لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان. وهذا فيه خطورة الغدر وعظم عقاب عند الله سبحانه وتعالى وايضا ما يبوء به من خزي عظيم يوم الدين. فانه ينصب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمسلمين اجمعين قال الامام الحافظ عبدالغني المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه المعنون بعمدة الاحكام كتاب الجهاد عن عبد الله ابن ابي اوفى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض ايامه التي لقي فيها انتظر حتى اذا مالت الشمس قام فيهم فقال يا ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فاذا فاذا نقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام عبدالغني المقدسي رحمه الله تعالى قال كتاب الجهاد وهو كتاب عقده رحمه الله تعالى لبيان فضل الجهاد وعظيم ثوابه عند الله سبحانه وتعالى وما يترتب عليه من خيرات عظيمة وفضائل كريمة في الدنيا والاخرة. وايضا ما يتعلق بشيء من احكام الجهاد في ضوء ما ساقه رحمه الله تعالى من احاديث وقد افرد رحمه الله تعالى رسالة بعنوان فضل الجهاد افرد الامام عبدالغني رحمه الله رسالة بعنوان فظل آآ الجهاد واهل العلم رحمهم الله تعالى ايضا افردوا الجهاد بمصنفات خاصة وهي كثيرة وايضا ما من مصنف في السنة او في بيان الاحكام الا ويعقد فيه كتاب خاص الجهاد بيانا لفضائله وذكرا احكامه واستدلالا ايضا لمسائله والجهاد من فروض الكفاية اذا قام به من يكفي سقط الاثم عن الباقين. الا انه يكون فرضا عينيا في حالات ثلاثة الاولى تلاقي الصفان صفا المسلمين وصف الاعداء فلا يجوز التولي من الزحف او يوم الزحف. والحالة الثانية اذا داهم العدو ارض قوم انه يتعين عليهم الدفاع عن انفسهم اعراضهم والحالة الثالثة اذا استنفر الامام والا ما سوى ذلك فانه من فروض الكفاية واما فضل الجهاد فعظيم جدا وقد جاءت فيه احاديث كثيرة جدا ساق المصنف رحمه الله تعالى طرفا منها بدأها بحديث عبدالله ابن ابي اوفى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض ايامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى اذا مالت الشمس قام فيهم فقال يا يا ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية قوله انتظر حتى اذا مالت الشمس الاولى ان يكون الجهاد في اول النهار فان لم يتيسر ذلك فينتظر الى ما بعد الزوال. فينتظر الى ما بعد الزوال مثل ما فعل النبي عليه الصلاة والسلام قال انتظر حتى اذا مالت الشمس وذلك ان هذا الوقت تتحرك فيه الرياح وتنشط فيها الاجسام ويبرد فيه الجو ويكون اعون باذن الله سبحانه وتعالى على اه تحقق النصر قال انتظر حتى اذا مالت الشمس قام فيهم. فقال يا ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو لا تتمنوا لقاء العدو تمني لقاء العدو غالبا يكون عن شيء من العجب عجب الانسان بنفسه وعدته وعتاده وسلاحه فيغتر وهذا من موجبات الخذلان والهزيمة ولا يتمنى المرء لقاء العدو لا يتمنى ذلك ولكن اذا آآ بني يصبر ويثبت ويسأل الله المعونة. قال لا لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية. وسلوا الله العافية وسؤال الله سبحانه وتعالى العافية هو من اجمع الدعاء واعظمه ولهذا جاء في الحديث حديث العباس عم النبي جاء في حديثه انه آآ آآ جاء في حديثه انه قال آآ انه طلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يعلمه دعاء يدعو الله به. فقال آآ سلا الله العافية. قال سل الله عافية فكأنه تقال ذلك فجاء مرة اخرى الى النبي عليه الصلاة والسلام وقال وقال رضي الله عنه كانه تقال فطلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يعلمه دعاء يدعو الله به فقال يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية فالعافية هذا مطلب عظيم ومن اوتي العافية فقد اوتي خيرا عظيما ومن ما يتضمنه هذا الدعاء سؤال الله العافية اي من شر الاعداء وكيدهم وظلمهم وغشمهم وعدوانهم قال وسلوا الله العافية فاذا لقيتموهم فاصبروا يعني اذا ابتلي المرء الاعداء ومواجهة الاعداء فليصبر وليثبت واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف وهذا فيه فضل الجهاد مقابلة الاعداء قال واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف. المعنى ان الدنو من العدو كانما يكون المرء تحت ظل سيف عدوه آآ يكون هذا من آآ اسباب الفوز بالجنة يكون من اسباب الفوز بالجنة قال واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف يعني تظلهم سيوف العدو ثابتين لا يفرون فهذا من اسباب وموجبات دخول الجنة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم. هذه الدعوة دعوة عظيمة جدا وهي من انسب بل انسب الدعوات التي تقال في مثل هذا المقام انسب واعظم الدعوات التي تقال في هذا المقام اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب هذه كلها توسلات توسلات الى الله سبحانه وتعالى بانزاله الكتاب هدى للمتقين هداية للصراط المستقيم. ومجري السحاب وهازم الاحزاب اي الاحزاب المتكالبة على آآ على المسلمين فهزيمتهم انما هي بيد الله سبحانه وتعالى وما النصر الا من عند الله هذه كلها توسلات الى الله سبحانه وتعالى. والمطلوب اهزمهم اي الاعداء وانصرنا عليهم وهذا فيه ادب الدعاء وانه ينبغي ان يكون بينه بين يدي الدعاء حسن التوسل الى الله سبحانه وتعالى وهذي من احسن الوسائل في هذا المقام التوسل الى الله بانزال الكتاب واجراء السحاب وهزيمة الاحزاب وان الامر كله بيد الله سبحانه وتعالى. الحاصل ان هذا الحديث حديث عبد الله بن ابي اوفى حديث جامع اشتمل على فضل الجهاد واسباب النصر والدعاء المناسب في هذا المقام واشتمل على معاني عظيمة جدا تعلق بالجهاد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى عن سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها. وموضع صوت احدكم من الجنة خير من وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله او الغدوة خير من الدنيا وما عليها ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم في سبيل الله. خير من الدنيا وما عليها رباط يوم الرباط هو ملازمة المكان الذي بين المسلمين والكفار والذي هو الحد الذي هو الحد الذي بين المسلمين والكفار اه ملازمته والاقامة فيه لصد هجوم الاعداء ومنعهم من التسلل والدخول الى ارض المسلمين للنكاية بهم او لاضرار بهم فهذا هو الرباط وهو من باب الحماية حماية المسلمين والوقوف في الثغور رباطا واحتسابا وطلبا لما عند الله سبحانه وتعالى فالمرابط عمله عظيم جدا تجد الناس في ديارهم وفي اه بيوتهم في امن وراحة وهؤلاء على الثغور يسهرون الليل ويراقبون المسارات والطرق ويتنبهون ان لا احد من الاعداء او يدخلون بشيء من السلاح فوجود الرباط هذا فيه حماية عظيمة جدا لديار الاسلام ولهذا جاء الثواب العظيم ثواب العظيم المرابطين في سبيل الله. قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ينبغي ان نستحضر هنا ان المرابط مخاطر لانه جالس على الحد على الثغر في مخاطرة بالنفس مخاطر بنفسه حماية للديار المسلمين. فلما كان منه هذه المخاطرة العظيمة نفس اماتا لديار الاسلام وحماية للمسلمين وصدا لكيد الكفار المعتدين نال هذا الثواب قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها. خير من الدنيا وما عليها. فهذا فيه فظل الرباط عظيم ثوابه عند الله وموضع سوط احدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها. والصوت هو الالة التي يظرب بها الالة التي يظرب بها موضع صوت احدكم خير احدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها. وهذا فيه ان ثواب ثواب الجنة ثواب عظيم ولا يقارن بشيء من نعيم الدنيا لان لان مثل ما في هذا الحديث موضع السوط احدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها اذا كان هذا موضع صوت فكيف فبالجنة كلها ونعيمها وملاذها وخيراتها وما اعد الله سبحانه وتعالى بها من المكرمات لاوليائه وعباده مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهي باقية نعيمها اعظم وهي باقية نعيمه اعظم وهي باقية ونعيم الدنيا احقر وهي فانية وسبحان الله كيف يرضى الانسان بنفسه النعيم الاحقر الفاني على النعيم الاكمل الباقي. قال وموضع صوت احدكم من الجنة خير من الدنيا وما والروحة يروحها العبد في سبيل الله او الغدوة خير من الدنيا وما عليها. الروحة هي سير بعد الزوال والغدوة في اول النهار والمراد بالروحة اي الواحدة المرة الواحدة والغدوة اي المرة الواحدة الروحة يروحها العبد في سبيل الله او الغدوة خير من الدنيا وما فيها خير من الدنيا وما عليها. هذا الحديث فيه عظيم فضل الجهاد وعظيم ثوابه عند الله سبحانه وتعالى وايظا فيه عظيم نعيم الجنة وان الجنة دار النعيم اعد الله الله سبحانه وتعالى فيها لعباده ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. نعم. احسن الله اليكم قال الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان كذب الله ولمسلم الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه الا جهاد في سبيلي. وايمان بي وتصديق رسولي فهو علي ضامن ان ادخله الجنة او ارجعه الى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من اجر او ولمسلم مثل مجاهد في سبيل الله والله اعلم من يجاهد في سبيل الله. كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بان توفاه بان توفاه ان يدخله الجنة او يرجعه سالما مع او غنيمة ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال انتدب الله ولمسلم تضمن الله وفي بعض الروايات في الصحيحين تكفل الله. وايضا في بعض الروايات توكل الله وكلها بمعنى واحد. كلها بمعنى واحد انتدب الله ولمسلم تضمن الله لمن خرج في سبيله. لا يخرجه الا جهاد في سبيله وايمان بي وتصديق رسولي. فهو علي ضامن ان ادخله الجنة او ارجعه الى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من اجل او غنيمة. هذا ضمان من رب العالمين سبحانه وتعالى ومن اوفى بعهده من الله ومن اصدق من الله قيلا وحديثا سبحانه وتعالى هذا ضمان من الله عز وجل للمجاهد في سبيل الله الذي خرج في سبيل الله لا يخرجه الا الجهاد في سبيله هذا شرط الاخلاص. والله سبحانه وتعالى لا يقبل الجهاد ولا غيره من اعمال الا بالاخلاص. الا الا بالاخلاص. وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشافي. وايمانا وهذا ايضا ضابط في قبول الاعمال ان تكون قائمة على الايمان بل ان كل عمل من الاعمال لا يصح الا بالايمان كل عمل من الاعمال لا يصح الا اذا كان قائما على الايمان. فما لم يكن العمل قائما على الايمان لا يقبله الله لا جهاد ولا وغيره فهذا اصل تقوم عليه العبادات ويقوم الدين كله عليه والامر الثالث هو تصديق رسوله. عليه الصلاة والسلام اي بما جاء عنه. وهذا فيه ايضا تنبيه على ولزوم الهدي فهذه ثلاثة امور. يترتب عليها قبول الجهاد بل يترتب ايضا عليها قبول اعمال اخرى وقد جمعت هذه الامور الثلاثة في قول الله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا لا يكون السعي مشكورا الا اذا قام على خلاص ومن اراد الاخرة هذا الاخلاص وسعى لها سعي هذا الاتباع وهو مؤمن هذا الايمان الذي هو الذي يقوم عليه العمل. فاولئك كان سعيهم مشكورا اي عند الله يقبله ويثيبهم عليه. فهذه شروط السعي المشكور وانتظمت ايضا في هذا الحديث قال لا يخرجه الا الا جهاد في سبيل هذا الاخلاص وايمان بهذا الاصل الذي تقوم عليه الاعمال وتصديق وتصديق رسول وهذا فيه التقيد بهديه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولزوم ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم. قال فهو علي ضامن ضامن هذا فائد بمعنى المفعول ضامن اي بمعنى مضمون او علي ظامن اي مظمون له هذا الامر. مظمون له هذا الامر المبين اه في في في الحديث قال ان ادخله الجنة ان يدخله الجنة اي ان كان مات في اه اه شهيدا في المعركة ان مات شهيدا في المعركة وهذا فيه فضل الشهادة في سبيل الله وعلوم مقام الشهداء عند الله سبحانه وتعالى ان يدخله الجنة يعني ان قتل في المعركة في سبيل الله سبحانه وتعالى وهذا فيه ان ان هذا ضمان للشهيد انه من حين يقتل يكون الى الجنة يكون الى الجنة ان يدخله الجنة او ارجعه الى مسكنه الذي خرج منه يعني يرجعه الى اهله نائلا ما نال من اجر او غنيمة نائلا ما نال من اجر او غنيمة. او هنا هي بمعنى الواو بمعنى الواو يعني يحظى بالامرين ينال الامرين ليس ينال احدهما وانما ينال الامرين معا الاجر والغنيمة ولهذا جاء عند ابي داوود وفي بعض طرق الحديث في مسلم بالواو بالواو وعلى هذا فانه يرجع بالامرين معا يرجع بالامرين معا الاجر والغنيمة قال ولمسلم مثل المجاهد في سبيل الله والله اعلم بمن يجاهد في سبيله والله اعلم بمن يجاهد في سبيله في سبيل الله هذه ترجع ليس العمل الظاهر وانما ترجع القلب لباطن المرء وهذا بين العبد وبين الله هذا شيء بين العبد وبين الله لا يراه الناس وان رأوا المجاهدين وهم يلاقون الاعداء لا يستطيعون ان يميزوا من ظاهر عملهم من المجاهد في سبيل الله ومن المجاهد آآ الدنيا مثلا يصيبها او لشهرة يطلبها او لعصبية يقاتل لاجلها او نحو ذلك. هذا امر في القلب لا يطلع عليه الا الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال في الحديث والله اعلم اعلم بمن يجاهد في سبيله. هذا امر لا يعلمه الا الله. قد يقف اه قد يقاتل الرجل في صفوف الاعداء ويبلي بلاءه تكون منه نكاية شديدة في العدو ولا يكون في سبيل الله. قد يكون لشهرة او لاغراض اخرى دنية فلا يعلم آآ المجاهد في سبيل الله من غيره الا الله سبحانه وتعالى. ولهذا نبه العلماء والامام البخاري بوب لهذا بابا في كتابه الصحيح قال باب لا يقال فلان شهيد. لا يقال فلان شهيد لماذا؟ لان الله اعلم بمن يقاتل في سبيله. لكن اذا رأينا شخصا ابلى بلاء عظيما في النكاية بالاعداء وحصل منه منفعة عظيمة واثخن في في الاعداء ثم قتل ثم قتل يقال في هذه الحالة نرجو ان يكون من الشهداء. نحسبه من الشهداء نسأل الله ان ان يكون من الشهداء لكن لا نجزئ لا نجزم لا لا نأتي بالامر جزما ويقينا لان القلب ما ندري عنه الله هو المطلع عليه ولما كنا لا ندري عن القلب ولا نعلم عن حاله نقول نحسبه لظاهر العمل او نقول نرجو او نسأل الله ان يجعله من الشهداء او نحو ذلك من عبارات التي ليس فيها جزم والله تعالى يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. قال والله اعلم بمن يجاهد في سبيله. مثل المجاهد في سبيل الله والله اعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم كمثل الصائم القائم. اي كمثل الذي يقوم الليل لا ينام ويصوم النهار لا يفطر وذلك لان المجاهد وذلك لان المجاهد لا يزال في عبادة مستمرة منذ وخرج. منذ خرج وهو لا يزال في عبادة مستمرة. خطواته وسيره ونومه وقومه كله هذا في سبيل الله منذ خرج من بيته فهو لا يزال في عبادة. والعبادة التي هو فيها عبادة متعدية النفع بينما الصوم وآآ القيام قيام الليل عبادة قاصرة النفع والعبادة المتعدية المتعدية النفع اعظم شأنا. واكبر فائدة قال وتوكل الله للمجاهد في سبيله بان توفاه ان يدخله الجنة او يرجعه سالم مع اجر او غنيمة. وهذا سبق ايضاحه في الرواية المتقدمة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مكلوم يكلم في سبيل الله الا جاء يوم القيامة وكلمه يدما. اللون لون الدم والريح ريح هذا الحديث حديث ابي هريرة فيه عظيم الثواب للاثر الذي يترتب على الجهاد في سبيل الله حتى لو كان الاثر جرحا يسيرا ودما قليلا يخرج من من الانسان فهذا فيه ثواب عظيم. قال ما من مكلوم يكلم في سبيل الله. الكلم الجرح وهذا يتناول الجرح العميق الغائر او حتى الجرح اليسير ما من مكلوم يكلم في سبيل الله الا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى اللون لون الدم. الا وكانه يدمى اللون لون الدم. والريح ريح ريح مسك يعني يأتي هذا الجرح يتضوع مسكا يفوح رائحة جميلة طيبة وهذا فيه اعلاء لشأنه. تفوح منه هذه الرائحة الجميلة الطيبة يوم القيامة فيأتي جرحه لونه لون الدم لكن رائحته اطيب الروائح وازكاها. والريح ريح مسك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاخرين يرفع لكل غادر لواء. فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان. ثم اورد حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا جمع الله الاولين والاخرين يرفع غدوة في سبيل الله او روحه خير مما طلعت عليه الشمس وغربت اخرجه مسلم. نعم عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة في سبيل الله او روحة خير من الدنيا وما فيها اخرجه البخاري. هذا هذان الحديث ان حديث ابي ايوب وحديث انس رضي الله عنهما فيه فضل الغدو والرواح في سبيل الله وانه خير من الدنيا وما عليها خير مما طلعت عليه الشمس امس ووهما بمعنى ما تقدم في حديث سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه. قال والروحة يروحها العبد في سبيل الله او الغدوة خير من الدنيا وما عليها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى عن ابي قتادة الانصاري رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين وذكر قصة فقال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه. قالها ثلاثة قال وعن ابي قتادة الانصاري رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين وذكر قصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا له عليه بينة يعني انه هو الذي آآ قتله فله سلبه. قالها ثلاثا قال قالها ثلاثا صلوات الله وسلامه عليه له سلبه يعني ما كان مع ذلك المقاتل من سلاح او او مثلا فرس او لباس او درع او غير ذلك كل هذه الاشياء تكون لمن قتله وهذا فيه للثبات في اه في ملاقاة الاعداء والصمود في دفعهم اه قتالهم وعدم الانهزام والفرار نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى عن سلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين. وهو في سفر فجلس عند اصحابه يتحدث ثم انفزل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اطلبوه واقتلوه. فقتلته فنفلني سلبه. وفي رواية فقال من قتل الرجل؟ فقال ابن تقوى فقال له سلبه اجمع. ثم اورد هذا الحديث عن سلمة ابن الاكوع رضي الله عنه قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم آآ عين من المشركين. العين هو الجاسوس الذي يأتي يترقب وينظر الثغرات او ينظر حتى ينقل اخبار المسلمين الى والعين خطر عظيم جدا على اه اه المسلمين الذي يأتي ويدخل الى الى ارض المسلمين ويتجسس وينظر مواقعهم يعرف امورهم احوالهم ثم يذهب وينقل اخبارهم الى المشركين. فاتى النبي صلى الله عليه وسلم عين ان المشركين وهو في سفر فجلس عند اصحابه يتحدث. ثم انفتن يعني اتجه للاعداء قل لهم الاخبار فقال النبي صلى الله عليه وسلم اطلبوه واقتلوه. اطلبوه واقتلوه في بقائه وعدم ادراكه خطر عظيم على المسلمين. فقال عليه الصلاة والسلام اطلبوه واقتلوه فقتلته فقتلته وسلمة ابن الاكوع كان عداء لا يسبق رضي الله عنه وارضاه. وله قصص في السيرة عجيبة طيبة جدا في سبقه وسرعة آآ عدوه رضي الله عنه وارضاه قال اطلبوه واقتلوه فقتلته فمثلني سلبه نفلني سلبه اي اي اعطاني سلب ذلك الرجل من آآ سلاح ومثلا فرس آآ او هو لباس ونحو ذلك. قال وفي رواية فقال من قتل الرجل؟ فقالوا ابن الاكوع. فقال له سلبه اجمع. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية الى نجد فخرجت فيها ابلا وغنما فبلغت فبلغت سهماننا اثني عشر بعيرا ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا ثم اورد حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية الى نجد هي القطعة من الجيش فخرجت فيها فاصبنا ابلا وغنما فبلغت سهماننا اثنا اثني عشر بعيرا يعني الاسهم التي هي الغنيمة كل كان سهمه اثنا عشر بعيرا قال ونفى اي زيادة على الغنيمة بعيرا بعيونا. فاخذوا آآ كل واحد منهم سهمه من الغنيمة وكان سهم كل واحد منهم اه اثنا عشر بعيرا وزادهم على ذلك ان اعطى كل واحد منهم بعيرا بعيرا وهذا يستفاد ان الامام له ذلك. آآ اذا رأى يعني آآ من المصلحة او مثلا من آآ تشجيع لهم نحو ذلك ان يعطيهم زيادة على الغنيمة بعيرا بعيرا او نحو ذلك فله ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا جمع الله الاولين لكل غادر لواء يقال هذه غدرة فلان ابن فلان ويكون فضيحة له وخزيا في يوم القيامة ما فاد فيه التحذير من الغدر. غدر المستأمن او او المعاهد او ذمي او غير ذلك غدرهم فهؤلاء آآ يعني من يغدرون ويخونون الامانة ولا يخون آآ يفون بعهد عقوبتهم عند الله سبحانه وتعالى عظيمة نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وعنه رضي الله عنه ان امرأة وجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة. فانكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان. وهذا الحديث فيه النهي عن قتل النساء والصبيان. لان القتال ليس لهؤلاء. والله يقول وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم اما النساء والصبيان ليسوا من اهل القتال فلا يحل قتلهم لانهم ليسوا اصلا من اهل القتال حتى ايضا الشيخ الهرم ايضا ليس من اهل القتال فلا يحل قتل النساء ولا يحل قتل صبيان ولا يحل ايضا قتل الشيخة الهرم وانما يقاتل المقاتلة الاعداء الذين يحملون السلاح ويقاتلون هؤلاء الذين يقاتلون الباب بقي فيه بقية نستكملها باذن الله سبحانه وتعالى في لقائنا القادم والخص فيما بقي من الوقت بعض الضوابط المهمة في اه الجهاد اه اه انقلها مختصرة من كتاب لي مطبوع بعنوان القطوف الجياد من حكم واحكام الجهاد ابدأها بنقل عن الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى يقول والجهاد له باب عظيم في مؤلفات اهل العلم. يرجع اليها وتستقرأ هذه الاحكام من كتاب الله وسنة موصولة صلى الله عليه وسلم ويسأل عنها اهل العلم واهل البصيرة لان الجهاد امره عظيم اذا نظم وصار على ما رسمه الله عز وجل صار جهادا نافعا للامة. اما اذا كان فوظى وبغير علم فانه يصبح نكسة للامة وعلى المسلمين. فكم يقتل من المسلمين بسبب مغامرة جاهل اغضب الكفار وهم اقوى منه فانقضوا على المسلمين تقتيلا وتشريدا وخرابا ولا حول ولا قوة الا بالله. ويسمون هذه المغامرة بالجهاد وهذا ليس هو الجهاد لانه لم تتوفر شروطه ولم تتحقق اركانه فليس فهو ليس جهادا وانما هو عدوان ما يأمر الله عز وجل به واشير الى جملة من الضوابط المهمة في باب الجهاد لا بد من العناية بها اشير اليها اشارة مختصرة وفي الكتاب شيء من التفصيل لها. الضابط الاول ان يكون الجهاد مبنيا على الشرطين الذين هما اساس كل عمل صالح مقبول وهما الاخلاص لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. الضابط الثاني ان يكون الجهاد موافق لمقصود الجهاد والغاية التي شرع من اجلها وهو ان يجاهد المسلم ليكون الدين لله. ولتكون كلمة الله هي العليا كما في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية قاتلوا رياء فاي ذلك في سبيل الله؟ فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله الضابط الثالث ان يكون الجهاد بعلم وفقه في الدين وذلك لانه من اعظم العبادات واجل الطاعات والعبادة لا تصلح ان لم تكن بعلم وفقه الضابط الرابع ان يكون الجهاد مع الرحمة للخلق والرفق بهم فان الجهاد ليس مشروعا في الاسلام للتشديد على الانفس او الايذاء للاخرين ولا ينبغي ان يفهم ان هذا من الجهاد الجهاد في سبيل الله وقد وصف الله تعالى هذه الامة المجاهدة فقال كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام ما كان الرفق في شيء ان الا زانه. والضابط الخامس ان يكون الجهاد بالعدل. بعيدا عن العدوان والبغي وهذا ضابط مهم. جاء الامر به والتأكيد عليه في الجهاد في سبيل الله. كما قال الله سبحانه وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا وقال جل وعلا ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى. وكان عليه الصلاة والسلام اذا بعث او صام بتقوى الله ثم يقول سيروا بسم الله وفي سبيل الله وخاتم من كفر بالله ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ولهذا جاءت ايضا الشريعة بالنهي عن قتل النساء والصبيان والشيوخ الفانين والعميان والراهب في كنيسته كل هؤلاء جاء النهي عن قتالهم لان الجهاد انما يكون بالعدل بعيدا عن العدوان والبغي الضابط السادس ان يكون الجهاد مع امام المسلمين. او باذنه برا كان او فاجرا وهذا من الضوابط المهمة ولهذا جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال انما الامام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فان امر بتقوى الله وعدل فان له بذلك اجرا وان امر بغيره فان عليه وزرا وجاء في هذا المعنى اه احاديث وايضا مما يدل على ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام لا هجرة بعد الفتح ولكن وليا واذا استنفرتم فانفروا الامر السابع ان يكون الجهاد في سبيل الله بحسب حال المسلمين من القوة والضعف فان الاحوال تختلف زمانا ومكانا والجهاد في سبيل الله قد شرع في الاسلام على مراحل ولهذا يقول شيخ الاسلام فمن كان من المؤمنين بارض هو فيها مستضعف او في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بئات الصبر والصفح عمن يؤذي الله ورسوله من الذين اوتوا الكتاب والمشركين فيراعى في الجهاد احوال المسلمين قد يكونون في بعض احوالهم لا قدرة لهم على اه مجابهة الاعداء يقابلون اذى الاعداء بالصفح. حتى يقويهم الله سبحانه وتعالى ويمكنهم من قتال الكفار ايضا من الضوابط في الجهاد اذن الابوين اذا الابوين وقد جاء في هذا احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك من الضوابط ان يكون الجهاد مؤديا الى مصلحة الراجحة والا يترتب عليه مفسدة اعظم. وذلك لان الجهاد بجميع صوره انما شرع لما فيه من تحقيق المصالح ودفع المفاسد عن الاسلام والمسلمين افرادا وجماعات ولهذا يقول ابن تيمية وافضل الجهاد والعمل الصالح ما كان اطوع للرب وانفع للعبد. فاذا كان يظره ويمنعه من انه انفع منه لم يكن ذلك صالحا وبالجملة فان تحكيم الكتاب والسنة في كل صغيرة وكبيرة هو اهم ما ينبغي اه ان يكون عليه المسلم في هذا الباب وان يكون في معتقده صحيح المعتقد وفي نيته صاحب نية خالصة وفي توكله صادق التوكل وفي طريقته متبعا لهدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول وبيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه