فرق بين الاولياء ها والانبياء وبين عامة الخلق. نعم قوله تعالى وكذلك فتنا بعضهم بما ظل يقول وهؤلاء من الله عليه من بين هذا من ابتلاء الله لعباده حيث جعل بعضهم غني وبعضهم فقير وبعضهم شريف بعضهم ثم تنسون نعمه عليكم اوضح من هذا على بطلان الشرك وصحة التوحيد شيعة ويذيق بعضكم بأس بعض الايات هو تعالى قادر على ارساء العذاب اليكم من كل جهة من فوقه ومن تحت ارجلكم او يلمسكم ان يخلطكم ويقول انا ادعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا لا يدخل يا ايها الرسول المشركين بالله الداعين معه غيره الذين يدعونكم الى دينه مبينا وشارحا لوصف الهتهم التي يكتب العاقل زاعما الله ارسله ولم يرسله وان الله امره بدعوة الخلق ولم يأمره وان الله اباح له دماء من خلفوا واموالهم ونساءهم وهو مع ذلك يصدقه بفعله اكبر من هذه الشهادة حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتا وهم فاذا هم مبلسون اي ايسنا من كل خير وهذا اشد ما يكون من عذاب ان يؤخذ على غرة وغفلة وطمأنينة ليكون اشد من عقوبتهم واعظم مصيبتهم اصطدموا العذاب وصدق وصدق ما جاءت به المرسلون. ثم قال تعالى قل ارأيتم اخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم. به الايات يخبر تعالى انه كما هو المتفرد بخلقه فانه مفرد بالوحدانية والالهية بلا سمع فبقيتم بلا سمع ولا بصر ولا عقل. من اله غير الله يأتيكم به. فاذا لم يكن غير الله يأتي بذلك فلم عبدتم معه من لا قدرة له عسير عليك من حسابه من شيء وما من حسابك عليه من شيء كل له حسابه وله عمله الحسن وعمل قبيح فتطرده فتكون من الظالمين وقد امتثل صلى الله عليه وسلم هذا الامر اشد اي يذبح في الحرم او كفارة طعام مساكين اي كفارة ذلك الجزاء طعام مساكين يجعلوا مقابلة المثل من النعم طعام يطعام الساكنة قال كثير من العلماء قوموا الجزاء فيشترى بقيمته طعاما او نصف صائم غيره او عدل ذلك تأويلا لليد اليد ثابت على الحقيقة. والشيخ من معروف انه ممن يثبت الصفة فذكر لوازم اليد ليس تأويلا. ممن يثبت اليد. وانما يرد ممن ينفي اصل الصفة ويأتي باللازم نعم لم يكن له فيه خير وكسؤاله من الامور غير واقعة وكالسؤال الذي يترتب عليه تشديدات في الشرع ربما احرجت الامة كالسؤال عما لا يعنيه فهذه الاسئلة وما اشبهها هي المنهي الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثامن في يوم الاثنين من شهر رمظان عام سبعة وثلاثين واربع مئة بعد الالف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا على اية الثامنة والاربعين من سورة المائدة وكلام الشيخ رحمه الله واسكنه فسيح جناته كلام مختصر مفيد ونافع شديد فتأملوا معي كلامه في الحكم بغير ما انزل الله وانه انما يكون اكبر حالنا كحال اليهود اذا استحللنا الحكم بغير ما انزل الله وانه يكون اصغر اذا كان الحكم بغير ما انزل الله على وجه العصيان كما هو السارق يسرق على وجه العصيان يحكم بغير ما انزل الله فكلامه فصل دقيق والاثر مشهور عن ابن عباس وهو مختصر ولكن معناه عميق قال كفر دون كفر يعني الكفر الاصغر نبدأ على بركة الله والقراءة مع الشيخ يوسف جاسم العينات. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله به اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا الايات. يقول تعالى وانزلنا اليك الكتاب الذي هو القرآن العظيم وافضل الكتب بل هو بالحق اي انزالا بالحق ومشتملا معنى الحق في اخباره واوامره ونواهيه. مصدقا لما بين يديه من الكتاب لانه شهد له ووافقها وطابق والثناء عليه بالصفات كما نعوت العظمة وجلاء العيون وعلى هذه المذكورات خصوصا فحمد نفسه على ارضه السماوات والارض. الدالة على كما يقضى عليه حكمته والغفلة ونور العلم والايمان واليقين والطاعة اخباره اخبارها لانه شهدها ووافقها وطابقت اخباره واخبارها وشرائعه الكبار شرائعها واخبرت به مصداقا لخبرها مهيمنا عليه اي مشتملا على على ما اشتملت عليه الكتب السابقة. وايضا من معاني مصدقا لما بين يديه انه مكتوب في الكتب سابقة انه سيأتي نبي اخر الزمان ومعه كتاب نعم قال ابو مهيمن عليه مشتمل على ما اشتملت عليه الكتب السابقة وزيادة في المطالب الالهية والاخلاق النفسية به الكتب وامر به وحث عليه واكثر من الطرق الموصلة اليه وهو الكتاب الذي فيه نبأ السابقين واللاحقين وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة الحكم والحكمة والاحكام الذي عرضت عليه عليه الكتب السامقة فما شهد له بالسر فهو المقبول وما شهد له بالرد فهو مردود قد دخله التحريف تبديل والا فلو كان من عند الله لم يخالف. من معاني مهيمنة عليه حاكما. حاكما عليه فيه الحكم والحكمة الاحكام نعم قال فاحكم بينهم بما انزل الله من من الحكم الشرعي الذي انزله الله عليك ونتبع هواءهم عما جاءك من الحق لا تجعل اتباعه فاسدة الموعظة للحق بدلا عما جاءك من الحق فتستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير. لكل منكم ايها الامم جعلنا شرعة ومنهاجا اي سبيلا وسنة وهذه الشرائع التي تختلف باختلاف الامم هي التي تتغير بحسب تغير الازمنة والاحوال وكلها ترجع الى العذب وفي وقت شرعتها واما الاصول الكبار التي هي مصلحة ثم حكمة في كل زمان فانها لا تختلف وتشرع في جميع الشرائع. ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة تبعا لشريعة واحدة لا يختلف متأخرها ولا ولكن يبلغكم فيما اتاكم فيختبركم وينظر كيف تعملون ويبتلي كل امة بحسب ما تقتضيه حكمته. ويؤتي كل احد ما يليق به والتنافس بين الامم فكل امة تحرص على سبق غيرها ولهذا قال فاستبقوا الخيرات اي بادروا اليها وادفنوها فان الخيرات الشاملة لكل فرد ومستحب من حقوق الله وحقوق عباده سابقا لغيره مستويا على امر الله على الامر الا بامرين. المبادرة اليها وانتهاز الفصل حين يجيء وقتها ويعرض عارضها والاجتهاد في والاجتهاد في ادائها كاملة على على الوجه المأمور به. قال ويستدل في هذه الاية عن المبادرة في اداء الصلاة وغيرها في اول الوقت او على انه ينبغي ان لا يقتصر العبد على ما يجزي بصلاة الصلاة وغيرها من عبادات من الامور الواجبة. بل ينبغي ان يأتي بمستحبات التي يقدر عليها وتكمل ويحصل بها السبق الى الله مرجعكم جميعا الامم السابقة واللاحقة كلهم يجمعهم الله اليوم لا ريب فيه فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون من الاسراع والاعمال فيثيبوا اهل الحق والعمل الصالح ويعاقب اهل الباطل والعمل السيء. والصحيح انها ناسخة وان تلك الاية تدل على انه صلى الله عليه وسلم وخير بين الحكم بينهم وبين عدمه. وذلك لعدم قصدهم بالتحاكم اليه انه اذا حكم فانه يحكم بينهم بما انزل الله من الكتاب والسنة. وهو القسط الذي تقدم ان الله قال وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط. ودل على هذا بيان القسط ان مادته وما شرعه الله من عثم فانها المشتملة على غاية العدل والقسط. وما خالف ذلك فهو دور وظلم ولا تتبع ونهي عن اتباع من شدة التحذير منها ولان ذلك في مقام الحكم والفتوى وهو اوسع وهذا في مقام الحكم وحده كلاهما يلزم فيه يلزم فيه ان لا يتبع الاهواء مخالفة للحق. ولهذا قال واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك اياك والاغترار بهم ويفتنوك فيصدوك عن بعض ما انزل الله اليك. فصار اتباعه المهم سببا موصلا الى ترك الحق الواجب والغرض والغرض اتباعه فان تولوا عن اتباعك واتباع الحق فاعلم ان ذلك عقوبة عليهم ان الله من بعض ذنوبهم فان للذنوب عقوبات عاجلة واجلة ومن اعظم العقوبات ان يبتلى العبد ويزين له ترك اتباع الرسول وذلك لفسقه وان كثيرا من الناس فاسقون اي طبيعة عضو من الفسق والخروج عن طاعة الله واتباع الرسول واعراضهم عنك حكم الجاهلية وهو كل حكم من قال فما انزل الله على رسوله فلا ثم الا حكم الله ورسوله او حكم الجاهلية فمن اعرض عن الاول ابتلي بالثاني المبني على من الظلم والغي ولهذا اضافني ولهذا اضافه الله للجاهلية وما حكم الله تعالى فابرياء على العلم والعدل والقسط والنور والهدى موقنون فالموقن هو الذي يعرف الفرق بين الحكمين ويميز بايقانهما في حق الله من من الحسن والبهاء. الذي يعرف الفرق بين الحكمين ويميز بايطانهما في حكم الله من الحسن والبهاء وانه يتعين عقلا وشرعا اتباعه واليقين هو العلم التام الوجه ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا والنصارى اولياء الايات يرشدوا تعالى عباده الى حين بين لهم احوال اليهود والنصارى وصفاتهم غير الحسنة الا يتخذوه اولياء فان بعضهم اولياء بعض فيما بينهم ويأكلون يدا على من على من سواهم. فانتم لا تتخذوهم اولياء فانه اعداء على الحقيقة ولا يبالون بضركم بل لا يدخرون من مجهودهم شيئا على اضلالكم فلا يتولاهم الا من هو مثلهم. ولهذا قال ومن يتولهم منكم فانه منهم اي ان التولي التام يوجب الانتقال لاديهم والتولي القليل يدعو الى الكثير ثم يتدرج شيئا فشيئا حتى يكون العبد منهم. هذا فيه اشارة الى ان التولي انواع ما هو قليل ومنه ما هو مكروه ومنه ما هو محرم ومنه ما هو كفر اصغر ومنه ما هو كفر اكبر نعم قال ان الله لا يهدي القوم الظالمين اي الذين وصفهم الظلم واليه يرجعون وعليه يعولون فلو جئتهم بكل اية ما تبعوك ولانقادوا لك ولما نهى الله اخبر ان من ان ممن يدعي الايمان طائفة تواليهم فقال فترى الذين في قلوبهم مرض اي شك ونفاق وضعف ايمان يقولون ان تولينا اياه ان تولينا اياه الحاجة فاننا نخشى ان تصيبنا دائرة ان تكون الدائرة لليهود والنصارى فاذا كانت الدائرة لهم فاذا لنا معهم يد يكافئون عنها تكافئون عنها وهذا سوء ظن منه بالاسلام قال تعالى رادا لظنهم السيء فعسى الله ان يأتي بالفتح الذي يعز الله به الاسلام عن اليهود والنصارى ويقهرهم المسلمون او امر من عنده ييأس به المنافقون من ظفر اضمروا في انفسهم انا منهم وضرهم الى نفع حصل لهم فحصل الفتح الذي نصر الله به الاسلام والمسلمين واذل به الكفر والمتآمرين فهدموا وحصل لهم من الغم ما الله به ويقول الذين امنوا متعجبين من حال هؤلاء الذين في قومهم مرضنا هؤلاء الذين قسموا بالله جهد ايمانهم انهم لمعكم اي حافوا واكدوا وغلبوه بانواع التأكيدات انهم لمعكم في الايمان وما يلزمه من النصرة والمحبة والموالاة. ظهر ما اظلموه وتبين ما اسروه وصار كيدهم الذي كادوه ظنهم الذي ظنوهم بالاسلام واهله باطلا فبطن كيدهم وبطلت اعمالهم في الدنيا فاصلحوا الخاسرين حيث فاتهم مقصودهم وحضرهم الشقاء والعذاب ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه الاية يخبر تعالى انه الغني عن العالمين وانه من يرد عن دينه فليضر الله شيئا وانما يضر نفسه وان لله عبادا مخلصين ورجالا صادقين قد تكفل الرحمن الرحيم بهدايتهم ووعد بالاتيان بهم وانهم اطول الخلق انصافا واقواهم نفوسا واحسنهم مخلوق اجل صفاتهم ان الله يحبهم ويحبونه. فان محبة الله لعبده اجل نعمة انعم بها عليه وافضل فضيلة تفضل الله بها عليه. واذا الله عبدا يسر له الاسباب وهون عليه كل عسير. وفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات واقبل بقلوب واقبل بقلوب عباده اليهم المحبة والوداد ومن لوازم محبة العبد لربه انه لابد ان ينتصر متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا في اقواله واعماله وجميع احواله كما قال تعالى انتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله كما ان من لوازم محبة الله للعبد ان ان يكثر العبد من التقرب الى الله بالفرائض والنوافل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولن استعاذ لنوعذنه ومن لوازم محبة الله معرفته تعالى والاكثار من ذكره فان المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جدا بل غير موجودة. وان وجدت دعواها ومن احب الله اكثر من ذكره واذا احب الله عبدا قبل منه من العمل وغفر له الكثير من الزلل. يعني علامات محبة الرب للعبد سهلة تعرف يمكن معرفتها من اي انسان لكن هل هي موجودة فينا او لا؟ الاول الاتباع وهذا امر سهل. والثانية الاكثار من الفرايظ والاكثار من النوافل بعد الفرائض. والامر الثالث ذكر الله عز وجل بكل حال كل من رأى من نفسه هذا يعلم ان الله يحبه نعم به من قرب الشيء الذي يطلب منهم وعلى الكافرين بالله عزة قد اجتمعت هممهم وعزائمهم على معاداتهم وبذلوا جهدهم في كل لسبب يحصل به الانتصار عليه قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وقال تعالى على الكفار اشداء وعلى الكفار رحماء بينهم. فالغلظة الشديدة عن اعداء الله مما يقرب العبد الى الله ويوافق العبد ربه في سخطه عليهم ولا تمنع دعوتهم الى الدين الى الدين الاسلامي بالتي هي احسن فتجتمع الغلظة عليهم ولين بدعوتهم وكلا الامرين من مصلحتهم ونفعه عائد اليهم هنا المقصود بالغلظ على الكافرين يعني في حال الحرب. واما اللين في الدعوة هذا في حال السلم نعم. قال يجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم وابطالهم وافعالهم ولا يخافون لومة لائم بل يقدموا رضا ربهم والخوف من لومه على لوم المخلوقين وهذا يدل على بهممهم وعزائمهم فان ضعيف القلب ضعيف الهمة. تنتقم عزيمته عند نوم اللائمين وتكثر قوته عند عدل العادين وفي قلوبهم تعبد لغير الله فيها من مراعاة الخلق وتقديم رضاهم ولوهم على امر الله فلا يسلم القلب من التعبد لغير الله حتى لا يخاف في الله لومة لائم. ولما مدح الله تعالى بمن بما من به عليه من صفات جميلة ومناقب العناية المستلزمة لما لم يذكر من افعال الخير اخبر ان هذا من فضله عليهم واحسانه لا يعجبوا بانفسهم وليسكنوا الذي من عليهم ذلك ليزيدهم من فضله وليعلم غيرهم ان فضل الله تعالى ليس عليه حجاب. فقال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع اي واسع الفضل والاحسان جزيل المنن قد عمت رحمته كل شيء ويوسع على اوليائه من فضله ما لا يكون لغيرهم. ولكنه علم يستحق الفضل والله اعلم حيث يجعل رسالته اصلا وفرعا. قال انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا والآيتين لما نهى عن ولاية الكفر من اليهود والنصارى وغيرهم وذكر ما لتوليهم انه نقصان توليه وذكر فائدة ذلك مصلحته فقال انما وليكم الله ورسوله فولاية الله وان تردوا منكم الايمان والتقوى فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا ومن كان لله وليا فهو ولي لرسوله ومن تولى الله ورسوله كان تمام ذلك تولي من تولاه وهم المؤمنون الذين قاموا بالايمان ظاهرا وباطنا واخلصوا للمعبود باقامتهم الصلاة بشروطها ومكملاتها واحسنوا للخلق وبذلوا الزكاة وهم راكعون خاضعون لله دليلون. فاداة الحصر في قوله انما يغنيكم الله ورسوله والذين امنوا تدل على انه يجب قصر الولاية على المذكورين والتبري من ولاة غيرهم ثم ذكر فائدة هذه الولاية فقال وميتون الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون. اي فانه للحزب المضافين الى الله اضافة عبودية تنوي ولاية وحزبه هم الغالبون الذين لهم العاقبة في الدنيا والاخرة. كما قال تعالى وان جندنا لهم الغالبون. وهذه بشارة عظيمة لمن قال بامر الله وصار من حزبه وجنده لان له الغلبة وان ادل عليه في بعض الاحيان حكمة يريدها الله تعالى فاخر امره الغلبة ومن اصدق من الله قيلا؟ ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا لايتين ينهى عباده المؤمنين عن اتخاذ اهل الكتاب من اليهود يحبونهم ويتولونهم ويبدون لهم اسرار المؤمنين ويعاونونهم على بعض امورهم التي يوجب عليهم ترك موالاتهم على معاداتهم وكذلك جزامهم لتقوى الله التي هي امتثال امره واجتناب زواجره مما تدعوهم الى معاداتهم وكذلك ما كان عليهم الشيطان والكفار مخالفون للمسلمين من في دين المسلمين واتخاذهم اياهم هزوا ولعين واحتقاره واستصغاره وخصوصا الصلاة التي هي اظهر شرائع المسلمين وجل عباداتهم. انهم اذا نادوا اليها خذوها هزوا ولعبا وذلك لعدم عقلهم. والا فلو كان لهم عقول لخضعوا لها ولعلموا انها اكبر من جميع التي يتصف بها النفوس واذا علمتم ايها المؤمنون الكفار ومعاداتهم لكم ولدينكم. فمن لم يعاديهم بعد هذا دل على ان الاسلام عنده رخيص وانه لا يبالي بالقدح في انقذها بالكفر والضلال وانه ليس عنده من المروءة والانسانية شيء فكيف تدعي لنفسك دينا قيما وانه الدين الحق وما سواه باطل اتخذه هزوا ولعبا واستغفر به وباهله من اهل الجهل والحمق وهذا فيه من التهيج على عداوة ما هو معلوم لكل من له ادنى مفهوم؟ ثم قال تعالى اغنياء اهل الكتاب هل تنقمون منا الا ان امنا بالله الايات؟ اي يا ايها الرسول يا اهل الكتاب ملزما لهم ان دين وان قدحهم فيه قدح بامر ينبغي المدح عليه. هل تنقمون منا الا ان امنا بالله وما الينا وما انزل من قبل وانا اكثركم فاسقون اي هل لنا من العيب الا ايماننا بالله وبكتبه السابقة واللاحقة وبانبيائه المتقدمين والمتأخرين وباننا نجزم ان لم يؤمنك هذا الايمان فانه كافر فانسق فهل تنقمون منا؟ فهل تنقمون منا بهذا الذي هو اوجب الواجبات على جميع المكلفين؟ ومع هذا فاكثرهم فاسقون خارجون عن طاعة الله متجرأون على معاصيه فاولئك ايها الفاسقون السكوت فلو كان عيبك فلو كان عيبكم وانتم سالمون من الفسق وهيأت ذلك لكان اشر كان الشر اخف من قدحكم فينا مع فسقكم. ولما كان قدحهم في المؤمنين يقتضي انهم يعتدون انهم على شر قال تعالى ما كانوا هل انبئكم بشيء من ذلك الذين قمتم فيه علينا ما اعتزوا معكم من لعنه الله وان يبعده عن رحمته وغضب عليه وعاقبه في الدنيا والاخرة وجعل منهم والخنازير ومن عبد الطاغوت وهو شيطان وكل ما عوذ من نور الله فهو طاغوت. اولئك المذكورون بهذه الخصال القبيحة شر مكانا من لوبي الذين رحمة الله قريب رضي الله عنهما في الدنيا والاخرة لانهم خصونه الدين وهذا النوع من باب الاستعمال افعل وهذا النوع من باب استعمال افعل التفضيل في غير بابه وكذلك قوله فضلوا عن سواء السبيل اي وابعد عن قصد السبيل. واذا جاءوكم قالوا امنا نفاقا ومكرا وهم قد دخلوا مشتملين على الكفر وهم قد خرجوا به فمدخلهم ومخرجهم بالكفر وهم يزعمون انهم هنا فهل اشرب من هؤلاء واقبح حالا منهم والله اعلم بما كانوا يكتمون في يجازيهم باعمالهم خيرها وشرها ثم استمرت لقدحهم في عباد المؤمنين فقال وترى كثيرا منهم اي من اليهود يسارعون في الاثم والعدوان اي حصان وبدر اي يحرصون ويبادرون المعاصي المتعلقة في حق الخالق عدوانا على المخلوقين واكلهم السحت الذي هو الحرام فلم يكتفي بمجرد الاخبار انهم يفعلون ذلك حتى اخبروا انهم يسارعون وهذا يدل على خبثهم وشرهم وان انفسهم مجبونة نحب المعاصي هذا امر مشاهد مسارعة هؤلاء المدعين من اليهود والنصارى للاثم والعدوان امر مشاهد عندهم جميع انواع الاثام موجودة وجميع انواع العدوان موجود نعم قال لولا انهم ربانيون واحباب عن قائلهم اثماتهم السحت اي هلا ينهاهم عنهم المتصدون لنفع الناس الذين من الله عليهم بالعلم والحكمة عن المعاصي التي تصدر منهم ليزول ما عندهم يلجأون وتقوم حجة الله عليهم فان العلماء عليهم امر الناس ونهي عليهم امر الناس ونهيهم وان يبينوا لهم الطريقة الشرعية ويرغبون في الخير ويرهون ويرغبونهم بالخير ويرهبونه من سرير لبئس ما كانوا يصنعون. قال تعالى وقالت اليهود يد الله مغنونها الايات يخبر تعالى عن مقالة اليهودي الشنيعة وعقيدتهم الفظيعة فقال وقال اليهود يد الله مغلولة اي عن الخير والاحسان والبر علت ايديهم ونعموا بما قالوا وهذا دعاء عليهم بجنس مقالتهم فان كلامهم متضمن بسم الله الكريم بالبخل وعدم الاحسان. فجزاهم بانها بان كان هذا الوصف منطبقا عليهم فكانوا ارقى الناس واقلهم احسانا واسواهم ظنا بالله. وبعدهم عن رحمته التي وسعت كل شيء وملأت اقطار العالم العلوي والسفلي ولهذا قال بل يداهما بسوقتان ينفق كيف يشاء لا حجر عليه ولا مانع يمنعه مما اراد فانه قد بسط فضله واحسنه الدنيوي والدنيوي وامر العباد ان يتعرضوا لنفحات سحاء الليل والنهار وخيرهم في جميع الاوقات مدرارا يفرج كربا ويزيل همه ويغني فقيرا ويفك اسيرا ويجبر كسيرا ويجيب سائلا ويعطي فقيرا عائلا ويجيب المضطرين ويستجيب للسائلين وينعم على من لم يسأله ويعافي من طلب العافية ولا يحرم من خيره عاصي يرتع فيه البر والفاجر ويجود على بالتوفيق لصالح الاعمال ثم يحمدهم عليها ويضيفها اليهم وهي من جوده ويثيبهم عليها من الثواب العاجل والاجل ما ما لا يدركه الوصف ولا يخطر على بال العبد ويلطف بهم في جميع امورهم ويوصل اليهم الاحسان ويدفع عنهم من النقم يشعرون بكثير منه فسبحان من كل النعم التي بالعباد فمنه واليه يجارون في دفع المكاره وتبارك من لا يحصي احد ثناء عليه بل هو كما اثنى على نفسه وتعالى من لا يخلو العباد من كرمه طرفة عين بل ولا جود لهم ولا بقاء الا بجوده. وقبح الله من وما بجهله عن ربه ونسبه الى ما لا يليق بجلاله. بل لو عامل الله اليهود القائلين تلك المقالة ونحوهم ممن حاله كآله ببعض لهلكوا وشقوا في دنياهم ولكنهم يقولون تلك الاقوال وهو تعالى يحلم عنهم ويصفح ويمهلهم لا لا يهملهم هذا ليس وقوله ولا يزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا وهذا اعظم العقوبات للعبد ان يكون الذكر الذي انزله الله على رسوله الذي فيه حياة القلب والروح والسعادة في الدنيا والاخرة توجب عليهم مبادرة الى قبولها والاستسلام لله بها وشكرا عليها ان تكون لمثل هذا زيادة غي لا غيه وطغيان الى طغيانه وكفر من كفره. وذلك بسبب اعراضه عنها ورده لها وبالشبه الباطنة والقينا بينهم عداوة والبغضاء الى يوم القيامة فلا يتآلفون ولا يتناصرون ولا يتفقون على حالة فيها مصلحتهم بل لم يزالوا في قلوبهم متعادين بافعالهم الى يوم القيامة. كلما اوقنوا نارا للحرب كلما انقذوا نار للحرب ليكيدوا بها الاسلام اهله وابدوا وعاء وابدوا اعادوا واجلبوا بخيلهم ورجلهم اطفاه الله بخذلانهم وتفرق جنودهم وانتصار المسلمين عليهم ويسعون في الارض فسادا ان يجتهدون ويجدون ولكن بالفساد في الارض بعمل المعاصي والدعوة الى دينهم والباطل والتعويق عن دخوله في في الاسلام والله لا يحب المسلمين بل يبغضهم اشد البغض وسيجازيهم عن اذانك. ثم قال تعالى اهل الكتاب امنوا واتقوا لكفر ما عنهم سيئاتهم وادخلناهم جنات نعيم وهذا من كرمه وجوده حيث ذكر قبائح اهل الكتاب ومعايبهم واقوالهم الباطلة التوبة وانهم لو امنوا بالله وملائكته وجميع كتبه وجميع رسله واتقوا معاصيه لكفر عنهم سيئاتهم. ولو كانت ما كانت ولادخنا ولا ولا يدخلهم جنات النعيم التي فيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين. ولو انه مقام التوراة والانجيل وما انزل اليه من ربه من قاموا باوامرهما ونوافل كما ندبهم الله وحثهم ومن اقامتهما الايمان بما دعيا اليه من الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن فلو قاموا بهذه النعمة العظيمة التي انزل اليهم اين لاجلهم والاعتناء بهم لاكرم من فوقهم ومن تحت ارجلهم الا ذر الله عليهم رزقا وامطر عليهم السماء وانبت لهم الارض. كما قال تعالى ولو ان للقرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض. منهم اي من اهل الكتاب امة مقتصدة اي عاملة بالتوراة والانجيل عملا غير قوي ولا نشيط وكثير منهم ساء ما يعملون ايها المسيء منهم الكثير واما السابقون منهم فقير ما هم. ثم قال تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك الاية هذا امر من الله رسول محمد صلى الله عليه وسلم باعظم الاوامر واجلها وهو التبليغ لما انزل الله اليه ويدخل في هذا كل امر تلقته الامة عنه صلى الله عليه وسلم من العقائد والاعمال والاقوال والاحكام الشرعية فبلغ صلى الله عليه وسلم اكمل تبليغ ودعا وانذر وبشر واسر وعلم الجهال والاميين حتى صاروا من علماء ربانيين وبلغ بقوله وفعله وكتبه وبلغ بقوله وفعله وكتبه ورسله فمن هو خير الا دله متى وعليه ولا شر الا حذرها عنه وشهد له بالتبليغ افاضل الامة من الصحابة من بعدهم من ائمة الدين والجهاد المسلمين وان لم تفعل اي لم تبلغ ما انزل اليك بربك فما بلغت رسالته فما امتثلت امره والله يعصمك من الناس هذا حماية وعصمة من الله ورسوله من الناس وانه ينبغي ان يكون حرصك على التعليم والتبليغ ولا يثنيك عنه خوفا من المخلوقين فان نواصيهم بيد الله وقد تكفى بعصمتك فانت ثم قال تعالى الاية صدقتم ولا بحقي ولا بحق ان تمسكتم ولا على اصل اعتمدتم حتى تقيموا التوراة والانجيل تجعلوهما قائمين بالايمان بهما واتباعهما والتمسك بكل ما يدعوان اليه. وتقيم ما انزل اليكم من ربكم الذي رباكم وانعم عليكم وجعل اجل انعامه اليكم فالواجب عليكم ان تقوموا بشكر الله وتلتزموا احكام الله يعني لو ان سائلا سألكم وقال لكم ان القدياني والبهائية او الاحمدية او البابي ينتسبون للاسلام ويقرؤون القرآن هل هم من الاسلام في شيء؟ ماذا تقولون لا حتى يعملوا بالقرآن. هذا الذي يقول الله لليهود والنصارى. انتم تنتسبون الى التوراة والانجيل انتسابا اسميا. لا تقيمون التوراة والانجيل ولا ما فيهما حقيقة وما اخبر الله بهذا الا لنحذر من هذا الوصف فلا يكون في الامة من ينتسب الى القرآن قسما ولا ينتسب الى القرآن وصفا نعم وتقيم ما انزل اليكم من ربكم الذي رباكم وانعم عليكم وجعلنا اجل لانعامه انزال الكتب اليكم فالواجب عليكم ان تقوموا بستر الله وتحسموا احكام الله وتقوموا بما حملتم بامانة الله وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليكم اليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين. ثم قال تعالى ان الذين امنوا والذين هدوا والصابئون والنصارى الاية يخبر تعالى اهل الكتاب من اهل من اهل القرآن وتراة الذين سعتهم ونجاتهم في طريق واحد واصل واصل واحد وهو الايمان بالله واليوم الاخر والعمل الصالح والايمان بالله منهم بالله واليوم الاخر وعمل فله النجاة ولا قوم عليهم فيما يستخدمونه من امور مخوفة ولا هم يحزنون على ما خلفوا منها وهذا الحكم يشمل سائر الازمنة ثم قال لقد اخذنا ميثاق بني وصلنا اليهم رسلا الايتين يقول تعالى لقد اخذنا بالله والقيام بواجباته التي تقدم الكلام عليها في قوله ولقد اخذ او ميثاق بني اسرائيل او بعثنا منهم اثني عشر نقيبا الى اخر الايات وارسلنا اليهم رسلا يتوالون عليهم بالدعوة ويتعاهدونهم بالارشاد ولكن ذلك لم ينجح بهم ولم يفد كل كما جاءهم رسول بما تهوى انفسهم من الحق كذبوه وعدده وعملوه واقبح المعاملة. فريقا كذبوا وفريقا يقتلون. وحسنوا ان لا تكون فتنة ايظنوا ان معصيته وتكذيبهم لا يدر عليهم عذابا ولا عقوبة واستمروا على بطنهم وعاموا وصموا عن الحق. ثم نعشهم وتاب عليهم ثم نعاشهم وتاب حين تابوا اليه ونابوا ثم يصبروا على ذلك حتى انقلب اكثرهم من الحال القبيحة فعموا وصموا كثير منهم بهذا الوصف القليل واستمروا على توبتهم وايمانهم والله بصير بما يعملون في اعجاز كل عامل بعمله ان خيرا فقيرا وان شرا فشر. ثم قالت انا لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم الايات يخبر تعالى عن كفر النصارى بقولهم ان الله المسيح ابن مريم بشبهة انه خرج من ام بلا اب وخالف المعهود من خلقة لاهية. والحال انه عليه الصلاة والسلام قد كتبه في اي دعوة وقال لهم يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي كن فاثبت النفسي عبودية التامة لربه الربوبية الشاملة لكل مخلوق انه من يشرك بالله احدا من المخلوقين لا عيسى ولا غيره فقد حرم الله عليه الجنة وذلك لانه سوى الخلق بالخالق وصرف ما خلقه الله له والعبادة خاصة غير من هي له. فاستحق ان يخرج في النار وما للظالمين من انصار ينقذونهم من عذاب الله ويدفعون لهما بعض ما نزل بهم لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وهذا من اقوال النصارى منصورة عندهم زعموا ان الله الله عيسى ومريم تعالى الله عن قوله عونا كبيرا على قلة عقول النصارى كيف قبلوا هذه المقالة الشنعاء والعقيدة كيف اجتمع عليهم الخالق والمخلوق كيف خفي عليهم رب العالمين قال تعالى ردا عليهم وعلى اشباههم وما من اله الا اله واحد متصف بكل كمال منزه عن كل نقص منفرد بالخلق والتدبير. ما بالخلق من نعمة الا منه فكيف يجعل معه اله غيره تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ثم توعدهم بقوله وان لم ينتهوا عما يقولون يمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم ثم دعاهم الى التوبة عما صدر منهم وبين انه يقبل توبة فقال افلا يتوبون الى الله اي يرجعون الى ما يحبه الله ويرضاه الله بالتوحيد وبالنا عيسى عبد الله ورسوله ويستغفرونه ومنهم الله غفور رحيم ان يغفر ذنوب التائبين ولو بلغت عنان السماء ويرحمهم بقبول توبتهم وتبديل سيئاتهم حسنات وصدر دعوة من التوبة من الذي هو في غاية وصدهم دعوتهم الى التومة بالعرض الذي هو اية الذي هو في غاية النطف واللين في قوله افلا يتوبون الى الله ثم ذكر حقيقة المسح وامه الذي هو الحق فقال المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبره الرسل اي هذا غايته ومنتهى عليه انه من عباد الله المرسلين الذين ليس لهم من لم ارسلهم به الله وهو من جنس الرسل قبله لا مزية له عليهم تخرجه عن البشرية الا الى مرتبة الربوبية وامه مريم صديقة اي هذا ايضا غايتها كانت من الصديقين الذين هم اعلى الخلق رتبة بعد الانبياء والصديقية والصديقية هي العلم النافع ومثمر اليقين والعمل الصالح اما الاعلى هو يا صديقية وكفى بذلك فضلا وشرفا وكذلك سائر النساء لم يكن منهن نبية ان الله تعالى جعل النبوة في اكمل الصنفين في الرجال كما قال وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاذا كان عيسى عليه السلام من قبره وامه صديقة فلاي شيء اتخذهما تارا الهين مع الله وقوله كانا يأكلان الطعام دليل دليل ظاهر على انهما عبدان فقيران محتاجان كما يحتاج كما يحتاج بنو ادم الى الطعام والشراب فلو كان الهي لاستغني عن الطعام والشراب لم يحتاج الى شيء فان الاله هو غني حميد ولما بينت على البرهان قال الايات المباحة موضحة للحق الكاشفة لليقين. ومع هذا لا تفيد فيهم شيئا بل لا يزالون على افكهم وكذبهم وافتراءهم. وذلك ظلم وعناد منهم يعني هذه الايات فيها تنبيه على ان النصارى ليسوا صنفا واحدا. منهم من قال ان الله هو المسيح ابن مريم هذا صنف ومنهم من قال ان الله ثالث ثلاثة الله والابن وروح القدس ومنهم من قال ان عيسى ابن الله. فاذا الطوائف ثلاثة النصارى. وفي قوله وامه صديقة في تعريف الشيخ للصديقية احفظه يعني التعريف جميل العلم النافع المثمر لليقين هذا تعريف الصديقية وهو تعريف الصديق ايضا ما معنى الصديق عنده علم نافع يثمر عملا صالحا لذلك قال العلماء اولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين قال الصديق هو هم العلماء لماذا قالوا الصديقين هم العلماء؟ لان هم الذين عندهم العلم النافع فاذا جمعوا مع العلم النافع العمل الصالح دخلوا بجملة الصديقين بل هم اولى الناس بهذا الوصف نعم اي اي قل لهم ايها الرسول اتعبدون من دون الله من المخلوقين الفقراء والمحتاجين من لا يملك لكم ظرا ولا نفعا وتدعون من ان فاض بالضر والنفع والعطاء الاصوات باختلاف اللغات العليمة بالظواهر والواطن والغيب والشهادة والامور الماضية والمستقبلة انواع العبادة ويخلص له الدين احسنت بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ عبد السلام. يعني الانسان ينبغي ان يأخذ جميع حتى الحديث عن الفرق يأخذه القرآن. القرآن كما نبه الله عز وجل في اية المائدة وفي اية البقرة. وفي اية الحج فيها ذكر اصول اهل الملل ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين وهنا في تقديم الصابئين في المائدة في تقديم الصابئين على النصارى وفي البقرة تأخير الصابئين. قال شيخ الاسلام وهنا انما قدموا انما قدموا لتقدم زمانهم. وهناك لما كان الحديث عن اهل كتاب جمع اليهود والنصارى واخر الصابئين. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى قل يا اهل الكتاب لا تغروا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل الايات. يقول تعالى النبي صلى الله واله وسلم قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ان لا تتجاوزوا وتعتدوا حقا الى الباطل وذلك كقولهم في المسيح ما تقدم حكايته عنهم وكغلوهم في بعض المشايخ اتباعا لاهواء قوم قد ضلوا من قبل ان يتقدم ضلالهم. واضلوا كثيرا من الناس بدعوتهم اياهم الى الدين الذي هم عليه وضلوا عن سواء السبيل الطريق فجمعوا بين الضلال واطلال وهؤلاء هم ائمة الضلال الذين حذر الله عنهم عن اتباع اهواء المردية وارائهم المضلة. ثم قال لعن الذين كفروا من بني اسرائيل اطردوا وابعدوا عن رحمة الله على لسان داوود وعيسى ابن مريم بشهادتهما واقرارهما بان الحجة قد قامت عليه معاندها ذلك الكفر واللعن بما عصوا وكانوا يعتدون اي بعصيانهم لله وظلمهم لعباد الله ومن معاصيهم التي احلت بهم المسؤولات واوقعت بهم العقوبات انهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ان كانوا يفعلون المنكر ولا ينهى بعضهم بعضا فيشترك بذلك غير الذي سكت عن النهي عن المنكر مع قدرته على ذلك. وذلك يدل على تهاونهم بامر الله وان معصيته خيرة عليه فلو كان لديهم تعظيم لربهم لمحارم والغضب لغضبه وانما كان السكوت عن المنكر مع القدرة موجبا للعقوبة لما فيه من المفاسد العظيمة منها ان مجرد السكوت فعل معصية وان لم يباشرها الساكت فانه كما يجب اجتناب المعصية فانه يجب الانكار على من فعل معصيته منها ما تقدم انه يدل على التهاون بالمعاصي وقلة بها ومنها ان ذلك يجري ومنها ان ذلك يجرؤ العصاة والفسقة على الاكثار من المعاصي اذا لم يردعوا عنها فيزداد الشر وتعظم مصيبة الدينية والدنيا يقول لهم الشوكة والظهور ثم بعد ذلك يضعف اهل الخير عن مقاومة اهل الشر. حتى لا يقدرون على ما كانوا يقدرون عليه اولا ومنها ان في ترك الانكار للمنكر يندرس العلم اكثر الجهل فان المعصية مع تكرارها وصدورها من كثير من الاشخاص وعدم انكاره للدين والعلم لها يظن انها ليست معصية لانه ربما ظن الجاهل انها عبادة مستحسنة واي مفسدة اعظم من اعتقاد ما حرم الله حلالا وانقلاب الحقائق على النفوس ورؤية الباطل ومنها ان السكوت على معصية العاصي لربما تزينت المعصية في صدور الناس واقتضى بعضهم ببعض فالانسان مولع بالاقتداء باضرابه وبني جنسه ومنها ومنها فلما كان السكوت عن الانكار بهذه المثابة نسأل الله تعالى ان بني اسرائيل الكفار منهم لعنهم بمعاصيهم واعتدائهم واخص من ذلك هذا المنكر العظيم فلبئس ما كانوا يفعلون. ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا بالمحبة والموالاة والنصرة لبيس ما قدمت لهم انفسهم هذه البضاعة الكاسدة والصفقة الخاسرة وهي فسخط الله الذي يسخط لسخط كل شيء والخلود والخلود الدائم في العذاب العظيم. فقد ظلمتهم انفسهم حيث قدمت لهم هذا النزل غير ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذهم اولها فان الايمان بالله وبالنبي وما انزل اليه يوجب على العبد موالاة ربه وموالاة اولياءه ومعاداة من كفر به هذا هو اوضاع في معاصيه فشرط ولاية الله والايمان به الا يتخذ اعداء الله اولياءه وهؤلاء لم يوجد منهم الشرط فدل على المشروط ولكن كثيرا منهم فاسقون. اي خارجنا عن طاعة الله والايمان به وبالنبي ومن فسقه موالاة اعداء الله ثم قال تعالى لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا الايات يقول تعالى في بيان اقرب الطائفتين الى المسلمين والى ولايتهم ومحبتهم وابعدهم من ذلك لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا فهؤلاء الطائفتان على الاطلاق اعظم الناس معاداة للاسلام والمسلمين واكثرهم سعيا في ايصال الضر اليهم وذلك لشدة بغضهم لهم بغيا وحسدا وعنادا وكفرا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى وذلك ذكرت على لذلك عدة اسباب منها ان فيهم قسيسين ورهبان علماء متزاهدين وعبادا في الصوامع متعبدين والعلم مع الزوج وكذلك العبادة ما يلطف القلب ويرقق ويزيل عنه ما فيه من الجفاء والغلظة فلذلك لا يوجد فيهم غلظة اليهود وشدة المشركين. ومنها انهم لا يستكبرون اي ليس فيهم تكبر ولا عتوا عن الانقياد للحق وذلك موجب للقرب من المسلمين ومن محبتهم فان متواضع اقرب الى الخير من المستكبر. ومنها انهم اذا سمعوا ما انزل ومنها انهم اذا سمعوا ما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. اثر ذلك في قلوب وخشعوا له وخاطعين بحسب ما سمعوا من الحق الذي تيقنوا به واقروا به فقالوا ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين وهم امة محمد صلى الله عليه وسلم يشهد لله بالتوحيد والرسل بالرسالة وصحة ما جاءوا به. ويشهدون على الامم السابقة بالتصديق والتكذيب وهم عدول شهادتهم مقبولة كما قال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فكانهم ليوا على ايمانهم او سارعت فيهم فقالوا وما لنا الا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمئن ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين يوم الذي يمنعنا من الايمان بالله والحال انه قد جاءنا الحق من ربنا الذي لا يقبل الشك والرهيب نحن اذا امنا واتبعنا الحق طمعنا ان يدخلنا الله الجنة مع القوم الصالحين فاي مانع يمنعنا اليس ذلك موجبا للمسارعة والقيادة للايمان وعدم التخلف عنه قال الله تعالى فاثابهم الله بما قالوا اي بما تفوهوا به من الايمان ونطقوا به من التصديق بالحقيد انها تجري من تحت الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين وهذه نزلت في النصارى الذين امنوا محمد صلى الله عليه وسلم كالنجاشي وغيره ممن امن منهم. وكذلك لا يزال يوجد فيهم من اختاروا دين الاسلام ويتبين له بطلانه وما كانوا عليه هوما اقرب لليهود والمشركين الى دين الاسلام ولما ذكر ثواب المحسنين وذكر عقاب ذكر عقاب المسيئين فقال والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم لانهم كفروا بالله وكذبوا باياته المبينة يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تهتدوا ان الله لا يحب المعتدين لآية يقولوا تعالى يا ايها الذين امنوا تحرموا طيبات ما احل الله لكم من المشارب فانها نعم انعم الله بها عليكم. فاحمدوه اذا احلها لكم واشكروه ولا تردوا نعمته بكفرها وعدم قبولها واعتقاد تحريمها فتجمعون بذلك بين القول على الله الكذب وكفر النعمة واعتقاد الحلال الطيب حراما خبيثا فان هذا من الاعتداء والله قد نهى عن الاعتداء فقال انه ملكا لا يجعل له رجلا لان الحكمة لا تقضيه سوى ذلك. وللبسن عليه ما يلبسون اي ولا كان الامر مختلطا عليه ملبوسا. وذلك بسبب ما لبسوه على انفسهم فانهم من هم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين بل يبغضهم ويمقتهم ويعاقبهم على ذلك ثم امر بضد ما عليهم مشركون الذين يحرمون ما احل الله فقال وكلوا ما رزقكم الله حلالا طيبا كلوا من رزقه الذي ساقوه اليكم ما يسره من الاسباب اذا كان حلالا لا ولا غصبا ولا غير ذلك من نوع الاموال التي توغد بغير حق. وكان ايضا طيبا وهو الذي لا خبث فيه فخرج بذلك الخبيث من السباع والخبائث واتقوا الله امره واجتناب نواهيه الذي انتم به مؤمنين فان ايمانكم بالله يجب عليكم تقواه ومراعاة حقه فانه لا يتم الا بذلك. وجلت الاية الكريمة على انه اذا حرم حلالا عليه من طعام وشراب ونحو ذلك فانه لا يكون حرام بتهريم لكن لو فعله فعليه فاردت يميني كما قال تعالى ايها النبي لما تحرم احل الله لك الاية الا ان تحريم الزوجة فيه كفارة ظهان ويدخل في هذه الاية انه لا ينبغي للانسان ان يتجنب الطيبات ويحرمها نفسه ويحرمها نفسه بل يتناولها مستعينا بها على طاعة ربه قوله تعالى يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم في ايمانكم التي صدرت على وجه اللغو وهي الايمان التي حلف بها المقسم من غير نية ولا قصد او عقدها يظن فبان بخلاف ذلك ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان بما عزمتم عليه وعقدت عليه عقدت عليه قلوبكم كما قال في الاية الاخرى ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم فكفارة وهي كفارة اليمين الذي عقدتموها بقصدكم اطعام عشرة مساكين وذلك لطعام من اوسط ما تطعمون اهلكم وكسوة من كسوة عشرة مساكين والكسوة هي التي تجزي في الصلاة او تحرير رقبتها اي عتق رقبة مؤمنة كما قيدت في غير هذا الموضع فمتى فعل واحدا من هذه الثلاثة انحلت يمينه فمن لم يجد واحدا من هذه الثلاثة فصيام ثلاثة ايام ذلك المذكور ذلك المذكور كفارة ايمانكم اذا حلفتم وتمحوها وتمنع من الاثم. واحفظوا ايمانكم عن الحلف بالله كاذبا وعن كثرة الايمان واحفظوها اذا حلفتم عن الحديث فيها الا اذا كان الحديث خيرا تمام الحفظ ان يفعل الخير ولا يكون يمينه عرضة لذلك الخير. موضحة لاحكام تشكرون الله حيث علمكم ما لم تكونوا تعلمون فعلى العبد شكر الله تعالى على من به عليهم معرفة الاحكام الشرعية وتبينها. هنا ينبغي ان ننبه الناس انه لا يجوز في كفارة اليمين الصيام ما دام الاطعام ممكنا والكسوة ممكنة ونبه الشيخ ان الكسوة اقلها ما به يحصل ستر العورة في الصلاة من الكتفين الى الركبتين. فاي ثوب اه يغطي هذا المكان باي مسمى كان فانه مجزئ نعم قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان الايات ثم تعالى هذه الاشياء قبيحتها يخبر انها من عمل الشيطان وانها رجس فاجتنبوها اتركوا قل لعلكم تفلحون فان الفلاح لا يتم الا بترك ما حرم الله. خصوصا هذه الفواحش المذكورة وهي الخمر وهو كل ما خامر العقل غطاه بسكره والميسرة وهو جميع المغالاة التي فيها عوض من الجانبين كالمراهنة ونحوها والاصابع والاصنام والانداد ونحوها مما ينصب ويعبد من دون الله. والازلام التي يستقسمون بها فهذه الاربعة الله تعالى عنها وزجر واخبر عن مفاسدها الداعية الى تركها واجتنابها فمنها انها رتس اي نجس اي نجس خبث خبث معنا ان لم تكن نجسة حسا والامور الخبيثة مما ينبغي اجتنابها وعدم التدنس باوظارها ومنها انها من عمل الشيطان الذي هو اعدل اعداء من المعلوم ان العدو يحذر منه وتحذر مصائده واعماله. خصوصا الاعمال التي يعملها ليوقع فيها عدوهم فان هب فيها هلاكه فالحزم كل الحزم عن عمل العدو المبين والحذر منها والخوف من الوقوع فيها ومنها انه لا يمكن فلاح للعبد الا باجتنابها فان الفلاح والفوز المطلوب المحبوب والنجاة من هذه الامور ومانعة من الفلاح ومعوقة له ومنها ان هذه موجبة للعداوة والبغضاء بين الناس والشيطان حريص على بثها خصوصا الخمر الميسر ليوقع بين المؤمنين عداوة الوطن فان في الخمر من انقلاب العقل وذهاب حجاهما يدعو الى البغضاء بينه وبين اخوانه المؤمنين. خصوصا اذا ذلك من اسماء ما هو من لوازم شارب الخمر فانه ربما في الميسر من غلبة احدهما الى الاخر واخذ مال الكثير في غير مقابلة ما هو من اكبر الاسباب العداوة طاء ومنها ان هذه الاشياء تصد القلب ويتبع البدن وعن ذكر الله وعن الصلاة الذين خلق لهما العبد وبهما سعادته فالخمر والميت عن ذلك على مصد قلبه لبه بالاشتغال بهما حتى يمضي عليه مدة طويلة وهو لا يدري اين هو باعمال الشيطان وشباكه فانقادوا لو كما تنقاد البهيمة راعيها وتحول بين العبد وبين الفلاح وتوقع العداوة البغضاء بين المؤمنين وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة بل فوق هذا المفاسد شيء اكبر منها. ولهذا عرضتها على العقول السليمة النهي عنها عرضا بقوله هل انتم منتمون؟ لان العاقل اذا نظر الى بعض تلك المفاسد انزجر عنها وكفت نفسه ولم يحتاج الى وعظ كثير ولا زجر بليغ. قوله تعالى واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا الاية الله وطاعة رسوله واحدة فما اطاع الله فقد اطاع الرسول ما اطاع الرسول فقد اطاع الله ذلك امر الله به ورسوله مع مال واقوال ظاهرة الباطنة والواجبة المستحبة تعلقت بحقوق الله وحقوق خلقه والانتهاء عما نهى الله عنه ورسوله كذلك وهذا الامر اعم الاوامر فانه كما ترى يدخل فيه كل ما امر ونهي ظاهر وباطن وقوله واحذروا اي من معصية الله ومعصية رسوله. فان ذلك الشر والخسران المبين فان توليتم عما امرتم به ونهيتم ونعلم انما على رسلنا البلاغ المبين وقد ادى ذلك فان اهتديتم فلأنفسكم وان اسأتم فعليها والله هو الذي سيحاسبكم والرسول قد ادى ما عليه وما حمل به ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا الاية. لما نزل تحريم الخمر والنهي الاكيد والتشديد فيه تمنى اناس من المؤمنين ان يعلموا حال اخوانهم الذين ماتوا على الاسلام قبل تحريم الخمر وهم يشربونها فانزل الله هذه الاية واخبر تعالى انه ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات بنا حني حرج واسم فيما طعموا من الخمر والميسر قبل تحريمهم ولما كان النفي الجناح يشمل المذكورات وغيرها قيد ذلك بقوله اذا ما اتقوا وامنوا واعملوا الصالحات اي بشرط انهم تاركون للمعاصي مؤمنون بالله ما نصحهم موجبا لهم عمل الصالحات ثم استمروا على ذلك والا فقد يتصف العبد بذلك في وقت دون اخر فلا يكفي حتى يكون كذلك حتى يأتيه اجله ويدوم على احسانه فان الله يحب المحسنين في عبادة الخالق المحسنين في نفع العبيد ويدخل في هذه الاية الكريمة من طعم المحرم او فعل او فعل غيره بعد التهريب ثم اعترف بذنبه وتاب الى الله واتقى وامن وعمل صالحا فان الله يغفر له ويرتفع عنه الاثم في ذلك قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تنالوا ايديكم الايات وهذا من منى لله على عباده ان اخبرهم بما سيفعل قضاء وقدرا ليطيعوه ويقدم على بصيرة ويهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة فقال تعالى يا ايها الذين امنوا لابد ان يختبر الله ايمانكم ليبلون الله بشيء من الصيد اي شيء غير كثير فتكون محنة فتكون محنة يسيرة تخفيفا من الله تعالى ولطفا وذلك الصيد الذي يبتليكم به. وذلك الصيد الذي يبتليكم الله به تناله ايديكم ولما حكم اي تتمكنون من صيده ليتم ليتم بذلك الابتلاء ولا غير مقدور عليه بيد ولا رمح فلا يبقى للابتلاء فائدة ثم ذكر الحكمة بذلك الابتلاء فقال يعلم الله علما ظاهرا للخلق يترتب عليه الثواب عقابا يخاف بالغير فيكف عن ما نهى الله عنهما قدرته عليه وتمكنه عن معصية تعرض له فيصطاد ما تمكن منه. هنا ليعلم الله قال علما ظاهرا للخلق هذي احد التفاسير في الاية. والمعنى الذي مر معنا احسن من هذا وهو قوله ليعلم الله علم وعند نعم قال ثم صرح بالنهي عن قتل الصيد في حال الاحرام فقال يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرما اي محرمون بالحج والعمرة والنهي عن يشمل النهي عن مقدمات القتل وعن المشاركة في القتل. والدلالة عليه والاعانة على قتله حتى ان من لان من تمام ذلك انه ينهى حرموا عن اكل ما قتل اصيب لاجله وهذا كله تعظيم لهذا النسك العظيم. انه يحرم على المحرم قتله قتل وصيد ما كان حلالا له الاحرام وقل هو من ومن قتله منكم متعمدا اي قتل صيدا عمدا فعليه جزاء مثل ما قتل من النعم اي الابل الابل والبقر والغنم ما ما يشبه شيئا من ذلك فيجب عليه مثله يذبحه ويتصدق به والاعتبار والمماثلة. يحكم به ذوى عدل منكما عدلان يعرفان الحكم الشبيه كما فعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم حيث قضوا بالحمامة شاة وبالنعامة بدنة وفي بقر الوحش على اختلاف انواعه بقرة وهكذا كل ما يشبه شيء من ذنوب ان لم يشبه شيئا فيه قيمته كما هو القاعدة في المتلفات وذلك الهدي لابد ان يكون هديا بالغ الكعبة بصيام يصوم عن اطعام كل مسكين يوما ليذوق بايجاب الجزاء المذكور عليه وبال امره ومن عذاب ذلك فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام انما نسأل الله تعالى على متعمد لقتل صيده مع ان الجزاء يلزم المتعمد او المخطئ كما هو القاعدة الشرعية ان المتلف متلف للنفوس والاموال المحترمة بما انه يضمنها على اي حال كان اذا كانت له بغير حق. لان الله رتب عليه الجزاء والعقوبة والانتقام وهذا واما المخطئ فليس عليه عقوبة انما الجزاء هذا قول جمهور العلماء والصحيح به الاية انه لا جزاء على غير المتعمد كما لا اثم عليه. ولما كان الصيد يشمل الصيد البرية والبحرية الله تعالى صيد البحرية فقال احل لكم صيد البحر واطعامه ويحل لكم في حال احرامكم صيد البحر وهو الحي من حيواناته وطعامه فدل ذلك على حل ميتة البحر متاعا لكم وللسيارة الفائدة في اباحته لكم انه لاجل انتفاعكم وانتفاع رقتكم الذين يسيرون معكم وحرم عليكم صيد البر دمتم حرما واخذ من لفظ الصيد لانه لا بد ان يكون وحشي ليس بصيد ومأكولا فان غير المأكول لا يصاد ولا يطلق عليه اسم الصيد. واتقوا الله الذي اليه تحشرون يتقون في فعل ما امر به وترك ما نهى عنه واستعينوا على تقواه بعلمكم انكم اليه تحشرون فيجازيكم هل قمتم بتقوى فيتيكم الثواب الجزيل ام لم يقوم بها فيعاقبكم قوله تعالى جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد يقول تعالى انه جعل الكعبة البيت الحرام قياما للناس يقوموا القيام بتعظيمه ودنياهم فبذلك يتم اسلامهم وبه تحط وبه تحط اوزارهم وتحصل لهم بقصد العطايا الجزيرة والاحسان الكثير وبسببه تنفق له ما لو تقطع من الاهوال ويجتمع فيه من كل فج عميق جميع اجناس المسلمين. ويستعين بعضهم ببعض ويتشاورون على المصالح العامة وتنعقد ما بينهم والروابط في مصالحهم الدينية والدنيوية قال تعالى يشهد منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم بهيمة الانعام. ومن اجل كون البيت قياما للناس قال من قال من علمائه ان من حج بيت الله فرض كفاية في كل سنة فلو ترك الناس حجه لاثم كل قادر بل لو ترك الناس حجه لزال ما به وقامت وقامت القيامة. وقوله والهدي والقلائد وكذلك جعل الهدي والقلائد التي هي اشرف انواع الهدي قياما للناس ينتفعون بهم ما يثابون عليه مع ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وان الله بكل شيء عليم فمن علمه ان جعل لكم اهل البيت الحراما لما يعلمه من مصالحكم الدينية والدنيوية اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم ليكن هذا للعلمان موجودين في قلوبكم على وجه الجزم واليقين تعلمون انه شديد العقاب العادل العلامة العصى والنوافور رحيم لمن تاب اليه واطاعوا فيصبر لكم هذا العلم اخوفا من عقابه والرجاء لمغفرته وثوابه وتعملون على ما يقتضيه الخوف والرجاء ثم قال تعالى ما على الرسول الا البلاء وقد بلغ كما امر وقام بوظيفته وما سوى ذلك فليس له من الامر شيء والله يعلم ما تبدون ما تكتمون فيجازيكم بما يعلمه تعالى منكم. قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث لا يهي قل للناس محذرا عن الشر من رغب في الخير لا يستوي الخبيث والطيب من كل شيء فلا يستوي الايمان والكفر والطاعة والمعصية ولا اهل الجنة واهل النار والاعمال الخبيثة والاعمال الطيبة ولو اعجبك كثرة خبيث فانه لا يفعل صاحبه شيئا بل يضره في دينه ودنياه فاتقوا الله يا اولياء الباب لعلكم تفلحون فامروا الى الباب ايها العقول الوافية الكاملة فان الله تعالى يوجه اليهم الخطاب وهم الذين يأبه لهم ويرجى ان يكون فيهم خير ثم اخبر ان الفلاح متوقف على التقوى التي هي موافقة الله في امره ونهيه فمن اتقاه وابلع كل الفلاح ومن ترك تقوى وحسن وفاتته الارباح يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن الشيعة ان تبدى لكم تسلكوا منها تعالى عباده عن سؤال عباده المؤمنين عن سؤال جاء التي اذا بينت لهم ساءتهم واحزنتهم وذلك سؤالي بعض المسلمين لرسول الله عن ابائهم وعن حالهم في الجنة والنار. فهذا ربما انه لو بين عنها واما السؤال الذي لا يترتب عليه شيء من ذلك فهو مأمور به كما قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم اي اذا وفق سؤالكم محله فسألتم عنها حين ينزل عليكم القرآن فتسألون عن اية او حكم خفي وجهه عليكم في وقت يمكن فيه نزول الوحي من السماء. تبدا لكم ان تبين لكم وتظهر والا فتسكتوا كما سكت الله عنه عفا الله عنها اي سكت معافيا لعباده من هذا كل ما سكت الله عنه فاما اباحه الله وعفا عنه والله غفور حليما بالمغفرة موصوفا وبالحلم والاحسان معروفا واحسانه واطلبوه من رحمته ورضوانه وهذه المسائل التي نهيتم عنها قد سألها قوم من قبلكم اي جنسها وشبهها سؤال تعنت لاستشهاد فلما بينت لهم ما جاءتهم اصبحوا بها كافرين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما اهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم قولوا تعالى محرما على حسب اصطلاحاتهم. على حسب اصطلاحاتهم التي عارضت ما انزل الله فقالوا ما جعل الله من بحيرة وناقة يعشقون اذنها ثم يحرمون ركوبها ويرونها محترمة ولا سائبة وهي ناقة وبقرة او شاة اذا بلغت شيئا اصطلحوا عليها سيبوها فلا تركب ولا يحمل عليها ولا تؤكل وبعضهم ينذر شيئا من ماله يجعله سائبة ولا حامد جعل جمل يحمى ظهره عن الركوع والحمل اذا وصل حالة معروفة بينهم فكل هذه مما جعلها المشركون محرمة بغير دليل ولا برهان. وانما ذلك افتراء على الله والصادرة من جهلهم وعدم عقلهم ولهذا قال ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب اكثرهم لا يعقلون فلا نقل فيها ولا عقل. واذا اراد الانسان ان يعرف واقعا ما معنى سائبة وبحيرة وحام ينظر الى بعض ما ينذر لغير الله. تجد ان الرجل يقول انتبه هذه سيدنا البدوي لا تركبها لا تضربها هذا نوع من انواع السايبة والحام والوصيلة نسأل الله السلامة والعافية نعم قال ومع هذا فقد اعجبوا بارائهم التي بنيت على الجهالة والظلم فاذا دعوا الى منزل الى ما انزل الله والى الرسول عرضا فلم يقبله وقالوا حسبنا ما وجدنا عليه ابائنا من الدين ولو كان غير سديد ولا دينا ينجي من عذاب الله ولو كان في ابائهم كفاية ومعرفة ودراية لهان الامر. ولكن اباءهم لا يعقلون شيئا ليس عندهم من المعقول شيئا ولا من العلم والهدى شيء فتبا لمن قلد من لا علم عنده صحيح ولا عقل رجيح وترك اتباع ما انزل الله واتباع رسله الذي يملأ القلوب علما وايمانا وهدى وايقانا. يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الا يقول تعالى يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم اجتهدوا في اصلاحها وكمالها والزمها سلوك الصراط المستقيم فانكم اذا صلحتم لا يضركم من ضل الصراط المستقيم ولم يهتد الى الدين القويم وانما يضر نفسه ولا يدل هذا على ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يضر العبد تركوهما واهمالهما فانه لا يتم هداه الاتيان بما يجب عليهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. نعم اذا كان عاجزا عن كاره المنكر بيده ولسانه وانكره بقلبه فانه لا يضره ضلال غيره قوله الى الله مرجعكم جميعا ايمانكم يوم القيامة واتباعكم بين يدي الله فينبئكم بما كنتم تعملون من خير وشر يا ايها الذين امنوا شهادت بينكم اذا حضر احدكم او تحيل الوصية الايات يخبره تعالى خبرا متظمنا بإشهاد اثنين على الوصية اذا حضر الانسان مقدما الموت علائم فينبغي له ان تواصيته ويشهد عليها اثنين ذوي عدل ممن يعتبر شهادتهما واخران من غيركم اي من غير اهل دينكم اليهود او النصارى وذلك عند الحاجة والضرورة وعدم غيرها من المسلمين ان انتم ضارة في الارض اي سافرتم فيها فاصابتكم مصيبة الموت فاشهدوهما ولم يأمر ارشادهما الا لان قولهما في تلك الحال مقبول ويؤكد عليهما بان يحبسا بعد الصلاة التي يعظمونها فيقسمان بالله انهما وما غيرا ولا بدلا هذا ان ارتبت في شهادتهما فان صدقتموها فلا حاجة الى القسم بذلك ثمنا بان نكذب فيها لاجل عرض من الدنيا ولو كان ذا قربى فلا نراعيه لاجل قربتهم لعلاج قربه منا ولا نكتب شهادة الله نؤديه على ما سمعناه انا اذا ان كتمناها لمن الاثمين فان عثر على انهما الشاهدين استحقا اثما بان وجد من قران ما يدل على كذبهما وانهما اخانا يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الاوليان اي فليقم رجلان من اولياء الميت وليكونا من اقرب الاولياء اليه فيقسمان بالله لشهادتنا احق من شهادة فيما انهما كذبا وغيرا وخان وما اعتدينا انا اذا لمن الظالمين اي ان ظلمنا واعتدينا وشهدنا بغير الحق. قال الله تعالى في بيان حكمة تلك وتأكيدها وردها على اولياء الميت حين تظهر من الشاهدين الخيانة ذلك ادنى يقربوا ان يأتوا بالشاة على وجهه حين تؤكد عليهما تلك التأكيدات او وحاصل هذا ان الميت اذا حضر الموت قلة الشهود المعتبرين انه ينبغي ان يوصي شاهدين مسلمين عدلين فان لم يجد الا كافرا جاز ان يوصي اليهما ولكن لاجل كفرهما فان الاولياء اذا ارتئوا بهما فانهم يحلفونهما بعد الصلاة انهما ما خان ولا كذب ولا ولا بدل فيبرآن فيبرآن بذلك من حق يتوجه اليهما. فان لم يصدقهما وجدوا قرينة تدل على كذب الشاهدين فان شاء اولياء الميت فليقم منهم اثنان فيقسمان بالله لشهادة ما احق من شهادة الشاهدين الاولين. وانهما خانا وكذبا فيستحقون منهما ما يدعون وهذه الايات الكريمة نزلت في قصة مشهورة حين اوصالهما العدوي والله اعلم ويستدل بالاية الكريم بالاية الكريمات على عدة احكام من هذا الوصية مشروعة انه ينبغي لمن حضره الموت ان يوصي ومنها انه انها معتبرة ولو كان لسان وصل الى مقدمات الموت ما دام عقله ثابت ومنها ان شهادة الوصية لابد في يوم الاثنين عدلين. ومنها النشأة الكافران في هذه الوصية ونحوها مقبولة لوجود الضرورة وهذا مذهب الامام احمد وزعم كثير من اهل العلم ان هذا الحكم مسوخ وهذه دعوة لا دليل عليها. ومنها انه ربما استفيد من تلميح الحكم ومعناه ان شهادة الكفار عند عدم غيرهم حتى في غير هذا المسألة مقبولة كما ذهب الى ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية ومنها جواز سفر المسلم مع الكافر اذا لم يكن محذور منها جواز السفر للتجارة ومنها النشاة جاهدين اذا ولم ولم تبد ولم تبدو قرينة تدل على خيانتهما واراد عليهم اليمين ويحبسونها من بعد الصلاة فيقسمان ما ذكر الله تعالى ومنها انه اذا لم تحصل تهمة ولا ريب لم يكن حاجة الى حبسهما وتأكيد اليمين عليهما ومنهما ومنها تعظيما من الشهادة حيث ان اضاف تعالى الى نفسه وانه يجب الاعتناء بها والقيام بها بالقسط ومنها انه يجوز امتحان الشاهدين عند الريبة منهما وتفريقهما انظر عن شهادتهما ومنها انه اذا وجدت القرآن الدالة على كذب الوصية في هذه المسألة قام اثنان من اولياء الميت فاقسما بالله اصدق من ايمانهما ولقد خان وكذبا ثم يدفع اليهما مد اعياه وتكون القرينة مع ايمانهما قائمة مقام البينة. التعظيم امر الشهادة يمكن بالزمان كما قال الله عز وجل في قسم آآ من بعد الصلاة. يعني هذا من حيث الزمان. ويمكن تعظيم الشهادة من حيث ان يقال له تعالى احلف عند المنبر مثلا او عند الكعبة او في المسجد. ويمكن تعظيم الشهادة باللفظ. يقول له احلف بالله الذي لا اله الا هو الحي القيوم الذي يقسم ظهور الظالمين الكاذبين مثلا فتغليظ الايمان اما زمان واما بالمكان واما بالالفاظ نعم قوله تعالى يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ماذا اجبت ما الايات يقول تعالى عن يوم القيامة وفيما هو الاعظام وان الله يجمع فيه جميع الرسل فيسألهم ماذا وجدتم؟ ولماذا اجابتكم به اممكم؟ فقالوا لا علم لنا وانما العلم لك يا ربنا فانت اعلم منا. انك انت علام الغيوب اي تعلم الامور الغائبة والحاضر قال الله يا عيسى بن عمر اذكر نعمتي عليك وعلى والدك يذكرها بقلبك ولسانك وقم بواجبها شكرا لربك فاذا يدتك بروح القدس اذ قويتك بالروح والوحي الذي طهرك وزكاك وصار لك قوة على القيام بامر الله والدعوة الى سبيله مراد بروح القدس جبريل عليه السلام وان الله اعانه به له وتثبيته في المواطن المشقة تكلم الناس في المهد وكان المراد بالتكريم هنا غير التكريم معهود الذي هو مجرد كلام وانما المراد بذلك تكريم الذي ينتبه به المتكلم والمخاطب متكلم والمخاطب وهو الدعوة الى الله ولعيسى عليه السلام من ذلك وما لاخوانه من اولي العزم والمرسلين من التكليم بحال الكهولة بالرسالة والدعوة الى الخير والنهي عن الشر وامتاز بانه كلم الناس في المهد فقال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيه وجعلني مباركا اينما كنت اوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا الاية واذ علمتك الكتابة والحكمة والكتاب يشمل الكتب السابقة وخصوصا التوراة فانه من فانه من اعلم انبياء بني اسرائيل بعد موسى بها ويشمل الانجيل الذي انزله الله عليه والحكمة وهي معرفة الشرعية وفوائده وحكمه وحسن الدعوة والتعليم مراعاة ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي واذ تخلق من الطين كيات الطير اي طيرا مصورا لا فيه فتنفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وتبرئ الاكمال الذي لا بصر له ولا عين. هنا قال فتنفخ فيه فيكون طيرا باذن الله تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فيكون طيرا باذن الله. اذا فيه باذن الله هنا مرة واحدة كهيئة الطير باذني هذه مرة فتنفخ فيه فيكون طيرا باذني هذي المرة الثانية ومر معنا في ال عمران مرة واحدة قال بعض العلماء لان تصنيع الطير من الطين على صورة ذوات الارحام محرمة فاذن الله له ذلك لاجل المقصد الثاني فهمنا هذه النكتة تخلق من الطين كهيئة الطير هو محرم. لكن جاء الاذن من الله لماذا؟ فتنفخ فيه فيكون طيرا باذنه. المقصد الثاني نعم قال والابرص قال وتبرأ الاكمة والابرص باذني واذ تخرج الموتى باذني فهذه ايات بينات ومعجزات باهرات يعجز عنها الاطباء وغيرهم ايد الله تعالى بها عيسى وقوى بها دعوته واذكى واذ كففت بني اسرائيل عنك جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم اي لما جاءهم الحق مؤيدا بالبينات الموجبة به ان هذا الى سرم وهموا بعيسى ان يقتلوا وسعوا في ذلك فكف الله ايديهم عنه وحفظه منهم وعصمه. فهذه منن امتن الله بها على عبده ورسوله عيسى ابن مريم ودعاه الى شكره يوم القيامة بها فقام بها عليه الصلاة والسلام اتم القيام وصبرا كما صبر اخوانه من اولي العزم واذا اوحيت الى الحواريين ام امنوا بي وبرسولي وامنا الى اخر الايات اي واذكر نعمتي عليك اذ يسرت لك اتباعا واعوانا فاوحيت الى الحوادث ان يلهمتم واوزعت قلوبهم الايمان بي وبرسلي اوحيت اليهم على لسانك ايامرتهم بالوحي الذي جاءك من عند الله فاجابوا لذلك وانقادوا وقالوا امنا واشهد باننا مسلمون فجمعوا بين الاسلام الظاهر والقياد بالاعمال الصالحة والايمان من باطن المخرج لصاحبه من النفاق ومن ضعف الايمان. والحواري لهم الانصار كما قال تعالى كما قال عيسى ابن مريم اذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء مائدة باطعام وهذا ليس منهم عن شك في غدرة لله واستطاعته على ذلك بينما ذلك من باب العرض والاداء منهم ولما كان سؤال الايات الاقتراح منافيا للانقياد للحق. وكان هذا الكلام الصادر ذلك وعظهم عيسى عليه السلام فقال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين فان المؤمن يحمله ما معه من الايمان على ملازمة التقوى وان انقاد لامر الله ولا يطلب من ايات الاقتراح التي الى يد ما يكون بعدها شيئا فاخبر الحواريون انه ليس مقصودهم هذا المعنى وانما لهم مقاصد صالحة ولاجل الحاجة الى ذلك. فقالوا نريد ان نأكل من وهذا دليل على انهم محتاجون لها وتطمئن قلوبنا بالايمان حين حتى يكون الايمان عين اليقين كما كان قبل ذلك علم اليقين كما سأل الخنير عليه الصلاة والسلام ربه ان يريه كيف يحيي الموتى قال ولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي فالعبد محتاج الى زيادة العلم واليقين والايمان في كل وقت ولهذا قال ونعلم ان قد صدقتنا لنعلم صدق ما جئت به انه حق وصدق ونكون عليها من الشاهدين فتكون مصلحة لمن بعدنا نشهدها لك فتقوم الحجة ويحصل زيادة البرهان بذلك. فلما سمع عيسى عليه الصلاة والسلام ذلك وعلم في ذلك اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تأكل لنا عيدا لاولنا واخرنا واية من كي يكون وقت نزولها عيدا وموسما يتذكر به في يتذكر به هذه الاية العظيمة فتحفض ولا تنسى على مرور قاهرتك وتكرر السنين. كما جعل الله تعالى اعياد المسلمين ومناسكهم مذكرا ايات يوم اجعلها لنا رزقا فسأل عيسى عليه السلام لها وان تكون لاهل هاتين لهاتين المصلحتين مصلحة الدين بان تكون اية باقية لمصلحة الدنيا وهي ان تكون رزقا قال الله اني منزلها عليك فمن يكفر بعد منكم فاني اعذب عذابا لا اعذب احدا من العالمين لانه شاهد الاية شاهد الاية الباهرة وكفر عنادا وظلما ما استحق العذاب الاليم والعقاب اشهد ان يعلم ان الله تعالى وعده انه سينزلها وتوعده ان كفروا بهذا الوعي واتى وعدم كفروا بهذا الوعيد ولم يذكروا انه انزلها فيحتمل انه لم ينزلها بسبب انهم لم يختاروا ذلك ويدل على ذلك انه لم يذكر بالانجيل. انه لم يذكر في الانجيل الذي بايدي النصارى ولا له وجود يحتمل انها نزلت كما وعد الله وانه لا يخلف الميعاد ويكون عدم ذكرها بالاناديل التي بايديهم من الحظ الذي من الحظ الذي ذكروا به جلسوا هو او انه لم يذكر في الانجيل اصلا وانما ذلك كان متوارثا بينما ينقله الخلف عن السلف. فاكتفى الله بذلك عن ذكره في الانجيل ويدل على هذا المعنى اقول ونكون عليها من الشاهدين والله اعلم بحقيقة الحال. واذ قال الله يا عيسى بن مريم الهين من دون الله وعلى توفيقه للنصارى الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة يقول الله هذا كلام لعيسى فيتبرأ منه عيسى ويقول سبحانك عن هذا الكلام القبيح وعن ما لا يليق بك ما يكون لانقول ما ليس لي بحق اي ما ينبغي لي ولا يليق ان اقول ولا يليق ان اقول شيئا ليس من الصافي ولا من حقوقه فانه ليس احد من يا ملائكة المقربون والانبياء والمرسلون ولا غيرهم له حق ولا استحقاق لمقام الاهية. وانما الجميع عباد مدبر. عباد مدبرون وخلق مسخرنا فقراء عاجزون ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في ولا اعلم ما في نفسك فانت اعلم ما صدر مني وانت علام الغيوب المسيح عليه الصلاة والسلام في خطابه لربه فلم يقل عليه السلام لم اقل شيئا من ذلك وانما اخبر بكلام ينفيه عن نفسه ان يقول كلما قالت هذا من الامور المحالة ونزه ربه عن ذلك اتم تنزيه ورد العلم الى عالم الغيب والشهادة ثم صرح بذكر ما بذكر ما امر به بني اسرائيل فقال ما قلت لهم الا ما امرتني به فانا عبد متبع لامرك لا مجتمع على عظمتك ان ان اعبدوا الله ربي وربكم اي ما امرتم الا بعبادة الله وحده خلاص الدين له المتضمن النهي عن اتخاذه وامي الهين. المتظمنين للنهي عن اتخاذ وامي الهين من دون الله وبيان وبياني اني عبد مربوط فكما انه ربكم فهو ربي وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم اشهد على من قام هذا ممن لم يقم به فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد علما وسمعا وبصرا فعلمك اذا انت لا تجازي عبادك ما تعلمه فيه من خير وشر. هنا توفيتني يعني قبضتني كاملا. حقيقة الوفاء اخذ الشيء كاملا وهو رفعه روحا وبدنا. نعم قوله تعالى ان تعذبهم فانهم عبادك وانت ارحم بهم من انفسهم واعلم باحوالهم فلولا انهم عباد متمردون لم تعذبهم وان تغفر لهم فان فانك انت العزيز الحكيم اي فمغفرتك صادرة عن تمام عزة وقدرة. لا كمن يغفر ويعفو عن عجز وعدم قدرتنا الحكيم وحيث كان من حكمتك ان تغفر لمن اتى باسباب المغفرة. قال الله مبينا لحال عباده يوم القيامة السعيد هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم والصادقون هم الذين استقامت اعمالهم واقوالهم على الصراط المستقيم والهدي القويم فيوم القيامة يجدون ثمرة كذلك الصدق اذا احلهم الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر ولهذا قال لهم جنات تجري من تحت الانهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك والفوز العظيم والكاذبون بضدهم سيجدون ضرر كذبهم وافتراءهم وثمرة اعمالهم الفاسدة. لله السماوات والارض لانه الخالق لهما والمدبر لذلك بحكمه القدري وحكمه الشرعي وحكمه الجزائي ولهذا قال هو على كل شيء قدير لا يعجزه شيء بل جميع الاشياء من قادة لمشيئته ومسخرة بامره تم تفسير سورة المائدة فظل من الله واحسان والحمد لله رب احسنت القراءة مع الشيخ يوسف. تأملوا معي في قوله فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليه الذي يبدو لي ان هذه الاية فيها دلالة ان عيسى عليه السلام ما عبد الا بعد ما قبض ورفع وانه اذا نزل لا يعبد لان الناس اما ان يتابعوه ويسلموا واما ان آآ يكفروا به فلا يبقى الا مسلمون او يهود ومشركون واما النصارى فلا يكون لهم بقاء حينئذ بعد نزوله عليه السلام. ثم اذا مات عيسى عليه السلام في اخر الزمان لا لا يعبد هذا الذي يظهر من الاية نعم قال رحمه الله تفسير سورة الانعام وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم نذرك فهو بربهم يعجلون الايتين الدليل ووضوح البرهان ثم ومع هذا الدليل ووضوح البرهان ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي يعدلون به سواه يسوونهم به في العبادة والتعظيم مع انه لموسى الله بشيء من الكمال وهم فقراء عاجزون ناقصون من كل وجه. هو الذي خلقكم من طين وذلك بخلق مادتكم وابيكم ادم عليه السلام. ثم قضى اجلا اي ضرب لمدة اقامته في هذه الدار اجلا تتمتعون به وتمتحنون وتبتلون بما يرسل اليهم اليهم به رسله ليبلوكم ايكم احسن عملا ويعمركم ما يتذكر فيه من تذكروا واجل مسمى عنده وهي الدار الاخرة التي ينتظر العباد اليها من هذه الدار فيجازيهم بعملهم خير ثم ما هذا البيان التام لقطع الحجة انكم انتم تمترون اي تشكون في وعد الله وعيده ووقوع الجزاء يوم القيامة من عنقها ووحد النور للعلم بالحق والعمل به كما قال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه واتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ثم قال تعالى وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون. اي وهو المعبود في السماوات والارض فاهل السماء والارض متعبدون لربهم خاضعون لعظمته مستقيم ولعزة جلال لعزه وجلاله. الملائكة المقربون والانبياء والمرسلون والمرسلون والصديقون الصالحون وهو تعالى يعلم سركم وجهركم وعلى ما تكسبون. فاحذروا معاصيهم في الاعمال التي تقربكم منه وتدنيكم من رحمته وحده من كل عين يبعدكم منه من رحمته. هذه احد القراءات ان الانسان يقرأ هكذا وهو الله في السماوات وفي الارض اي المعبود. يعلم سركم وجهركم ويعلم ما وفي قراءة اخرى في الوقف وهو الله في السماوات تقف وفي الارظ يعلم سركم وجهركم. ويعلم ما تكسبون. نعم قال وما تأتيه من ايات من ايات ربهم الا كانوا الايات هذا اخبار انه تعالى عن اعراض المشركين وستة تكذيبهم وعلاوة انهم لا تنفع فيهم الايات حتى تحل بهم المثلات فقال وما تأتيه من ايات من اية الدالة على الحق ذات قاطعة الداعية سمعا لقد انصرفت قلوبهم وغيرها وولوها ادبارهم فقد كذبوا بالحق عما جاءهم والحق حقه ان يتبع ويشكر الله ويشكر الله على تيسيره لهم واتيانهم به. فقابلهم ضد ما يجب مقابلته به يستحق فاستحقوا العقاب الشديد فسوف يأتيه منبأ ما كانوا به يستهزئون اي فسوف يرون ما استهزأوا به انه الحق والصدق الله المكذبين كذبهم وافتراءهم وكانوا يستهزئون بالبعث والجنة والنار فاذا كان يوم القيامة قيل للمكذبين هذه النار التي كنتم لا تكذبون وقال تعالى ايمانهم لا يبعث الله من يموت وبنى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين ثم امر ومن يعتمر بهم السمرة فقال الم يرى اي كم تتابع اهلاك ايها المكذبين وامهلناهم قبل ذلك للهلاك بان مكناهم في الارض مالا قل لي هؤلاء من الاموال والبنين والرفاهية وارسلنا السماء عليهم تنبت لهم بذلك ما شاء الله من زرع وثمار يتمتعون بها يتناولون منها ما يشتهون فلم يشكر الله على نعمه بل اقبلوا على الشهوات والهتهم انواع اللذات وجاءتهم اصولهم بالبينات فلم يصدقوها فردوها وكذبوها فاهلكهم الله بدورهم من بعدهم قرن اخرين فهذه سنة الله ودأبه في الاملاح ثم قال تعالى ولو نزلنا عليه داء في قرطاس فلمسه بايديهم من الايات. هذا اخبار من الله ورسوله عن شدة عناد الكافرين وانه ليس تكذيبه من قصور فيما به ولا لجهل منهم بذلك وانما ذلك ظلم وبغض لا حيلة لكم به لا حلة لكم فيه فقال الذين كفروا ظلما وعلوا من هذا اعظم من هذه البية وهذا قولهم الشنيع فيها حيث كابروا المحسوس الذي لا يمكن من له ادنى مسكت من عقله دفعه. وقال ايضا مبني على الجهل وعدم العلم لولا انزل عليهماك اي هلا انزل مع محمد ملك يعاونه ويساعده على ما هو عليه بزعمه انه بشر رسالة الله لا تكون الا على يد الملائكة. قال الله ملكا برسالتي برسالتنا لك الايمان لا يصدر عن معرفة بالحق. ولكن ولكن ايمانا ولكان ايمانا بالشهادة الذي لا ينفع شيئا وحده هذا ان امنوا والغالب انهم لا يؤمنون بهذه الحياة فاذا لم يؤمنون قضي الامر بتأجيل الهلاك عليهم وعدم وعدم انظارهم. لان هذه سنة الله فيمن طالب الايات المقترحة فلم يؤمن بها لله خير لهم انفع فطلبوه من انزال الملك شر لهم لو كانوا يعلمون ومع ذلك فملكوا ما انزل عليهم وارسل لم يطيقوا التلقي عنه ولا احتملوا ذلك ولا اطاقتهم قواهم والذنب من حيث اغلقوا على انفسهم باب الهدى وفتحوا باب الضلال ولقد استهزأ بغسل من قبلك فحاط الذين سخروا منهم ما كانوا به يقول تعالى ولقد ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين فلن تجدوا الا قوم مهلكين وامم في الماثولات تالفين قد اوحشت او قد اوحشت منهم المنازل وعدم من تلك كل ممتع بالصوء نازل اباده الملك الجبار وكان نبأهم عبرة لاولي الابصار. وهذا السير المأمور به سير القلوب الذي يتولد منه الاعتبار واما مجرد النظر من غير اعتبار فان ذلك لا يفيد شيئا. قل لمن ما في السماوات والارض قل لله. يقول تعالى النبي صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء المشركين الله مقررا لهم ومسلم التوحيد لمن السماء لمن ما في السماوات والارض اي من الخالق لذلك المالك له المتصرف فيه قل لهم لله وهم مقرون وبذلك لا ينكرونه افلا حين اعترفوا بانفراد الله بالملك والتدبير ان يعترفونه بالاخلاص والتوحيد وقوله كتب على نفس الرحمة العالم العلوي والسفليها تحت ملكه وتدبيره وهو تعالى قد بسط عليهم رحمة واحسانه وتغمده برحمته وامتنانه وكتب على نفسه كتابا ان رحمته تغلب غضبه وان العطاء احب اليهم من المنع وان الله قد فتح لجميع العباد ابواب الرحمة ان لم يغلقوا عليهم ان لم يغلقوا عليهم ابوابا بذنوبهم ان لم يغلقوا عليهم ابوابها بذنوبهم ودعاهم اليها ان لم تمنعه من طلبها معاصيهم وعيوبهم وقوله ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه وهذا قسم منه وهو اصدق المخبرين وقد اقام على ذلك من الحجج والبراهين حينما يجعله حق اليقين ولكن ابى الظالمون الا جحودا وانكروا قدوة الله على بعث الخلائق فاوضعوا في معاصيهم وتجرأوا على الكفر به فخسروا دنياهم واقراهم قال الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون. ثم قال تعالى وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم الايات. اعلم ان هذه السورة الكريمة قد اشتملت على تقليد التوحيد بكل دليل عقلي ونقله بل كادت ان تكون كلها في شأن التوحيد ومجادلة المشركين بالله المكذبين رسوله فهذه الايات ذكر الله فيها ما يتبين به الهدى وينقمع به فذكر ان له تعالى ما سكن في الليل والنهار وذلك هو المخلوقات كلها من ادبيينها وجنها وملائكتها وحيواناتها وجماداتها فالكل خلق مدبرون وعبيد مسخرون من ربهم العظيم القاهر المالك فهل يصح في عقل ونقل ان يعبد من هؤلاء من هؤلاء الممالك الذي لا الذي لا نفع عنده ولا ضر ويترك الاخلاص للخالق المالك الضار النافع ام العقول السليمة والفطر المستقيمة؟ تدعو الى اخلاص العبادة والحب والخوف من رجاء الله رب العالمين. على اختلاف بتفنن الحاجات العلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون المطلع على الظواهر والباطن؟ قل لهؤلاء المشركين بالله يا غير الله من هؤلاء المخلوقات اي وهو الرازق لجميع الخلق من غير حاجة منه تعالى اليهم فكيف يليق ان يتخذ وليا غير الخالق الرازق الغني الحميد وان قاد له بالطاعة لاني اولى من غير ربي ولا تكونن من المشركين اي ونهيت ايضا الاذى عن ان نكون من المشركين في اعتقادهم ولا في ولا في الاجتماع بهم فهذا افرض الفروض علي واوجب الواجبات قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم فان المعصية بالشرك توجب الخلود في النار وسخط الجبار وذلك اليوم هو اليوم الذي يخاف عذابه ويحذر عقابه لانه من صرف عنه العذاب يومئذ فهو المرحوم. ومن نجى فيه فهو الفائز حقا كما ان من لم ينجو منه فهو الهالك الشقي. ومن اجل توحيده انه تعالى المفرد بكشف الضراء وجلب الخير والسراء. ولهذا قال وان يمسسك الله ضر من فقر او مرض او عسر او غم او هم او نحوها. فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير. فاذا كان وحده النافع الضار فهو الذي يستحق ان يفرد بالعبودية والالهي وهو القائم فوق عباده فلا يتصرف منهم متصرف ولا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن الا بمشيئته وليس للملك وليس للملوك غيرهم الخروج عن ملكه وسلطانه بل هم مدبرون مقهورون فاذا كان هو القاهر وغيره مقهورا كان هو المستحق العبادة. وهو الحكيم فيما امر به ونهى واثاب وعاقبه وفيما وقدر الخبير المطلع على على هذا الاصل العظيم اذا يضروني على ما قلت لكم كما قال تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم قال ثم لقطعنا منه الوتين حكيم قذر فلا يليق بحكمته وقدرته ان يقر كاذبا عليه لانذركم به ومن بلغ اي واوحي واوحى الله اليه هذا القرآن الكريم لمنفعتكم ومصلحتكم. لينذركم به من عقاب بذكر ما ينذرهم به من التغيب والترهيب وببيان الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة التي من قام بها فقد قبل فقد قبل النذارة فهذا القرآن فيه لكم ايها المخاطبون وكل من بلغ القرآن الى يوم القيامة فان فيه كل ما فيه بيان كل ما يحتاج اليه من في بيان كل ما يحتاج اليه من المطالب الالهية لما بينت على شهادة التي هي اكبر الشهادات على توحيده قال قل لهؤلاء المعارضين لقبل الله منك لرسله ان مع الله الهة اخرى قل لا اشهد اي ان شهدوا فلا تشهد معهم فواز بين شهادة اصدر القائل رب العالمين وشهادة ازكى الخلق المؤيدة للبراهن القاطعة الساطعة على توحيد الله وحده لا شريك له قد شهادتهم فطنهم وتناقضت اقوالهم عن اثبات ان من مع الله الة اخرى مع انه لا يقوم على ما خالفه ادنى شبهة فضلا عن الحجج واقتل لنفسك اي الشهادتين ان كنت تعقل ونحن نختار لانفسنا ما اختاره الله لنبيه الذي امرنا الله بالاقتداء به فقال قل انما هو اله واحد ايم فاذ لا يستحق العبودية والالهية سواه كما انه من والخطبة والتدمير وانني بريء مما تشركون به من الاوثان والانداد وكل وكل ما اشرك به مع الله فهذا حقيقة التوحيد اثبات لما بين شهادة وشهادة رسوله على التوحيد وشهادة المسكين الذين لا علم لديهم على ضده ذكر ان اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى يعرفونه اي يعرفون صحة التوحيد كما يعرفون لا شك عندهم فيه ودين كما انهم لا يشتبهون لاولادهم خصوصا الذين ملازمين في الغالب لابائهم. ويحتمل ان الضمير عائد الى رسول محمد صلى الله عليه وسلم وان اهل الكتاب انتبهوا لصحة رسالتي ولا يمترون بها لما عندهم من البشارات به ونعوته التي تنطبق عليه ولا تصلح لغيره والمعنيان متلازمان قوله الذين خسروا انفسهم فوتوها ما خلقت له من الايمان والتوحيد واحرموه الفضل من الملك المجيد من الملك المجيد فهم لا يؤمنون اذا فاذا لم يوجد لم يوجد الايمان منهم فلا تسأل عن الخسائم الذي يحصل لهم يعني قوله يعرفونه اذا رجعنا الهاء الظمير الى الحق فهذا اعم. يشمل التوحيد يشمل النبي صلى الله عليه وسلم يشمل الشرك الذي هم عليه ولا ينكرونه. نعم قال ومن اظلم ممن ابتوى على الله كذبا وكذبا وعناد ممن كان فيه احد الوصفين فكيف لو اجتمعت ايها المرسلون فان هذا اظلم الناس والظالم لا ينفح ابدا ويدخل في هذا كل من كذب على الله بالدعاء الشريك له والعوين او زعم انه ينبغي ان يعبد غيره او او ولد وكل من رد الحق الذي جاءت فيه الرسل او من قام مقامهم. ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول اذا شركاؤكم الايات يخبر تعالى عن مآل اهل الشرك يوم القيامة انهم مسلمون ويطبقون فيقول لهم اين شركائي الذين كنتم تزعمون اي ان الله ليس له شريك وانما ذلك نويت الزعم منهم والافتراء ثم لم تكن فتنتهم اي لم ليكن جوابهم حين يفطرون ويختبرون بهذا السؤال الا انكارهم لشركهم وحلفهم انهم ما كانوا مشركين. انظر متعجبا منهم كيف كتبوا على كذبوا اي كذبوا اي كذبوا كذبا عاد بقصدان على انفسهم وضرهم والله غاية ضرر وضل عنهم ما كانوا يفطرون من الشركاء الذين زعموهم مع الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهما كأنها الاية. اي ومن هؤلاء المشركين قوم يحملهم بعض الاوقات بعض الدواعي الى الاستماع لما تقول ولكنه استماع خالي من قصد الحق واتباعه. ولهذا لا ينتفعون بذلك الاستماع لعدم ارادتهم الخير وجعلنا وصان كلامه عن امثال هؤلاء وفي اذانهم جعلنا وقرا اي صمما فلا يسمعون ما ينفعهم وان يروا كل ايات لا يؤمنوا بها وهذا ان الايات البينات على الحق لا ينقضون لها ويصدقون بها ويجادلون الحق بالباطل ليدحموه. ولهذا ليدحضوه ولهذا قال حتى اذا جاءوك يجادلونك يقول من هذا الا ساطر نويه اي مأخوذ من صحف التي ليست حين عن الله ولا عن رسله. وهذا من كفرهم والا فكيف يكون هذا الغنى واللاحقين والحقائق التي جاءت بها الانبياء والمرسلون والحق والقسط. والعدل التام من كل وجه اساطير الاولين وهم ينهون عنه وينهون عنه ويهلكون الا انفسهم وما يشعرون وهم عمن هذا واصفه ونعتوه الى عبادة من ليس له من امره شيء. ولا عنده مثقال ذرة من النحل ولا له قدرة وارادة واما الام اما والله لو علموا حلم الله عليهم وعفو ورحمته بهم وهم يبارزونه بالشرك والكفران يشركون بالله مكذبون رسوله يجمعون بين الضلال والاضلال. ينهون الناس عن اتباع الحق ويحذرونهم ويبعدون ويبعدون الناس ويبعدون بانفسهم عنه ولا يضر الله ولا عباده المؤمنين بفعله ما نسي ان يهلكون الانفس وما يشعرون بذلك. ثم قال ولو ترى اذ اوقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد. الايات يقول تعالى وتمنوا ان لو يردوا الى الدنيا فقالوا يا ليتنا نهود ولا نكذب ايات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم في الاية الاية رقم واحد وعشرين هنا في بعض النسخ مكتوب كل من كذب على الله بادعاء الشريك له والعوين في نسخة مركز الشيخ صالح يقول صواب المعين لان بحثنا في المعاجم فلم نجد عوين بمعنى معين. انا في نظري ان كلام مركز آآ صالح غير صحيح لان العويل من العون مقصوده بادعاء الشريك له والعوين يعني العون. اي ليس له شريك ليس له عون نعم قلوبهم عن القيم وهم كذبة في هذه الأمية وانما قصد من يدفع بها عن انفسهم العذاب فلو ردوا لعنهم لما نهوا عنه انهم الكاذبون وقالوا منكين البعث ان هي الهات والدنيا حقيقة الحال والامن والمقصود من ايجادنا الى الا الحياة الدنيا ووحدها وما نحن مبعوثين تكفون ايها الكافرين اذ وقفوا على ربهم ان رأيت امرا عظيما وهونا جسيما. قال لهم موبقا ومقرعا ومقرعا ليس هذا الذي ترون من العذاب ابن الحق قالوا بلى وربنا فاقموا واعترفوا حيث لا ينفعهم ذلك. ثم قال تعالى قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله اي قد خاب وانقسم وحرم الخير كله من من كذب بلقاء الله فاوجب له هذا التكذيب على المحرمات الموبقات حتى اذا جاتهم الساعة وهم على اقبح حال واسوأه فاظهروا اية الذين قالوا يا حسرة على ما فرطنا فيها ولكن هذا تحسن ذهب وقته وهم يحملون واوزارهم على ظهورهم فان وزرهم وزر يثقلهم ولا يقدرون على التفلسين. ولهذا خلدوا في النار الجبار وما الحياة الدنيا الا لعبوا الذين يتقون فلا تعقلون. هذه حقيقة الدنيا وحقيقة الاخرة اما حقيقة الدنيا فانها لعب ولهم لعب في الابدان ولهو في القلوب فالقلوب لها والهة. والنفوس لها عاشقة الهموم فيها متعمقة والاستغان بها كلعب الصبيان. واما الاخرة فانها خير الذين يتقون في ذاتها وصفاتها وابقائها ودوامها وفيها ما تشتهي الانفس وتدل اعين من نعيم القلوب وكثرة السوء والافراح ولكنها ليست لكل احد وانما هي للمتقين الذين يفعلون اوامر الله ويتركون نواهيهم وزواجره. افلا تعقلون هم عقول بها تدركون اي الدارين احق بالايثار. اذا جمع بين اللعب واللهو فاللعب ما اشغل البدن. واللهو ما اشغل القلب نعم. قال تعالى قد نعلم انه يحزنك الذي يقولون الايات الايات اي قد نعلم ان الذي يقول المكذبون فيك يحزنوك ويسوؤك نأمرك بما امرناك به من الصبر الا لتحصل الا لتحصل لك المنازل العالية والاحوال الغالية فلا تظن ان قولهم صادر عن اشتباه في امرك وشك فيك فانهم لا يكذبونك لانهم يعرفون صدقك ومدخلك ومخرجك وجميع احوالك حتى انهم كانوا يسمونه قبل بعثته الامين ولكن الظالمين ايات الله التي جعلها الله في على يديك. ولقد كذبت رسلا من قبلك لتصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا فاصبر كما صاموا تظفر كما ظفروا. ولقد وجاءك من نبأ المرسلين ما به يثبت فؤادك يطمئن به قلبك. وان كان كبر عليك اعراضهم ان شق عليك من حرصك عليهم ومحبتك لايمانهم فابذل وسعك فليس بمقدورك ان تهدي من لم يرد الله هدايته. فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض وسلما في السماء فتأتيهم باية اي تفعل ذلك فانه لا يفيدهم شيء وهذا قطع لطمعه في هدايتهم. في هدايته اشباه هؤلاء المعارضين. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ولكن حكمته اقترضت انهم يبقون على الضلال فلا تكونن من الجاهلين الذين لا يعرفون حقائق الامور ولا ينزلونها على منازلها. ثم قال تعالى انما يستجيب الذين يسمعون ايتين يقول تعالى النبي صلى الله عليه وسلم انما يستجيب لدعوتك ويلبي رسالتك وانقاذ لامرك ونهيك الذين يسمعون بقلوبهم ما ينفعهم وهم والاسماع والمراد بالسماع هنا سماع القلب استجابة والا هو مجرد سماع الاذن يشترك فيه البر والفاجر فيكونوا المكلفين قد قامت عليهم حجة الله تعالى باستماع اياته فلم يبقى لهم عذر في عدم القبول والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون يحتمل ان المعنى مقابل المعنى المذكور اي انما يستجيب لك احياء القلوب واما اموات القوم الذين لا يشعرون بسعادتهم ولا يحسون بما ينجيهم فانهم ينقاضون ومواعظهم القيامة يبعثهم الله ثم يا اليه يرجعون ويحتمل ان المراد بالاية على ظاهره ان الله تعالى وانه سيبعث الاموات يوم القيامة زبدة كما احسن يذكر تعالى زبدة يذكر تعالى احسن الله اليكم مبشرين به والاعمار التي اذا عملها العبد حسنة والبشارة والمنذر والمنذر والمنذر والمنذر به والاعمال التي من عملها حقت عليه اذا هذا ربه يعنون بذلك ايات الاقتراح التي يقتنعها بعقل منفثة واراء كاسدة. كقوله مقاوم ان مؤمن لك حتى جنة من نخيل وعيب تفجر منها ركلا تفجيرا وتسقط السماء كما زعمت علينا كيسفا وتأتي بالله والملائكة قبيلا. الايات قل مجيبا لقولهم ان الله قادر على ان ينزل اية فليس في قدرته عن ذلك فكيف وجميع الناس قال في العزة مذعنة لسلطانه ولكن اكثر الناس لا يعلمون فهم لجهلهم وعدم علمهم يطلبون ما هو شر لهم من الايات التي لو جائتهم فلم يؤمنوا بها لعوجلوا بعقوبة كما هي سنة الله التي لا تبني لها. ومع هذا فان كان خصمات التي تبين تبين لهم الحق وتوضح زميل فقد اتى محمد صلى الله عليه وسلم بكل اية قاطعة وحجة ساطعة. دالة على ما جاء به من الحق بحيث يتمكن العبد في كل مسألة مسائل دين ان يجد فيما جاء به عدة عقلية ونقلية بحيث لا تبقى وبحيث لا تبقى بحيث لا تبقي في القلوب ادنى شك وارتياب فتبارك الذي ارسل اصله بالهدى ودين الحق وايده بالايات ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من احيي عن بينة وان الله سميع عليم ثم قال تعالى لا مم اوثانكم ما فرطنا في كتابه شيء ثم يا ربهم يحشرون. اي جميع الحيوانات الارضية والهوائية من البهائم والنحوس والطيور كلها امم امثالكم. خلقناها كما رزقناكم ورزقناها كما رزقناكم ونفذت فيها مشيتنا وقدرتنا كما كانت نافذة فيكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ما اهملنا ولا اغفلنا في اللوح المحفوظ شيء من الشائب جميع الاشياء صغيرها وكبيها مثبتة في مثبتة في اللوح المحفوظ على ما هي عليه فتقع جميع الحوادث طبق ما جرى به القلم وفي هذه الاية دليل على ان الاول قد حوى جميع الكائنات. وهذا احد مراتب قضايا القدر فانها اربع مراتب. علم الله الشامل لجميع الاشياء وكتابه المحيط بجمع الموجودات ومشيئته وقدرته النافلة العامة لكل شيء وخلقه وجميع الخلقات حتى افعل العباد. ويحتمل ان المراد بكتاب هذا القرآن وان المعنى كالمعنى في قوله تعالى ونزلنا عليك الكتابة بيانا لكل شيء وقوله ثم الى ربهم يحشرون اي جميع الامم تحشر وتجمع الى الله في موقف في موقف القيامة في ذلك الموقف العظيم الهائل نزيهم بعدله واحسانه ويمضي عليهم حكمه الذي يحمده عليه الاول والاخرون. اهل السماء والارض. الاية تحتمل المعنيين. تحتمل الاية معنيين ان المراد بالكتاب الكتاب اللوح المحفوظ وان المراد بالكتاب القرآن. وهذا من بلاغة القرآن. ان الكلام الواحد يشتمل بيان الحق. نعم. ثم قال تعالى والذين كدوا اياتنا صموا وبكم في ظلمات من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم. هذا بيان للحال انهم قد سدوا على انفسهم باب الهدى وفتحوا باب الردى وانه مصمم عن سماء الحق بكم ولا نطق به فلا ينطقون الا بالباطل في الظلمات اي منغمسون في ظلمات الله والكفر والظلم والمعاصي ان اتاكم عذاب الله وتقوم الساعة الايتين. يقول تعالى لرسوله قل للمشركين بالله العادلين به بغيره ارأيتكم اتاكم عذاب الله وتقوم الساعة غير الله تدعون ان كنتم صادقين المشقات وهذه الكروب التي يضطر الى دفعها هل تدعون الهتكم واصنامكم تدعون ربكم الملك الحق المبين بل اياهم تدعون فاكثروا ما تدعون اليه يشاء وتنسون فاذا كانت هذه حالكم مع ذلك انه هو الضار النافع المجيب لدعوة المضطر فما بالكم في الرخاء تشركون به وتجعلون له شركاء؟ هل دلكم على ذلك عرض او لا قلنا ما عندكم او ام عندكم من سلطان بهذا ام تسترون على الله الكذب؟ ثم قال تعالى المتقدمين فكذبوا رسلنا وجحدوا باياتنا فاخذناهم بأساء الضراء اي بالفقر والمرض والافات والمصائب رحمة منا بهم لعلهم يتضرعون الينا ويلجأون عند الشدة الينا فلولا اذ جاء فلولا اذ جاءهم بأسنا ولكن قست قلوبهم اي استحجرت فلا تلنوا الحق. وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فظنوا ان ما هم دين الحق فتمتعوا بباطنهم برهة من الزمان ولعبوا ولعب بعقلهم الشيطان فلما نسوا ما يذكروا به فتح عليه وهو كل شيء من الدنيا ولذاتها وغفلاتها الا اذا شاءه الله وهذا من اجل التوحيد قال انظر كيف نصرف الايادي ننوعها ونأتي بها في كل فن ولتنير الحق وتتبين سبيل المجرمين. ثم هم مع هذا البيان التام يصدفون عن ايات الله ويعرضون عنها قل ارأيتكم اي اخبروني اي مفاجأة او قد تقدم امامه مقدمات تعلمون بها وقوعا وهل يهلك الا القوم الظالمون الذين صاروا بظلمهم ويناديهم فاحذروا ان تقيموا على ظلمهم فانه لم يأكل الابديهم والثقاء والصامدين. ثم قال تعالى ولكن الناس انقسموا بحسب اجابتهم بدعوة وعدمها الى قسمين فمن امن واصلح ان امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر واصبح ايمانه واعماله نيته فلا خوف عليه فيما يستغنون وهم يحزنون على ما مضى والذين كذبوا باياتنا يمسهم العذاب ان ينالهم ويذوقونه بما كانوا يفسقون احسنت بارك الله فيك هذه السورة سورة الانعام جلها كما قال الشيخ بالرد على المشركين. تأملوا ترتيب بديع ترتيب بالقرآن اول شيء جاء الرد على اليهود لانهم يدعون العلم فلابد من نسبه ثم جاء الرد على النصارى لانهم يدعون العمل ثم النسا اشتمل الرد على الامرين اليهود والنصارى واما سورة المائدة ففيها ايضا ذكر اليهود والنصارى. واما الانعام فهي تكاد تكون خالصة في الرد على المشركين هنا يأتي سؤال لماذا لم يذكر الله المجوس؟ لو كان هذا القرآن من عند البشر فهو ينظر الى الواقع الذي يعيشه في قطب مجوسي في قطب رومي الروم فيه اليهود والنصارى. لماذا يركز على اليهود والنصارى ويلغي المجوس الكلام كلام الله عز وجل الله يعلم ان المجوس بمسمى المجوس لا وجود لهم خلاص سينتهون من الوجود فما في داعي لذكرهم وذكر عقائدهم ودياناتهم. اما اليهود والنصارى فهم باقون الى قيام الساعة. هذا لا يمكن ان يقوله الا من علم الغيب هو الله تبارك وتعالى. نعم قوله تعالى قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك الاية يقول تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم مقترحين عليه الايات قيل له انما تدعونا لنتخذك الها مع الله لا اقول لكم عندي خزائن الله مفاتيح رزقه ورحمته. ولا اعلم الغيب وانما ذلك كله عند الله والذي لا يفتح للناس من رحمة فلا امسك له وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو وحده عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبه احدا الا ما يتضى من رسول ولا اقول لكم اني ملك هاكون نافذ التصرف قويا فلست ادعي فوق منزلتي التي انزلني الله بها ان يتبع الا ما يوحى الي هذه غاية ومن تام لي وعلاه ان يتبع الا ما يوحى الي فاعمل به في نفسي. وادعو الخلق كلهم الى ذلك فاذا عرفت منزلتي بلي اي شيء يبحث الباحثون معي ويطلب مني امرا لست ادعيها وهل وهل يلزم الانسان بغير ما هو بصدده؟ ولاي شيء اذا دعوتكم بما يوحى الي ان تلزموني لاني ادعي لنفسي غير مرتبتي وهل هذا الا ظلم منكم وعناد وتمرد؟ قل لهم في بيان الفرق بين بين من قبل دعوة وانقاذ لي ما اوحي الي وبين من لم يكن كذلك قل هل يستوي الاعمى والبصيرة فلا تتفكرون. فتنزلون اشياء منازلها وتختارون ما هو اولى الاختيار والايثار. قوله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم الايات هذا القرآن اذارة للخلق كلهم ولكن انما ينتفع به الذين يخافون ان يحشروا ربي افهم متيقنون الانتقال من هذه الدار لاداء القرني فلذلك سيصطحب فلذلك يستصحبون ما ينفعهم ويدعون ما يضرهم ليس لهم من دونه اي من دون الله ولي ولا شفيعنا الى من يتولى امرهم فيحصل لهم المطلوب ويتفائل المحذور. ولا من يشفع لهم لان كلهم ليس لهم من الامر شيء لعلهم يتقون. الله فان الانذار موجب لذلك وسهو من اسبابه. ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه عنك وعن مجالستك عن العبادة اخلاص رغبة في مجالسة غيرهم من الملازمين لدعاء ربهم دعاء العبادة بالذكر والصلاة ونحوها. ودعاء المسألة في اول النهار واخره وهم قاصدون بذلك وجه الله ليس له من الاعراض سوى ذكر ذلك الغرض الجليل. فهؤلاء ليسوا مستحقين للطرد والاعراض عنهم بل هم مستحقون لموالاتهم ومحبتهم وتقريبا لانه مصطفة من الخلق. وان كانوا فقراء وان كانوا فقراء الاعزاء في الحقيقة وان كانوا عند الناس اذلاء امتثال فكان اذا جلس الفقراء من المؤمنين نفسه معهم واحسن معاملتهم والان لهم جانبا وحسن خلقه وقربهم منهم كانوا هم اكثر اهل مجلسي رضي الله عنهم وكان سوء نزول هذه الاية ان اناسا من قريش او من اجلاف العرب قال النبي صلى الله عليه وسلم ان اردت ان نؤمن لك ونتبع فترة فلان او فلان اناسا من الفقراء من الصحابة فانا نستحي ان ترانا العرب جالسين مع هؤلاء الفقراء فحمله حبه لاسلامهم واتباعهم فحدثته نفسه بذلك فعاتبه الله بهذه الايات ونحوها. وهذا فيه اشارة ان الله يعاتب الانبياء على ما تحدث به نفسها رضيعا فاذا من الله بالايمان على الفقير او الوضع كان ذلك محل محنة للغني والشريف. فان كان قصده الحق واتباعه امن واسلم ولم يمنعه من ذلك مشاركة الذي يراه دونه بالغناء والشرف وان لم يكن صادقا في طلب الحق كانت هذه عقبة ترد عن اتباع الحق ويقال المحتقرين لمن يرونهم دونهم وهؤلاء من الله عليهم من بينها فمنعهم هذا من اتباع الحق لعدم زكائهم قال اللهم اعتراضه على الله في هداية هؤلاء وعدم هدايتهم هم اليس الله بعلم الشاكرين الذين يعرفون النعمة ويقرون بها ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح عند من ليس له باهل وهؤلاء المعترضون بهذا الوصف بخلاف من من الله عليهم بالايمان من الفقراء وغيرهم فانهم هم الشاكرون. ولما نهى الله رسوله عن طرد وهي قالت ان امره بمقابلته بالاكرام والعظام والتبديل والاحترام فقال واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم ايه واذا جاءك المؤمنون فحييهم ورحب بهم ولق منك تحية وبشرهم بما ينشط عزائمهم من رحمة الله وسعة جوده واحسانه وحزفهم على كل سبب وطريق يوصل لذلك ورهبهم من اقامته الذنوب ورهبهم من الاقامة احسن الله اليك. ورهبهم من الاقامة عن الذنوب وامرهم بالتوبة من المعاصي لينالوا مغفرة ربهم وجوده ولهذا قال كتب ربكم على نفسه رحمة انه من عمل منك سوء من جهالة ثم تاب من بعده واصلح اي فلابد من معترك بالاقلاع والندم عليها من اصلاح العمل واداء ما اوجب الله واصلاح ما فسد من اعماله الظاهرة والباطنة فاذا وجد ذلك كله فانه غفور رحيم اي صب عليهم مغفرة ورحمته بحسب ما قاموا به مما امرهم به وكذلك نفصل الايات اي نوضحها ونبينها ونميز بين طريق الهدى من الضلال وغير الارشاد ليهتدي بذلك مهتد ويتبين الحق والذي يهمل السلوك ولا تستبين سبيل المجرمين الموصلة الى سخط الله وعذابه فان سبيل المجرمين استبانت واتضحت كانت مشتبهة ملتبسة فانه لا يحصل هذا المقصود الجليل. قوله تعالى قل اني نويت ان تدعون من دون الله الايات يقول تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء المشركين الذين يدعون مع الله اليس الاخرين انهي تلامذ الذين يدعون من دون الله من الانداد واسعنا التي لا تملكوا لحمها ولا ضر ولا موت ولا حياة ولا نشهورا فان هذا باطل الا اتباعه اعظم الضلال انا عليه من توحيد الله واخلاص العمل له فانه هو الحق الذي تقوم عليه البراهين والادلة القاطعة وانا على بينة من ربي عليها على يقين مبين بصحة وبطلان ما وهذا شهادة من رسول جازمة لا تقبل التردد وهو اعدل الشهود من الخلق على الاطلاق فصدق بها المؤمنون من صحتها وصدقها بحسن ما من الله به عليهم ولكنكم ايها المشركون كذبتم به وهو لا يستحق هذا منكم ولا يليق به الا التصديق واذا استمرتم على تكذيبكم فاعلموا ان العذاب واقع بكم لا محالة عند الله هو الذي ينزله عليكم الاشياء وكيف شاء ان استعجلتم به فليس بيدي من الامر شيء ان الحكم الا لله فكما انه هو الذي حكم بالحكم الشرعي فامر ونهى فانه سيحكم الحكم الجزائي فيثيب ويعقب الحكمة بل اعتراض على حكمه مطلقا مدفوع قد اوضح السبيل وقص على عباده الحق قصا قطع به معاذيرهم وانقطعت له حجتهم ليهلك من هلك عن بينة واحيا من حي عن بينة وهو خير الفاصلين بين عباده في الدنيا والاخرة فيفصل بينهم فصلا يحمده عليه حتى من قضى عليه ووجه الحق نحوه قل للمستعجلين بالعذاب جهلا وعنادا وظلما لو ان عندي ما تستعجلون به لقضي الامر بيني وبينكم فاوقعته بكم ولا خير لكم في ذلك ولا خير ولا خير لكم في ذلك ولكن الامر عند الحليم الصبور الذي يعصيه العاصون ويتجرأ عليهم متجرؤون وهو يعافيهم ويرزقهم ويسدي عليهم نعمه الظاهرة والباطنة والله اعلم الظالمين لا يخفى عليه من احوالهم شيء فيمهلهم ولا يهملهم ولا يهملهم قوله الفرق بين الخالق والمخلوق قل لو ان عندي ما تستعجلون به لقضي الامر. دل ان المخلوق وان كان رحيما كرسول الله صلى الله عليه وسلم رؤوفا مثله عليه الصلاة والسلام لكنه مع شدة تعنت قومه ربما يستعجل لهم العذاب اما ارحم الراحمين فلا مثل له جل في علاه. نعم قوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو الاية هذه الاية العظيمة من اعظم الايات تفصيلا لعلمه المحيط وانه شاء من الغيوب كلها التي يطلع منها ما شاء من خلقي وكثير منها طوى علمه من الملائكة المقربين والانبياء المرسلين فضلا عن غيرهم من العالمين. وانه يعلم ما في البراري والقفال من الحيوانات واللجال والرمال صارت تراي ما في البحار من حيوانات ومعادنها وصيدها وغير ذلك مما تحتوي ارجاءها ويشتمل عليها ماؤها. وما تسقط من ورقة من اشجار البر والبحر والدنيا والاخرة الا يعلمها ولا احبتي في ظلمات الارض من حبوب السمار والزروع وحبوب البذور التي يبذرها الخلق وبذور النوابت البرية التي اصناف النباتات ولا رطب ولا يابس هذا عموم بعد خصوصا الا في كتاب مبين وهو اللوح المحفوظ قد حواها واشتمل عليها وبعض هذا المذكور في العقول العقلاء الافئدة النبلاء فدل هذا على عظمة الرب العظيم. وسعته في اوصافه كلها وان الخلق من اولهم لاخرهم لو اجتمعوا على ان يحيطوا ببعض لم يكن لهم قدرة ولا وسع في ذلك. فتبارك الرب العظيم الواسع العليم الحميد المجيد الشهيد المحيط وجل من اله لا يحصى احد لا يحصي احد ثناء عليه بل هو كما اثنى على نفسه. وفوق ما يثني عليه عباده فهذه الاية دلت على علمه المحيط بجميع الاشياء وكتاب المحيط بجميع بعض الناس يتعجب من احاطة بعض الحكومات بكل شيء لتركيبهم الكاميرات ونحو ذلك يقول امور مطلعة على كل شيء طيب اذا قرأ هذه الاية ها فاي مقارنة بين علم الله وعلم المخلوقين؟ المحيط بكل شيء جل في علاه. نعم قوله تعالى وهو الذي يتواقاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار الايات هذا كله كله تقرير لالوهية واحتجاج على المشركين به وبيان انه تعالى مستحق للحج والتعظيم والاجلال والاكرام. فاخبر انه وحده المتفرد بتدبير عباده تهدأ حركاتهم وتستريح ابدانهم ويبعثهم في اليقظة من ومن لا يتصبب المصالح الدينية والدنيا وتعالى يعلم ما جرحوا وكما كسبوا من تلك الاعمال. ثم لا يزال تعالى هكذا يتصرف فيهم حتى يستوفوا اجلا فيقضي بها جدل الحياة واجل اخر فيما بعد ذلك هو البعث بعد الموت ولهذا قال ثم اليهم ارجعكم الى الى غيره ثم ينبئكم بما كنتم تعملون من خير وهو تعالى القاهر فوق عباده ينفذ فيهم ارادته الشاملة ومشيئته العامة فليسوا يملكون من الامر شيئا ولا يتحركون ولا يسكنون الا باذنه ومع ذلك فقد وكل بالعباد حفظة من الملائكة يحفظون عبدا ويحفظون عليه ما عمل. كما قال تعالى وان عليكم لحافظين كرام كاتبين يعلمون ما تفعلون عن اليمين وعن كما لعيدنا يا ابا يلفظ من قول لا لديه رقيب عتيد هذا حفظه له في حال الحياة حتى اذا جاء احدكم اوت توكلت رسلنا اي ملائكة الموكلون بقبظ الارواح وهم لا يفرطون في ذلك فلا يزيدون ساعة مما قدر الله وقضاه ولا ينقصون ولا ينفذون من ذلك الا بحسب الرسيم الالهية والتقادير الربانية ثم بعد الموت والحياة البرزخية وما فيها من الخير والشر ردوا الى الله مولاهم الحق اي الذي تولاهم بحكمه بحكمه القدري فنفذت فيما شاء من انواع التدبير ثم تولاهم بامره ونهيه وارسل اليهم رسل وانزل عليهم الكتب. ثم ردوا اليه ليتولى حكمهم بالجزاء ويشيبهم على ما عملوا بالخيرات الشرور السيئات ولهذا قال الا له الحكم وحده لا شريك له واسرع الحاسبين كمال علمه وحفظه لاعماله بما اثبته في اللوح المحفوظ. ثم اثبتته ملائكته بالكتاب بالذي بايديهم فاذا كان تعالى هو المنفرد بالخفظ والتدبير وهو القارب فوق عباده وقد اعتنى بهم كل الاعتناء بجميع احوالهم وهو الذي له حكم القدري وحكم الشرع وحكم الجزائي فاين عافهم ويرزقهم من جذبت دواعيهم الى معرفة وذهلت عقولهم في حبه ولمقتوا انفسهم اشد المقت حيث قادوا لداعي الشيطان الخزي والخسران ولكنهم قوم لا يعقلون. قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تذرع وخفية للايتين قل للمشركين بالله الداعين معه الهة وملزما لهم بما اثبتوا من توحيد الرؤية على ما انكروا من توحيد الالهية من ينجيكم من ظلمات البر والبحر شدائدهما ومشقاتهما يتعذر ويتعسر عليكم وجه الحيلة فادعون ربكم تضرعا بقلب خاضع ولسان لا يزال يلهج بحاجته بالدعاء وتقولون وانتم في تلك الحال من هذه الشدة التي وقانا فيها ليكونن من الشاكرين لله اي معترفين بنعمته الواضعين لها في طاعة ربهم الذين حفظوها عن ان يبذلوها في معصيته ولله ينجيكم منها ومن كل كبائر هذه شدة خاصة من جميع الكروب العامة ثم انتم تشركون لله لا تفوت. لا تفون لله بما ويذيق بعضكم بأس بعض. اي في الفتنة وقتل بعضكم بعضا فهو قادر على ذلك كله فاحذروا من اقامتها على معاصي فيصيبكم من عذاب ما يتألف ما ويمحقكم ومع هذا فقد اخبر انه قادر على ذلك ولكن من رحمته ان رفع عن هذه الامة العذاب من فوقهم بالرجم والحصب ونحوه. ومن تحت ارجلهم بالخسف ولكن عاق من عاق منهم بان ذاق بعضهم بأس بعض وسلط بعضهم على بعض بهذه العقوبات المذكورة عقوبة عادلة يراها المعتبرون ويشعر بها العاملون في هذا دلالة ان الناس لو كانوا على التوحيد ما حصل بينهم من اه اذاقة بعظهم بعظا من البأس والحروب. نعم قوله تعالى انظر كيف نصرف الايات اي ننوعها ونأتي بها على وجه كثيرة وكلها دالة على الحق لعلهم يفقهون اي يفهمون ما خلقوا من اجله ويفقهون غير الشرعية والمطالب الالهية لكم واجازيكم عليها وانما انا منذر ومبلغ لكل نبأ مستقر ما هي وقت مستقر فيه وزمان لا يتقدمان ولا يتأخر وسوف تعلمون ما توعدون به من العذاب. قوله تعالى واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا لاية المراد بالخوض بايات الله والتكلم بما يخالف الحق من المقالات الباطلة والدعوة اليها وملح اهلها وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل على ذلك حتى يكون البحث والخوضان في كلام غيره زال النهي المذكور فان كان مصلحته كان مأمورا به وان كان غير ذلك كان غير مفيد ولا مأمور به وفي ذنب الخوض بالباطل حث على البحث والنظر والمناظرة بالحق. ثم قال واما ينسينك الشيطان اي بان جالست معهم على وجه النسيان والغفلة فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين يشبه الخائضين بالباطل وكلما تكلم محرم او فاعل لمحرم فانه يحرم الجلوس عند حضور المنكر الذي لا يقدر على ازالته. هذا النهي والتهريب لمن جلس معهم ولم يستعمل تقوى الله تعالى بان كان يشاركهم في القول والعمل المحرم او يسكت عنهما والانكار فان استعمل تقوى الله تعالى فان كان يأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر. والكلام الذي يصدر منهم فيترتب على ذلك زوال الشر لا تخف او تخفيف هذا ليس عليه في حرج ولا اثم ولهذا قال وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون اي ولكن ليذكرهم ويعظهم لعلهم يتقون الله تعالى وفيها دليل على انه ينبغي ان يستعمل المذكي ان يستعمل المذكر من الكلام يكون اقرب الى حصول المقصود التقوى. وفيه دليل على انه اذا كان التذكير والوعظ مما يزيد موعوظة شرا الى شره كان تركه هو الواجب لان لانه اذا ناقض المقصود كان تركه قوله تعالى وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا الاية المقصود من العباد ان يخلصوا لله الدين بان يعبدوه وحده لا شريك له ان يبذلوا مقدورا في مرضاته ومحاربة وذلك متضمن لاقبال القلب على الله والتوجه اليه وكون السعي العبد نافعا وجدا لا هزلا. واخلاصا لوجه الله وسمعة هذا هو الدين الحقيقي الذي يقاله دينه ولها في باطله ولعب فيه ببدنه لان العمل والسعي اذا كان لغير الله فهو لعب فهذا امر الله تعالى هذا امر الله تعالى على ان يترك ويحذر ولا يغتر بي وتنظر حاله ويحذر من افعاله. ولا يغتر بتعويقه عما يقرب الى الله. هذا احد المعاني في الاية والمعنى الاخر وذري الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا اي انهم يتقربون الى الله والى معبودات باللعب باللعب واللهو. مثل حال الرقاصين الذين يرقصون يزعمون انهم يتقربون الى الله. او المطربين ان الذين يطلبون ويزعمون التقرب الى الله. نعم وذكر به اي ذكر بالقرآن ما ينفع العباد امرا وتفصيلا وتحسينا له بذكر ما فيه من اوصاب الحسن وما يضر العباد نهيا عنه وتفصيلا لانواعه وبيان ما فيه من القبيحة الشنيعة الداعية لتركه وكل هذا لئلا تبسل نفس بما كسبت. اي قبل اقتحام العبد على علام الغيوب واستمراره على ذلك من روي ذكرها وعظها لترتدع وتنزجر وتكف عن فعلها. وقوله ليس لها من دون الله ولي ولا شفنا اي قبل ان تحيط بها ذنوبها ثم لا ينفعها احد من الخلق الا قريب ولا صديق ولا يتولاها من دون الله احد ولا يشفع لها شافع. وان تعدل كل عدل اي تفتدي من كل فداء ولو الاراضي ذهبا لا يؤخذ منها الى يقبل ولا يكيد اولئك الموصوفون بما ذكر الذين ارسلوا اي اهلكوا وايسوا من الخير وذلك بما كسبوا من لهم شراب من حميم اي ماء حار قد انتهى حره يشفي وجوههم ويقطع امعائهم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون. قوله تعالى بذكر وصفها عن النهي عنها فان كل عاب عاقل اذا تصور مذهب المشركين على ذلك فقال نجوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا يدخل به كل من عبد من دون الله فانه لا ينفع ولا يضر وليس له من الامر شيء ان الامر الا لله هداية الله لنا الى الضلال ورشده الغي من الصلاة جنات النعيم الى الطرق التي تفضي بسانك الى عذاب الاليف هذه حال لا يرتضيها ذو رشد وصاحبها كالذي الشياطين في الارض اي اظلت واتيهته عن طريقه ومنهجه مصيرا الى مقصده فبقي حيرانا له اصحاب يدعونه الى الهدى والشياطين يدعونه الى الردى فبقي بين الداعي حائرا وهذه حال الناس كلهم الا من عصمه الله تعالى فانهم يجدون فيهم جواذب ودواعي متعارضة الرسالة والعقل الصحيح والفطرة المستقيمة الهدى والصعود الى اعلى عليين ودواعي الشيطان واسألك مسلكه والنفس الامارة بالسوء يدعونه الى الضلالة والنزول الى اسفل سافلين فمن الناس من يكون دماء دواع هدى في كلها واغلبها ومنهم بلا منك ومنهم ممن بالعكس من ذلك ومنهم من يتساوى له الداعيان ويتعارض عنده الجاذبان وفي هذا الموضع اهل السعادة من اهل الشقاوة. وقوله قليل الهدى وان قل ان الهدى قل ان هدى الله والهدى ليس الهدى الا الطريق التي شرعها الله على لسان رسوله رب العالمين بان القاد لتوحيده ونستسلم لاوامره ونهاره وندخل تحت رق عبوديته فان هذا افضل نعمة انعم الله بها على العباد واكبر تربية اوصلها اليهم وان اقموا الصلاة وامرنا ان نقيم الصلاة والاركان والشروط والسنن ومكملاتها يقول بفعل ما امر وابتلاء ما نهى عنه. فيجازيكم باعمالكم وخيرها وشرها وهو الذي خلق السماوات والارض بالحق ليمر العباد وينهاهم ويثيبهم ويعاقبهم ويوم يقول كن فيكون قوله الحق والذي لا مرية فيه ولا مثنوية اولا يقول شيئا عبثا وله الملك يوم ينفظ السور الى يوم القيامة خصه بذكره مع انه مالك كل شيء لانه تنقطع فيه الاملاك فلا يبقى ملك الا الا الله فلا ابقى ملك الا الله الواحد القهار. عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير. الذي له الحكمة التامة والنعمة السامة والاحسان العظيم والعلم بالسرائر والباطن والخفايا لا اله الا هو ولا رب سواه. واذا قال واذ قال ابراهيم لابيه ازر تتخذ اصناما الهة قوله تعالى اذكر قصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام ليس لها من الامر شيء اني اراك في ضلال مبين. حيث عبدتم من لا يستحق من العبادة شيئا وتركتم عبادة خالقكم ورازقكم ودبركم وكذلك حين للتوحيد والدعوة اليه نور ابراهيم ملكوت السماوات والارض. وليكون من الموقنين فانه بحسب قيام الادلة اسوء لقانون والعلم التام بجميع المطالب. فلما جن عليه الليل ان يظلم رأى كوكبا لعله من الكواكب لان تخصيصه بالذكر يدل على زيادته عن غيره ولهذا والله اعلم من قال من قال انه الزهرة قل قال هذا ربي على وجه التنزل معها مع الخصم اي هذا ربي الا فهلم ننظر هل يستحق الربوبية وهل يقوم لنا دليل على ذلك فانه لا ينبغي لعاقل ان يتخذ له او بغير حجة ولا برهان. لذلك يقول العلماء كان عليه السلام وعلى نبينا الصلاة والسلام مناظرا ولم يكن ناظرا. فرق بين المسند كان ابراهيم مناظرا ولم يكن ناظرا. الناظر هو الذي يشك واما المناظر هو الذي يأتي بالمسألة على سبيل التسليم وعلى سبيل الفرظية. نعم قال هذا ربي اي على وجه التنازل مع ذلك فانه لا ينبغي لعاقل ان يتخذ الا هو بغير حجة ولا فلما افلا اي غاب عن ذلك الكوكب؟ قال لا احب الا في نهائي الذي يغيب ويختفي عن من عبده. فان المعبود لا بد ان يكون قائما من صالح من عبده ومدبرا وبجميع شؤونه فاما الذي يمضي وقت كثير وهو غائب فمن فمن اين يستحق العبادة والاتخاذ الها الا من اسفل السبع وابطل الباطل زيادته على نور الكواكب ومخالفته لها قال هذا ربي تنزل فلما ان لم يهدي ربي لكان من قوم الضالين افتقر غاية قال الهداية ربه وعلم انه ان لم يهده وعلم انه ان لم يهده الله فلا هادي له وان لم يعينه على طاعته فله معينا فلما رأى الشمس بعد ان قال هذا ربي هذا اكبر ومن الكوكب ومن القمر فلما افلت تقر حينئذ الهدى واضمحل الردى فقال يا قوم اني بريء ما تشركون حيث قام البرهان الصادق الواضح على بطلانه اني وجهت وجهي الذي مطر السماوات والارض حنيفا لله وحده مقبلا عليه معرضا عما سواه وما لم يشكين فتاب الله من الشرك واذعن بالتوحيد وقام على ذلك برهان. وهذا الذي ذكرنا في تفسير هذه الايات والصواب هو ان المقام مقام نظرة من ابراهيم القوم الهية هذه الاجرام العلوية وغيرها واما من قال انه مقام نظر في حال طفولته فليس عليه دليل ومن قال بان هذا كان نظرا منه هذا قول المتكلمين. ولم يقل احد من علماء السلف انه كان ناظرا بل كلهم يقولون انه كان مناظرا. نعم وحاجه قومه قال تحاجوني في الله وقد هداني فايدة لمحاجة من لم يتبين له الهدى فاما من هداه الله ووصل الى اعلى درجات اليقين فانه هو بنفسه يدعو الناس الى ما هو عليه ولا يخاف ما يشركون به فانها لا تضرني ولن تمنعني من النفع شيئا الا من شاء لا يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما افلا تتذكرون اف تعلمون انه وحده المعبود المستحق للعبودية وكيف اخاف ما اشركتم وحالها حال العبد عدم النفع ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا الا بمجرد اتباع الهوى فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون قال الله تعالى ولم يلبسوها يخلطوا ايمانا بظلم اولئك لهم امن وهم مهتدون الامن من المخاوف. الامن من المخاوف والعذاب والشقاء والهداية الى الصراط المستقيم فان كانوا لم يلبسوا ايمانا بظلم مطلقا لا بشرك ولا بمعاصي حصل لهم والامن التام والهداية التامة وان كانوا لم يلبسوا ايمانهم بالشرك وحده ولكنهم يعملون السيئات حفظ لهم واصل الهداية واصل الامن وان لم يحصل لهم كمال الاية الكريمة ان الذين لم يحصونهم الامر ان لم يحصل لهم هداية ولا امن بل حظهم ولما حكم لابراهيم عليه السلام من البراهين القاطعة قال وتلك حجتنا اتينا إبراهيم على قومه اي على ابيها عليهم والفلج هم بها نرفع درجات من نشاء وكما رفعنا ابراهيم عليه السلام في الدنيا والاخرة بين العلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات خصوصا العالم والعامل المعلم فانه يجعله الله اماما للناس بحسب حاله ترمق افعاله وتقتفى اثاره ويستضاء بنوره ويمشى بعلمه في ظلمة في ظلمة ديجوره قال تعالى الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. ان ربك حكيم عليم فلا يضع العلم والحكمة الا في المحل اللائق بها وهو اعلم بذلك المحل وبما ينبغي له نسأل الله ان يجعلنا واياكم من هؤلاء. نعم. قوله تعالى وهبنا له اسحاق ويعقوب الايات ما ذكر الله تعالى عبده وخليل ابراهيم عليه السلام وذكر ما من الله به عليه من علم ودعوة الصبر ذكر ما اكرمه الله الصالحات ونسأل الطيب وان الله جعل صفوة الخلق من نسله واعظم واعظم هذه المنقبة والكرامة الجسيمة التي لا يدرك لها نظير فقال وهبنا له اسحاق ويعقوب ابنه الذي هو اسرائيل ابو الذي فضله الله على العالمين كلا منهما اهديناه الصراط المستقيم بعمله وعلمه ونوحا هديناه من قبل وهدايته من اعلى انواع الهدايات الخاصة التي لم تحصل الا لافراد معالمه وهم اولو للعزم والرسل الذي هو احدهم. ومن ومن ذريته يحتمل ان الضمير عادل نوح لانه اقرب مذكور ولان الله تعالى ذكر مع من ذكر الوطن وهو ذرية نوح الله من ذرية ابراهيم الا انه ابن اخيه ويحتمل ان الضمير يعود الى ابراهيم. لان السياق في مدحه والثناء عليه ولوط وان لم يكن من ذريته ممن امن على يده فكان منقبة بذلك ابلغ من كونه مجرد ابن الله موسى وهارون ابني عمران وكذلك كما اصلحنا ذرية ابراهيم الخليل انه احسن عبادة ربه واحسن في نفع الخلق كذلك نجزي المحسنين بان نجا لهم من الثناء الصدق الصالحة بحسب احسانهم. وزكريا ويحيى ابنه وعيسى ابن مريم والياس كل من هؤلاء من الصالحين في اخلاقهم واعمالهم وعلوم بل هم سادة الصالحين وقادتهم وائمتهم واسماعيل ابن ابراهيم ابو الشعب الذي هو افضل الشعوب والشعب العربي صلى الله عليه وسلم انس ابن متى ولوط ابن هارون اخي ابراهيم وكلا من هؤلاء الانبياء والمرسلين فضلنا على العالمين لان درجات الفضائل اربع وهي التي ذكر الله تعالى بقول الله ورسوله اولئك مع الذين انعم الله عليهم النبيين والشهداء والصالحين فهؤلاء من الدرجة العليا بل هم افضل الرسل على الاطلاق فقصه الله في كتابه افضل ممن لم يقص يقصص علينا نبأهم بلا شك اولئك ذريتهم اخواني واجتبيناهم اخترناهم واهديناهم الى صراط مستقيم. ذلك الهدى المذكور هدى الله الذي لا هدى الا هداه يهدي به من يشاء من عباده فاطلبوا منه الهدى فانه ان لم يهدكم فلا هادي لكم غيره وممن شاء وممن شاء هدايته هؤلاء المذكورين ولو اشركوا على الفرض والتقدير فحبط عنهم ما كانوا يعملون فان الشرك محبط للعمل الموجب والخلود في النار فاذا كان هؤلاء الصفة الاخيار لو اشركوا حاشاهم لحفظت اعمالهم فغيرهم اولى اولئك المذكورون الذين هدى الله بهداهم مقتدى يمشي ايها الرسول الكريم خلف هؤلاء الانبياء الاخيار واتبع ملتهم وقد اتت النبي صلى الله عليه وسلم اهتدى بهدي قبله وجمع كل كمال فيما جمعت لديه فضائل وخصائص باغ بها جميع العالمين وكسل كان سيد المرسلين وامام المتقين صلوات الله وسلامه عليهم الله وسلامه عليه وعليهم اجمعين. وبهذا الملحظ استدل بهذا من استدل من الصحابة ان الرسول صلى الله عليه وسلم افضل الرسل كلهم وعن دعوتك لا اسألكم عليه اجرا لا اطلب منكم مغرما ولا مالا جزاء عن ابلاغه اياكم ودعوتي لكم فيكون من اسباب امتناعكم ان اجري الا على الله ان هو الا ذكرى ذكرى للعالمين. يتذكرون به ما ينفع فيخلون فيذرون ويتركون ويتذكرون به معرفة الموصلة اليها والاخلاق الرذيلة والطرق المفرطة اليها فاذا كان ذكرا للعالمين كان اعظم نعمة انعم الله بها عليهم قبولها والشكر عليها. احسنت. بارك الله فيك نكتفي بهذا وصلى الله على نبينا محمد. هنا قوله ان الصحابة لاحظوا تفظيل النبي صلى الله عليه وسلم عن الانبياء. لان الله قال ولا الذين هدى الله فبهداهم مقتدي. فاذا اقتدى النبي صلى الله عليه وسلم بهدى الانبياء جميعا فاقهم. نعم سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك