وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الناس اتقوا ربكم فهو الذي خلقكم من نفس واحدة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد سورة النساء مدنية من مقاصد السورة تنظيم المجتمع المسلم من داخله من خلال حفظ الحقوق الاجتماعية والمالية ازالة لرواتب الجاهلية وتركيزا على حقوق النساء والضعف التفسير سميت بذلك لذكر النساء فيها وتفصيل كثير من احكامهن اقول هذه السورة الكريمة قد جاءت مبينة الحقوق حقوق المرأة وحقوق الزوج وحقوق الاسرة وحقوق المجتمع وتنظيم العلاقات الدولية وركزت على جانب اصلاح المرأة وانصاف المرأة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة هي ابوكم ادم وخلق من ادم زوجة حواء امكم ونشر منهما في اقطار الارض بشرا كثيرا ذكورا واناثا واتقوا الله الذي يسأل بعضكم بعضا به بان يقول اسألك بالله ان تفعل كذا واتقوا قطع الارحام التي تربط بينكم. ان الله كان عليكم رقيبا. فلا يفوته شيء من اعمالكم بل يحصيها ويجازيكم عليها اذا ايها الاخوة هذا الخطاب الشامل ثاني يا ايها الناس ومر معنا الخطاب في سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهذا فيه ملمح الى شمولية رسالة الاسلام وعالمية رسالة الاسلام وانها عامة وشاملة لكل زمان ومكان وان الجميع مخاطبون بها. وانه ينبغي على عاتق جميع المؤمنين تبليغ هذه الرسالات اتقوا ربكم امر بالتقوى ثم بين السبب في التقوى. لماذا؟ نتقي ربنا؟ لانه ربنا الذي يربنا بالنعم ويغذينا بها ليل نهار صباح مساء الذي خلقكم بمعنى ولانه الذي خلقكم فالخالقية معراج العبودية من نفس واحدة وهذا يدل على ان الناس جميعا يعودون الى اسرة واحدة بل الى نفس واحدة فينبغي ان نبث الخير والدعوة الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها من قدرة الله تعالى ان الله قد خلق حواء من ادم ومن قدرته ان بث الخليقة منه ما قال وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ما قالوا نساء كثيرات لان كثرة الرجال مما يمدح وكثرة النساء مما لا يمدح ثم كرر الامر بالتقوى قال واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام اي اتقوا الله الذي يسأل بعضكم بعضا به واتقوا الارحام ان تقطعوها وهنا ذكر الارحام بعدم قطيعتها جاء مناسبا ان الجميع من اسرة واحدة ان الله كان عليكم رقيبا. وينبغي على الانسان ان يكون مراقبا لربه احسانا ومراقبا لصلاته اتيان بها اخلاصا ومتابعة وان يراقب السيئات فينتهي عنها ويستغفر الله منها ويراقب في الاداب فيأتي بكل شيء على الادب الذي ادبنا به الاسلام ولما امر الله تعالى بالتقوى بين ما اتقى فقال واتوا اليتامى اموالهم ولا تتبدل الخبيث بالطيب ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم انه كان حوبا كبيرا واعطوا ايها الاوصياء اليتامى وهم من فقدوا اباءهم ولم يبلغ الحلم الخطاب ليس خاص بالاوصياء فقط بل بالاولياء والناظرين اموالهم كاملة اذا بلغوا وكانوا راشدين. ولا تتبدد بالحرام بالحلال بان تأخذوا الجيد النفيس من اموال يتامى وتدفع بدله الرديء الخسيس من اموالكم ولا تأخذوا اموال اليتامى مضمومة الى اموالكم ان ذلك كان ذنبا عظيما عند الله. اذا الحوض ليحذره الانسان وان خفتم ان لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ان لا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى ان لا تعولوا وان خفتم ان لا تعدلوا اذا تزوجتم اليتيمات اللاتي تحت ولايتكم اما خوفا من نقص مهرهن الواجب لهن او اساءة معاملتهن فدعوهن وتزوج الطيبات من النساء غيرهن. ان شئتم تزوجتم اثنتين او ثلاثا او اربعا فان خفتم ان لا تعدلوا بينهن فاقتصروا على واحد او استمتعوا بما ملكت ايمانكم من الامام اذ لا يجب لهن مثل ما يجب للزوجات من الحقوق ذلك الذي ورد في الاية في شأن اليتامى والاقتصار على نكاح واحدة او الاستمتاع بالاماء. اقرب الى ان لا تجور وتميل اذا ربنا جل جلاله قد امر بالتقوى وذكر امر الايتام وذكر امر اليتيمات وربما يخشى الانسان اذا زوج ابنته يتيم ان لا يقصد لها فبين ان النساء غيرها كثير فذكر التعدد لاجل رفع الظلم عن اليتيم ثم قال تعالى واتوا النساء صدقاتهن نحلة فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا واعطوا النساء مهورهن عطية واجبة فان طابت نفوسهن بشيء من المهر لكم بلا اشراه فكلوهم سائغا لا تنغيص فيه وتأمل اخي الكريم تكريم الاسلام للمرأة فقال واتوا النساء صدقاتهن اي اعطوا النساء المهور. وسمي المهر تذاق باعتبار انه يدل على صدق الذي تقدم لخطبة المرأة. اي عطية ليس ثمنا للبضعي انما هو عطية فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا. المرأة بعد ان تستلم المال ربما تعطي زوجها المال جميعه او بعضه. فاذا اعطته خلص يأخذها ثم قال تعالى لما ذكر اعطاء المال للنساء ولا تؤتوا السفهاء اموالكم ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا ولا تعطوا ايها الاولياء الاموال للذين لا يحسنون التصرف فهذه الاموال جعلها الله سببا تقوم به مصالح العباد وامور معاشهم وهؤلاء ليسوا اهلا للقيام على الاموال وحفظها وانفقوا عليهم واكسوهم منها وقولوا لهم قولا طيبا وعدوهم موعدة حسنة بان تعطوهم ما لهم اذا بلغوا الرشد وحسن التطرف اذا هذه الاية الكريمة بين الضرورة حفظ المال لان المال به قوام كثيرا من امور الحياة قال ولا تؤتوا السفهاء اموالكم. الاموال لمن؟ هي للسفهاء كاليتيم اذا بلغ وكانس فيها المظيعا لا نعطيه ماله فلنحفظه له وقال اموالكم جاء الخطاب لنا جميعا فيجب ان نحفظ مال اليتيم كما نحفظ مالنا. ويجب على الزوج ان يحفظ مال زوجته كما يحفظ ماله قال التي جعل الله لكم قياما هذا المال فيه قوام الدنيا وارزقوهم فيها ما قال وارزقوه منها ارزقوه فيها يعني حاول ان تستثمر المال لاجل ان يأكل هذا اليتيم من الريع وليس من رأس المال واكسوهم ايضا يعني تنفق عليه النفقة التي تكفيه من غير اسراف ولا مخيرة وقولوا لهم قولا معروفا لما تعطيه المال او انك تمنعه المال حاليا عده موعدة حسنة حتى نجمع له مع العمل في الذي فيه احسان الاحسان القولي ثم قال تعالى وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فاذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا. قال واختبروا ايها الاولياء اليتامى اذا وصلوا سن الو باعطائهم جزءا من مالهم يتصرفون فيه فان احزنوا التصرف فيه وتبين لكم رشدهم فسلموا اليهم اموالهم كاملة غير منغوصة ولا تأكلوا اموالهم متجاوزين الحد الذي اباحه الله لكم من اموالهم عند الحاجة. ولا تبادروا باسرها خشية ان يأخذوها اذا بلغوا ومن كان منكم له مال يغنيه فليمتنع عن الاخذ من مال اليتيم ومن كان منكم فقيرا لا مال له فليأكل بقدر حاجته واذا سلمتم اليهم اموالهم بعد البلوغ وتبين الرشد منهم فاشهدوا على ذلك التسليم حفظا للحقوق ومنعا لاسباب الاختلاف وكفى الله شاهدا على ذلك ومحاسبا للعباد على اعمالهم اقول ايها الاخوة هذه الاية الكريمة قد جاءت مبينة على اننا حينما نعطي اليتيم اذا بلغ ماله لا نعطيه اذا كان سفيها مبذرا وكيف نتوصل الى هذا؟ نتوصل الى هذا باختبارنا اياه. قال وابتلوا اليتامى اي اختبروا وامتحنوا هات يعني هتختبرهم قبل البلوغ لانه اذا بلغ وهو راشد تعطيه المال حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا. تحذير للولي او الوصي من اكل مال اليتيم قبل ان يكفر ثم قالوا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف في التفسير هنا اخذ لاحد اراء التفسير لانه اذا كان فقيرا يأكل على قدر حاجته وهذا محض خطأ لقوله تعالى ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن فالولي والوصي لا يأخذ من مال اليتيم شيئا ابدا لكن هنا المقصود به الاجرة او المخالطة في الطعام. فالغني اللي هو الذي ان يأتي بالطعام لا يأكل من مال اليتيم ابدا وكذلك لا يأخذ الاجرة على تعبه وعمله اما الفقير فيأخذ الاجرة واذا خالط مال اليتيم كغداء او عشاء واراد ان يثيموا دجاجة مثلا وانت ايضا اتيت لنفسك فيحق لك ان تأكل معه يسيرا هذا هو المقصود بالاية من فوائد الايات الاصل الذي يرجع اليه البشر واحد فالواجب عليهم ان يتقوا ربهم الذي خلقهم وان يرحم بعظهم بعظا هذي فيها ملمح الى الدعوة الى الله تعالى لان البشرية يرجعون الى عائلة واحدة وهذه العائلة الواحدة ترجع الى شخص واحد اوصى الله تعالى بالاحسان الى الضعف من النساء واليتامى بان تكون المعاملة معهم بين العدل والفضل جواز تعدد الزوجات الى اربع نساء بشرط العدل بينهن والقدرة على القيام بما يجب له الناس مشروعية الحجر على السفيه الذي لا يحسن التصرف لمصلحته وحفظا للمال الذي تقوم به مصالح الدنيا من الضياع هنا المقصود بمشروعية الحجر اي مشروعية الحجر على ما نستفيد. فوجدت من الاخوة ان يبينوها بيانا ظاهرا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته