المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث التاسع والسبعون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان متفق عليه قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا الحديث من جملة النصوص الدالة على ان الايمان اسم يشمل عقائد القلب واعماله واعمال الجوارح واقوال اللسان فكل ما يقرب الى الله وما يحبه ويرضاه من واجب ومستحب فانه داخل في الايمان وذكر هنا اعلاه وادناه وما بين ذلك وهو الحياء ولعله ذكر الحياء لانه السبب الاقوال القيام بجميع شعب الايمان فان من استحيا من الله لتواتر نعمه وسوابغ كرمه وتجليه عليه باسمائه الحسنى والعبد مع هذا كثير التقصير مع هذا الرب الجليل الكبير يظلم نفسه ويجني عليها اوجب له هذا الحياء من الجرائم والقيام بالواجبات والمستحبات فاعلى هذه الشعب واصلها واساسها قول لا اله الا الله صادقا من قلبه بحيث يعلم ويوقن انه لا يستحق هذا الوصف العظيم وهو الالوهية الا الله وحده فانه هو ربه الذي يربيه ويربي جميع العالمين بفضله واحسانه والكل فقير وهو الغني والكل عاجز وهو القوي ثم يقوم في كل احواله بعبوديته لربه مخلصا له الدين فان جميع شعب الايمان فروع وثمرات لهذا الاصل ودل على ان شعب الايمان بعضها يرجع الى الاخلاص للمعبود الحق وبعضها يرجع الى الاحسان الى الخلق ونبه باماطة الاذى على جميع انواع الاحسان القولي والفعلي الاحسان الذي فيه وصول المنافع والاحسان الذي فيه دفع المضار عن الخلق واذا علمنا ان شعب الايمان كلها ترجع الى هذه الامور علمنا ان كل خصلة من خصال الخير فهي من الشعب وقد تكلم العلماء على تعيينها فمنهم من وصل الى هذا المبلغ المقدر في الحديث ومنهم من قارب ذلك ولكن اذا فهم المعنى تمكن الانسان ان يعتد بكل خصلة وردت عن الشارع قولية او فعلية ظاهرة او باطنة من الشعب ونصيب العبد من الايمان بقدر نصيبه من هذه الخصال قلة وكثرة وقوة وضعفا وتكميلا وضده وهي ترجع الى تصديق خبر الله وخبر رسوله وامتثال امرهما واجتناب نهيهما وقد وصف الله الايمان بالشجرة الطيبة في اصلها وثمراتها التي اصلها بيت وفروعها باسقة في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتفكرون والله اعلم