المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الثمانون عن عدي بن حاتم رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما منكم من احد الا ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى الا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة متفق عليه قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا حديث عظيم تضمن من عظمة الباري ما لا تحيط به العقول ولا تعبر عنه الالسن اخبر صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيه ان جميع الخلق سيكلمهم الله مباشرة من دون ترجمان ولا واسطة ويسألهم عن جميع اعمالهم خيرها وشرها دقيقها وجليلها سابقها ولاحقها ما علمه العباد وما نسوه منها وذلك انه لعظمته وكبريائه كما يخلقهم ويرزقهم في ساعة واحدة ويبعثهم في ساعة واحدة فانه يحاسبهم جميعهم في ساعة واحدة فتبارك من له العظمة والمجد والملك العظيم والجلال وفي هذه الحالة التي يحاسبهم فيها ليس مع العبد انصار ولا اعوان ولا اولاد ولا اموال قد جاءه فردا كما خلقه اول مرة قد احاطت به اعماله تطلب الجزاء بالخير او الشر من امامه وشماله وامامهن لابد له من ورودها فهل الى صدوره منها سبيل لا سبيل الى ذلك الا برحمة الله وبما قدمت يداه من الاعمال المنجية منها ولهذا حث النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم امته على اتقاء النار ولو بالشيء اليسير كشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة وفي هذا الحديث ان من اعظم المنجيات من النار الاحسان الى الخلق بالمال والاقوال وان العبد لا ينبغي له ان يحتقر من المعروف ولو شيئا قليلا والكلمة الطيبة تشمل النصيحة للخلق بتعليمهم ما يجهلون وارشادهم الى مصالحهم الدينية والدنيوية وتشمل الكلام المسر للقلوب الشارحة للصدور المقارن للبشاشة والبشر وتشمل الذكر لله والثناء عليه وذكر احكامه وشرائعه فكل كلام يقرب الى الله ويحصل به النفع لعباد الله فهو داخل في الكلمة الطيبة قال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال تعالى والباقيات الصالحات وهي كل عمل وقول يقرب الى الله ويحصل به النفع لخلقه خير عند ربك ثوابا وخير املا والله اعلم