المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الثامن والسبعون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الدنيا حلوة خضرة وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء رواه مسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه اخبر صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذا الحديث بحال الدنيا وما هي عليه من الوصف الذي يروق الناظرين والذائقين ثم اخبر ان الله جعلها محنة وابتلاء للعباد ثم امر بفعل الاسباب التي تقي من الوقوع في فتنتها فاخباره بانها حلوة خضرة يعم اوصافها التي هي عليها فهي حلوة في مذاقها وطعمها ولذاتها وشهواتها خضرة في رونقها وحسنها الظاهر كما قال تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والقناطير والقناطير المقاطرة من الذهب والفضة والخيل المسوس والخيل المسومة والانعام والحرف وقال تعالى انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا فهذه اللذات المنوعة فيها والمناظر البهيجة جعلها الله ابتلاء منه وامتحانا واستخلف فيها العباد لينظر كيف يعملون فمن تناولها من حلها ووضعها في حقها واستعان بها على ما خلق له من القيام بعبودية الله كانت زادا له وراحلة الى دار اشرف منها وابقى وتمت له السعادة الدنيوية والاخروية ومن جعلها اكبر همه وغاية علمه ومراده لم يؤت منها الا ما كتب له وكان مآله بعد ذلك الى الشقاء ولم يهنأ بلذاتها ولا شهواتها الا مدة قليلة فكانت لذاته قليلة واحزانه طويلة وكل نوع من لذاتها فيه هذه الفتنة والاختبار ولكن ابلغ ما يكون واشد فتنة النساء فان فتنتهن عظيمة والوقوع فيها خطير وضررها كبير فانهن مصايد الشيطان وحبائله كم صاد بهن من معافى فاصبح اسير شهوته رهين ذنبه قد عز عليه الخلاص والذنب ذنبه فانه الذي لم يحترز من هذه البلية والا فلو تحرز منها ولم يدخل مداخل التهم ولا تعرض للبلاء واستعان باعتصامه بالمولى لنجا من هذه الفتنة وخلص من هذه المحنة ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذا الحديث منه اعلى الخصوص واخبر بما جرت على من قبلنا من الامم فان في ذلك عبرة للمعتبرين وموعظة للمتقين والله اعلم