التي يرضاها ربنا والتي امرنا بها سبحانه وتعالى ويبين لنا ايضا بتفسيره وسنته ما قد يخفى علينا من الاخلاق والاعمال التي ذمها وعابها سبحانه وتعالى ومن ذلك ما بينه سبحانه في سورة الفاتحة فانه انزلها ليستقيم عليها المؤمنون ويعملوا بمقتضاها وهي ام القرآن علمهم كيف يحمدونه ويثنون عليه. ويطلبون منه الهداية سبحانه وتعالى وهذه من الاخلاق العظيمة ان تكثر الثناء على ربك وتحمده. وان تعترف بانك عبده. وانه معبودك الحق. وانه المستعان هذا من الاخلاق العظيمة. وان تطلب منه الهداية والتوفيق قال تعالى الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين تعليما لعباده سبحانه ان يثنوا عليه بهذه الاسماء العظيمة ويقول بعد هذا اياك نعبد واياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. المكتبة صوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله