بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذا هو مجلسنا الثامن من مجالس شرح كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الكتاب يحوي شمائل افضل عباد الله واحبهم الى الله خليل الله ومصطفاه ومجتباه اكمل عباد الله عبادة وازكاهم خلقا. واطيبهم نفسا واحسنهم معاملة واعظمهم معرفة بالله واعظمهم تحقيقا لعبودية الله اختاره الله تعالى ليكون سفيرا بكتابه بينه وبين عباده وقدوة للناس في الدلالة الى الخير والتحذير من الشر واختاره الله تعالى من افضل البشر ومن افضل النسب وجمده ربه باكمل صفات البشر. خلقا وخلقا وفي احنك الظروف نزل قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا قال ابن كثير هذه الاية اصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في اقواله وافعاله واحواله ولا يكون التأسي به صلى الله عليه وسلم الا بالعلم به وبشمائله الشريفة وخلاله المنيث ومن هنا فنحن نتدارس الكتاب مدارسة لشمائله وخصاله وخصائصه وخلاله العظيمة ونبينا صلى الله عليه وسلم ازكى البشرية وخير عباد الله وهو قدوة بجميع العالمين وهو ايضا قدوة للعاملين لربهم ونبينا صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد ادم. وقد اعتدنا ان نقرأ الحديث ثم نشرع في الشرح قال الترمذي حدثنا سفيان بن وتيع قال حدثنا جبيع بن عمر ابن عبد الرحمن العجلي املاء عليه من كتابه قال اخبرني رجل من بني تميم من ولد ابي هالة زوج خديجة يكنى ابا عبدالله عن ابن لابي هالة عن الحسن ابن علي قال سألت خالي هند بن ابي هالة وكان وقافا عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم وانا اشتهي ان يصف لي منها شيئا اتعلق به فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر اطول من المربوع واقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر ان انفرقت عقيقته فرقها والا فلا يجاوز شعره شحمة اذنيه اذا هو وفرح ازهر اللون واسع الجبين ازج الحواجب سوابغ في غير قرن بينهما عرق يجره الغضب اقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله اشم كث اللحية تحلل الخدين ظليع الفم مفلج الاسنان دقيق المسرب بان عنقه جيل الدنيا في صفاء الفضة معتدل الخلق بادر متماسك دواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس انور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة لشعر يجري كالخف على الثديين والبطن مما سوى ذلك اشعر الذراعين والمنكبين واعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة شفن الكفين والقدمين سائل الاطراف او قال شائد الاطراف قمصان الاخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء اذا زال زال قلعا يخطو تكفي ويمشي هونا ذريع المشية اذا مشى كأنما ينحط من صبب واذا التفت التفت الجميع خاسر الطرف نظره الى الارض اطول من نظره الى السماء جل نظره الملاحظة يسوق اصحابه ويبذل من لقي بالسلام وهذا الحديث اسناده ضعيف جدا فسفيان ابن ضعيف كما تقدم وجميع بن عمر قال عنه ابن حبان رافظي يظع الحديث وقال ابن نمير كان اكذب الناس وابو عبد الله التيمي وشيخه مجهولان فسند الحديث ضعيف سند الحديث ضعيف ومر معنا ان سفيان كان صدوقا الا انه ابتلي بوراقه فادخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل وجمي ابن عمر ابن عبد الرحمن العجري ثم الظبعي ابو بكر الكوفي سواء في التغريب جميع ابن عمير وهو ضعيف كما قلنا وابو عبد الله التميمي اسمه يزيد ابن عمر من ولد ابي هالة النباش ابن زرارة زوجة خديجة بنت خويلد هذا ايضا مجهول والحسن بن علي بن ابي طالب القرشي الهاشمي هو صف النبي صلى الله عليه وسلم من ابن بنته وهو صحابي جليل قال عنه الذهبي في الكاشف السيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنددنا بهذا النباش ابن زرارة التميمي الاسيدي قال في ترجمته بانه ربيب النبي صلى الله عليه وسلم امه خديجة بنت خويلد وهو من الصحابة توفي يوم الجبل وقيل بعد ذلك في البصرة قال عنه الحافظ في التقريب ربيب النبي صلى الله عليه وسلم امه خديجة بنت خويلد اذا هذا الخبر اسناده فيه ضعف ولكن هذا الخبر غالب نصوصه قد جاءت بنصوص كثيرة وهذا هند ابن ابي هالة واخ لفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم من امها خديجة ولهذا قال الحسن ابن علي في روايته عن هذا الحديث وقوله كان وصافا الوصاف هو الذي له معرفة بالوصف وله دراية به لو هو ما يعرفه بالوصف وله دراية حينما يصف وليس كل احد يجيد الغصة فمن الناس من يرى الشيخ سمرات ويقال له صفر فلا يستطيع ومنهم من يرى شخصا مرة او مرتين فيصفه ويستطيع ان يحذفه وقفا دقيقا قوله عن حلية النبي المراد بحليته صلى الله عليه وسلم صفات الوضوء. ونعته واختار هذه اللفظة لان النبي صلى الله عليه وسلم كله حلية وجمال صلى الله عليه وسلم وقوله انا اشتهي ان يصف لي منها شيئا اتعلق به المراد بالتعلق هنا تعلق العلم والمعرفة يعني معنى ذلك اي تكوين علمي صفة احفظها واضبطها بحيث اكون على ذكر وعلى معرفة بوصفه صلى الله عليه وسلم من خلال تلك الصفات والالفاظ التي اخذها علما ان الحسن ابن علي هو ممن اكرمه الله تعالى برؤية النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه حينما رآها رأى يعني رأى النبي وكان الحسن تغييرا حينذاك لو صح الخبر لقلنا اراد من خاله هند الوصاف ان يعطيه جملا في اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق بها في باب المعرفة والعلم باوصاف لكن السلف ضعيف ومعلوم ان معرفة اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم باب شريف من ابواب العلم ينبغي العناية به كان النبي فخما اي عظيما في اوصافه وفي هيئته وفي مظهره وفي منظره وفي كلامه وفي جلسته وفي حليته صلى الله عليه وسلم وفي صفته جميعها. مفخما اي معظما في صدور اصحابه وفي صدري من يراه. ولذا وصفه من وصفه حينما التقى به في صلح الحديبية وقال ما رأيت قوما يعظمون احدا كتعظيم محمد اصحابه اي اصحاب النبي كانوا يعظمونه تعظيما عظيما وقوله يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر اي التلألؤ الإشراق والاضاءة فكان وجهه صلى الله عليه وسلم مشرقا مضيئا متلألؤا تلألؤ القمر وقوله اطول من المربوع اي انه كان ربعة من القوم لكنه الى الطول اقرب كما تقدم فلم يكن مربوعا تماما وانما اطول من المربوع وهذا الطول لم يكن بالطول البائن الذي يظهر فيه الطول بحيث يكون طولا معيلا فقد سار الله له اجمل الصفات قالوا اقصر من المشذب المشذب هو طويل القامة مع النحافة والنحيف الطويل يظهر طوله بشكل واضح فكان اقصر من المشذب واطول من المربوع عبارة عظيم الهامة اي الرأس اي عظيم الرأس رجل الشعر اي في شعره تسنن يسير وقد مر ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ولا ذو جعودا بل كان وسطا لفظة ان فارقت عقيقته فارقها العقيقة هي الشعر اي اذا كان شعره يمكن فرقه فرقه والا فلا ايوة ان لم يمكن فرقه ابقاه مسترسلا على حاله والنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن القيم انه كان يسدل شعره ثم فرقه والفرق ان يجعل شعره فرقتين كل فرقة لؤابة واستدلوا ان يسدله من ورائه ولا يجعله فرقتين قد يجاوز شعره شحمة اذنيه اذا هو وصله وهذا اذا واضح جدا فكان شعرها احيانا الى شحمة الاذنين وكان يضرب منكبيه. ومرة حلقه كله وعبارة ازهر اللون الازهر هو الابيظ بياضا مشربا بحمرة وعبارة واسعة الجبين الجبين معروفة اي ممتد للجبين في الطول والعرض ازج الحواجب الحاجب معروف وهو العظم الذي فوق العين بما عليه من لحم وشعر وهو الشاعر النابت على هذا اللحم وهما حاجبان والزج طول الحاجبين وقوله ثوابق جمع سابق بمعنى كاملا وتامة فكانت حواجبه صلى الله عليه وسلم كاملة ليس فيها نقصان وليس فيها عيب في غير قرن القرن هو التقاء الحاجبين بحيث لا يكون بينهما فجو او فراغ او فراغ بل اقرن اتصل شعره حاجبيه والابلج من كان بين حاجبيه خاليا من الشعر. وكانا منتصرين والعالم تستحبه فكان صلى الله عليه وسلم قد وضح ما بين حاجبيه فلم يحترنا لذلك قال بينهما عرق يذره الغضب اي بين الحاجبين عرق يسيره الغضب ممتلئا دما اي ليس فوقه شعر معناها وعبارة اغنى العرنين بكسر نون التي بعدها راء والعرنان هو الانف اي طويل الانف. وكان صلى الله عليه وسلم في انفه شيء من الطول وعبارة له نور يعلوه يعني هذا اما يعود على النبي صلى الله عليه وسلم او على الانف فهما متلازمان يحسبه من لم يتأمله اشما الشما في الانف هو ارتفاع قصبة الانف مع السواء اعلاه واشراف الارنبة فالذي يراه بسبب النور والوظاء والاشراقة التي تتلو وجهه والفه يظنه اشم يعني يظن ان انفه به شمام والامر ليس كذلك بل هو اقنى الامس اي في انفه الرز كث اللحية اي كفيف اللحية وكان من هديه صلى الله عليه وسلم اعفاء اللحية هو ارهاقها وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وصحت الاحاديث واعفاء لهم سنن الهجرة وحلقها محرم القهاة محرمة مقصحة في الاحاديث في ذلك وحلق اللحية من تغيير خلق الله تعالى والانسان يلتزم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم امرا ويلتزم بهديه اقتداء في اعفاء اللحية فالمسلم يوفر لحيته تطبيقا لامر النبي صلى الله عليه وسلم فان طاعة النبي من طاعة الله تعالى وايضا يوفر الانسان لحيته اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم افتح له الخدين جاء في بعض الروايات اسيل الخدين اي خداه ليسا مرتفعان ولي على الفهم اي عظيم الفم منتلج الاسنان الفلج هو تباعد ما بين الثنايا والرباعيات وهو من الجمال وهذا الحسن جعله الله تعالى له خلقة اما يعني يتعمد الانسان ثلج الاسنان فهذا من تغيير خلق الله ولا يجوز يغيظ المسلم والمسلمة وشعب الصدر اذا كان ممتدا الى السرة في دقة كأن عنقه جيل دمية في صفاء الفضة الدنيا الصورة المتخذة من العاج ونحف والمراد هنا وصف جمال عنقه واعتداله وقوامها وقوله معتدل الخلق اي ان خلقه اي ان خلقه صلى الله عليه وسلم كان خلقا قائما معتدلا بادر متماسك مرة طبعا في الدروس السابقة بانه لم يكن بالمطعم اي لم يكن مستمين وهنا قال بارد اي ان جسمه ليس جسما نحيلا ضعيفا ولم يكن جسمه جسما ثمينا بل انما جسمه ممتلئ وهذا فيه وصف القوة لجسمه صلى الله عليه وسلم سواء البطن والصدر يعني ليس في بطنه نسوء او بروز وكذلك صدره وانما هي سواء معتدلة متساوية وقوله عريض الصدر اي ان صدره رحب واسع وقوله بعيدا ما بين المنكبين ضخم الكراديس ايضا هذه مطبخ في الدرس السابق انور المتجرد اي نير العضو المتجرد من الشاعر او المتجرد من الثياب اي ما كان من بدنه مجردا من شعره او مجرد فانه يظهر له نور ووظاء وجمال موصول ما بين اللبة والسفرة بشعر يجري في الخط اللبة هي النقرة التي فوق الصدر فما بين اللب والسمر الموصول بشاعر يجري كالخط ومر في المجلس السابق انه صلى الله عليه وسلم كان دقيق المسربة وقوله عاق الثديين والبطنين ثديه فبطنه ليس عليهما شعر مما سوى ذلك يعني مما سوى الشعر الذي جاء ذكره وقوله اشعر ذراعين والمنكبين هذه المواضع البدنية على صدر كان عليهما شعر وقوله طويل الزندين الزن هي اسفل الذراع فكان النبي صلى الله عليه وسلم طويل الزنديق وقوله رحم الراحة اي راحته واسعة اي راحة اليد وقول فتن الكفين والقدمين اي للمرة معناها انها بين النعومة والغلظ وقوله سائل الاظراف او قال سائل الاظراف اي طويلة اطرافه طولا معتدلا قمصان الاخ مصريين الاخ مصر الموضع الذي لا يمس الارض من القدم عند الوقف والمعنى ان خمسه صلى الله عليه وسلم ليس مرتفعا جدا بل هو متوسط هذا ارتفاع مسيح القدمين يعني ان قدميه يعني الانسان ليس فيهما تكسر او تشقق او نحو ذلك طبعا هذه يعني لم تصح اذا كان الانسان مسيح القدمين فهذا من المعايب وهذه يعني اذا كانت المسيح القدمين فانه يتعب في المشي قال يتلو عنهم الماء اي لا يثبت ولا يستقر والقدر المفتعل يصب عليها الماء فانه ينمو عنها ولا يستقر عليها اذا زال قلا عني اذا مشى ورفع رجليه في الارض يرفعهما بقوة لا يرفعهما رفع المتماوت المتثاقب. وانما يرفعهما رفع الرجل القوي الشديد يخطو تكفيا اي يعني مرة عندنا في اكثر من مرة نتكفف هو السير الى الامام يمشي هونا المشي هونا هو المشي المعتزل وهو من اوصاف عباد الرحمن كما في سورة الفرقان سريع المشي انه خطوته صلى الله عليه وسلم واسعة. لكن بدون تكلف وقوله اذا مشى كأنما ينحط من صنبه اذا مشى كأنما ينزل من منحدر فان مشيته كانت مشية مستقيمة طيبة جميلة اذا التفت التفت جميعا يعني انه اذا اراد ان ينظر الى الخلف لا يدير رأسه فقط وانما يستدير ببدنه وهذا الذي يتناسب مع الكمال والوقار قافل الطرف اي انه غاض بصره. اذا قال نظره الى الارض افضل من نظره الى السماء علما ان النظر الى السماء عبادة اذا قصر الانسان ينظر الى السماء عبادة والبخاري بوب في صحيحه في كتاب الادب باب النظر الى السماء وقوله جل نظره الملاحظة ان نظره للاشياء نظر ملاحظة وليس نظر حرصا والمراد بالملاحظة هنا التفكر والتأمل والتدبر يسوق اصحابه ان يمشي في ساقتهم بمعنى انه يقدم اصحابه في المشي بين يديه فيمشي كسرا يبذل من لقي بالسلام ان يبدأ ومعناها واحد ان يسار على القاء السلام على من يلقاه ولو كان صغيرا اذا هذا الخبر يعني كما تقدم ان في اسناده ظعفا ولكن كثير من اجزاء هذا الحديث قد صحت بروايات اخرى وما مر عندنا من انه لا يصح مثل تصليح القدمين تحدثنا عنها هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد