في سورة البقرة ذكر الله بعض قبائح بني اسرائيل. كتحريف كلام الله وادعائهم بانهم احباب الله. وان النار لن تمسهم الا اياما معدودة. الى اخر بما هم عليه من الامان الكاذبة ومدى القلوب وسببها لمراتب الاحسان وبحكمة احياها بخلاصة التفسير للقرآن. لا تهجر فهو الشفيع لنا بيوم حسابي وهو المعلم يا اولي الالباب. هي بنا نحيا به هيا بنا بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام امام الله ثم يحرفونه ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون قبل ان تواصل الايات ذكر خطايا بني اسرائيل. ورد هنا تيئيس المسلمين. الذين يطمعون فيه بني اسرائيل ويحاولون ان يبثوا في قلوبهم الايمان. بانه لا مطمع ولا رجاء في ان يؤمن امثال هؤلاء. فللايمان طبيعة اخرى واستعداد اخر. الطبيعة المؤمنة طبيعة سمحة هينة لينة مفتوحة المنافذ للنور. اما هؤلاء فقد فطروا على الضلال وجبلوا على العناد افتطمعون ان يؤمنوا لكم. اي هل ترجون يا معشر المؤمنين ان يسلم اليهود ويدخل في دينكم. والحال ان طائفة من احبارهم وعلمائهم كانوا يسمعون كلام الله المنزل عليهم في التوراة. ثم يحرفونه بتغيير الفاظه ومعانيه. من بعد ما وظبطوه بعقولهم. وهم يعلمون انهم يرتكبون الجريمة. مدركون ذلك عن علم وبصيرة لا عن خطأ او نسيان. ومن نماذج تحريفهم ما روي ان احبار اليهود خافوا زوال رئاستهم. فعمدوا الى وصف النبي عليه الصلاة والسلام في التوراة. حسن الوجه انا الشاعري اكحل العينين ابيض ربعة. فغيروها. وكتبوا مكانها طويل ازرق قل عينين سبطوا الشعر. فاذا سألهم العامة عن ذلك قرأوا عليهم كلامهم المحرف. فيجدون دونه مخالفا لما في التوراة فيكذبونه واذا نقل الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاج به عند ربكم افلا تعقلون هذه الاية تشير الى ممارسة بعض اليهود للنفاق ان اجتمعوا باصحاب النبي عليه الصلاة والسلام اعترفوا لهم بصدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام وصحة سعادته. وهذا ما تشهد له التوراة. لكن اذا انفرد واختلى بعضهم لبعض اخذوا قاومون ويعاتبون بعضهم بعضا بسبب هذه الاعترافات. بدعوى ان المسلمين سيقيمون بها حجة عليهم عند الله يوم القيامة. ويقول بعضهم لبعض افلا تعقلون اي اليست لكم عقول تمنعكم من الاعتراف للمسلمين بصدق نبوة محمد عليه الصلاة والسلام حتى لا تكون حجة عليكم يوم القيامة ويا للسخرية حين يقول بعضهم لبعض افلا تعقلون عن اي عقل او تعقل تتحدثون؟ فاسمع كيف كان رد الله عليهم في الاية التالية اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ما هذا الجهل؟ كيف فسد ذوق القوم وساء فهمهم؟ حتى اعتقدوا ان ما يخفونه يمكن اخفاؤه على الله. الا يعلم هؤلاء اليهود ان الله يعلم حقيقة ما يخفونه من كفر وحقد وما يظهرونه من ايمان ود. فكيف يقولون ذلك وهم يزعمون الايمان هذا حال احبارهم وعلمائهم. فكيف حال عوامهم الذين قلدوهم الاية التالية تكشف حالهم اعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون نون وفي اليهود طائفة من العوام ليسوا من اهل العلم. لا يمكنهم الاطلاع على ماء في التوراة بانفسهم فلا يعرفون من دينهم الا الاكاذيب. التي سمعوها. والاماني الخادعة التي مناهم هم بها احبارهم من انهم شعب الله المختار. وانهم ابناء الله واحباؤه. وان الجنة خالصة لهم وان النار لن تمسهم الا اياما معدودة. الى غير ذلك من الاماني الفارغة وان هم الا يظنون. اي وما هم على يقين ثابت من امر دينهم. بل هم فقط مقلدون لابائهم واحبارهم تقليد اهل العمى. فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما ايكسبون احدى خطايا اولئك الاحبار. انهم حرفوا التوراة. وكتبوا تلك الايات المحرفة بايديهم. ثم يقولون كذبا لاتباعهم الاميين هذا من نصوص التوراة. مع انهم كتبوها بايديهم ان ونسبوها الى الله كذبا وزورا. وسبب تحريفهم للدين لينالوا به عرض الدنيا وحطامها الفاني. هؤلاء المحرفون لدين الله. هددهم الله تعالى بالويل في الاية ثلاث مرات. فويل فويل وويل لثلاثة اسباب. ويل لهم لانهم حرفوا كلام الله. وويل لهم لانهم ضللوا العوام. وويل لهم لانهم اخذوا مقابل هذا التحريف ثمنا دنيويا بخسا تافها. من مال او رئاسة او فويل لهم مما يكسبونه من السحت والحرام. والويل هو الهلاك اكو العذاب والدمار الذي ينتظرهم في الاخرة. وقالوا تمسنا النار الا اياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فليتخلف الله عهده ان تقولون على الله ما لا تعلمون. ومن افتراعات اليهود انهم قالوا كذبا وزورا لن ندخل النار الا اياما قليلة معدودة. فامر الله تعالى نبيه وعليه الصلاة والسلام ان يرد عليهم. ويقول لهم على سبيل الانكار والتوبيخ. بان كلامكم هذا مجرب دعوة فما دليلها؟ ولاي شيء لا يصيبكم النار مهما فعلتم. هل اعطاكم الله تعالى المية النفاق والعهد بذلك فاذا كان الله تعالى وعدكم بذلك فالله تعالى لا يخلف الميعاد انكم تكذبون على الله فتقولون عليه كذبا وزورا ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون هنا يأتي الجواب القاطع في دعوى اليهود عندما زعموا انهم لن يدخلوا النار الا اياما معدودة لا ليس الامر كما يتوهمون فان الله قد سن نظاما عاما شاملا لكل الخلائق. من لدن ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها. وهو ان كل من كسب سيئة الكفر وغمرته من جميع الجوانب سيجازيهم الله بدخول النار ماكثين فيها ابدا والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون. واما المؤمنون الذين جمعوا من الايمان والعمل الصالح. فهؤلاء ثوابهم عند الله دخول الجنة ماكثين فيها ابدا فمن مقتضيات الايمان ان ينبثق من القلب في صورة عمل صالح. والا فما قيمة الايمان بلا اعمال وهذا اهم درس علينا تعلمه حتى لا نضل كغيرنا. من السابقة فالايمان والاسلام عقيدة وشريعة وعبادة وتعامل واداب واخلاق. اما من يدعون الايمان والاسلام وليس لهم رصيد من العمل. فهؤلاء ليس لهم من الايمان شيء وليس لهم من ثواب الله شيء وليس لهم من عذاب الله واقى ولو تعلقوا بالاماني كامان اليهود اللهم ارزقنا الايمان والعمل الصالح امين واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل اسرائيل لا تعبدون الا الله هوى بالوالدين احسانا وذي القربى وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم معرضون الكلام عن الميثاق الذي اخذه الله على بني اسرائيل. وقد تضمن عشرة بنود. فتذكروا لها وانكروها فاذكروا يا بني اسرائيل العهد المؤكد الذي اخذناه عليكم في التوراة. بان تعبدوا الله على وحده ولا تعبدوا معه غيره. وامرناكم بان تحسنوا الى الوالدين احسانا كاملا وامرناكم بصلة الاقرباء. ودعوناكم الى رعاية الايتام. والاحسان الى المساكين المحتاجين وامرناكم ان تقولوا للناس قولا حسنا بخفض الجناح ولين الجانب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وامرناكم باقامة الصلاة وايتاء الزكاة المفروضة. لكنكم ليتم واعرظتم عن هذا الميثاق وتخلى اغلبكم عن هذه الاوامر والوصايا والمواثيق التي تكفل سعادة المجتمع وتحقق له الحياة الطيبة الهنيئة. الا قليلا منكم واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون. وتذكروا يا بني اسرائيل عهدا اخر اخذناه عليكم بالا يقتل بعضكم بعضا. والا يعتدي بعضكم على بعض اخراجي من الديار والاجلاء عن الاوطان. ثم اعترفتم واقررتم بالميثاق وبوجوب المحافظة عليه وانتم تشهدون بلزومه لكنكم نكثتم به كذلك. كما ياتي تفسير ذلك في الاية التالية ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم اسارات فادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في ايات الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون. العهد المؤكد الذي اخذه الله عليكم يا بني اسرائيل في التوراة من تحريم اراقة دماء بعضكم بعضا وتحريم اخراج بعضكم بعضا من دياركم مستعينين عليهم بالاعداء ظلما وعدوانا. هذا الميثاق لم تلتزموا به مع انه اذا وقع قومكم من اليهود اسرى في ايدي الاعداء سعيتم في دفع الفدية لتخليصهم من اسرهم فكيف تؤمنون ببعض ما في التوراة من وجوب فداء الاسرى وتكفرون ببعض ما في التوراة من صيانة الدماء ومنع اخراج بعضكم بعضا من ديارهم. وهذا الفعل المذكور في الاية مارسه اليهود الذين كانوا في المدينة زمن الوحي. وتوضيح ذلك. ان الاوس والخزرج في الجاهلية كانوا يقتتلون فيما بينهم. وفرق اليهود بنو قريظة وبنو النظير وبنو قينقاع كل فرقة منهم تحالفت مع فرقة من اهل المدينة فكان الاوس والخزرج اذا اقتتلوا تقوم فرقة من اليهود بالقتال مع الخزرجي ظدان اوس. وتقوم فرقة اخرى من اليهود بالقتال مع الاوس ظد الخزرج. في قتل اليهودي اليهودي. ويخرجه من دياره. اذا حصل جلاء ونهب. ثم اذا وضعت الحرب واوزارها وكان هناك اسرى بين الفريقين فدى اليهود بعضهم بعضا. والامور الثلاثة كلها قد فرضت عليهم في التوراة. الا يقتل بعضهم بعضا. والا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم واذا وجدوا اسيرا منهم وجب عليهم فداؤه. هذه ثلاثة. فاليهود عملوا بالاخير وتركوا الاول والثاني. فانكر الله عليهم ذلك. والذي يعبد الله تعالى بهذه الطريقة فانه لا يعبد الله وانما يعبد هواه. اذا صار الحكم الشرعي يناسبه اخذ به. واذا كان لا يناسب راوغ عنه بانواع التحريف والتماس الاعذار. قال تعالى فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا. وقد وقع ذلك فاذلهم الله وسلط المؤمنين عليهم في الاخرة فانه يرد الى اشد العذاب. وليس الله بغافل عن اعمالكم. بل هو مطلع عليها وسيجازيكم بها اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ثم اخبر الله تعالى عن سبب ذلك العصيان والعدوان. فذكر بانهم استبدلوا الحياة الدنيا بالاخرة. اثروا المال والجاه والرئاسة على الجنة وما فيها من نعيم مقيم للمؤمنين فهم باعوا اخرتهم بدنياهم. وبئس ما باعوا وبئس الثمن. فلا يخفف عنهم العذاب في الاخرة وليس لهم ناس ينصرهم يومئذ نسأل الله السلامة والعافية قال في اياته ونذوق طعم الشند في كلماته متعلمين الفقه من لمحاته. نرى به اراحنا قلوبنا بخلاصة التفسير للقرآن. قصص تعطي لنا اسم العظام تحكي لنا انباء فيها مزدجر وتكون تثبيتا قلب حبيبنا. بخلاصة التفسير للقرآن باظت التفسير للقرآن