بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس الخامس والسبعين. قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب الدروس المهمة لعامة الامة من اخلاق المؤمنين الخشوع في الصلاة. قال سبحانه في سورة المؤمنون قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم خروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون. اولئك هم الوارثون. الذين يرثون الفردوس هم فيها بدون هذه اخلاق المؤمنين في كل مكان وزمان يذكرها سبحانه ليعلمها العباد ويستقيموا عليها ويحفظوها ومعنى قوله سبحانه قد افلح المؤمنون اي فازوا وظفروا بكل خير وحصلوا على كل خير ثم ذكر صفاتهم فقال الذين هم في صلاتهم خاشعون بدأ بالخشوع في الصلاة لعظم شأنه وشأن الصلاة فاذا دخلت في الصلاة فاخشع فيها لربك واطمئن واقبل عليها بقلبك وبدنك حتى تكتب لك كاملة. ويحصل لك الاجر العظيم واياك والوسوسة وقت الصلاة واياك والخوض ها هنا وها هنا بالافكار والهواجس اقبل على صلاتك واخشع فيها لربك واجمع عليها قلبك تفلح غاية الفلاح. ثم قال سبحانه والذين هم عن اللغو معرضون والمعنى انهم يعرضون عن كل باطل وقد فسر اللغو بالشرك والمعاصي وبكل ما لا خير فيه فالمؤمن في صلاته يجتنب ذلك كله ثم قال سبحانه والذين هم للزكاة فاعلون والزكاة هنا تشمل زكاة المال وزكاة النفس. وهكذا المؤمن يزكي نفسه بطاعة الله ورسوله ويزكي ما له باداء الحق الذي عليه ثم قال سبحانه والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين ومن صفات المؤمنين واخلاقهم العفاف واداء الامانة فالمؤمن حافظ فرجه الا من زوجته او سريته وهي ملك يمينه. وهكذا المؤمنة تحفظ فرجها الا من زوجها او سيدها وهو مالكها اذا كان لها سيد مالك فمن فعل الزنا او اللواط او اتى المرأة في دبرها او في حالة الحيض او النفاس او تعاطى العادة السرية وهي ثمن ولم يحفظ فرجه صار عاديا اي ظالما فالمؤمن يأتي زوجته في قبولها في غير الحيض والنفاس وفي غير الاحرام. بل في الوقت الذي اباح الله له ان يأتيها فيه ثم قال تعالى والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون وهكذا المؤمن والمؤمنة يحفظ الامانة ويؤديها ولا يخونها ابدا. عملا بهذه الاية وبقوله سبحانه نعم ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون فلابد من اداء الامانة ورعايتها وقد عظم الله شأنها فقال سبحانه انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا فالامانة امرها عظيم. والامانة امانتان امانة الله وامانة العباد فعليك ان تؤدي امانة الله من صلاة وصوم وغير ذلك من الفرائض. على الوجه الذي شرعه الله وعليك ان تؤدي امانات الناس من ودائع ورهون وعواري وغير ذلك فعليك ان تؤدي الامانتين وترعاهما بكل صدق وبكل حرص وبكل عناية. وقال سبحانه في سورة المعارج والذين هم بشهاداتهم قائمون والمعنى انهم لا يزيدون عليها ولا ينقصون. بل يؤدون الشهادة كما امر الله بدون زيادة ولا نقصان ولا كتمان عملا بهدي الله وبقوله سبحانه وتعالى ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه. والله بما تعملون عليم والشهادة بالزور من اكبر الكبائر فالمؤمن والمؤمنات يشهدان بالحق الذي عندهما لا يزيدان ولا ينقصان ولا يكتمان الشهادة بل يؤديان انها كما حفظ وكما رأيا وكما سمعا. ثم قال سبحانه والذين هم على صلواتهم يحافظون هكذا المؤمنون والمؤمنات يحافظون على الصلاة ويؤدونها في وقتها فالرجل يؤديها في الجماعة كما امر الله بذلك والمرأة تؤديها في بيتها في وقتها كذلك. المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله