اختنا تسأل عن تفسير بعض الايات الكريمة. يقول الحق تبارك وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن. طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الايات والله عليم حكيم لو تكرمتم شيخ صالح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الصلاة والسلام على خير عباد الله محمد وعلى اله وصحابته ومن والاه وبعد فنصيحتي للسائلة ولكل من يرغب فهم شيء من كتاب الله جل وعلا وهو يحسن القراءة ان يقتني كتابا في التفسير. طيب طيب ومن افضل كتب التفسير تفسير الامام الحافظ ابن كثير وهو كتاب نفيس وان كان فيه طرق كثيرة. مم وحادث مسرودة منها الصريح والضعيف لكن يجتزئ الانسان بمعنى الاية الذي يسوقه ابن كثير دون تعرض للروايات فان كان متعلما قرأ الروايات والا اكتفى بمن الروايات بما يسنده الى الصحيحين لان الصحيحين كتابان رضيهما العالم الاسلامي واقتنع بهما وبصحتهما. فهما اصح كتاب صنف بعد كتاب الله جل وعلا ومن انفع الكتب المؤلفة عصريا. نعم تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي ورحمة الله عليه لم يتعرض المعاني النحوية ولا تعرض للسرد الطرق وانما قصد المعاني معاني الايات وتقرير العقيدة وبيان منهجي الدعاة من انبياء الله ورسله ليقتدي بهم المسلم في دعوته واما هذه الاية التي سألت عنها السائلة. نعم والتي فيها التوجيه من المولى جل وعلا في العلاقات الاسرية في المحافظة وبها محافظة على عورات البيوت. مم وهي ان تأمر المماليك وقد مضى وقتهم وعهدهم الا ان يأتي الله جل وعلا في جهاد اسلامي حقيقي بين كفار ومسلمين هذا توجيه من الله بان يستأذن المماليك اذا ارادوا الدخول على الناس في خلوتهم التي حددت بهذه الثلاثة الاوقات والتي غالبا ما يكون الانسان فيها متبذلا مع زوجته واهله يستأذنهم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم يعني حتى المميزون المميزون يستأذنون. نعم اذا ارادوا الدخول على ابائهم واهليهم في تلك الحالات حينما ينام الناس نومة القيلولة الظهيرة كان الناس في الزمن القديم يستريحون هذه الاستراحة لانهم ما كانوا ينامون بعد الفجر انما كانوا يعملون فاذا جاء وقت الظهيرة واذا بهم محتاجون للراحة والاستراحة ثم هم لا يسهرون السهر الضارة كما يفعل في هذا الزمن. مم. وانما هم في راحة في ليلهم وعمل دائما في نهارهم قبل الفجر يقولون قد اووا الى فرشهم وكذلك بعد صلاة العشاء ثلاث هذه الحالات سماها الله ثلاث عورات لان الانسان غالبا مع زوجته لا يتحفظ مما يتحفظ منه في غير تلك الاوقات. نعم فامر هؤلاء الذين يكثر دخولهم على اهل البيوت ويكثر غشيانهم لاسيادهم وابائهم بان يستأذنوا في هذه الثلاث الحالات واما فيما عداها اي قبل العشاء في الوقت وقت العمل كالعصر والظحى يحتاج للاستئذان امثال هؤلاء الذين نصت عليهم الاية لان الانسان عادة في تلك الاوقات التي لم ينص عليها يكون متصفا بحالة الستر المعتاد غالبا فهذه الامور لابد ان يعتني بها الناس اما الاجانب من الرجل وامرأته ولابد من استئذانهم في كل وقت اذا ارادوا الدخول ولا يحل ان يدخل اجنبي اي غير محرم على صاحب المنزل الا بعد استئذانه في اي وقت ولو كان ابن عمه ولو كان ابن اخيه وابن اخته اي لو كان اقرب الناس من احمائه لا يدخل الا باستأذان ولذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم مقالته في الاستئذان قال رجل ليس في البيت الا امي كررها قال اتحب ان تراها عريانة؟ مم قال له الاستئذان مطلوب حتى لا تقع عين الداخل على عورة من المدخول عليه والله اعلم