قال حدثنا احمد ابن ابراهيم الزيدي قال حدثنا ابراهيم ابن حبيب ابن الشهيد قال حدثنا يزيد الدورقي ابو الفضل صاحب الجواليق قال كان محمد بن واسع الازدي لا يزال يجيء الى دكان فيقعد ساعة في اصحاب الجواليق الحمد لله رب البرية احمده سبحانه ولي كل نعمة واصلي واسلم على المبعوث بالرحمة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم الى يوم الدين بالتبعية وبعد فاننا نحرص كثيرا على بناء البيوت في دار الدنيا ونسعى لذلك سعيا حثيثا ونبذل في سبيله غاياتنا ونجتهد في جاده وسعنا وطاقاتنا ولكن فلنفكر كيف نبني لانفسنا بيتا او بيوتات في الجنة قال الامام ابو عبد الله ابن ماجة رحمه الله حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة واحمد بن سنان قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا له منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فاذا مات فدخل النار ورث اهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى اولئك هم الوارثون اذا ايها الاخوة ان لنا منازل في الجنان فلنبحث عن هذه الطرق الشرعية التي تكون سببا لنيل رضا رب البرية حتى نمتلك بيوتات في الجنة الابدية وها نحن مع السبب الثامن من اسباب حصول البيوتات في الجنات الا وهو دعاء السوق عن سالم ابن عبد الله ابن عمر عن ابيه عن جده رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال في السوق لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة وبنى له بيتا في الجنة رواه احمد والترمذي وابن ماجة والحاكم وحسنه الالباني في صحيح الجامع واورده الامام ابو داوود الطيالسي في مسنده قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار قهرمان ال الزبير عن سالم عن ابيه عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من دخل سوقا من هذه الاسواق فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله عز وجل له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة وبنى له قصرا في الجنة وعند العقيلي بسنده قال حدثنا احمد بن الحسين الحداء فنرى انه يذكر ربه فحدثنا قال كنت بخراسان مع قتيبة فاستأذنته في الحج فاذن لي فلقيت سالم بن عبدالله فسمعته اذكروا انه من دخل السوق فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير. كتب الله له الف الف حسنة. ومحيت عنه الف الف سيئة وبنى له بيتا في الجنة قال فلما رجعت الى خراسان قال لي قتيبة ما فتنا فحدثته بهذا الحديث فكان قتيبة يركب في الايام فيقف في السوق فيقولها ثم ينصرف قال ابراهيم كأنه يرجى لقتيبة في هذا خير وقال العقيري بعد ان اورده باسانيد متعددة وقد روى هذا الحديث عمرو بن دينار القهرمان وغيره عن سالم والاسانيد فيه فيها لين قلت وقد صححه الحاكم قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث وذكر كلام الترمذي اسناده متصل حسن ورواته ثقات اثبات. وفي ازهر ابن سنان خلاف وقال ابن عدي ارجو انه لا بأس به وصححه الالباني ايها الاخوة والاخوات ان هذا الحديث الذي جاء من طرق متعددة وكلها فيها بيان ان من قال هذا الذكر العظيم المشتمل على المحامد والتوحيد وعلى ذكر صفات الله جل وعلا في مكان لا يذكر فيه الله الا حصل له هذا الاجر العظيم الا وهو بناء بيت في الجنة. ورواية بنى له بيتا في الجنة او بنى الله له بيتا في الجنة. هذه الرواية من مختصات الامام الترمذي وابن السني قال المباركفوري رحمه الله قوله من دخل السوق قال الطيبي رحمه الله قصه بالذكر لانه مكان الغفلة عن ذكر الله. والاشتغال بالتجارة فهو موضع سلطنة الشيطان ومجمع جنوده. فالذاكر هناك اي في الاسواق يحارب الشيطان ويهزم جنوده وهو خليق بما ذكر من الثواب. انتهى قوله رحمه الله قوله فقال اي سرا او جهرا بيده الخير فمن قال هذا الدعاء سرا او جهرا حصل له بناء البيت في الجنة قال الطيبي ايضا فمن ذكر الله فيه دخل في زمرة من قال تعالى في حقهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وقوله كتب الله له اي اثبت له او امر بالكتابة لاجله ومحى عنه اي بالمغفرة او امر بالمحو عن صحيفته ايها الاخوة والاخوات انا في اليوم قد ندخل السوق مرات وكرات فالجمعيات التي ندخلها هي اسواق لانها مجامع فيها ما يحتاج اليها الناس كذلك الاسواق الاخرى كم مرة ندخل هذه الاسواق ولا ينبغي لنا ان نفوت هذا الاجر العظيم فلنتصور ان كلما دخلنا سوقا قلنا هذا الدعاء كتب الله جل وعلا لنا الف الف حسنة تمحى عنا الف الف سيئة وبنى الله لنا بهذا الدعاء بيوتا او بيتا في الجنة ما اعظم فضل الله سبحانه وتعالى وما ايسر بناء هذا البيت في الجنة في دقائق معدودات تذكر الله جل وعلا بهذا الذكر الوارد عن سيد البشريات صلى الله عليه واله وسلم تحصل بيتا في الجنات ان اهل الاسواق قد افترظ العدو منهم حرصهم وشحهم فنصب ابليس كرسيه فيها وركز رايته وبث جنوده فيها وجاء في الاحاديث ان الاسواق محل شياطين. وان ابليس باظ فيها وفرخ نعم ان ابليس باظ في الاسواق وفرخ وذلك كناية عن ملازمته لها. فرغب ابليس اهلها في هذا الفاني وسيرها عدة وسلاحا لفتنة بين مطفف في كيل وطائش في ميزان ومنفق للسلعة الحليف الكاذب وحمل عليهم حملة فاصبح ابليس هازما لكثير ممن يدخلون الاسواق بالمكاسب الردية اضاعة الصلوات ومنع الحقوق فما داموا في هذه الغفلة فان اهل الاسواق على خطر من نزول العذاب والذاكر فيما بينهم يرد غضب الله جل وعلا وبذكره يهزم جند الشيطان وبذكره يتدارك ما قد يكون من العذاب. نعم يتدارك الذاكر بدفع ما حث عليهم من تلك الافعال. قال الله تعالى ولولا دفع والله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض فيدفع بالذاكر عن اهل الغفلة وفي تلك الكلمات اليسيرات فسخ لافعال اهل السوق. فبقوله لا اله الا الله توحيد يفسخ كل ما تعلق به القلوب. لان القلوب منهمة ولهت بالهوى. قال تعالى افرأيت من من اتخذ الهه هوى وبقوله وحده لا شريك له يفسخ ما تعلق بقلوب اهل الاسواق بعضها ببعض بنوال او معروف. وبقوله لك الملك او له الملك يفسخ ما يرون من تداول ايدي المالكين وبقوله وله الحمد يفسخ ما يرون من صنع ايديهم وتصرفهم في الامور وبقوله يحيي ويميت افسخوا حركاتهم وسكناتهم وما يدخرون في اسواقهم للتبايع. فان تملك الحركات تملك واقتدار وبقوله وهو حي لا يموت ينفي الذاكر عن الله ما ينسب الى المخلوقين. ثم قال صلى الله عليه وسلم بيده الخير فان هذه الاشياء التي اطلبونا من الخير بيده وحده سبحانه وهو على كل شيء قدير. فمثل اهل الغفلة في السوق كمثل الهمج مجتمعين على مزبلة يتطايرون فيها على الاقذار. فعمد هذا الذاكر الى مكنسة عظيمة. ذات وقوة فكنس هذه المزبلة ونظفها من الاقذار ورمى بها وجه العدو وطهر الاسواق منهم. قال الله تعالى اذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا. فجدير بهذا الذاكر ان يكتب له الوف الحسنات ويمحى عنه الوف السيئات يرفع له الوف الدرجات ويبنى له البيوتات في الجنات انتهى من كلام الطيبي طيب الله مضجعه ايها الاخوة والاخوات انا نشاهد السوق وهو موضع الغفلات. ونشاهد من يدخل السوق كيف ان قلبه يتعلق بهذه المتداولات لكن بالذكر يمكن للانسان ان يتدارك الغفلة. وبالذكر يمكن للانسان ان يتدارك ما قد يقع في قلبه من ملذات الدنيا وفي بناء الجنة لمن ذكر الله في مثل هذا الموضع تذكير له ان لا يتعلق قلبه بهذه الاسواق الشامخة وبهذه السلع الغالية. وبهذه البضائع المختلفة. حتى يتعلق قلبه بالجنات وبيوتاته فيها وما اعد الله فيها لاهل الصلاح والتقى ولاهل الذكر والذاكرين وقد قال الله تعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما قال ابن بطال رحمه الله تعالى والاسواق قد غلب عليها اللغط واللهو والاشتغال بجمع المال والكلب على الدنيا من الوجه المباح وغيره واما اذا ذكر الله في السوق فهو من افضل الاعمال روي عن محمد بن واسع انه قال سمعت سالم ابن عبد الله يقول من دخل السوق فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. كتب الله له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة وبنى له بيتا في الجنة ايها الاخوة والاخوات فلنتذكر هذا السبب اليسير على الالسن الذي لا يأخذ منا وقتا الا يسيرا. حتى نتسبب في ان نبني لانفسنا بيوتات في الجنة. وهذا من فضل الله علينا. اذ وسع علينا الطرق المؤدية الى الجنات حتى نحصل البيوتات بشتى الوسائل المختلفات فانا قد ندخل السوق صباحا ومساء. فاذا ذكرنا الله بهذا الدعاء وبهذا الذكر المخصوص فان الله سبحانه تعالى يخصنا ببناء بيوتات في الجنات. اللهم اجعلنا من الذاكرين لك الشاكرين لك الذين بنيت لهم الجنات واعددتهم لان يكونوا من اهلها. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والحمدلله رب العالمين