بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين امين. الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في في باب بالعفو والاعراض عن الجاهلين. وقال تعالى وليعفوا وليصفحوا. الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ وقال تعالى والكاظمين من الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين. وقال تعالى ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور. والايات في الباب كثيرة معلومة بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى في باب العفو والاعراض عن الجاهلين وقال الله تعالى وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم وليعفوا اللاموا هنا لاموا الامر العفو هو المسامحة وترك المؤاخذة والصفح هو الاعراض وعدم التثريب في صيام ما حصل هذا هو الفرق بين العفو وبين الصفح فالعفو هو ترك المؤاخذة على الذنب وعدم المعاقبة عليه. واما الصفح فهو عدم واللوم ونسيان ما حصل. ولهذا قال الله تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام انه قال لاخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم الا هنا اداة عرظ الا تحبون اي دون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم. والمغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه. مأخوذ من المغفر الذي يتقى به السهام في القتال. والمغفر فيه ستر ووقاية. ويدلك على ان هذا هو معنى المغفرة ما ثبت في الحديث الصحيح ان الله عز وجل يخلو بعبده المؤمن يوم القيامة كرره بذنوبه ويقول فعلت كذا في يوم كذا وفعلت كذا في يوم كذا. ولا يستطيع ان ينكر لان هناك بينات وشهود ثم يقول الله تعالى تفضلا منه ومنة قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم فالمغفرة تجمع بين ستر الذنب والتجاوز عنه. ففيها ستر وتجاوز. لان الله عز وجل قد يستر عليك لكن لا يغفر لك. وقد يغفر لك لكن يفضحك بين الناس. فاذا حصل ستر الذنب والتجاوز عنه حصل المطلوب وزال المرهوب. وقوله والله غفور رحيم الرحيم هو الموصل رحمته الى من شاء من عباده. فهذه الاية فيها الحث على العفو والصفح والمسامحة. اما الاية الثانية وهي قول الله عز وجل والعافين عن الناس تقدم الكلام عليها وان من صفات عباد الله المتقين انهم يعفون عن الناس والناس هنا عام يشمل المسلم والكافر ولكن العفو انما يكون محمودا بشرطين. الشرط الاول ان يكون مع القدرة على الانتقام العفو انما يحمد اذا كان الانسان قادرا على الانتقام ولكنه عفا. والشرط الثاني ان يكون العفو فيه اصلاح. ولهذا قال الله تعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله. اما اذا كان العفو ليس فيه اصلاح بل قد يكون سببا تمادي وتطاول من عفوت عنه فحينئذ لا يكون محمودا. اما الاية الثالثة وهي قول الله عز وجل ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور. لمن صبر يعني صبر على اذية من اذاه. من قول او فعل وغفر يعني تجاوز ولم يقابل الاساءة بالاساءة ان ذلك يعني هذا الصبر وهذا التجاوز لمن الامور يعني من معزومات الامور. اي انه لا يفعله الا ذوي العزائم وذوي الهمم العالية. وذلك لان ان النفس مجبولة على حب التشفي والانتقام ممن اذاها. بقول او فعل فالنفوس الله عز وجل على حب التشفي والانتقام ممن حصل منه اذية. فاذا حبس الانسان نفسه وعافى عن من ظلمه كان هذا من عزم الامور اي من معزوماتها. ولكن هذا كما تقدم مقيد بما اذا كان العفو فيه اصلاح. اما اذا كان العفو ليس فيه اصلاح فانه لا يكون محمودا بل يكون مذموما. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد