كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة. والذين هم عن اياتنا اي دلائل لقدرتنا لقوله تعالى في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. غافلون لا يبالون بها. الموصول الاول مع الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه ولي الصالحين المتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد عبده ورسوله سيد الاولين والاخرين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه نور الميامين. وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد فنبدأ حيث كنا قد وقفنا قبل هذه الانقطاع اليسيرة. كنا قد وقفنا على الاية السبعين بعد المئة من سورة الاعراف صح؟ السبع عشر قدما. سبعتعش؟ نعم. من اه بعد المئة. سورة ما شاء الله صفحة مئتين واثنين وتسعين مئتين اثنين وتسعين صح مو مغير النشا طيب وقفنا على الاية السابعة عشر بعد المئة من سورة التوبة في قوله تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار. ونحن في الثاني عشر من رمضان تسعة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهذا هو المجلس الثامن. فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا العلم النافع والعمل الصالح. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه والمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ العلام الله الهندي رحمه الله تعالى في تفسير القرآن بكلام الرحمن لقد تاب الله اي توجه بالرحمة والرأفة على والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة. اي غزوة تبوك لما ان لما انها كانت في في الحر الشديد وقلة المراكب والنفقات من متعلق بالتبعوا من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليه من استمر التوجه عليه انه بهم رؤوف رحيم تاب اي توجه بقبول التوبة. وعلى الثلاثة الذين خلفوا وتاب اي توجه بقبول التوبة على الثلاثة الذين خلفوا اي تركوا اي تركوا لامر الله. لقوله تعالى واخرون مرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم كما مروان حتى متعلق بخلفوا اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت اي برحبها وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ايقنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه لقوله تعالى ولا يجار عليه ثم تاب عليه ما وفقهم للتوبة ليتوبوا اي ليتوجهوا اليه لقوله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. ان الله هو التواب الرحيم. وكثير التوجه والرحمة على عباده لقوله تعالى خوف بالعبادة التوبة الذين اتبعوا الذين اتبعوه كثير من الناس يظن ان اسم الموصول وما من صلة صفة للانصار وهذا خطأ ايها الاخوة. الذين اسم الموصول وصلته اتبعوه في ساعة العسرة صفة للمهاجرين والانصار. لان المهاجرين والانصار هم الذين اتبعوه في ساعة العسرة. فننتبه الى هذه القضية لان توبة الله عز وجل كانت على النبي والمهاجرين والانصار من حيث العموم مع علمه سبحانه وتعالى بما يصدر منهم لكنه سبحانه اعلن توبته عنهم حتى لا يأتي احد احد مندس ويقول الصحابة فعلوا وفعلوا وان فعلوا ما فعلوا فالله تاب عليه. نعم. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولا تتركوا المصاحبة للمجاهدين بل كونوا مع الصادقين الامر للاستمرار لقوله تعالى ولا تموتن الا وانتم انتم مسلمون. ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب المسلمين ان يتخلفوا عن رسول الله اي لا ينبغي لهم ان يقصروا التخلف عليه السلام اذا استنفروا وان كان لبعض المسلمين كفاية فلا بأس في التخلف بالاذن لقوله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا افة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة. الاية ستأتي ولا يرغب ان اعرضوا بانفسهم عن نفسها اليس ينبغي ان يسلموه الى مظنة الضرر لقوله تعالى ذلك الحكم بانهم لا يصيبهم ظمأ اي عطش ولا نصب اي تعب ولا مخمصة اي مجاعة في سبيل الله في سفر الجهاد العلم وفي كل عمل صالح ولا يضعون موطئا يغيظ الكفار بغلبتهم ولا ينالون من عدو نيل من داخلة على به بالقهر والغلبة اي لا يغلبون عدوا الا كتب لهم به عمل صالح. لقوله تعالى لن ينال الله لحوم ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم. وقوله عليه السلام انما الاعمال بالنيات الحديث ان الله لا يضيع اجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة في الخير ولا يقطعون واديا الا كتب لهم اي عمل صالح. ليجزيهم الله لهم العاقبة احسن ما كانوا يعملون صفة للمصدر اي جزاء احسن من عمله جزاء احسن من عملهم لقوله تعالى الا من امن وعمل صالحا اولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا. وما كان المؤمن ولينفروا ليخرجوا للجهاد لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى قوله الا تنفروا معذبكم عذاب كافة اي كلهم فلولا نفر من كل فرقة بطن او فخذ منهم طائفة جماعة كافية ليتفقهوا في الدين اي ليتمارسوا في المحاربة ولينذروا قومهم من يعلموهم ما تمارسوا اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون الاعداء بالاعداد للجهاد كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار المحاربين لا تجاوزوهم الى غيرهم وهم اعدائكم لقوله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة وليجدوا فيكم غلظة اي ثباتا على الجهاد لقوله تعالى فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون. واعلموا ان الله مع المتقين واذا ما انزلت سورة ما زائدة فمنهم اي المنافقين من يقول ايكم ايها المؤمنون زادتهم هذه السورة ايمانا انهم سمعوا لقوله قوله تعالى لما انه سمعوا لما انه سمعوا قوله لما انهم سمعوا قوله تعالى العلم الى قوله ويزيدهم خشوعا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا اي بشاشة وهم يستبشرون بنزول اية واما الذين في قلوبهم مرض اي كفر فزادتهم رجسا اي كفرا الى رجسهم لقوله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ولا يزيد الظالمين الا خسارا. تقصير الايمان بالبشاشة من تفسير الشيء بلازمه. فان بشاشة الايمان وحلاوة الايمان علامة الزيادة ودليل الزيادة نعم. وماتوا وهم كافرون اي هم يموتون على الكفر ايوترون صداقة النبي عليه السلام ولا يرون انهم يفتنون فيكم كل عام مرة او مرتين بالقحط والامراض وغير ذلك. ثم لا يتوبون عن نفاقهم ولا هم يذكرون واذا ما انزلت سورة يكون فيها ذكر النفاق نظر بعضهم الى بعض المرشدين هل يراكم من احد ان صرفتم اخرجتم من يكرهون الانفاق في سبيل لله لقوله تعالى المنافقون والمنافقات الى قوله ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم ثم انصرفوا من المجلس الشريف خفية بل هم اضل. ايها الناس لقد جاءكم رسول من انفسكم اي من قومكم عزيز اي شديد عليه ما عليه انتم اخوة ما مصدرية دون اي مشقتكم حريص عليكم بالخير وبالمؤمنين رؤوف رحيم لانهم بمثابة اولاده لقوله تعالى امهاتهم فان تولوا مع هذا الاحسان والاكرام فقل حسبي الله وحده لا اله الا هو عليه وهو رب العرش العظيم يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. سبحانه وتعالى. في ماء المصدرية اذا خلت على الفعل ما عنتم. شديد آآ لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم اي عزيز عليه عنتكم. عزيز عليه عنتكم مشقتكم. قد يقول قائل لماذا لم يأتي وانما اتى بماء مع الفعل. لان هذا ابلغ. اي عزيز عليه اي شيء في العنت. فهذا ابلغ. وهذا يدل على عظيم حرص النبي صلى الله عليه وسلم على امته. وعلى فلا يمكن باب خير الا وارشدنا اليه. فلا يمكن ان يوجد باب خير الا وارشدنا اليه ولا باب شر الا وحذرنا منه. فلا يجوز التعدي عليه على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالاحداث الدين فلنحذر اشد الحذر من الاحداث في الدين فانه تعد على النبي صلى الله عليه وسلم الحريص على الامة نعم. سورة يونس مكية وهي مائة وتسع ايات تلك ايات الكتاب الحكيم اي القرآن المحكم لقوله تعالى كتاب احكمت اياته ثم ثم فصلت من لدن حكيم خبير. اكان للناس عجبا خبر مقدم لكان ام مصدرية اي الايحاء اسم لكان اوحينا الى رجل منهم محمد عليه السلام ان بان انذر الناس وبشر الذين امنوا ثم استمروا على ايمانهم ومقتضاهم لقوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم وان لهم قدم صدق عند ربهم اي مآلا مرضيا بحسن الجزاء لقوله تعالى واما من امن وعمل صالحا فله جزاءني الحسنى وقول الشاعر فبات وان اسرى من الليل عقبة بليلة صدق غاب عنها شرورها قال الكافر قال الكافرون ان هذا لساحر مبين ان يسحرنا بقراءة القرآن لقوله تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. استواء يليق بشأنه يدبر الامر ان يجري الامر ويقضي كيفما شاء لقوله تعالى الا له الخلق والامر. ما من شفيع الا من بعد اذنه اي لا يملك هو بنفسه الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون اليه مرجعكم جميعا وعد الله اي وعد وعدا حقا انه يبدأ الخلق ثم يعيده ويبعثه ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط وان كان عدله مقتضيا لجزائهم لقوله تعالى ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار والذين كفروا لهم من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون. هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا. اي منيرا وقدره القمر منازل بحسب البعد والقرب من الشمس لفوائد لا تحصى منها لتعلموا عدد السنين والحساب بالاهلال وغيبوبة وغيبوبته لقوله تعالى يسألونك عن لهلة قل هي مواقيت للناس والحج. ما خلق الله ذلك النظام المنظم الا بالحق اي بالنتيجة لا باللغو والعبث قوله تعالى وما خلقنا السماء والارض ما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار يفصل الايات الدلائل على هذا لقومه يعلمون ان يعلمون الحركات الشمسية وكيفيتها والقمرية ان في اختلاف الليل والنهار تعاقب لقوله تعالى يسبحون. وفيما خلق الله في السماوات والارض لايات من العجائب لقوم يتقون خصهم بالذكر انهم هم المنتفعون لقوله تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. ان الذين لا يرجون لقائنا اي انكروا الحياة الاخرة لقوله تعالى حكاية عنهم ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين. ورضوا بالحياة الدنيا يأثرها وطمأنوا بها ان يهتمون لها ولا يعتنون بالاخرة لقوله الاسم ان اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون خبر لانا. اللهم لا تجعلنا من الذين يرضون الحياء بالحياة الدنيا ويطمئنون بها امين. يعني قوله الموصول الاول معطوف على اسم ان الموصول الاول مع المعطوف اسم ان. الموصول الاول اللي هي الذين لا يرجون لقاءنا. والمعطوف والذين هم عن اياتنا غافلون. اذا الذين لا يرجون لقاء اه لا يرجون لقاءنا هذا اسم ان. والذين هم عن اياتنا غافلون هذا معطوف على اسم ان طيب قد يقول القائل وين الخبر؟ ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها. والذين هم عن اياتنا غافلون. اين الخبر مفهوم من المعطوف الثاني؟ او ان الخبر للاثنين للجملتين اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون وهذا الذي اختاره الشيخ. نعم يهديهم ربهم بايمانهم هداية خاصة لقوله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ان يوفقهم للاعمال الصالحة لقوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم دعواهم نداؤهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم من الله فيها سلام. لقوله تعالى سلام قولا من رب رحيم واخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين اي حين يقومون من مجالسهم يقولون الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. والعجب من المشركين انهم يستعجلون الخير لانفسهم. والحال انهم مستحقون للشر. ولو نعجل ولو يعجل الله للناس الشر اي العذاب كما يستعجلونه لقوله تعالى يستعجلونك من عذاب وان جهنم لمحيطة بالكافر ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم اي مثل استعجالهم بالخير كما يطلبون الخير مستعجلين لقضي اليهم اجلهم بالاهلاك لانهم مستحقون لهذا فنذروا الذين لا يرجون لقائنا في طغيانهم اعمى هنا اي حال ان يترددون كما فصله سبحانه بقوله واذا الانسان الضر دعانا لجنبه اي على جنبه او قاعدا او قائما. الترديد للتنويع مرة قائما ومرة اتنا اذا في اذا فجائي اذا هجائية فجائية جزاء للشرط اذا له احتيال في انكار نعمائنا لقوله ثم اذا كشف الضر عنكم اذا فريق منكم بربهم مشركون ليكفروا بما اتيناهم القاعدة ومرة كذا فلما كشفنا اي نكشف عنه ضره مرة يمشي مستغنيا كان لم يدعنا الى قر مسه. في قوله تعالى واذا مس الانسان ضر ودعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل زين للمسرفين المعتدين حدود العبودية ما كانوا يعملون من السيئات لقوله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا. كذلك الاهلاك نجزي القوم المجرمين اماكم خلائف في الارض من بعدهم ان ينشأناكم لننظر كيف تعملون. واذا تتلى عليهما اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا اي اي المشركون ائت بقرآن غير هذا كله او بدله. اي غير اي غير منه المقامات البينات المبينة للتوحيد لانه يمنعنا عما كان يعبد اباؤنا لقوله تعالى اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب الى قوله ما سمعنا في الملة الاخرة نادى الا اختلاق. قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء اي عند نفسي لاني ان اتبع الا ما اوحى الي لقوله تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم يوم قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم دين هو لقوله تعالى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. فقد لبثت فيكم عمرا طويلا اربعين نزلة من قبله فما ادعيت شيئا وما قلت لكم قولا افلا تعقلون تتدبرون في شأني وتفكرون لقوله تعالى قل انما بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا. ما بصاحبكم ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال قائل لبث فيهم عمرا وكان يدرس تعلم ولكن العرب او قريش لم ينقلوا ذلك. هذا يقوله بعض المغرضين اليوم يقال لهم فلماذا اذا اهل مكة قاتلوه؟ ولم يبينوا هذا الفعل فان قالوا ان اهل مكة كانوا متواطئين معه. كما يقوله بعض المغرضين. نقول معنى هذا انكم تنكرون الامور المتيقنة كمن ينكر سعي اليهود في صلب عيسى. فان صلب عيسى او صلب به لان عيسى عليه السلام لم يصلب لم يشهده الا فئة من الناس. وانتم دوختم الناس بهذه القضية ما الدليل على صدق هذه الواقعة؟ نعم. بان ادعى نبوة كاذبة او كذب باياته احكامه انه لا يفلح المجرمون ويعبدون من دون الله ما اي مخلوقا لا يضرهم ولا ينفعهم كائنا من كان لا يضرهم ما ينفعهم فيما في يديه سبحانه وخاصة. لقوله تعالى قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا. ويقولون معتذرين هؤلاء عند الله لا نقولهم الهة مستغلة من انفسهم لقوله تعالى قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير الجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فانى تسحرون. بل بعبادتنا اياهم الى جنابه سبحانه لقوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى قل لا تنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض. اي تخبرون الله بما ليس بكائن في الواقع اذ هو سبحانه كل ما هو كائن في السماوات والارض وما بينهما وما تحت الثرى لقوله تعالى. وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة من في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين. سبحانه وتعالى عما يشركون وما كان الناس من حيث من حيث الدين الا امة واحدة على دين الحق فاختلفوا فكفر بعض منهم وثبت البعض على الايمان ولولا كلمة سبقت من ربك للفصل بينهم يوم القيامة لقوله تعالى ان ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. لقضي بينهم في الدنيا فيما يختلفون باي وجه يشاء ويقولون كفار مكة لولا انزل عليه اية معجزة من ربه مما اقترحنا لقوله تعالى وقالوا لن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا الى قوله تعالى آيتين يعرضوا ويقولوا سحر مستمر. مر مثل مر مثله مرارا. فقل انما الغيب لله والمعجزات من المغيبات كلها من من المغيبات كلها عند الله ليس عندي علمها ولا وجودها لقوله تعالى قل لا يعلم من السماوات والارض الغيب الا الله. فانتظروا اني معكم من المنتظرين. اي ليس في وسع ما تطلبون مني لقوله تعالى اما كان لرسول ان يأتي بادم الا باذن الله. واذا ذقن الناس رحمة من بعد ضراء مستهم الصفة لضراء اذا لهم مكر في ايات عقوبة اي عقوبة خفية من اعين الناس لقوله تعالى وما هي الملائكة يكتبون لقوله تعالى ان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم في التفات فيه التفات من الخطاب الى الغيبة بريح طيبة توافق الفلك بجريانها وفرحوا بها اي ريح عاصف مخالفة وجاءه الموج من كل مكان مما حول الفلك انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين اي الدعاء اي الدعاء ويتركون سواه قليل لان انجيتنا من هذه البلاء لنكونن من نعمائك فلما نجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق اي ينسبون نعمة الله لغيره لقوله تعالى فلما نجاهم من البر اذا هم مشركون يا ايها الناس انما بغيكم اي عصيانكم لله وبال على انفسكم لا على غيركم لقوله تعالى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. متاع الحياة الدنيا اي تتمتع اي يتمتعون متاعا ضليلا في الحياة الدنيا لقوله تعالى بالنار ثم الينا مرجعكم بعد الموت فننبئكم بما كنتم تعملون. انما مثل الحياة الدنيا في سبعة الزوال كما المضاف محذوف اي كمنبت ماء انزلناه من السماء اي السحاب فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفا بهجتها بالنبات وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها تهامون باهلاك ليلا او نهارا فجعلناها كأن لم ترن بالامس. تصوير لسرعة زوال نعماء الدنيا وراحتها لقوله تعالى ان اعلموا انما الحياة الدنيا لعب وله وزينته وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد. كمثل ضيف اعجب الكفار نبات ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطانا. وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. ما اصدق ما قال ابو العتاهية. الا نحن في دار ضليل بقاؤها سريعا تداعيها وشيك فناؤها. كذلك نفصل الايات لقوم يتفجرون خصم بالذكر انهم هم المنتفعون والله يدعون الى دار السلام اي دار يحصل فيه السلامة وهي الجنة لقوله تعالى لا يمسهم فيها نصبوا وما هم منها بمخرج دين ويهدي هداية خاصة من يشاء الى صراط مستقيم وهو التوحيد لقوله تعالى ان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم للذين احسنوا الى المحسنين الحسنى اي الجزاء الحسنى وزيادة على قدر اعمالهم لقوله تعالى الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون. ولا يرهب وجوههم قطر اي سواد ولا ذلة كما يرهب الكفار اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون. والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ذلة ما لهم من الله من عاصم يعصمهم من عذاب الله. كأنما اوصيت وجوههم قطعا من الليل مظلما سوادا وهم الكفار لقوله تعالى الكفرة الفجرة اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. واذكر يوم نحشرهم ايها الناس جميعا حالهم ثم نقول للذي مكانكم اي الزموا مكانكم انتم وشركائكم كي نسألكم كي نسألكم عن احوالكم لقوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون. فزينا اي ميزنا بينهما بين المشركين وشركائهم لقوله تعالى مشركون شركاء ما كنتم ايانا تعبدون بل كنتم تعبدون الشيطان لقوله تعالى قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا ويعبدون الجن لانه امركم بهذا فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم فانه يعلم سرنا وسركم ان مخففة اي انا عن عبادتكم لغافلين. لقوله تعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من ضمير لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم. هنالك تبنوا اي تعلم كل نفس ما اسلفت من العمل. وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون بقولهم هؤلاء شفعاء عند الله قل من يرزقكم من السماء بانزال الماء والارض بانبات الحبوب والثمار امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي بإماتته ومن يدبر الأمر يجري الأحكام بين الخلق لقوله تعالى يتنزل الأمر بينهم فسيقوم الله وحده فقل افلا تتقون الشرك. فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال تصرفون بترك التوحيد واخذ الشرك؟ كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا خرجوا من طاعته انه لا يؤمنون ان بتأويل المفرد بدل من الكلمة هي حق من الله انه لا يوفقهم للايمان مر مثله في قوله ختم الله على قلوبهم قل هل من من يبدأ الخلق ثم يعيد من الفناء الى قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده لقوله تعالى هو يحيي ويميت واليه ترجعون تؤفكون اي تصرفون. قل هل من شركاءكم من يهدي الى الحق ان يوفقوا بقبول الحق لقوله تعالى وانك لتهدي صراط مستقيم. قل الله يهدي للحق لا غير. لقوله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهديك لمن يشاء وهو اعلم بالمهتدين. افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهد اي لا يهتدي هو نفسه هو لا يهتدي هو نفسه الا ان يهدى من الله. اقول هذا شأن المخلوقين كلهم كائنا. من كان لقوله تعالى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء. فما لكم كيف تحكمون وتدعون من ليس له دعوة وما يتبع اكثرهم لا ظنا غير مطابق للواقع ان الظن لا يغني من الحق الواقع شيئا ان الله عليم بما يفعلون. وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله ليس شأنه كذلك لقوله تعالى وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي له وما يستطيعون وقوله تعالى فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه ولكن التصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب من مضامن التوراة والانجيل وغير الحقة لا ريب فيه من رب العالمين ام يقولون افتراه محمد عليه صلى الله عليه وسلم قل لهم فاتوا بسورة مثله في اخبار الغيب والتأثير والفصاحة مر مثله في الجزء الاول وادعوا ابصاركم من استطعتم من دون الله لانه سبحانه لا ينصركم على هذا لقوله تعالى ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان لا مولى لهم ان كنتم صادقين في دعواكم بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما تأويله ايمان ما اخبر به به في القرآن وهو يوم القيامة لقوله تعالى يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعون مولانا كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين. ومنهم من يؤمن به اي بالقرآن ومنهم من لا يؤمن به وهم الكافرون والمنافقون وربك اعلم بالمفسدين. وان كذبوك فقل لي عملي ولكم في زعمكم وان لم يكن لكم عند الله شيء لقوله تعالى مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاص خلق لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا برأيكم لقوله تعالى حاكيا. هذه انعام وحرث حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم حرمت ظهورها الله اذن لكم ام على الله تفترون. والواقع الشق الثاني لقوله تعالى بالله يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد. انتم بريئون مما وانا بريء مما تعملون. اليس لي بكم تعرض لقوله تعالى لست عليهم بمسيطر ومن من يستمعون اليك يوصون اليك بحيث يرى انهم يسمعون فانت تسمع الصم اي من لا يكون حاضر القلب ولو كانوا لا يعقلون. لقوله تعالى ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون انهم الا كالانعام بل هم مضلوا سبيلا. ومنهم من ينظر اليك نظر الموسي عليه من الموت افانته اي غافل القلب ولو كانوا لا يبصرون ببصيرة القلب لقوله تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. ان الله لا يظلم الناس شيئا يظلهم بل لا تفريطا. اي يضلوهم بلا تفريط منهم ولكن ان الناس انفسهم يظلمون بارتكاب المعاصي لقوله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ويوم يحشرهم يوم القيامة لم يلبثه الا ساعة من النار لشدة هوله لقوله تعالى يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. يتعارفون بينهم ان يعرف بعضهم بعضا لقوله تعالى كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين في الدنيا واما نرينك بعض العذاب الذي نعدهم او نتوفينك ثواب فالينا مرجعهم اي ليس على حياتك او مماتك وقوف وقوف امر بل لله الامر جميعا لقوله تعالى رسول قد خلت من قبله الرسل افإن مات انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيء وسيجزي الله الشاكرين. ثم الله شهيد على ما يفعلون فيجازيهم باعمالهم. ولكل امة خلت رسول ارسل اليها قوله تعالى وان من امة الا خلى فيها نذير. فاذا جاء رسولهم يوم القيامة لاشهد عليهم قضي بينهم بالقسط بالعدل اي وهما يظلمون ايضا فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول او تزوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا. ويقولون اكثار ما كتمت هذا الوعد يوم الجزاء اخبرونا ان كنتم صادقين قلاب لكل نفسي ضره ولا نفعا الا ما شاء الله اي لا اعلم باي شيء من ضرر اي لا اعلم في اي شيء ضرر نفسي ولا نفعي لقوله تعالى وما ادري ما يفعل به ولا بكم فكيف اعلم تاريخ القيامة وهو مفوض الى الله تعالى لقوله تعالى وعند الله للزواج فكذا هؤلاء يشركوا مكة لقوله تعالى وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا اما لمهلكهم موعدا. ولا رأيتم ان اتاكم عذابه بياتا اي ليلا او نهارا ماذا يستعين به منه المجرمون. اي باي حيلت يخلص المجرمون الذهاب الى لقوله تعالى ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين. هناك يقال لكم الان وقد كنتم بي تستعجلون من قبل من قبل وبقولكم ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب كما قيل لفرعون لما غشيه الله واظهر الايمان الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. ثم قيل الذي اظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون الا بما كنتم تكزبون ويستنبئونك احق هو اي الوعد المذكور قل اي نعم وربي الواو قص والواو قسمية كائن ات لقوله تعالى انما توعدون لآت وما انتم بمعجزين الله ولو ولو فرض ولو فرض ان لكل نفس ظلمت ما في الارض كله من الذهب والفضة بل ومثله معه لقوله تعالى. ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معهم افسدوا به من سوء العذاب يوم القيامة لافتندت به لينجيه من النار لقوله تعالى يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه صاحبته واخيه وبصيرته التي تؤويه ومن في الارض جميعا ثم ينجيه كلا واسروا الندامة لما رأوا العذاب بينهم بالقسط وهم لا يظلمون. الا ان لله ما في السماوات والارض. الا ان وعد الله حق ولكن اكثرهم لا يعلمون هو يحيي ويميت واليه ترجعون. يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين هو القرآن بقوله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ويزيد الظالمين الا خسارا. قل بفضل الله وبرحمته اقرأ ليفرحوا فبذلك فليفرحوا. تأكيد للسابق هو خير مما يجمعون اي علمه مع عمله خير من الدنيا وما فيها لحسن ماله وسرعة زوالها لقوله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير ام لا. ولنعم ما قيل. رضينا قسمة الجبار فينا لنا علم ماله فان المال يفنى عن قريب وان العلم باق لا يزال. ولا رأيتم ما انزل الله وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ان الله لذو فضل على الناس بارساء الرسل اليه لقوله تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم ولكن اكثرهم لا يشكرون هذه النعمة بل يكفرون لقوله تعالى الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومه دار البوار. وما تكونوا بشأن شغل وما تتلوا منه اي من من الله اية من القرآن ولا تعملون ايها الناس من عمل الا كنا فيه التفات عليكم شهودا اذ تفيض ما تشرعون فيه اي في العمل والمعنى انا كنا شهودا عليكم حين تسرعون في امر وحين يبرأون منه بل كل وقت بل كل وقت لقوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا هو معهم اينما كانوا. وما يعزم ان يغيبوا عن ربك من مثقال ذرة في الارض وما في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين. اي كل شيء في علمه مر في الجزء السادس الا تعلمون من المؤمنين الذين الا تعلمون من المؤمنون الذين يستفيدون من كلام الله هم اولياء الله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين صفة كاشفة لاولياء الله امنوا بالله وكانوا يتبعون الشرك لقوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون لهم الاسرى في الحياة الدنيا برؤيا الصالحة واطمئنان القلب وفي الاخرة لقوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة والا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن اولياء في الحياة الدنيا وفي الاخرة. لا تبديل لكلمات الله لمواعيده لقوله تعالى ان الله لا يخلف الميعاد. ذلك هو فوز عظيم لقوله تعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ولا يحزنك قولهم فيك ساحر مجنون كائن وابتر لا لا تبالين العزة لله جميعا اي في قبضته يعز من يشاء ويذل من يشاء. هو السميع العليم فسوف يرون من تكون له عاقبة الدار انا لله من في السماوات ومن في الارض اي المخلوقات كلهم عبيد لله سبحانه فكيف يشركونهم بضليله تعالى؟ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا براء رزقهم على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء افبنعمة الله يجحدون. وما يتبع الذين يدعون من دون الله اي ما يتبعون المشركون شركاء به اذ لم يأمروهم بهذا لقوله تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ان يتبعون في الحقيقة الا الظن منهم من لا يخلصون اسمعوا ايها المشركون معبودكم هو الذي معبود. اسمعوا ايها المشركون معبودكم هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه من التاء من التعب والنهار مبصرا ذا ضياء لكسب معاشكم لقوله تعالى القلب لقوله تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. قالوا اي النصارى واخوانهم المشركين ان الملائكة بنات الله قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الارض ملكا وخلقا ان عندكم من سلطان بهذا اليس لكم حجة على هذه الدعوة لقوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فان انما حسابه عند ربه اتقولون على الله ما لا تعلمون. قل ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلت لهم متاع في الدنيا قليل. ثم الينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ومن قطر فمتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار. واتل عليهم للتنبيه للتنبيه على عاقبة المنكرين نبأ نوح اذ قال لقومه يا قوم كان كبر عليكم مقامي فيكم وتذكيري بايات الله الدالة على ولقدرته لقوله تعالى حاكيا عنه عليه السلام. المتر كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا الشمس سراجا. فعلى الله توكلت فاجمعوا امركم وشركائكم ثم لا يكون امركم كيدكم عليكم امة مجهولا ثم قضوا الي ما شئتم ولا الي تمهلون فان توليتم عن ما ذكرتكم فليس فليس لي حرج فما سألتكم من اجر ان اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف للهالكين واغرقنا الذين كذبوا باياتنا لكن لا كل من كان على وجه الارض يومئذ لقوله تعالى وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في امها رسولا يتلو عليهم اياتنا وما كنا مهلكي القرى الا وهو ظالمون. فانظر كيف كان عاقبة المنذرين الذين انذرهم نوح من نزول المطر الشديد عليهم. ثم بعثنا من بعده رسلا كثيرا فيها اوقات مختلفة الى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل. كذلك نطبع على قلوب المعتدين حدود العبودية ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون الى فرعون وملئه باياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين. فلما جاءهم الحق اي معجزات موسى لقوله تعالى فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون من عندنا قالوا ان هذا لسحر مبين. قال موسى اتقولون للحق لما جاءكم مسح هذا ولا يفلح الساحرون. اي يظهر امره اي يظهر امرهم وتخيلهم اخرا للناس. لقوله تعالى ان يظهر امرهم وتخييلهم اخرا للناس لقوله تعالى فالقي السحرة ساجدين. واغرقنا الذين كذبوا يقول لا كل من على وجه الارض اذا كان المقصود انه نجى المؤمنين فهذا مما لا شك فيه. وهذا هو المحمل الجيد كلام الشيخ. واما اذا كان المقصود ان الغرق انما تم لقوم فرعون دون الكافرين الاخرين دون الكافرين الاخرين فهذا ليس بصواب. لان الغرق انما عم الارض. وهذا قول جماهير المفسرين من قال ان الغرق انما عم قوم نوح فهذا خطأ. الصواب ان الغرق عم الارظ. فما بقي في الارض بقعة الا وكانت مغمورة بالماء. حتى امر الله عز وجل السماء فانقلعت والارض فابتلعت فوقف فوقفت السفينة على الجودي. نعم قالوا اجئتنا لتلفتنا تذلنا عما وجدنا عليه اباءنا وتكون لكم الكبرياء وهي الحكومة في الارض وما فنحن لك ما بمؤمنين. وقال فرعون بعد المشورة بملأه لقوله تعالى فماذا تأمرون؟ قالوا ارجع واخاه ارسل في المدائن حاسرين. ائتوني بكل ساحر عليم. فلما جاء السحرة قال لهم موسى بعد سؤالهم اما ان تلقي اما ان نكون نحن الملقين القوا ما انتم ملقون فلما القوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون قال موسى ما جئتم به السحر ان الله سيبطله. لانه معنى لقوله لانه معنى لقوله تعالى انني معك ما اسمع وارى ان الله لا يصلح عمل المفسدين يجعل عملهم غير مؤثر. ويحب الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون. فما امن لموسى بعد رؤية المعجزات القاهرة الا ذرية من قومه اي بنو اسرائيل فقط الا رجلا واحدا من ال فرعون لقوله تعالى وقال رجل مؤمن من ال فرعون يكتم ايمانه على خوف من فرعون وملأهم ان يفتنهم ان يعذبهم على الايمان لاجل ظلمه. وان فرعون لعالم في الارض وانه من المسرفين وقال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة اي اختبارا لهم لقوله تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين وهوحينا الى موسى واخيه لما اذاهم فرعون ومنعهم من عبادة الله منعا شديدا لقوله تعالى قال لان اتخذت الها غيري لاجعلنك من انت بواب تبنيها لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم اي في بيوتكم اي في بيوتكم قبلة مسجدا مصلى اي صلوا في بيوتكم واقيموا الصلاة واقيموا الصلاة كما استطعتم وبشر المؤمنين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. وقال موسى ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك اللام العاقبة لا للعلة لقوله تعالى واذا انعمنا على الانسان اعرضا بجانبه ربنا طمس على اموالهم واشدد على قلوبهم لانهم بلغوا اقصى ايات الضلال لقوله تعالى كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار. فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم. اي امتهم اي امتهم واهلكهم كافرين كقوله تعالى حاك عن نوح عليه السلام ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا. قال الله قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون. اي يجهلونن اي يجهلون النهي للاستمرار لا للانشاء كقوله تعالى ولا تطعن اغفلنا قلبه عن ذكرنا وجاوزنا ببني اسرائيل البحرين ان يعبروا لقوله تعالى فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون. قال كلا ان ان معي ربي سيهدين فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق. فكان كل فرق العظيم فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا مفعول له من قبل قعدت عن الحرب جبنا حتى اذا ادركه الغرق قال اي فرعون امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين فقيل له الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين اليست توبتك مقبولة ليست توبتك مقبولة عند الله في هذه الاونة لقوله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار. فاليوم ننجيك ببدنك اي نلقي جسدك على شط البحر لتكون لمن خلفك اية يعتبرونك وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون. لا يهتدون بل يصرون على الحنث العظيم لقوله تعالى وكثير حق عليه العذاب. ولقد بوأنا بني اسرائيل اسرائيل مبوأة صدق مبوأ مرضيا لقوله تعالى ان لهم قدم صدق اي اي ملكناه ملك ابائهم وما حوله من من الكنعان وغيره لقوله تعالى ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم والكتاب والحكمة واتيناه ملكا عظيما. ورزقناهم من الطيبات كما اختلفوا في قبول الاسلام حتى جاءهم العلم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة. ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون كقوله تعالى ان ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون اليك فاسأل عن التصديق برسالتك الذين يقرؤون الكتاب من قبلك بالعلم والفهم لا بالجهل وطمع المال لقوله تعالى ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذكار سجدا. فيشهد على صحة دينك وكتابك لقوله تعالى ولم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بني اسرائيل. لقد جاءك الحق من ربك افلا تكونن من الممترين اي شاكين. ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله فتكون من خاسرين النهي الاستمرار الى الانسان لقوله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين ان الذين حقت عليهم كلمة ربك بضلالتهم لا يؤمنون لقوله تعالى ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا. ولو جاءتهم كل اية ووصلية حتى يروا العذاب الاليم يتوبون ولم تقبل توبتهم لقوله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت فلولا كانت قرية ممن اهلكناهم امنت فنفعها ايمانها بما نفع قوما ممن اهلكنا ايمانهم لانهم لم يؤمنوا الا قوم يونس لما امنوا قبل رؤية من عذاب لقوله تعالى حتى اذا ادركه الغرق قال امنت الى قوله الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين اختيار الشيخ ان الا قوم يونس اي قبل رؤية العذاب. والذي عليه جماهير المفسرين ان الا استثناء متصل. ان الا استثناء متصل وليس منقطع والمعنى فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امنوا نفعها ايمانه. فمعناه ان هؤلاء مختصون ان الله قبل ايمانه بعد رؤيتهم للعذاب وما سوى ذلك من القرى فلم يقبل الله توبتهم وايمانهم بعد رؤيتهم العذاب. لا فرعون ولا قوم ابراهيم ولا غير اعطوه معاد ولا قوم هود. وهذا هو الاقرب. واما قياس رؤية قوم يونس على قوله تعالى اذا ادركه الغرق فهذا مستثنى بقوله الا قوم يونس لكن الشيخ جعل الا استثناء قطع والصواب انه متصل. نعم. قال رحمه الله كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا يمسكناه قبل لا بعد نزوله لقوله تعالى ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين ورد ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا باجبارهم انه المسيطر عليهم بقوله تعالى وهو القاهر فوق عباده افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. وما كان لنفسه وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله بتوفيقه ويوفق كل من يميل اليه مخلصا لله لقوله تعالى ان في ذلك ذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد اجعلوا الريدساء الكفر عن الذين لا يعقلون اي لا يعرفون حقيقتهم من الاحتياج الى الله ويسهرون عن الله لقوله تعالى كلا ان الانسان ليطغى المستغنى ولينظروا ماذا في السماوات والارض فتعتبروا بها لقوله تعالى وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين وماتوا الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون بالعناد والاستكبار لقوله تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. فهل ينتظرون مثل ايام الذين خلوا من قبلهم لهلاك الكفار. قل فانتظروا اني معكم من المنتظرين. ثم رسلنا والذين امنوا كذلك حقا علينا ان ننجي المؤمنين. قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني اسمعوا ما اقول لكم فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله مسيحا كان او غيره. ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم اي بيده الموت والحياة وامرت ان اكون من المؤمنين وقال الله لي ان اقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين. ولا تدعو من دون اهل الاستبداد في ضمائر الحاجات ما لا ينفعك ولا يضرك كائنا من كان لقوله تعالى قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا فان فعلت فانك اذا من الظالمين وكيف تدعو الى الله والحال وانه ان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا وان يردك بخير فلا لفضله يصيب به من يشاء او من عباده وهو الغفور الرحيم. الخطاب كله للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به كل من كان على وجه الارض ومن يكون لقوله تعالى ما يفتح الله الناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده. قل يا ايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فان قبل التوحيد وترك الشرك لقوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعرة الوثقى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فان كما يضل عليها لان وبالغوا عليه بقوله تعالى وعليها ما اكتسبت وما انا عليكم بوكيل اي اي لا اؤاخذ باعمالكم من قول ولا تسأل عن اصحاب الجحيم. واتبع ما يوحى اليك اي لا تلتفت الى غيره لقوله تعالى من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. واصبر حتى يحكم الله وهو الحاكمين. وقد حكم بغلبة الاسلام على الكفر واهله. اللهم ايد الاسلام واهله. امين. نسأل الله عز وجل يؤيد الاسلام وينصر المسلمين ويعلي كلمتهم. احسنت بارك الله فيك. قراءة مع الشيخ عبد السلام الاسلام منصور ايها الاخوة والدين الله ناصر. لكن الشأن كل الشأن. هل نحن من لبنات البناء في هذه الامة اولى ودائما اقول من السهل ان يكون الانسان معول هدم. ومن الصعب ان يكون لبنة بناء. فالله الله ان تكونوا لبنات بناء في امة الاسلام. نسأل الله ان يجعلنا واياكم من هؤلاء. نعم. قال رحمه الله تعالى صورة هود مكية وهي مئة وثلاث وعشرون اية. بسم الله الرحمن الرحيم الف لام انا الله ارى هذا كتاب احكمت اياته احكامه واخباره من عند الله لقوله تعالى وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفي تنزيل من حكيم حميد ثم فصلت لكم من لدن حكيم خبير من احكامه الا تعبدوا الا الله. قل لهم انني لكم انه نذير وبشير وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. الامر بالاستغفار للانشاء وبالتوبة للاستمرار استغفروا ثم اليه دائما لا عند الحاجة اليه. لقوله تعالى وتبتل اليه تبتيلا. يمتعكم متى يمتعكم متاعا حسن عافية ورزقا واسعا لقوله تعالى وان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض كاجل مسمى اي الى الموت ويؤتي كل ذي فضل فضله اي اجره وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير يوم القيامة الى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير. الا انهم يثنون يلون صدورهم ليستخفوا منه اي من الله لا يمكن الا حين يستغشون ثيابهم. اي يستترون في الثياب وقت النوم يعلم ما يسر وما يعلنون انه عليم بذات الصدور. اي بالامور التي تخفي الصدور وهذا وهذا وسع وهذا وسعت لا الظهر بالامور التي تخفيها الصدور وهذا سعة علمه. واما وسعة وهذا وسعة علم واما وسعة رزقي فاسمعوا. اي بالامور التي تخفي صدور هذا وسعة علمه واما وسعة رزقه فاسمع وما من دابة في الارض الا على الله رزقها اي خلق رزقها على الله لقوله تعالى هل من خالق ومن غير الله يرزقكم من السماء ولا ضل لا اله الا هو فأنى تؤفكون. ويعلم مستقرها ومستودعها اي ما عليها وما يدفن فيها لقوله تعالى ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين. كله في كتاب مبين اي في علمه تعالى مر مثله مرارا وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام اي في مدتها وكان عرشه قبل خلق السماء والارض. على هيئتهما المرء على الماء وكان هناك وخلقكم ليبلوكم ايكم احسن عملا اي ليجزيكم على حسن اعمالكم لقوله تعالى اجل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار. ولان قلت انكم وزر اخرى ورد هذا ورد هذا الكلام ورد هذا الكلام معترظا للمناسبة ثم شرع في اصل ورد ورد ورد هذا الكلام معترضا للمناسبة ثم شرع في اصل الكلام واوحي الى نوح مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين يسحر الناس ويسفههم. لقوله تعالى انؤمنك كما امن السفهاء ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة اي وقت يسير لا يقولن ما يحبسه اي لم لا لقوله تعالى حاكيا عنهم اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا فامطر علينا حجارة من السماء وائتنا بعذاب اليم. الا يوم يأتيهم العذاب ليس مصروفا عنهم لقوله تعالى ولا يرد عن القوم المجرمين وحاق ينزل بهم ما كانوا به يستهزئون من مواعيده تعالى. ولئن نذقن منا رحمة ثم نزعناها اي سلبناها منه انه ليؤوس من رحمتنا لنعمائنا ولئن نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني بنفسها بدوران الزمان لقوله وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم الا النوم الا يظنون انه لفرحوا فخور القضية مهملة كقوله تعالى ان الانسان لغلوم كفار فالاستثناء الاتي منقطع او كلية فالاستثناء متصل الا الذين صبروا اي ثبتوا انفسهم ثبتوا انفسهم على الطاعات وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة واجر كبير فلا تحزن على ما يقول مشركون فيك ولا تم فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك ان قولوا اي بان يقول الكفار لولا انزل عليه كنز او جاء معه ملك ينذر الناس على مخالفته. لقوله تعالى لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا او يلقى اليه كنز او تكون له جنة يأكل منها انما انت نذير اي ليس لك قدرة على هذه الامور قنت على قل سبحان ربي هل كنت الا بشر رسولا. والله على كل شيء وكيل يفعل الله ما يشاء. ام يقولون افتراه اي القرآن قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وان لم تستطيع العشرة واحدة لقوله تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله على حمايتكم ان كنتم صادقين في دعواكم ان محمدا افترى فان لم يستجيبوا لكم اي لم يأتوا بما طلبتم منه من الاتيان بسورة واحدة فاعلموا ان ما انزل القرآن بعلم بمعرفته سبحانه ان يوصلكم الى الله تعالى لقوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما. وان لا اله الا الله فهل انتم مسلمون ان يسلموا له ايها الكفار؟ من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها يا زارها وترك الاخرة كقوله تعالى من كان يريد العاجلة الاية يوفي اليهم اعمالهم فيها اي نخلق نتائج اعمالهم لقوله تعالى كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا وهم فيها لا يبخسون ان وافق سعيهم الاسباب الطبيعية لمرادهم لقوله تعالى تعجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ولنعم ما قيل عرفت ربي بفسخ العزائم وقول الشاعر ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. اولئك الذين اثروا الحياة الدنيا ليس لهم في الاخرة الا النار لقوله تعالى فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة خلاقك نعم ما قيل عرفت ربي بفسخ العزائم هذا يروى عن بعض السلف. ان الانسان عنده عزيمة وشدة ثم يجد من نفسه تركا لها. هذا دليل على ان هناك من يتصرف في نفس الانسان. والبيت الثاني تجري الرياح بما لا تشتهي السفن هكذا المشهور. وقال بعضهم الصواب لا تشتهي السفن. والسفن اسم السافل وهو قبطان السفينة. نعم. وحبط الايضاع ولم يفد ما فيها اي في الدنيا من جمع المال وغيره لقوله تعالى حاكيا عن الكفار ما اغنى عني ما لي هلك عني سلطانية ضائع ما كانوا يعملون لقوله تعالى اعلموا ان اعلموا انما الحياة الدنيا لعب وله وزينة وتفاخر بينكم ثم تكاثروا في الاموال والاولاد. افمن كان على بينة من ربه اي على هداية منزلة من الله لقوله تعالى اولم تأتيهم بينة ما في الصحف الاولى؟ ويتلوه ان يؤيده شاهد منه اي ملك يسدده من الله تعالى لقوله تعالى ان الذي قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزلوا. تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي ان كنتم توعدون. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ومن قبله كتاب موسى اماما اماما اماما مع معطو فيه حال من كتاب. ان يؤيدوه على ما هو عليه من الكتب السابقة لقوله تعالى اولئك هم الفاسقون. هو ربكم يفعل بكم ما يشاء وله اليه ترجعون. ام يقولون مشركوا مكة افترى ومحمد قل ان افتريته فعلي اجرامي. وانا بريء مما تجرمون لقوله تعالى ولا تزر وازرة هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى والخبر محذوف اي من كان طالبا للاخرة عاملا على هداية ربه كمن هو طالب الدنيا لا لقوله تعالى افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر اولو الباب اولئك الموصوفون يؤمنون به اي بالقرآن حقيقة لقوله تعالى اولئك على هدى من ربهم اولئك هم المفلحون. ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تكفي برية منه اي من القرب وانه الحق من ربك ولكن اكثر الناس لا يؤمنون بل ينسبون الصادقين الى الافتراء. ومن نظلم ان من افترى على الله كذبا بادعاء الالهام والوحي او الرؤيا اولئك يعرضون على ربهم عذاب ربهم لا على ربهم نفسه لقوله تعالى ويوم يعرض الذين كفروا على النار. وقوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ويقول نشهد ان الملائكة لقوله تعالى وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد. هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين. الذين يصدون الناس عن سبيل الله ويبغونه يطلبون فيها عوجاهم بالاخرة هم كافرون. اولئك لم يكونوا معجزين في الارض وما كان لهم من دون الله من اولياء ينصرونهم ويحفظونهم من عذاب الله. لقوله تعالى ما للظالمين من حبيب ولا شفيع يطاع يضاعف لهم العذاب لضلالتهم لاجل انه ما كانوا اي لم يكونوا يستطيعون السمع في الدنيا وما كانوا يبصرون لفرط غباء بقوله تعالى صموا بكم عميوا فهم لا يرجعون. اولئك الذين خسروا انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون لا جرم انهم في الاخرة هم الاخسرون. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واخبتوا الى ربهم انقطعوا اليه من الدنيا وما فيها لقوله تعالى وتبتل اليه تبديلا. اولئك اصحاب الجنة وفيها خالدون مثل الفريقين المهتدي والمعتدي كالاعمى والاصم والبصير والسميع. نشر اشهر على ترتيب اللفظ هل يستويان مثلا لا لقوله تعالى اف هل يستويان مثلا لا لقوله تعالى الا افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون. افلا تذكرون فترغبوا في الاخرة لانها خير وابقى ولتمييز الاعمى والبصير لقد ارسلنا نوحا الى قومه قائلا اني لكم نذير مبين الا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم اليم. فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك الا بشرا مثلنا والرسول ينبغي ان يكون ملكا لقوله تعالى وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا وبعث الله بشرا رسولا قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا وما نراك اتبعك الا الذين هم مرازلنا خدامنا بادئ الرأي ليس لهم خوض ولا فكر بامر من الامور وما نرى علينا من فضل صرتم مستحقين به لشرف الايمان لقوله تعالى لو كان خيرا ما سبقونا اليه. بل نظنكم كاذبين قال قم ارأيتم اخبروني ان كنت على بينة هداية من ربي واتاني رحمة من عنده فعميت عليكم. اي صرتم دنيا عميانا عنها الزمكموها وانتم لها كارهون. والحال انه لا اكراه في الدين. ويا قومنا اسألكم اي على تبليغ ما لن نجري الا على الله وما انا بطارد الذين امنوا الذين تكرهون مجالستهم انهم ملاقوا ربهم لاخلاصهم وان كانوا قليلي ذات اليد لقوله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم. ولكني اراكم قوما تجهلون في هذا الاصرار على طردهم من عندي. ويا قوم من ينصرني من الله ان طردتم وهم مخلصون لله فصرت معاتبا من الله تعالى لقوله تعالى عبس وتولى ان جاءه الاعمى. افلا تذكرون ولا اقول لكم لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول اني ملك بل ما انا الا بشر مثلكم. ولكن ان الله يمن على من يشاء من عباده. ولا اقول للذين تزدري تحتقر اعينكم انه لن يؤتيهم الله وخيرا كما تزعمون لقوله تعالى لو كان خيرا ما سبقونا اليه. الله اعلم بما في انفسهم اني اذا ان فعلت ما تامروني لمن الظالمين. قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا من العذاب كنت من صادقين. قال انما يأتيكم به الله ان شاء وما انتم بمعجزين اياه. ولا ينفعكم حين رجوا انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم بان كنتم بان كنتم بلغتم درجات الضلالة بحيث يختم الله على القلوب. لقوله تعالى ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن فلا تبتأس فلا تحزن بما كانوا يفعلون. من الكفر والشرك واصنع الفلك باعيننا اي نراك حيثما كنت وحيناك ما اوحينا اليك ولا تخاطبني في الذين ظلموا بالدعاء لهم انهم مغرضون في علم الله وتقديره. ويصنع ويصنع نحن الفلك بالهام الله وكلما مر لهم من قومه سخروا منه لانه عليه السلام كان قد اخبرهم بغرقهم قبل بغرقهم بالمطر. قال تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون. فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل ينزل عليه عذاب باب مقيم. حتى ابتدائي اي واذا اي اذ جاء امرنا وفارت النور ايثار وجه الارض ماء لقوله تعالى وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر قوله تعالى وقيل يا ارض بلعي سماءك ويا سماء اقلعي. هذا احد الاقوال في معنى وفار التنور اي وجه الارض. والقول الثاني وهو الموافق لظاهر النص المقصود بالتنور التنور الذي كان يخبز فيه الخبز في اه الذي كان عند المؤمنين وهم يصنعون السفينة. فكان هناك تنور صنعوه يأكلون يطبخون فيه الخبز ويصنعون السفينة. فالله عز وجل اعطاه علامة انه اذا خرج الماء من هذا التنور فاركب انت ومن معك السفينة ولا تبقوا على وجه الارض. نعم لك زوجين اثنين واهلك عيالك المؤمنين الا من سبق عليه القول اي حكم بغرقه لكفره. ومن امن على اهلك وما امن معه الا قليل. وقال نوح اركب فيها بسم الله مجراها ومرساها يحبسها حيث يشاء ان ربي لغفور رحيم. وهي تجري بهم اي الراكبين في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزله يا بني اركب معنا الفلك. ولا تكن مع الكافرين. قال سآوي الى اعجبني يعصمني من الماء لانه ارفع. قال نوح لا عاصم اليوم من امر الله لا الجبال ولا الاشجار الا من رحم الله فهو مرحوم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين. وقيل بعد اهلاك الكافرين يا ارض اشربي ماءك ويا سماء اقلعي امسكي وغيض الماء يبس وقضي الامر امر اهلاك الكفار واستوت الفلك على جبل جودي وقيل بعدا. وقيل بعدا عن رحمة الله للقوم الظالمين. ونادى ربه قبل هلاكهم فقال ربي ان بني من اهلي وان وعدك الحق فهم فهم فهم عليه السلام بقوله تعالى احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك نجاة كل واحد من اهله. ولم يبادر ذهنه الى المستثنى بقوله تعالى الا من سبق عليه القول بعدم التصريح باسمائهم. وانت احكم الحاكمين تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد قال الله يا نوح انه ليس من اهلك الموعود بنجاتهم انه اي ان عمله عمل غير صالح فهو في المستثنى. فلا لما ليس لك به علم بصحته اني اعظك ان تكون من الجاهلين الغافلين بقيود الاحكام والاخبار قال ربياني اعوذ بك ان نسألك ما ليس لي به علم بصحته وجوازه. والا تغفر لي وترحمني والا تغفر لي هذا الذنب وترحمني اكن من الخاسرين. يعني لما ركب السفينة نوح ومن معه ابى ابنه وزوجته الركوب ابى يا الركوب. فسأل ابنه فسأل الله النجاة لابنه. وقيل ان زوجته ركبت لكن كانت تظهر النفاق لكن هذا بعيد. الظاهر انها غرقت وانها ماتت على الكفر لظاهر القرآن. نعم قيل بعد هلاك الكفار من الله يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى امم مما وامم اخرى في اقطاع العالم لقوله تعالى وابرقنا الذين كذبوا باياتنا سنمتعهم ثم يمسهم ان عذاب اليم على كفرهم. تلك الاخبار من احوال الرسل من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا القرآن. فاصبر ان العاقبة الامرين المتقين لقوله تعالى كتب الله لاغلبن انا ورسلي وارسلنا الى عاد اخاهم هودا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غير انتم في هذا الشأن الا مفترون حيث تعبدون وتدعون غير الله يا قومي لا اسألكم عليه اجرا لنجزي الا على الله الذي فطرني فلا تعقلون ان من كان غير طامع في شيء فهو احق بالاتباع لقوله تعالى يا قوم اتبعوا اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهتدون. ويا قوم استغفروا ربكم على ذنوبكم ثم توبوا اليه الامر السار للاستمرار مر مثله انفا يرسل السماء اي المطر عليكم مدرارا ويزدكم قوة منظمة الى قوتكم السابقة. ولا تتولوا مجرمين قالوا يا هود ما جئتنا بينة وما نحن بتاركي الهتنا عن قولك اي بقولك فقط وما نحن لك بمؤمنين ان نقول نظن الا اعتراك مسك بعض الهتنا اي شريعة الغضب من الهتنا بسوء على سوء ادبك قال اني اشهد الله على تبليغي اياكم. واشهد اني بريء مما تشركون من دونه اي من عبادتكم فكيدوني جميعا سم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا فهو اخذ بناصيتها اخذ الناصية كناية عن القبض التام. اي كل ما يدب على الارض ففي قبضته سبحانه لقوله تعالى الا فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء فكيف فكيف تضرونني ان ربي على صراط مستقيم اي الصراط المستقيم والتوحيد يوصل اليه لقوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه في ظروف الجزاء محذوف والدليل على الجزاء قائم مقامه وهو فقد ابلغتكم ما ارسلت به اليكم من الاحكام ويستخلف ربي قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم ولا تضرونه شيئا بل تضرون انفسكم ان ربي على كل شيء حفيظ شهيد لما جاء امرنا نجيناه والذين امنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ شديد وتلك عاد قوم هود جحدوا بايات ربهم وعصوا رسله واتبعوا امر كل جبار عنيد. معاند للحق وهم جاءوا بقوله تعالى حاكما على الكفار ربنا انا اطعنا سعادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا واتبعوا في هذه الدنيا لعنته ويوم القيامة ايضا الا ان عادا كفروا ربهم على بعدا هلاكا لعاد اليهود وارسلنا الى ثمود اخاهم صالحا قال ايضا يا قوم اعبد الله وحده ما لكم من اله غيره وانشأكم من الارض واستعمركم فيها بتكفيكم واستغفروه على ذنوبكم. ثم توبوا اليه مر مثله. ان ربي قريب مجيب للدعوات. قالوا يا قد كنت فينا مرجوا نرجو خيرك لصلاحك قبل هذا قبل ما تقول وتنهانا عن ان نعبد ما يعبد اباؤنا ان ننال في شك الخلاف مما تدعوننا اليه مريب. صفة للشك اي خلاف شديد. قال صالح يا ورأيت منكم كنت على بينة من ربي واتاني منه رحمة فمن ينصرني منه. فمن ينصرني من الله من عذاب الله ان عصيته كما تريدون مني كما تريدون مني من ترك التبليغ فما تزيدونني غير تخسير اي تصيرون سببا خسران عاقبتي كقوله تعالى يدعون من ضره اقرب من نفعه. ويا قوم هذه ناقة الله لكم اية فذروها تأكل في ارض الله حصتها. لقوله تعالى لها شروا ولكم شرك يوم معلوم. ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب سريع فعقروها قتلوها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ثم بعد ذلك تهلكون ذلك وعد غير مكذوب. فلما جاء امرنا بالاهلاك نجينا صالحا والذين امنوا معه برحمة منا من عذاب الدنيا ومن خزي يومئذ يوم القيامة ان ربك هو القوي العزيز لا يغالبه احد. واخذ الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين باركين على ركبهم كأن لم يغنوا فيها الا ان ثمود كفروا ربهم لاجل ذلك اهلكوا الا بعدا هلاك اللثمود. لقوله تعالى الا بعدا لمدينة كما بعدت ثمود ستأتي. واقبل يومئذ هل يفتح الميم او يكسر؟ احيانا يكون معرب فحينئذ يكسر يومئذ. ومن خزي يوم واحيانا يكون مبنيا يومئذ بحسب الاعراب. نعم ولقد جاءت رسلنا الملائكة ابراهيم بالبشرى ببشارة الولد اسحاق قالوا متمثلين متمثلين نشر السلاما اي السلام عليكم. قال سلام اي السلام عليكم فما لبث ابراهيم وان جاء بعجل حرير مشوي اي يا ابطأ في اتيان اللحم المشوي لظنه انهم ضيف. فلما رايته لا تصل اليه اي العجل نكرهما لم يألف بهم وجد منه خيبة لما انهم لم يأكلوا مأدبته وحسب انهم مبغضون عليه. وظهر حاله عليه بقوله تعالى منكم ودينون قالوا لا تخفنا ارسلنا الى قوم لوط لي اهلاكهم وامرأتوا قائمة فضحكت مسرورة على سوء مال قوم لوط فبشرناها بملائكتنا باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. قالت مستعجبة يا ويلتا ونعجز وهذا بعدي شيخا حال ان هذا لشيء عجيب. قالوا اي الملائكة اتعجبين من امر الله وانما امره واذا اراد شينا يقول له كن فيكون. يعني هذا التفسير من احسن التفاسير. وامرأته قائمة فظحكت على سوء مآل قوم لوط ونجاة لوط عليه السلام. لانها كانت تسمع من لوط عليه السلام ما كانوا يقومون به ضده اما من قال وامرأته قائمة فضحكت يعني حاضت هذا تفسير بعيد جدا. نعم. قال قالت مستعجبة يا ويلتا لد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا حال. ان هذا لشيء عجيب. قالوا والملائكة اتعجبين من امر الله وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. رحمة الله وبركاته عليكم يا اهل البيت زوجة ابراهيم انه حميد مجيد يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. فلما ذهب عن ابراهيم الروع وهي الخوف وجاءت البشرى يجادلنا في شأن قوم لوط لوط لا يرضى بهلاكهم ويترحم عليهم. ان ابراهيم لحليم قواه الكثير منيب الى الله تعالى قالت الملائكة المرسلة يا ابراهيم واعظا هذا انه قد جاء امر ربك به وانهم اتهم عذاب غير مردود. لقوله تعالى لا يرد باسوء عن قوم مجرمين. ولما جاءت رسلنا متمثلين بشرا سيء بهم وضاق بهم ذرعا صدرا لما انهم جاؤوا على هيئة المرض. وقال هذا يوم شديد علي وجاءه قومه يهرعون يسرعون اليه لاخذهم بارادة فاسدة. ومن قبل كانوا يعملون السيئات اللواط قال لوط لما راهم يا قوم هؤلاء بنات يطهر لكم منهم منهم بالنكاح فانكحون لقوله تعالى واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم خاطب بهذا الكلام رؤساءهم كقوله تعالى يا ايها النبي جاهدوا والمنافقين فاندفع ما توهم من لزوم كون بناته مشتركة مشتركة بينهم. فاتقوا الله في هذا الشأن ولا في ضيفي بهتك عزتهم اي عرضهم اليس منكم رجل رشيد مهتد ذو عقل سليم يمنعكم. قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق الرغبة وانك لتعلم ما نريد من الاتيان في ادبار الرجال نعوذ بالله. قال عيسى بن نور التبني لو ان لي بكم قوة فا هواوي الى ركن شديد حام وناصري ينصرني لقوله تعالى فتولى بركنه. قالوا اي الملائكة يا لوط لا تحزن انا رسل ربك ان يصلوا اليك لاخذ نفس باهلك بقطع بحصة من الليل. ولا يلتفت منكم احد على عقبه الا امرأتك انه ايش شأن اصيبها ما اصابه ان موعده الصبح طلب عليه السلام العجلة. فقالوا اليس الصبح بقريب؟ فلما جاء امرنا وقت امرنا باهلاكهم اجعلنا عانيها سافها يسقطنا سقف بيوتهم عليه لقوله تعالى قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانه من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون وامطرنا عليهم حجارة من سجيل طين مطبوخ منضود متتابع. وسومة مسومة معينة عند ربك للمسرفين وما هي من الظالمين ببعيد. اي هم كانوا يستحقونها والمعنى ان من كان منهم تحت السقف اسقطنا عليهم ومن كان في البيت ومن كان في البيتاء ذاك اسقطنا عليهم حجارة منضودة فاندفع ماتوهما من كونه الحجارة بعد موتهم عبس هنا في قوله جعلنا عاليها سافلها فسر الشيخ هذا التفسير باللازم وهو اسقاط السقف من البيوت عليهم. ولكن المشهور ان جعل نعاليها سافلة وقلب آآ الديار باكملها. قلب الديار باكملها فصارت سقف البيوت في الاسفل واصل البيوت في الاعلى لانها انقلبت نعم. وارسلنا الى اهل مدينة اخاهم شعيبا قال يا قومي اعبدوا الله وحده ما لكم من اله غيره ولا تنقص المكيال والميزان. لقوله تعالى ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم من وزنوهم يخسرون. اني اراكم بخير عندكم مال كثير واني اخاف عليكم عذاب يوم محيط المحيط الذي يحيطكم بالعذاب نصرتم على هذا ويا قوم اوفوا المكيال والميزان بالقسط بالعدل ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثروا بالارض مفسدين المعاصي بقية الله اتاكم الله من الربح الحلال لقوله تعالى ولتبتغوا من من فضله خير لكم ان كنتم مؤمنين بالله ونعم وما انا عليكم بحفيظ لقوله تعالى لست عليهم بمسيطر. قالوا مستهزئين به عليه السلام يا شعيب. صلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد ابائنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء بالكيل والميزان انك لنت الحليم الرشيد استهزأوا به عليه السلام. قال يا رأيتم اخبروني كنتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا حلالا طيبا وما اريد ان اخالفكم ذاهبا الى ما نهاكم عنه لقوله تعالى لم تقولون ما لا تفعلون كبرا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. ان اريد الا الاصلاحا ما افسدتم بالمعاصي ما استطعتم وما توفيق استطاعتي الا بالله لقوله تعالى واصبروا ما صبرك الا بالله عليه توكلت واليه انيب وارجع في نبوري كلها اليك لقوله تعالى فسبحان فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون. ويا قوم لا يضربنكم شقاقي خلافي وعنادي على يصيبكم اي على ان تخالفوا ما امركم فيصيبكم مثل ما اصاب قوم نوحنا وقوم هود وقوم صالح. وما قوم لوط منكم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه امر بالتوبة وامر التوبة للاستمرار مر مثله ان ربي رحيم ودود كثير المحبة لكم كقوله تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم. قال يا شعيب ما نفقه نفهم كثيرا مما تقول اي ما يتعلق بالدين وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهتك عشيرتك لرجمناك وما انت علينا قال شعيب يا قومي رضي اعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهري منبوذا متروكا اعرضتم عنه كقوله تعالى ان الذين لا يؤمنون في الاخرة عن الصراط لناكئون. ان ربي ما تعملون محيطون. ويا قوم اعملوا على مكانتكم طريقتكم. اني عامل سوف تعلمون ميت عذاب يخزي وهو بنو كاذب. كقوله تعالى فسوف تعلمون من يأتي عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم. وارتقبوا انتظروا العذاب اني معكم رقيب عليكم بقوله تعالى وانتظر انهم منتظرون ولما جاء امرنا باهلاكهم نجينا شعيبا والذين امنوا معه رحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة واصبحوا في ديارهم جاثمين باركين على الركب ميتين كأن لم يغنوا فيها الا بعدا لمدينة ما بعدت هلكت ثمود بعذاب الله. وفي جملة الرسل لقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان المبين معجزات قاهرة لقوله تعالى فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين. الى فرعون وملأه فاتبعوا اي ملأه امر العون وما امر فرعون برشيد بهداية يقضوا قومه يوم القيامة فاوردهم. فاوردهم ان يورده هم النار وبئس الورد اي دخولهم المورود ايهم انفسهم لقوله تعالى هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم انهم واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة بئس الرفق والتابع بهم اللعنة ايهما انفسهم؟ ذلك الخبر من انباء القرى نقصه عليك منها قائم واهلك واهلك اهلها مثل مصر. ومنها حصيد خراب لا يرى مساكنها كقراعات لقوله تعالى فهل ترى لهم من باقية؟ وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم بالكفر معاصي فما اغنت عنهم الهتهم التي يدعون بها دون الله من شيء لما جاء امر ربك بل وما زال غير تثبيب تقصير. لقوله تعالى يدعون من ضره اقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد لا يستطيع احد رده لقوله تعالى الا لا معقب لحكمه. ان في ذلك لاية لمن خاف عذابا الاخرة. كقوله تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. بالذكر لاتفاعه بها لقوله تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ذلك يوم مجموع له الناس ويفيه وذلك يوم مشهود يشهده الاولون والاخر لقوله تعالى قل ان الاولين والاخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم وانخره اي اي اليوم مشهود الا لاجل معدود الى اجل معلوم عندنا لقوله تعالى ان الله عنده علم الساعة. يوم ياتي ذلك اليوم تتكلم نفس الا اذا تكلم نفس فضلا عن ان تشفع الا باذنه لقوله تعالى وخشعت الاصوات للرحمن لا تسمع الا همسا فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم وسعيد كافر ومؤمن لقوله تعالى هذان وان اختصموا في ربهم فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير اعلى صوت الحمار شهيق اخفضها خالد فيها ما دامت السماوات المتبدلة والارض متغيرة لقوله تعالى يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار الا ما شاء ربك فيخرجهم ويعفو عنهم ان شاء لقوله تعالى ان ربك فعال لما يريد المقصود ما دامت السماوات والارض الالف واللام للعهد اي سماوات الاخرة وارض الاخرة الاخرة سقف الجنة وارض الاخرة ارض الجنة وارض النار وسقف النار هذا المقصود بالسموات هناك ولذلك اذ قال السماوات المتبدلة والارض المتغيرة. نعم. واما الذين سعدوا اي الذين امنوا وعملوا في الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك هذه المشيئة ممكنة عامة لا تحقق لها لقوله تعالى عطاء غير مجذوز وقوله تعالى فله اجر غير ممنون لما كان هذا عاقبتهم فلا تكن في مرية مما يعبد هؤلاء في شك من كون عبادتهم افتراء على الله موجبة لخسران عاقبتهم ما يعبدون الا كما يعبد اباؤهم من قبل بالجهالة والضلالة قوله تعالى او لو كان اباءهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون. وانا لموفوهم وانا لموفوهم كلا الفريقين نصيبا غير منقوص من غير نقصان ولقد اتينا موسى الكتاب التوراة لا اختلف فيه ثبت ثبت البعض على الايمان وكفر البعض. لقوله تعالى ولو شاء الله مقتتة الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر. ولولا كلمة سبقت من ربك بالفصل بعد الموت بعد الموت يوم القيامة لقوله تعالى ان ربك ويفصل بينهم يوم القيامة ما كانوا فيه يختلفون. لقضي بينهم في الدنيا انهم لفي شك منه مريبين كالكفار مكة في خلاف شديد من القرآن. وان كلا لما ليوفينهم ربهم اعمالهم لما مزيدة انه بما يعملون خبير. فاستقم كما امرت وما تاب معك من المسلمين ولا تطغوا فيه اي لا تغروا بابداع الشركات او المبدعات. لقوله تعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انه بما تعملون بصير. ولا تركنوا الى الذين ظلموا اي عدلوا عن الحق في امر الدين فتمسكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لتنصرون. يعني قوله لما ليوفينهم لما مزيدا الصواب انها ليست مزيدة وانما لما للترقب المستقبلي وقوله لا تغلو فيه بابداع الشركات اي شركيات مبدعات اي المبتدعات. نعم. واقم الصلاة. واقم الصلاة طرفي النهار الصبح والظهر والعصر والمغرب كما قام صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتذكرون. وزلفناء في وقت اي في وقت قليل من الليل اي العشاء لقوله تعالى ومن بعد صلاة العشاء ان الحسنات يذهبن ان الحسنات يذهبن يغلبن السيئات انفع ان فعل الحسنات نادما على السيئات لقوله تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا للذنوب ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون وكانت السيئات اصغر لقوله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. او تاب مخلصا لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار فهذه ثلاث لتكفير السيئات والتوبة اعلاها وافضلها. لقوله تعالى الا ما تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم سيئاتهم حسنات وقوله عليه السلام التائب من الذنب كمن لا ذنب لهو الحديث. ذلك ذكرى للذاكرين المتعظين واصبر فان الله الله لا يضيع اجر المحسنين لقوله تعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا. فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ذو عقل ينهون عن الفساد في الارض الا قليلا ممن اتينا منهم واتبع الذين ظلموا ما اترفوا ان عملوا فيهم من النعمايين انهمكوا في نعمائهم وكانوا مجرمين عطف على ظلموا لقوله تعالى واذا انعمنا على الانسان اعرض ولا بجانبه. هنا قوله وبقية قال ذوو عقل ويمكن يفسر من قبلكم اولو بقية اي بقية باقية سيروا على نهج من سلف. وهذا التفسير ادق قلوب يعني ناس آآ قلة على سير السابقين على منهج المتقدمين من الدين من اهل الدين نعم. وما كان ربك ليهلك القرى بظلم اي بلا ذنب واهلها مصلحون لقوله تعالى ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم امنتم وكان الله شاكرا عليما. ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة جعلهم على وحدة الخيال في الدين والدنيا لقوله تعالى ولو جئنا لاتينا كل نفس ولا يزالون مختلفين في امر الدين بل وقع بل وفي امر الدنيا ايضا كما هو مشاهد الا من رحم ربك اي من يوفقه فهو يأخذ الحق لقوله تعالى من يهدي الله فهو المهتد. ولذلك اي على اختلاف الطبائع خلقه فمنهم فمنهم حليم ومنهم يبغيض ومنهم سعيد ومنهم شقي. لقوله تعالى انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا. وتمت كلمة ربك صدق ما اخبر الله مما صدق احسن الله اليك. اي صدق ما اخبر الله من ملئ جهنم اني لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين اي من النوعين كليهما لا من كلهم لقوله تعالى لاملأن جهنم منك وممن تبعك منهم وقل تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وقت الاضطراب لقوله تعالى تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل لهذا فاصبر ان العاقبة للمتقين. وقوله تعالى فاصبر كما صبر اولي العزم من الرسل ولا تستعجل لهم سورة الحق ايضا وموعظة وذكرى للمؤمنين لانهم منتفعون بها. وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانة على مكانتكم طريقتكم انا عاملون وانتظروا ما توعدون انا منتظرون ليس في وسعنا ان نأتي به لقوله تعالى قل لو ان عندي ما تستعجلون به لقضي الامر بيني وبينكم. ولله غيب السماوات ولا ضي لا يعلمها احد الا بالقائه بقوله تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. واليه يرجع الامر كله واي بيد اختيار وكل شيء بيده ملكوت كل شيء. فاعبده ويوحده ولا تشرك به وتوكل عليه لا على غيره. لقوله تعالى وعلى الله فليتوكل المؤمنون وما ربك بغافل عما تعملون لقوله تعالى انه بما يعملون خبير سورة يوسف ذكية وهي مئة واحدى عشرة اية. بسم الله الرحمن الرحيم انا الله ارى تلك ايات الكتاب المبين الذي منه يتبين كل شيء ان وهو علم الله لقوله تعالى وانه في ام الكتاب لدينا لعني حكيم. انا انزلناه الكتاب السماوي حال كونه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون لكونكم عرب العرباء. نحن نقص عليك احسن القصص عبرة وتبصرة بما اوحينا اليك هذا القرآن ما مصدرية اي بوحينا وان وان مخففتنا اي انك كنت من قبله لمن الغافلين من امر الدين لقوله تعالى ما كنت تدري الكتاب ولا الايمان ولكن اجعلنا امورا نهدي به من نشاء من عبادنا. اذكر اذ قال يوسف وهو رائق لابيه يا ابتي اني رأيته في المنام اي في المنام قوله تعالى هذا تأويل رؤياي من قبل كما سيأتي احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيته ساجدين. قال ابوه يعقوب عليه السلام يا بني لا تقصد تذكر رؤياك على اخوتك فيفهموها ويحسدوك عليها فيكيدوا لك كيدا. ان الشيطان عدو مبين. يأمر بالفحشاء والمنكر والبغي. وكذلك كما اراك هذه الرؤيا ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث التفكر في الامور الواقعة والاتية من الملكية والسياسية لقوله تعالى تأويل فيشمل تعبير الرؤيا. ويتم نعمته عليك بالنبوة وعلى ال يعقوب. كما تمها على بوئك من قبل وابراهيم واسحاق ان ربك عليم يعلم قابلها لقوله تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته حكيم ويتم امره بالحكمة كيف كما فعل. لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائل ايات مانعة عن الحسد فكيف يحسدونك لقوله تعالى ليحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما طيبات اذكروا اذ قال اذ قالوا اخوة يوسف بعدما رأوا ود ابيهم ليوسف ليوسف ليوسف اخوه بنيامين احب الى ابينا منا ونحن عصبة الجماعة قوية. انا ما نال في ضلال مبين حيث يعرض عن من يفيد الى من لا يفيد اقتلوا يصغى واطرحوا ارضا اتركوه في ارض يخلو لكم وجه ابيكم حيث لا يكون لهم واجه حيث لا يكون لهم واجها وتكونوا من بعده قوما صالحين بالتوبة والاستغفار لان الله هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. قال ان يقتل مؤمنا الا خطأ والقوه في غيابة الجب اي ظلمات البئر يلتقطه بعض سيارة مسافر الواردين عليها حيا ان كنتم فاعلين فسلموا فسلموا واجمعوا على هذا الرأي فاتفقوا عليه وقالوا يا ابانا ما لك لا تمنع على يوسف وانا له لناصحون اي مخلصون. قال ماذا قالوا وارسلوا معنا غدا يرتع يأكل الثمرات يعني وانا له لحافظون ان يصيبه شيء. قال يعقوب اني ليحزنني ان تذهبوا به اذا بكم اياه واخاف ان ياكله الذئب وانتم عنه غافلون مشغولون باشغالكم قالوا وقد تلقوا من ابيهم امكانا بالذئب لانك له الذئب ونحن عصبة انا اذا لخاسرون اي بل يفسرون فاجازهم يعقوب لاذهابه. فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب فعلوا ما واوحينا اليه ان يلهمنا الى يوسف لتنبئنهم بابيهم هذا وهم لا يشعرون. وهم لا يشعرون بك قبل اخبارك اياهم رجاءوا بعد ما فعلوا ما فعلوا واباهم عشاء يبكون بل يتباكون. قالوا يا ابانا انا ذهبنا لا نستبق اي نسابق بيننا وتركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب. اظهروا ما تلقوا من قول ابيهم ومات بمؤمن لنا قال كنا صادقين لانك سيء الظن فينا. وجاءوا على قميصه بدم كذب مصنوع العلم عنده بذبح الشاة قال بل سولت زينت لكم انفسكم امرا. قال بل سولت زينت لكم انفسكم امرا فصبر جميل بامري وشأني صبر جميل لقوله تعالى الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون والله المستعان على ما تصفون لقوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة. احسنت بارك الله فيك. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد الملتقى غدا ان شاء الله نسأل الله عز وجل لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك