وهي سبع ايضا كما قال وسبعة بلا محل في الجمل. الاولى منها ذات ابتداء اي اذا وقعت الجملة في ابتداء الكلام. اسمية او فعلية فانها لا محل لها من الاعراب. وهي نوعان طولي نحو جاء الذي قام ابوه. الجملة الرابعة مما لا محل لها من الاعراب الواقعة باب شرط ليس جزم دخله. كجواب اذا الشرطية نحو اذا جاء زيد اكرمتك. وجوابي لو الشرطي المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا تعليق على نظم قواعد الاعراب نقلته من شرح الشيخ خالد الازهري على اصله. ذكرت منه ما يتعلق بهذا النظم وحذفت منه ما يستغنى عنه. ونقلت عبارة الا في شيء يسير. واسأل الله ان يجعله خالصا لوجهه الكريم. قال المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم. يقول راجي رحمة الاله محمد هو ابن عبد الله الحمد لله العليم الفاطر. ثم الصلاة مع سلام باهري. على النبي الهاشمي الهادي واله والاولاد وهاك في قواعد الاعراب نظم الكتاب المبدع الاعرابي. واسأل الله طه به ان ينفع قارئه وناظما ومن دعا. فصل في الجملة واحكامها ذكر المصنف في هذا الباب اربع مسائل. المسألة الاولى في شرح الجملة. ويتبع ذلك ذكر اقسامها واحكامها واشار اليه بقوله لفظ مفيد بالكلام يدعى وجملة وهي اعم قطعا كل كلام جملة لا ينعكس يعني ان الكلام هو اللفظ المفيد. والجملة هي المركب الاسنادي افاد او لم يفد. فاذا كان كذلك صار كل كلام جملة. لان الكلام لابد ان يكون مركبا. ولا تكون كل جملة كلاما. لان الجملة لا يشترط فيها الافادة. فاذا قلت زيد قائم فهو كلام وجملة لانه مركب مفيد. واذا قلت ان قام زيد فهو جملة لانه مركب. ليس بكلام لانه لم يفد. والمفيد هو ما يحسن السكوت عليه وجملة قسمان ليس تلتبس. اسمية وهي بالاسم تبتدى فعلية بالفعل فابدأ ابدا يعني ان الجملة تنقسم الى قسمين. اسمية وفعلية. وذلك انها تسمى اسمية. ان بدأت باسم صريح كزيد قائم. او مؤول النحو وان تصوموا خير لكم اي صومكم او بوصف رافع لمكتف به. نحو اقائمني الزيدان. او اسم فعل النحو هيهات العقيق. واذا دخل عليها حرف فلا يغير التسمية. سواء غير الاعراب دون المعنى ام المعنى دون الاعراب؟ ام غيرهما معا؟ ام لم يغير واحدا منهما؟ فالاول نحن ان زيدا قائم. والثاني نحو هل زيد قائم؟ والثالث نحو ما زيد قائم والرابع لزيد قائم. واما الجملة الفعلية فهي التي تبتدأ بالفعل وان كان ماضيا او مضارعا او امرا. وسواء كان الفعل متصرفا ام جامدا. تاما او ناقصا مبنيا للفاعل او للمفعول. كقام زيد. ويضرب عمرو. واضرب زيدا. ونعم العبد وكان زيد قائما. وقتل الخراصون. وسواء كان الفعل مذكورا كما مثلنا او محذوفا تقدم معموله عليه ام لا تقدم عليه حرف ام لا نحوها القام زيد نحو زيدا ضربته. ويا عبد الله فزيدا وعبدالله منصوبان بفعل محذوف. لان التقدير ضربت زيدا ضربته. وادعو عبدالله ثم اعلم ان الجملة صغرى وكبرى فالصغرى هي المخبر بها عن مبتدأ في الاصل. والكبرى هي التي خبرها جملة. وقد تكون صغرى باعتبار ما هي خبر عنه وكبرى باعتبار ان خبرها جملة. نحو زيد ابوه غلامه منطلق. وقد تكون تفيد جزما هذه الثانية من الكلمات وهي لما فتأتي على ثلاثة اوجه فتارة يقال فيها حرف وجود لوجود في نحو لما جاء زيد جاء عمرو. وتختص بالدخول على الماضي على الاصح لا كبرى ولا صغرى لفقد الشرطين. كقام زيد. المسألة الثانية في الجمل التي لها محل من الاعراب واشار اليها بقوله والجمل اللاتي لها محل من الاعراب الذي هو الرفع والنصب والخفض والجزم. سبع جمل على المشهور. احداها فخذها خبر يحل لمبتدأ في الاصل او في الحال. وموضعها اما رفع او نصب. فموضعها رفع في بابي المبتدأ الاصلي وخبر ان. وفي موضع نصب في بابي كان وكاد. نحو كانوا وميمون وما كادوا يفعلون. الجملة الثانية والثالثة بقيعة حالا والواقعة مفعولا به. وقد ذكرهما بقوله حال ومفعول ومحلهما النصب. فالحالية نحو قوله تعالى وجاءوا اباهم عشاء يبكون. وقول صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. والجملة المفعولية تقع في اربعة مواضع الاول ان تقع محكية بالقول نحو قال اني عبد الله. والثاني ان قاعة تالية للمفعول الاول في باب ظن. نحو ظننت زيدا يقرأ. والثالث ان تقع تالية للمفهوم الثاني في باب اعلم. نحو اعلنت زيدا عمرا ابوه قائم. والرابع ان تقع معلقا عنه العامل نحو لنعلم اي الحزبين احصى. فلينظر ايها ازكى طعاما رابعة من الجمل مضاف اليه. ومحلها الجر فعلية او اسمية. نحو قوله تعالى هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. يومهم بارزون. وكذلك كل جملة وقعت بعد اذ او اذا او حيث او لم الوجودية عند من قال بسميتها او بعد بين او بين فانها في موضع خفض باضافتهن اليها. الجملة الخامسة الواقعة جواب شرط جازم وقد ذكرها بقوله واقع جواب شرط جازم ومحلها الجزم اذا كانت مقروءة بالفاء او باذا الفجائية. نحو من يضلل الله فلا هادي له. وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون. الجملة السادسة التابعة لمفرد وقد ذكرها بقوله وتابعوا لمفرد كالجملة المنعوت بها ومحلها بحسب من رفعا ونصبا وخفضا. فالرفع نحو قوله تعالى من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه. والنصب نحو قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله والخفض نحو قوله تعالى ليوم لا ريب فيه. الجملة السابعة التابعة جملة لها محل من الاعراب. وقد ذكرها بقوله وجملة ذات محل. وذلك في يا بين النسق والبدل. نحو زيد قام ابوه وقعد اخوه. ومثال البدل قول الشاعر اقول له ارحل لا تقيمن عندنا والا فكن في السر والجهر مسلما. فجملة لا تقيمن في في موضع نصب على البدلية من ارحل. المسألة الثالثة في الجمل التي لا محل لها من الاعراب احدهما المفتتح بها النطق نحو انا انزلناه. والثاني المنقطعة عما قبلها. نحو ان العزة لله جميعا. بعد قوله ولا ايحزنك قولهم وليست محكية بالقول لفساد المعنى. والثانية من الجمل التي لا محل لها من الاعراب ذات اعتراض بين شيئين متلازمين. وهي اما للتقوية او للتبيين ولا يعترض بها الا بين الاجزاء المنفصل بعضها من بعض. المقتضي كل منها الاخر فتقع بين الفعل وفاعله كقوله وقد ادركتني والحوادث جمة اسنة قوم لا ضعاف ولا اعزلي او مفعوله كقوله وبدلت والدهر ذو تبدلي. هيفا دبورا بالصبا والشمئ وبين المبتدأ والخبر كقوله وفيهن والايام يعثرن بالفتى نوادب لا لنهوا ونوائح وما هما اصله وجوابه كقوله ان سليمة والله يكلؤها ظنت بشيء ما كان يرزأها. وبين الشرط وجوابه كقوله تعالى فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار. وبين الموصول وصلته كقوله ان الذي وابيك يعرف مالكا وبين اجزاء الصلة نحو جاء الذي جوده والكرم زين مبذول. وبين المجرور من كان نحو هذا غلام والله زيد. او حرف النحو اشتريته بوالله الف درهم وبين الحرف وتوكيده نحو ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت والفعل كقوله اخالد قد والله اوطأت عشوة وبين الحرف النافي ومنفيه كقوله فلا وابي دهماء ازالت عزيزة وبين القسم وجوابه والموصوف وصفته وجمعهما قوله تعالى فلا اقسم بمواقع النجوم. وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم. والجملة الثالثة مما لا محل لها من الاعراب. الواقعة صلة نحو لو جاء زيد اكرمتك. وجوابي لولا الشرطية نحوه لولا زيد اكرمتك. او الواقعة جوالك لشرط جازم ولم تقترن بالفاء ولا باذا الفجائية نحو ان جاءني زيد اكرمته والجملة الخامسة مما لا محل لها من الاعراب. الواقعة جوابا لقسم. سواء ذكر فعل القسم وحرفه ام الحرف فقط ام لم يذكر. فالاول اقسم بالله لافعلن. والثاني ان انك لمن المرسلين. بعد قوله يس والقرآن الحكيم. والثالث ان لكم لما تحكمون. بعد قوله ام لكم ايمان علينا بالغة الى يوم القيامة الجملة السادسة مما لا محل لها من الاعراب. الواقعة وذات تفسير كهل. وهي الجملة كاشفة لحقيقة ما تليه. وليست عمدة نحو قوله تعالى هل هذا الا بشر مثلكم بعد قوله واسروا النجوى الذين ظلموا. فجملة الاستفهام مفسرة للنجوى الجملة السابعة مما لا محل لها من الاعراب. جملة تابعة لجملة بلا محل من الاعراب نحو قام زيد وقعد عمرو. ان لم تقدر الواو للحال المسألة الرابعة في حكم الجملة اذا وقعت بعد المعارف او بعد النكرات. كما اشار اليها بقوله وان اتتك بعد محض نكرة جمل اخبار لها مشتهرة. فهي لدى النحات كلهم صفة. وما بعد محض المعرفة. فتلك احوال وما قد تتصل بغير محض فيهما فتحتمل. يعني ان جمل الواقعة بعد النكرات المحضة اي الخالصة من المعرفة. فانها تكون صفات للنكرات. وان وقعت بعد عارف المحضة اي الخالصة من شائبة التنكير فانها تكون احوالا لتلك المعارف. وان وقعت بعد غير محض منها فانها محتملة للصفات والاحوال. وذلك مع وجود المقتضي وانتفاء المانع. والمقترض الوصفية تمحض التنكير. والمقتضي للحالية تمحض التعريف. والمقتضي لهما عدم تمحض التعريف والتنكيل والمانع للوصفية الاقتران بالواو ونحوها. والمانع للحالية الاقتران بحرف الاستقبال اه ونحوه والمانع للوصفية والحالية فساد المعنى. مثال الواقعة صفة. قوله تعالى حتى تنزل علينا كتابا نقرأه. ومثال الواقعة حالا قوله تعالى ولا تستكثر ومثال المحتملة للوجهين بعد النكرة نحو قولك مررت برجل صالح يصلي فان شئت قدرت يصلي صفة ثانية لرجل لانه نكرة وان شئت قدرته حالا منه. لانه قد قرب من المعرفة باختصاصه بالصفة. ومثال المحتملة للوجهين الواقعة بعد المعرفة. قوله تعالى كمثل الحمار يحمل اسفارا. فان المراد بالحمار هنا الجنس لا حمار بعينه. وذو التعريف الجنسي يقول من النكرة في المعنى. فيحتمل قوله يحمل اسفارا ان يكون حالا. لان الحمار وقع بلفظ المعرفة ويحتمل ان يكون صفة لانه كالنكرة في المعنى من حيث الشيوع. فصل في الجار والمجرور وفي هذا الباب ايضا اربع مسائل. الاولى انه لابد للجار والمجرور من التعلق بفعل او ومعناه كما قال لابد للجار من التعلق بفعل نحو مررت بزيد او معناه اي معنى الفعل. من مصدر او صفة او اسم فاعل. نحو مرتقي قد اجتمع الفعل وما في معناه في قوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم فعليهم الاول متعلق بالفعل. وهو انعمت ومحله النصب. وعليهم الثاني متعلق بما في معناه ان الفعل وهو المغضوب ومحله الرفع على النيابة عن الفاعل. واستثني كل زائد له هو عمل كلباوة من والكاف ايضا ولعل. لدى عقيل يستثنى من حروف الجر اربعة. فلا تتعلق به شيء احدها الحرف الزائد كالباء الزائدة في الفاعل نحو وكفى بالله شهيدا اه ونحو احسن بزيد عند الجمهور. والاصل كفى الله شهيدا واحسن زيد قم بالرفع فزيدت الباء فيهما. والزائدة في المفعول نحو. ولا تلقوا بايديكم الى تهلكة وفي المبتدأ نحو بحسبك درهم. وفي خبر الناسخ المنفي نحو اليس الله بك ان عبده وما الله بغافل عما تعملون. وكمن الزائدة في الفاعل نحو ان تقولوا ما من بشير. وفي المفعول ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت. وفي المبتدأ نحو ما لكم من اله غيره هل من خالق غير الله؟ الحرف الثاني كاف التشبيه نحو قولك زيد عمرو فزعم الاخفش وابن عصفور انها لا تتعلق بشيء وفيه نظر. الحرف الثالث لعل في لغة من جر بها وهم عقيل بالتصغير. ولهم في لامها الاولى الاثبات والحذف وفي لامها الاخيرة الفتح والكسر. قال شاعرهم وداع دعا يا من يجيب الى الندى فلم يستجب عند ذاك مجيب. فقلت ادع اخرى وارفع الصوت جهرة. لعل ابي المغوار منك قريب وقوله ثم لولاي كذا لولاك لولاه فعمرو قال ذا لولا انا الفصيح عند الاكثر وانت ايضا وهو فاعلم واذكري. هذا هو الحرف الرابع مما لا يتعلق بشيء. وهو لولا صناعية اذا وليها ضمير متصل لمتكلم او مخاطب او غائب. في قول بعضهم لو ولاية ولولاك ولولاه. قال يزيد ابن الحكم وكم موطن لولاي طحت؟ وكقول الاخر لولاك في ذا العام لم احججي. وكقول جحدر ولولاهما قلت لدي الدراهم. فمذهب ان لولا في ذلك كله لا تتعلق بشيء. فانها بمنزلة لعل الجارة في ان ما بعدها رفوع المحل بالابتداء. وذهب الاخفش الى ان لولا في ذلك غير جارة. وان الضمير بعدها مرفوع المحل على الابتداء. ولكنه مستعار ضمير الجر مكان ضمير الرفع. والاكثر ان يقال لو اولى انا ولولا انت ولولاه بانفصال الضمير فيهن كما قال تعالى لولا ان انتم لكم مؤمنين. المسألة الثانية في حكم الجار والمجرور. اذا وقع بعد المعارف والنكيرات وحكمه حكم الجملة الخبرية كما قال والحكم للجار وللمجرور كجمل الاخبار في المذكورة فهو بعد النكرة المحضة صفة. كما في قولك رأيت طائرا على غصن وهو حال بعد المعرفة المحضة في قوله تعالى فخرج على قومه في زينته. وهو محتمل الامرين للوصف والحال في قولك يعجبني الزهر في اكمامه. وفي نحو هذا ثمر يانع على اغصانه. لان الزهر معرف بآل الجنسية فهو قريب من النكرة. وقولك ثمر يانع موصوف. فهو قريب من المعرفة. فيجوز في كل من الجار والمجرور في المثالين ان يكون صفة وان يكون حالا. وان اتى المجرور والجار صلة اوحال نوجا صفة مكملة او خبرا فانه قد علق بكائن او استقر مطلقا خلى الصلات فهي باستقر قد علقت عند النحات طرا. هذه هي المسألة الثالثة من مسائل لهذا الباب وهي انه متى وقع الجار والمجرور صلة لموصول او صفة لموصوف او حالا لذي حال او خبرا لمخبر عنه تعلق بمحذوف تقديره كائن او استقر. الا الواقعة صلة فيتعين فيه استقر اتفاقا. لان الصلة لا تكون الا جملة. والوصف مع مرفوعه المستتر فيه مفرد حكما فمثال الصفة رأيت طائرا على غصن. ومثال الحال فخرج على قومه في زينته ومثال الخبر الحمد لله ومثال الصلة وله من في السماوات والارض. ويسمى والمجرور في هذه المواضع الاربعة بالظرف المستقر بفتح القاف. لاستقرار الضمير فيه بعد حذف عامله وفي غيرها بالظرف اللغو لالغاء الضمير فيه. وجاز في المجرور بعد الجر في ابر وما تلا في الذكر. وبعد ما استفهام او نفي بدا ان يرفع الفاعل هذا ابدا. واختاره كذا. اذا على وجهين فتارة يقال فيها ظرف مستقبل خافض لشرطه منصوب بجوابه في نحو اذا جاء نصر الله والفتح. وتختص هذه بالدخول على الجملة الفعلية نحو فاذا انشقت السماء. واما نحو اذا السماء انشقت وبغير شرط قد مضى نحات كوفة ولخفش الرضا. وقيل فيه خبر ومبتدأ هذه المسألة الرابعة وهي انه اذا وقع الجار والمجرور بعد هذه الاربعة وهي الصفة والصلة والحال والخبر اذا وقع بعد الاستفهام وبعد النفي فانه يجوز ان يرفع الفاعل لاعتماده على ذلك. تقول مررت برجل في الدار ابوه. فلك في ابوه وجهان. احدهما ان تقدره فاعلا بالجار والمجرور لنيابته عن استقر او مستقر محذوفا. وهو الراجح عند الحذاق من النحويين كابن ما لك. وحجته هو في ذلك ان الاصل عدم التقديم والتأخير. والوجه الثاني ان تقدره مبتدأ مؤخرا وتقدر الجار والمجرور خبرا مقدما. والجملة من المبتدأ والخبر صفة لرجل. والرابط اين هما الهاء من ابوه؟ وكذا تقول في الصلة والخبر والحال. وتقول في الواقع بعد النفي والاستفهام ما في الدار احد. وهل في الدار احد فلك في احد الوجهان. قال الله تعالى افي الله شك واجاز الاخفش والكوفيون رفع الجار والمجرور للفاعل. في غير هذه المواضع. نحو في الدار زيد فزيد عندهم يجوز ان يكون فاعلا. ويجوز ان يكون مبتدأ مؤخرا. والجار والمجرور خبره. واوجب البصريون غير الاخفش ابتدائيته. تنبيه جميع ما ذكرناه في الجار والمجرور من انه لابد له ومن تعلقه بفعل او ما في معناه ومن كونه صفة للنكرة المحضة وحالا من المعرفة المحضة ومحتملا الوصفية والحالية بعد غير المحضة منهما وغير ذلك. فانه ثابت للظروف كما قال. وللظروف حكم جر وردى فلا بد من تعلقه بفعل زمانيا كان الظرف او مكانيا. فالاول نحو وجاءوا اباهم عشاء يبكون. والثاني نحو او اطرحوه ارضا او بمعنى فعل فالزماني نحو زيد مبكر يوم الجمعة. والمكاني زيد جالس امام الخطيب. فالظرفان متعلقان باسم الفاعل. ومثال وقوعه صفة مررت بطائر فوق غصن ومثال وقوعه حالا رأيت الهلال بين السحاب. ومثال وقوعه محتملا لهما يعجبني الثمر فوق الاغصان. ورأيت ثمرة يانعة فوق غصن. ومثال وقوعه خبرا الركب اسفل منكم. ومثال وقوعه صلة وله من في السماوات والارض. ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته. ومثال رفعه الفاعل الظاهر زيد عنده مال لا ويجوز تقديرهما مبتدأ وخبرا. ويجري في نحو عندك زيد المذهبان. فصل في تفسير كلمات يحتاج اليها. يكثر في الكلام دورها ويقبح بالمعرب جهلها. وهي اثنتان وعشرون كلمة. وهي على ثمانية انواع. احدها ما جاء على وجه واحد وهي اربعة اشار اليها بقوله قد طوى عوض ابدا ظروف لكن ما استغراقها معروف. قد طلب مظى وعوض ابد حتما للاستقبال حيث ورد. احدها قط بفتح القاف وتشديد الطاء وضمها في اللغة الفصحى وهي ظرف لاستغراق ما مضى من الزمان. ملازم للنفي. تقول ما فعلته قط. اي لم يصدر مني في جميع ازمنة الماضي. واشتقاقها من القط وهو القطع. فمعنى ما فعلته قط ما فعلته فيمن قط من عمري لانقطاع الماضي عن الحال والاستقبال. فلا تستعمل الا في الماضي وقول امتي لا افعله قط لحن. الثاني عوض بفتح اوله وسكون ثانيه وتثليث اخره واعجامه وهو ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان غالبا. ويسمى الزمان عوضا. لانه كلما ذهب ابت منه مدة عوضتها مدة اخرى. تقول لا افعله عوض. اي لا يصدر مني فعله في جميع ازمنتي في المستقبل وهو مبني. فان اضفته اعربته ونصبته على الظرفية فقلت لا افعله عوض العائضين كما تقول دهر الداهرين. وكذلك مثل عوض في استغراق المستقبل ابدا. تقول فيها ظرف لاستغاثة باقي ما يستقبل من الزمان. الا انها لا تختص بالنفي ولا تبنى. اجل بها يراد تصديق الخبر بلال الايجابي لنفي قد ظهر. الثالث مما جاء على معنى واحد اجل. بفتح الهمزة جيم وسكون اللام. ويقال فيها بجل. وهو حرف لتصديق الخبر. مثبتا كان الخبر او منفيا قالوا جاء زيد وما جاء زيد. فتقول في الجواب اجل اي صدقت. الرابع مما جاء على كوجه واحد بلى وهو حرف موضوع لايجاب الكلام المنفي. اي لاثباته. وتختص وبالنفي وتفيد ابطاله. مجردا كان عن استفهام كقوله تعالى زعم الذين كفروا الذي قل بلى وربي لتبعثن. او مقرونا بالاستفهام الحقيقي نحو. اليس زيد بقائم فيقال بلى. او التوبيخي نحو ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم. بلى او التقريري نحو الست بربكم؟ قالوا بلى. اي انت ربنا. النوع الثاني ما جاء على وجهين واشار اليه بقوله ظرف للاستقبال خافض اذا لشرطه وللمفاجأة محمول على اضمار الفعل كقوله. وان امرأة خافت وقد تخرج اذا عن المستقبل فتكون ظرفا ماضي نحو واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليها. والنجم اذا هوى الوجه الثاني لإذا ان يقال فيها حرف مفاجأة فلا تحتاج الى جواب وتختص بالدخول على الجملة الاسمية. نحو ونزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين واختلف في اذا الفجائية هل هي حرف او اسم؟ وهل هي ظرف مكان او ظرف زمان اقوى قال وقد اجتمعتا في قوله تعالى ثم اذا دعاكم دعوة من الارض اذا انتم تخرجون. النوع الثالث من الكلمات ما جاء على ثلاثة اوجه. وهي سبعة اشار اليها في قوله واذ فظرف للمضي واطئة وحرف تعليل وللمفاجأة. تأتي اذا على ثلاثة اوجه احدها ان تكون ظرفا لما مضى من الزمان. فتدخل على الجملتين الاسمية والفعلية. فالاولى نحو واذكروا اذ انتم قليل. والثانية نحو واذكروا اذ كنتم قليلا للمستقبل نادرا نحو فسوف يعلمون. اذ الاغلال في اعناقهم. والثاني ان تكون المفاجأة اذا وقعت بعد بينا او بينما. فالاول نحو قولك بين انا في ضيق اذ جاء الفرج والثاني كقوله استقدر الله خيرا وارضي النبي. فبينما العسر اذ دارت مياسير. الثالث ان تكون للتعليل كقوله تعالى ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون. اي لاجل ظلمكم. حرف وجود لوجود لما كذلك الاستثناء وذهب الفارسي انها ظرف بمعنى حين. وتارة يقال فيها حرف جزم لنفي المضارع وقلبه في ماضية متصلا نفيه بالحال متوقعا ثبوته. في نحو بل لما يذوقوا عذاب الا ترى ان المعنى انهم لم يذوقوه الى الان وان ذوقهم له متوقع. وتارة يقال فيها حرف استثناء بمنزلة الا الاستثنائية. في لغة هذيل. في قولهم انشدك الله لما فعلت كذا اي ما اسألك الا فعلك كذا. ومنه قوله تعالى ان كل نفس لما اعليها حافظ الا ترى ان المعنى ما كل نفس الا عليها حافظ حرف لتصديق واعلام وحرف وعد اي كذا مع القسم. الثالثة من الكلمات التي جاءت على ثلاثة اوجه. نعم بفتحتين فيقال فيها حرف تصديق اذا وقعت بعد الخبر المثبت والمنفي. نحو قام زيد ما قام زيد فيقال نعم. ويقال فيها حرف وعد اذا وقعت بعد الطلب. نحو احسن الى فلان فتقوله ونعم ومن مجيئها للاعلام بعد الاستفهام قوله تعالى فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم. وهذا المعنى لم ينبه عليه سيبويه. الرابعة مما جاء على ثلاثة اوجه بكسر الهمزة وسكون الياء المخففة. وهي حرف جواب بمنزلة نعم. فتكون لتصديق الخبر المستخبر ولوعد الطالب. فتقع بعد نحو قام زيد وما قام زيد وهل قام زيد واضرب زيدا كما تقع نعم بعدها. هذا مقتضى التشبيه الا انها تفارق نعم من حيث كونها تختص بالقسم بعدها نحو قوله تعالى ويستنبئونك احق هو. قل اي وربي انه حقا حتى لجر ولعطف وابتداء. هذه الكلمة الخامسة مما جاء على ثلاثة اوجه. وهي فاحد اوجهها ان تكون جارة فتدخل على الاسم الصريح فتكون بمعناه الى نحو حتى مطلع الفجر حتى حين وتدخل على الاسم المؤول من ان مضمرة ومن فعل المضارع. وهي في ذلك على وجهين. تكون تارة بمعنى الى نحو حتى ايرجع الينا موسى. لان الاصل حتى ان يرجع. وتارة تكون بمعنى كي نحو اسلم حتى تدخل الجنة. وقد تحتملهما كقوله تعالى فقاتلوا التي تبغي في حتى تفيء الى امر الله. اي الى ان تفيء اوكيت فيه الوجه الثاني من اوجه حتى ان تكون حرف عطف تفيد مطلق الجمع كالواو. الا ان المعطوف بها مشروط بامرين احدهما ان يكون بعضا من المعطوف عليه والامر الثاني ان يكون المعطوف بها غاية له في شيء كالشرف. نحو مات الناس حتى الانبياء وعكسيه نحو جارني الناس حتى الحجامون. وكالقوة والضعف كما قال الشاعر قهرناكم حتى فانتم تهابوننا حتى بنين الاصاغر. والضابط ان يقال ما صح ابناؤه صح دخوله حتى عليه. وما لا فلا. والوجه الثالث من اوجه حتى ان تكون حتى ابتدائية فتدخل على ثلاثة اشياء على الجملة المبدوءة بالفعل الماضي نحو قوله تعالى حتى عفوا وعلى المبدؤة بالمضارع نحو وزلزلوا حتى يقول الرسول قل في قراءة من رفع. وعلى الجملة الاسمية كقوله حتى ماء دجلة اشكل كلا لردع ولتصديق بدا في نحو كلا لا تطعه يحتمل معناه او حقا افهم ما نقل. هذه الكلمة السادسة مما جاء على ثلاثة اوجه. وهي كلا فيقال فيها تارة حرف ردع وزجر. كالتي في قوله تعالى فيقول ربي اهان كلا اي انته وانزجر عن هذه المقالة. ويقال فيها تارة حرف جواب وتصديق بمنزلة اي بكسر الهمزة. كالتي في قوله تعالى كلا والقمر ويقال فيها تارة حرف بمعنى حقا او الا بفتح الهمزة واللام المخففة الاستفتاحية على خلاف في ذلك. كلا لا تطعه. فالمعنى على الاول حق لا تطعه وعلى الثاني الا لا تطعه. والصواب الثاني لكسر الهمزة في قوله تعالى كلا ان الانسان ليطغى. كما تكسر بعد ال الاستفتاحية. ولو كانت بمعنى حق لفتحت الهمزة كما في قوله احقا ان جيرتنا استقلوا. تجيء لا نافية وناهية زائدة فكن لذاك واعية. هذه الكلمة السابعة مما جاء على ثلاثة اوجه. وهي لا فتكون تارة نافية وتارة ناهية وتارة زائدة. فالنافية تعمل في النكرات عمل ان كثيرا فتنصب الاسم وترفع الخبر. اذا اريد بها نفي الجنس على سبيل التنصيص نحو لا اله الا الله. وتارة تعمل عملا ليس قليلا فترفع الاسم وتنصب الخبر. اذا بها نفي الجنس على سبيل الظهور. او اريد بها نفي واحد. فالاول كقوله تعز فلا شيء على الارض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا. والثاني كقولك لا رجل قائما بل رجلان والناهية تجزم المضارع نحو ولا تمنن. فلا يسرف في القتل والزائدة دخولها كخروجها. وفائدتها التقوية والتأكيد نحو. قال ما منعك الا تسجد. اي في ان تسجد. النوع الرابع ما جاء على اربعة اوجه. وهو اربعة. احداها لون كما ذكرها بقوله لولا امتناع لوجود ثبت وحرف تحضيض وتوبيخ اتى. كذلك للاستفهام والنفي ترد لولا تأتي على اربعة اوجه احدها ان يقال فيها حرف يقتضي امتناع جوابه لوجود شرطه. وتختص بالجملة الاسمية المحذوفة الخبر وجوبا غالبا. وذلك اذا انا الخبر كونا مطلقا نحو لولا زيد لاكرمتك. ومن هذا لولاي لكان كذا. اي لولا انا موجود. الثاني ان يقال فيها حرف تحضيض. ويقال فيها حرف عرض والتحضيض هو الطلب بازعاج. والعرض الطلب برفق. فتختص فيهما بالجملة الفعلية المبدوءة بالمضارع او ما في تأويله نحو لولا تستغفرون الله. ونحو لولا انزل فيه ملك والعرض نحو لولا تنزل عندنا فتصيب خيرا. ونحو لولا اخرتني الى اجل قريب. الثالث ان يقال فيها حرف توبيخ. فتختص جملة الفعلية المبدوءة بالماضي نحو فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة الرابع ان يقال فيها حرف استفهام. تختص بالماضي نحو لولا اخرتني الى اجل قريب. لولا انزل اليه ملك. قاله هاروي والظاهر انها في الاية الاولى للعرض وفي الثانية للتحضيض. وزاد الهروي معنى اخر وهو ان تكون نافية بمنزلة لم وجعل منه فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها اه اي لم تكن والظاهر ان المراد بلولا هنا هلا ويلزم منه معنى النفي. وان لنفي ولشرط قد عهد. كذلك تخفيف من الثقيل زائدة ايضا فحققي لي. الثاني مما جاء على اربعة اوجه. ان المكسورة الهمزة المخففة النون. فيقال فيها آآ تارة شرطية ومعناها تعليق حصول مضمون جملة بحصول مضمون جملة اخرى. كالتي في قوله تعالى قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله. وحكمها ان تجزم فعلين مضارعين او ماضيين او مختلفين. يسمى الاول شرطا والثاني جوابا وجزاء وتارة يقال فيها نافية. وتدخل على الجملة الاسمية والفعلية الماضية. نحو ان عندكم من سلطان بهذا. ان اردنا الا الحسنى والمضارعة كالتي في نحو ان يعد الظالمون. واهل العالية يعملونها عمل نحو ان احد خيرا من احد الا بالعافية. وقول الشاعر ان هو مستوليا على احد الا على اضعف المجانين. وقد اجتمعت الشرطية والنافية في قوله تعالى ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده. وتارة يقال فيها مخففة من الثقيلة كالتي في قوله تعالى وان كلا لما ليوفينه في قراءة من خفف الثقيلة. ويقل اعمالها اذا خففت. ومن اهمالها قوله تعالى ان كل نفس لما عليها حافظ. في قراءة من خفف لما واما من شدد فهي عنده نافية. وتارة يقال فيها زائدة. والغالب ان تقع بعد من نافية نحو. ما ان زيد قائم وتكف ما الحجازية عن العمل. وحيث اجتمعت ما وان فان تقدمت ما علاء فما نافية وان زائدة وان تقدمت ان على ما فان شرطية وما زائدة. نحو واما تخافن من قوم خيانة. وان بفتح حرف نصب مصدري. وحرف تفسير فاوحينا اذكري مخفف من الثقيل زائد. هذه الثالثة مما جاء على اربعة اوجه. وهي ان بفتح الهمزة وسكون النون. فتارة تكون حرف مصدر تؤول مع صلتها بالمصدر وتنصب المضارع. نحو يريد الله ان يخفف عنكم. وان هذه هي الداخلة على الماضي في قولك اعجبني ان صمت بدليل انها تؤول بالمصدر. اي صيامك وتارة تكون فائدة لتقوية المعنى وتوكيده. كالتي في قوله تعالى فلما انجى بشير وكذا حيث جاءت بعد لما او وقعت بين فعل القسم ولو كقوله واقسم لو التقينا او بين الكاف ومجرورها كقوله كأنضبية تعطو في رواية وتارة يقال فيها مفسرة فتكون بمنزلة اي التفسيرية كالتي في نحو فاوحينا اليه ان اصنع الفلك. وكذا حيث وقعت بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه ولم تقترن بخافض. وتتأخر عنها جملة اسمية او فعلية. فالفعلية كالمثال المتقدم والاسمية نحو ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها. وليس منها واخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين. لان المتقدم عليها غير جملة وانما هي ان المصدرية. ولا نحو ذكرت اسجدا ان ذهبا. لان المتأخر عنه ها مفرد لا جملة. فيجب ان يؤتى باي مكانها. ولا نحو قلت له ان افعل لان الجملة المتقدمة عليها فيها حروف القول. ويقال فيها تارة مخففة من الثقيلة كالتي في قوله تعالى علم ان سيكون منكم مرضا. وحسبوا الا لا تكون فتنة في قراءة الرفع. وكذا حيث وقعت بعد علم او ظن ينزل منزلة العلم ومن للاستفهام لفظ وارد نكيرة موصوفة شرطية موصولة اقسامها مرعية الرابعة مما جاء على اربعة اوجه من بفتح الميم فتكون تارة استفهامية كالتي في قوله تعالى من بعثنا من مرقدنا فتحتاج الى جواب وتكون تارة نكرة موصوفة كالتي في نحو مررت بمن معجب لك. اي بانسان معجب لك فتحتاج الى صفة وتكون تارة شرطية كالتي في قوله تعالى ان يعمل سوءا يجزى به. وتارة تكون موصولة كالتي في قوله ومن الناس من يقول النوع الخامس ما يأتي على خمسة اوجه وذكرها بقوله اي على معنى الكمال دلتي موصولة للشرط قد تولتي. مستفهم بها ووصلة الى نداء لفظ ما به الوصل كذا في الاستقبال حرف شرط مرادف لان فحقق ضبطي اي تأتي على خمسة اوجه. فتارة تكون شرطية فتحتاج الى شرط وجواب. والاكثر ان تتصل بها اما الزائدة نحو ايما الاجلين قضيت فلا عدوان علي. وتقع تارة استفهامية يحتاج الى جواب النحو ايكم زادته هذه ايمانا. وتقع تارة موصولة النحو لننزعن من كل شيعة ايهم اشد. اي الذي هو اشد وتقع تارة دالة على معنى الكمال للموصوف بها في المعنى. فتقع صفة لنكرة قبلها نحو هذا رجل اي رجل وتكون حالا لمعرفة قبلها كمررت بعبدالله اي رجل بنصب على انه حال من عبد الله. وتقع تارة وصلة لنداء ما فيه ال. نحو يا يا ايها الانسان وبعد ود فهو حرف مصدري مرادف لان ولكن قد عري من نصب نوجز من ولي التمني والعرض والتقليل يا ذا الذهن. الكلمة الثانية من ما جاء على خمسة اوجه لو. فاحد اوجهها ان تكون حرف شرط في الماضي نحو لو جاءني زيد اكرمته. واذا دخلت على المضارع صرفته الى الماضي نحو لو يفي كفى فيقال فيها حرف يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه. نحو ولو شئنا لرفعناه بها. والثاني من اوجه لو. ان تكون حرف شرط في المستقبل مرادفا لان الشرطية. الا ان لولا تجزم كقوله تعالى اخشى الذين لو تركوا اي ان تركوا اي شارفوا او قاربوا ان يتركوا الوجه الثالث ان تكون حرفا مصدريا مرادفا لان المصدرية. الا انها لا تنصب اكثر وقوعها بعد ود نحو ودوا لو تدهن. او بعد يود نحو يود احدهم لو يعمم الرابع ان تكون للتمني بمنزلة ليت. الا انها لا تنصب ولا ترفع نحو. فلو وان لنا كرة. الخامس ان تكون للعرض نحو. لو تنزل عندنا فتصيب خيرا. وذكر ذكر بعضهم لها معنى سادسا وهو ان تكون للتقليل. نحو قوله صلى الله عليه وسلم تصدقوا ولو بظلف محرق. النوع السادس ما يأتي على سبعة اوجه وهو قد وقد بمعنى حسب وهي اسم كذاك يكفي وهي ايضا قسم. تفيد للتحقيق والتوقع كذا لتقريب المضي فاسمعي. كذلك للتقليل والتكثير قد نرى في كلم القدير قد تأتي على سبعة اوجه. احدها ان تكون اسما بمعنى حسب. وفيها مذهبان. احدهما مهام عربة فيقال فيها اذا اضيفت الى ياء المتكلم قضي بغير نون. كما يقال حسبي درهم والثاني انها مبنية على السكون لشبهها بالحرفية لفظا. الوجه ثاني ان تكون بمعنى يكفي. وهي مبنية اتفاقا. وتتصل بها ياء المتكلم فيقال قدني درهم بالنون وجوبا. كما يقال يكفيني درهم. الوجه الثالث. ان تكون للتحقيق فتدخل على الفعل الماضي نحو قد افلح. قيل وعلى المضارع نحو قد يعلم الله المعوقين منكم. الوجه الرابع ان تكون للتوقع فتدخل عليهما ايضا تقول قد يخرج زيد. فدل على ان الخروج منتظر متوقع. وتقول في الماضي قد خرج زيد لمن يتوقع خروجه وفي التنزيل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها لانها كانت تتوقع سماع شكواها. وزعم بعضهم انها لا تكون للتوقع في الماضي الوجه الخامس ان تكون لتقريب زمن الماضي من زمن الحال. نحو قد قام. فانك قربت الماضي من حال ولهذا تلزم قدمع الماضي الواقع حالا. اما ظاهرة في اللفظ نحو وقد لكم ما حرم عليكم او مقدرة نحو هذه بضاعتنا ردت الينا الوجه السادس ان تكون للتقليل. وهو ضربان الاول تقليل وقوع الفعل نحو يصدق الكذوب. وقد يجود البخيل. والثاني تقليل متعلقه نحو. قد يعلم ما انتم عليه. اي انما هم عليه اقل معلوماته. الوجه السابع ان تكون فلل التكفير كما في قوله قد اترك القرن مصفرا انامله كأن اثوابه مجت بفرصادي وقاله الزمخشري في قوله قد نرى ربما نرى كثرة الرؤية. النوع السابع ما يأتي على ثمانية اوجه. وول للاستئناف ثم الحالي كذال مفعول وجمع تالي. لقسم ورب عطف زائدة. فهذه الاقسام فيها واردة الواو تأتي على ثمانية اوجه. وذلك ان لنا واوين يرتفع ما بعدهما من الاسم والفعل المضارع وهما واو للاستئناف وواو للحال. فواو الاستئناف هي الواقعة في ابتداء كلام اخر الاول. نحو ونقر في الارحام. فانها لو كانت للعطف لانتصب الفعل وواو الحال هي الداخلة على الجملة الحالية. اسمية كانت او فعلية. وتسمى واو الابتداء نحو جاء زيد والشمس طارعة. ولنا واوان ينتصب ما بعدهما من الاسم والفعل المضارع وهما واو المفعول معه نحو سرت والنيل وواو الجمع الداخلة على المضارع المسبوق بنفي او طلب النحو ما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. وقول ابي الاسود لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم. ولنا ووان ينجر ما بعدهما. وهما واو القسم نحو والتين وواو ربك قوله وبلدة ليس بها انيس الا اليعافي هو الا نعيش. اي ورب بلدة. ولنا واو يكون ما بعدها على حسب ما قبلها. وهي واو العطف وهذه هي الاصل. ولنا واو يكون دخولها في الكلام كخروجها. وهي الزائدة نحو حتى اذا جاءوها وفتحت ابوابها. الثامن ما ياتي على اثني عشر وجها وهو ماء. وقد ذكرها بقوله معرفة ذات تمام ما قلي. وذات نقص لشرط فاقبلي. نكرة موصوفة تعجب نكرة فصف بها ما تطلب موصولة كذا للاستفهام واسما اتت في هذه الاقسام. وان تكن حرفا فمصدرية ظرف وغير ما ظرفية. زائدة نافية وكافة عن رفع نو نصب وجر كافة هذه اخر الانواع وهي ماء. وهي على ضربين اسمية وحرفية. فالاسمية اوجهها سبعة احدها ان تكون معرفة تامة. فلا تحتاج الى شيء. وهي ضربان عامة واخت خاصة. فالعامة هي التي لم يتقدمها اسم. تكون هي وعاملها صفة له في المعنى نحو قوله تعالى ان تبدوا الصدقات فنعما هي والخاصة هي التي يتقدمها اسم. تكون هي وعاملها صفة له في المعنى. وتقدر من تقضي ذلك الاسم المتقدم. نحو غسلته غسلا نعما. ودققته دقا نعما. اي نعم الغسل ونعم الدق. والثاني ان تكون معرفة ناقصة وهي الموصولة. وتحتاج الى صلة وعائد نحو قوله تعالى قل ما عند الله خير من اللهو ومن تارة والثالث ان تكون شرطية النحو فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم والرابع ان تكون استفهامية النحو. وما تلك بيمينك يا موسى ويجب فيما الاستفهامية حذف الفها؟ اذا كانت مجرورة بحرف النحو عم يتساءلون فناظرة بما يرجع المرسلون. فحذفت الالف بين الاستفهامية والخبرية. والخامس ان تكون نكرة تامة غير محتاجة الى صفة وذلك في ثلاثة مواضع. احدها الواقعة في باب نعمة وبئس نحو. فنعم ما هي ونعم ما صنعت. اي نعم شيئا شيء صنعته. والثاني قولهم اذا ارادوا المبالغة في الاكثار من فعل اني مما ان افعل اي اني مخلوق من امر هو فكر فعل كذا وكذا. وذلك على سبيل المبالغة مثل خلق الانسان من عجل الثالث التعجب نحو ما احسن زيدا. فما نكرة تامة. والسادس ان تكون ما نكرة موصوفة كقولهم مررت بما معجب لك. اي شيء معجب. ومنه نعم ما صنعت اي نعم شيء صنعت. والسابع ان تقع ما نكرة موصوفة بها نكرة قبلها ما للتحقير او التعظيم او للتنويع نحو مثلا ما بعوضة. وقول العرب لان مما جدع قصير انفه. وقولهم ضربته ضربا ما. والضرب الثاني ان تكون حرف واوجهها خمسة. احدها ان تكون نافية. فتعمل في دخولها على الجمل الاسمية عما من ليس في لغة الحجازيين. نحو ما هذا بشرا. والثاني مصدرية غير ظرفية نحو بما نسوا يوم الحساب. اي بنسيانهم اياه. والثالث مصدرية ظرفية نحو ما دمت حيا. والرابع تكون كافة عن العمل. اما عن عمل الرفع كقوله صددت فاطولتي الصدود وقلما وصال على طول الصدود يدوم. فقل فعل وما كافة له عن طلب الفاعل. واما وصال فهو فاعل بفعل محذوف. يفسره فعل المذكور وهو يدوم ولم يكف ما من الافعال الا قل وطال وكثر. واما ان كافة عن عمل النصب والرفع. وذلك مع ان واخواتها نحو انما الله اله واحد حذاء واما ان تكون كافة عن عمل الجر نحو ربما يود الذين كفروا لو كانوا والوجه الخامس ان تكون زائدة وتسمى هي وغيرها من الحروف الزوائد صلة وتأثير كيدا نحو فبما رحمة عما قليل. اي فبرحمة وعن قليل وما صلة مؤكدة. فصل في الفاظ محررة. اي مهذبة منقحة الفعل ماض لم يسمى فاعله في نحو هذا قبلت انامله. ونائبا عن فاعل فيما يلي اي ينبغي لك ان تقول في نحو ضرب زيد فعل ماض لم يسمى فاعله. او فعل ماض مبني للمجهول. ولا تقل قل مبني لما لم يسمى فاعله. لما فيه من التطويل والخفاء. وينبغي ان تقول في زيد نائب عن الفاعل ولا تقل مفعول لما لم يسمى فاعله لخفائه وطوله. وصدقه على درهما من اعطي زيد درهما وقد لتقليل وتحقيق قلي. اي ينبغي ان تقول في قد حرف لتقليل زمن الماضي وتقريب به من الحال وتقليل حدث المضارع ولتحقيق حدثيهما. لان حرف نصب قد نفى المستقبل اي ينبغي ان تقول فيلا حرف نفي ونصب واستقبال. وينبغي ان تقول في لام حرف جزم قد نفاه جاعلا معناه ماضيا او قل فيها حرف جزم ونفي للمضارع وقلبه ماضيا وان تقول في اما المفتوحة الهمزة المشددة الميم حرف شرط وتفصيل وتوكيد ما من نحو فاما اليتيم فلا تقهر. واما نحو اما زيد فمنطلق. فاما ما حرف شرط وتوكيد بدون تفصيل؟ وينبغي ان نقول في ان فحرف مصدري ينصب مضارعا. ويخلصه للاستقبال. وفاء شرط تعرب اي قل في الفاء التي بعد الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط. ولا تقل جواب الشرط. لان الجواب الجملة باسرها لا وحدها. فلهذا قال رابطة جوابه ولا تقل جواب شرط بل كما قلنا فقل ما مزيد باضافة خفض فلا تقل بالظرف فهو قد رفض. ينبغي ان تقول في نحو زيد بالجر من لست امام زيد مخفوض بالاضافة. ولا يقال مخفوض بالظرف. لان المقتضي للخفض انما هو الاضاءة او المضاف. لا كون المضاف ظرفا بخصوصه. فصلي لا تقل للعطف فسببية فقل للعرف. يعني انه ينبغي ان تقول بالفاء في نحو. انا اعطيناك فالكوثر فصل لربك وانحر. فاء السببية ولا تقل فاء العطف. لانه لا يجوز عطف الطلب على الخبر ولا العكس. لمطلق الجمع بواو قد عطف. حتى لجمع ولغاية عرف ينبغي ان تقول بالواو العاطفة الواو حرف عطف لمطلق الجمع. وان تقول في حتى من قولك قدم الحجاج المشاة حتى حرف عطف للجمع والغاية والتدريج. وان تقول في ثم للمهلة والترتيب وان تقول في الفاء للترتيب به والتعقيب. واذا اختصرت فيهن فقل عاطف معطوف اكد بان وانصبن وارفعا. زد مصدريا ان بفتح وقعا. ينبغي ان تقول في ان المكسورة شدد حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر. وتزيد في ان المفتوحة الهمزة فتقول في ان حرف توكيد ومصدر. ينصب الاسم ويرفع الخبر. وتقول فيك ان حرف تشبيه ينصب الاسم ويرفع الخبر وفي لكن حرف استدراك ينصب الاسم ويرفع الخبر. وفي لعل حرف ترج ينصب الاسم ويرفع الخبر. وفي تحرف تمن ينصب الاسم ويرفع الخبر. خاتمة وينبغي للناس في الاعراب بحث عن المهم في الابواب. كمثل فاعل لفعل او خبر كذا اذا مر بظرف او بجر بين محذوفا به تعلق وصلة الموصول ايضا حقق. وان اتى لجملة فيذكر لهالمحل فهو حقا اجدر. كذاك في الذي وذا لا يقتصر. يقول موصولا اشارة ذكر بلى يقول فاعلا وهو كذا. كذاك في المضاف فاعرف النذا. جر المضاف فيه ايضا وارد ولا تقل في الذكر لفظ زائد. وبعضهم عبر عنه بصلة. وبعضهم مؤكدا قد جعله وكملت والحمد للرحمن ثم صلاة الملك الديان. على النبي المصطفى المختاري واله والصحب والابرار. اعلم انه يعاب على الناشئ في صناعة الاعراب ان يذكر فعلا ماضيا او مضارعا او امرا ولا يبحث عن فاعله ان كان له فاعل. ولو قال المؤلف ان يذكر عاملا ولا يبحث عن معموله لكان اشمل ليدخل في العامل جميع الافعال واسمائها والمصادر واسمائها والصفات وما في معناها. ويدخل قل في المعمول الفاعل ونائبه. واسم كان واخواتها وخبر ان واخواتها وما اشبه ذلك. ولا ينبغي ان الكرة مبتدأ ولا يبحث عن خبره. اهو مذكور او محذوف؟ وجوبا او جوازا؟ او يذكر ظرفا او مجرورا فهما متعلق ولا ينبه على متعلقه اهو فعل او شبهه. او يذكر جملة اسمية او فعلية ولا يذكر لها محل من الاعراب ام لا؟ وهل المحل رفع ام نصب ام خفض ام جزم؟ او ويذكر موصولا ولا يذكر صلته وعائده. ومما يعاب على الناشئ في صناعة الاعراب ان يقتصر في اعراب من مبهم من نحو قام ذا او قام الذي ان يقول ذا اسم اشارة او الذي اسم موصول. فان ذلك اينبني عليه اعراب؟ فالصواب ان يقال فاعل وهو اسم اشارة او فاعل وهو اسم موصول. ومن ما لا ينبني عليه اعراب ان تقول في غلام من نحو غلام زيد مضاف مقتصرا عليه. فان ليس له اعراب مستقر كما في الفاعل ونحوه. وانما اعرابه بحسب ما يدخل عليه فالصواب ان يبين فيقال فاعل او مفعول او نحو ذلك. بخلاف المضاف اليه فان له اعرابا مستقرا وهو الجر مضاف. فاذا قيل مضاف اليه علم انه مجرور لفظا او محلا. وينبغي للمعرب الا يعبر عما هو موضوع على حرف واحد بلفظه. فيقول في الضمير المتصل بالفعل من نحو ضربت. فاعل اذ لا يكون اسم هكذا. فالصواب ان يعبر عنه باسمه الخاص او المشترك. فيقول التاء او الضمير اعل اما ما صار بالحذف على حرف واحد فلا بأس بذلك. فتقول في مبتدأ حذف خبره انه بعض ايم وفي قم النحو قولك ق نفسك فعل امر لانه من الوقاية. فان موضوعا على حرفين ينطق به فتقول من اسم استفهام وما اشبه ذلك. ولا يحسن ان يعبر عن الكلمة بحروف هجائها فلا يقول الميم والنون اسم استفهام. ولذلك كان قولهم الفي اداة التعريف من قولهم الالف واللام. وينبغي ان يجتنب المعرب ان يقول في حرف من كتاب الله زائدا. تعظيما له لانه يسبق الى الاذهان ان الزائد هو الذي لا معنى له اصلا. وكلامه منزه عن ذلك. ومن فهم خلاف ذلك فقد وهم وقد وقع هذا الوهم للرازي. والزائد عند النحويين هو الذي لم يؤت به الا لمجرد التقوية والتوكيد لا ان الزائد هو المهمل كما توهمه الرازي. وكثير من النحويين المتقدم يسمون الزائد صلة. وبعضهم يسميه مؤكدا. وفي هذا القدر كفاية لمن تأمله والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. كتبه فقير الى الله عبدالرحمن بن ناصر السعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين