الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه رب السماوات والاراضين واشهد ان لا اله الله وحده لا شريك له المستحق للعبادة وحده. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه وبعد حديثنا اليوم عن اسم الله عز وجل الرب هذا الاسم الذي جاء في السنة النبوية معرفا الرب جاء في القرآن الكريم منكرا ومضافا. ورب غفور ورب العالمين وقد ورد هذا الاسم الرب في القرآن الكريم مرات كثيرة. لا سيما ما مضافا وهذه الاظافة في نفسها مشعرة بعظيم ربوبيته سبحانه وتعالى على عباده. ومن الادلة المتوافرة على اسمية هذا الاسم قول الله جل وعلا الحمد لله رب العالمين فجعل الرب بدلا عن الله. في هذا السياق فدل على انه اسم من اسماء الله عز وجل. وجاء في ايات كثيرة هذا الاسم كقول ابراهيم عليه السلام رب اجعل هذا بلدا امنة وكقوله جل وعلا ورب غفور ونحو ذلك من الايات الدالة على ان الرب اسم من اسماء الله عز وجل. وورد اسم ربي في السنة الصحيحة في احاديث كثيرة جدا. يصعب حصرها. سواء معرفة كما في حديث الامام احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يعجب الرب من عبده اذا قال رب اغفر لي ويقول علم عبدي انه لا يغفر الذنوب غيري يعجب الرب وفي صحيح مسلم فاما الركوع فعظموا فيه الرب فاما الركوع فعظموا فيه الرب. هكذا معرفا. الرب وقال صلى الله عليه وسلم في حديث انتهاء الدنيا وقصة الشفاعة قال يمجد الرب نفسه يمجد الرب نفسه انا الجبار انا المتكبر انا الملك انا العزيز انا الكريم رواه الامام احمد في مسنده وهو حديث صحيح. واما صيغ ورود اسم الرب في القرآن والسنة فقد ورد هذا الاسم المنيف في القرآن والسنة بصيغ متعددة. ومنها الرب معرفا في السنة الشريفة لا في الايات المنيفة وجاء كذلك رب بالتنوين في السنة والقرآن وقد يقول قائل ما سبب ان اكثر ما ورد اسم الرب الاضافة ربه ربها ربهما ربهم ربكم ربك. السبب في ان هذا الاسم في نفسه يدل على اثاره فمن اثاره هذه المخلوقات المشاهدة. ويظن بعض العوام ان اسم الرب ليس من اسماء الله عز وجل ويظنون انه لا يجوز قطع اسم الرب عن الاظافة. وهذا خطأ لان ان السنة قد جاء فيها ذكر الرب معرفا وفي القرآن والسنة جاء ذكر رب نكرة غير مظاعف وجاء في القرآن الكريم بدون ال منادى كما في قول ابراهيم عليه السلام ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ ربي ارني. فهنا منادى اي يا ربي ارني كيف تحيي الموتى ويعلم اظافة محذوف وفي قوله جل وعلا واذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا فما من عبد صالح او طالح يقول ربي الا كان صادقا لماذا؟ لانه ما من موجود ما من مخلوق الا ولله عليه ربوبية ولذلك حتى ابليس قال ربي انظرني الى يوم يبعثون فالصالحون اذا قالوا ربي صدقوا في اخبارهم. لان لله عليهم ربوبية والطالحون اذا قالوا ربي صدقوا لان لله عليهم ربوبية ومن هنا ندرك لماذا اكثر دعاء الانبياء في القرآن ربي وربنا. ولم يقولوا يا الله ولم يقولوا يا الهنا والسبب في ذلك والله اعلم ان الانسان اذا قال ربي او ربنا فانه يتوسل الى الله بشيء حق. واقع وهو ربوبية الله على العباد لكن اذا قال يا الله او اللهم او اذا قال يا الهي فربما يكون قد قصر في الالوهية فيكون قد سأل الله بما قصر به وهذا خلاف الادب مع الله ولهذا نجد في القرآن اكثر دعاء الانبياء ربنا ربنا واما يا الله فلم يرد الا في السنة نادرا واما يا الهنا فكذلك لم ترد وانما ورد اللهم في بعض الادعية لانها متظمنة الالوهية مع المعاني الاخرى وكلمة الرب جاءت في مواضع كثيرة منادى باثبات الياء وبحذف الياء وورد هذا الاسم في القرآن والسنة بصيغ اخرى فقد جاء مضافا الى الاسم الظاهر كما في قوله تعالى الحمد لله رب العالمين فاظيفت ربوبيته الى العالمين لان العوالم العلوية والسفلية عالم الانس والجن والملائكة بل عالم الحيوانات بل عالم الدواب بل عالم الهوان بل عالم الجمادات كلها بربوبية الله عز وجل كائنة وكلها في تدبير الربوبية سائرة رب العرش العظيم. اضيف الى العرش اضيف هذا الاسم الى العرش للدلالة على عظيم فعل الرب عز وجل فخلق عرشا عظيما وسع العرش السماوات والارض حتى ان السماوات والارض بالنسبة الى العرش كحلقة في يد احدكم. وجاء مضافا الى بعض الصالحين رب موسى وهارون وهما النبيان الكريمان وقد جاء مضافا الى كاف الخطاب مع ميم الجمع وهذا كثير في القرآن كقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم وقوله ربكم الذي يزجي لكم الفلك. ونحو ذلك من الايات وورد مضافا الى كاف الخطاب مع ميم المثنى كما في قوله تعالى قال فمن ربكما يا موسى ومضافا الى كاف الخطاب المفرد كما في قوله تعالى واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة وقوله ادع لنا ربك ومضافا الى كاف المخاطبة كما في قوله تعالى قد جعل ربك تحتك سريا ومضافا الى ياء المتكلم كما في قوله تعالى اعبدوا الله ربي وربكم ومضافا الى ظميرهم ظمير الجمع كما في قوله تعالى اولئك على هدى من ربهم والى ظميرهما المثنى. كما في قوله تعالى وناداهما ربهما ومضافا الى هاء الظمير المذكر كما في قوله تعالى اذ قال له ربه اسلم ومضافا الى هاي ضمير المؤنث. كما في قوله تعالى فتقبلها ربها بقبول حسن ومضافا الى نون الجمع كما في قوله تعالى ربنا تقبل منا. وهذا كثير في القرآن الكريم وجاء مضافا وجاء مرفوعا. كما في قوله تعالى تبارك الله رب العالمين تبارك الله رب العالمين وقوله ربنا رب السماوات والارض ورب غفور. وجاء ايضا في محل النصب كما في قوله تعالى ان اعبد رب هذه البلدة التي حرمها. فليعبدوا رب هذا البيت قل اغير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء. وان ربك لهو العزيز الرحيم وجاء مجرورا بالاضافة كقوله تعالى فقولا انا رسولا رب العالمين وقوله تعالى مسومة عند ربك للمسرفين. ومجرورا بالبدلية نحو قوله تعالى فسبحان تالله رب العرش العظيم ومجرورا بالحرف وهذا كثير في القرآن كما في قوله تعالى وامرنا لنسلم لرب العالمين رسول من رب العالمين امنا برب العالمين ان اجري الا على رب العالمين فاللام والباء ومن وعلى كلها جاءت قبل هذا الاسم الكريم وجاءت النسبة الى هذا الاسم وهذا من النوادر فان النسبة الى اسماء الله نادرة في القرآن والسنة لكن هذا الاسم جاء فيه النسبة اليه. كما في قوله تعالى ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون والربانيون او ربانيين هنا نسبة الى الرب. وجاء ايضا في قوله تعالى والاحبار. فالربانيون نسبة الى الرب وكما في قوله تعالى على قول بعض المفسرين وكي من نبي قاتل معه ربيون كثيرا. ومعنى ربيون اي اناس قد تربوا بربوبية الله عز وجل او يكون المعنى وكي من نبي قاتل معه ربيون كثير اي اناس حققوا معنى الربوبية لله تبارك وتعالى واما معنى هذا الاسم فبدلالة المطابقة اللفظية ندرك ان الرب عند الاطلاق متظمن لمعنى التربية والرعاية الرب عند الاطلاق متظمن لمعنى التربية والرعاية ولهذا قال جمع من المفسرين وعلماء العقيدة ان اسم الرب بالمطابقة يدل على كونه سبحانه يربي عباده خلقا وايجادا وتدبيرا ورزقا وملكا وملكه يربي عباده تربية عامة. فما من موجود الا ولله عليه ربوبية ولو لم يكن من ذاك الا ايجاده واستدامته وبقاؤه ويربيهم تربية خاصة كما يربي عباده الصالحين واما من حيث الصيغة الصرفية فان اسم رب على وزن فعل رب فعل وصيغة فعل دال على كثرة الفعل. فانه سبحانه جميع افعاله مبنية على ربوبيته تبارك وتعالى ومن هنا ندرك ان الانسان لما يقول الله فيعني ذلك ان يعبده. واذا قال الرب او رب ان ذلك يعني ان يذكره. فانه في نعم الله غارق من حيث الخلق والايجاد والملك والتدبير واما معنى اسم الرب بدلالة التظمن فيدل هذا الاسم الكريم على كونه جل وعلا الرزاق والخالق والمالك والمتصرف فهو يدل على اسماء عدة وصفات عدة. فيدل على اسم الرزاق وعلى اسم الرازق وعلى اسم المالك وعلى اسم الملك ويدل على اسم على وصف التدبير والمتصرف والقابض الخافض الباسط الرافع وقد جاءت هذه المعاني الضمنية في اية واحدة الا كلمة الرب في في لغة العرم تتظمن عدة معاني لكن بالنسبة الى اسم الرب عز وجل فان انه يدور على هذه المعاني الاربعة الخلق والرزق والملك والايجاد. والملك الخلق والرزق والملك والتدبير وقد جاءت هذه المعاني الاربعة في اية واحدة كما في اية سورة يونس في قوله جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض هذا هو الرزق امن يملك السمع والابصار؟ وهذا هو الملك او الملك ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وهذا هو الايجاد والخلق ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون واما معنى اسم الرب دلالة الالتزام فهذا الاسم يدل على انه سبحانه الحي القيوم العظيم الحكيم الرحيم العليم. بل ان كل اسماء الله عز وجل هذا الاسم يدل عليه بدلالة اللزوم ونحو ذلك من اللوازم التي هي لازمة لهذا الاسم فان الانسان اذا قال الرب هو العليم فهو صادق في خبره. صادق في خبره. وان قال العليم هو الرب فهو صادق في خبره ان العلاقة بين اسم الرب والاسماء الاخرى هي علاقة دلالة الالتزام. فكل واحد منهما يمكن ان بهذا الاسم عن ذاك وذاك عن هذه واما دلالة الرب على الصفات فيدل هذا الاسم على صفات عظيمة من صفات الله تعالى وهي فهو سبحانه له الخلق والتقدير والملك والرزق ويدل هذا الاسم العظيم الرب على الافعال. فدلت الادلة على ان الرب تبارك وتعالى موصوف بان انه يفعل وقد جاء هذا صريحا في ايات كثيرة من حيث انه سبحانه يذكر هذا الاسم ثم الوصف والفعل الذي يدل على انه راجع الى الرب سبحانه وتعالى من خلال هذا الاسم كقوله تعالى في اول البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم فكأن سائلا سأل هذا الرب ما افعاله وما صفاته؟ فقال الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الاية الخالق لهذه الاشياء هو الذي يستحق العبادة فهو الرب حقيقة ومن سواه ربما يزعم انه رب الدار اي صاحبها او انه او انه ربى الولد او انه بمعنى رعاهم او انه ربى الطلاب بمعنى علمهم لكن هذه التربية هي لكن هذه التربية تربيات ناقصة وهي وهي داخلة تحت ربوبية الله عز وجل. فمن ربوبيته سبحانه وتعالى ان اقدر العبد على ايجاد البيت ومن ربوبيته سبحانه ان اقدر الوالدين على رعاية الاولاد ومن ربوبيته سبحانه ان اقدر المعلمين على تعليم الاولاد. فرجعت الربوبية حقيقة الى الله سبحانه تعالى وما ربوبيات الخلق الا اسباب ظاهرة ومما يدل على عظيم الصفات والافعال الراجعة الى هذا الاسم. قوله جل وعلا في سورة الاعراف ان الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثة والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا له الخلق والامر. تبارك الله رب العالمين فان نظر الانسان في الكون بل اذا نظر في نفسه والى ما حوله فظلا عن الايات الافاقية فانه يجد ربوبية الله سبحانه بل يجد انه غارق في الربوبية. ومهما فعل ومهما قال ومهما اعتقد لا يستطيع ان لشكر ربوبية الله عز وجل فانا نرى مع الاسف اليوم اناسا اذا احسنت اليهم لا يزالون يشكرونك كلما رأوك ويتذكرون نعمتك عليهم ثم هم في غفلة عن نعم الله عز وجل وعن ربوبيته سبحانه وتعالى لهذا الاسم العظيم اثار كثيرة نرجوا ذكرها ان شاء الله الى المحاضرة القادمة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين