عز وجل اذا تجلى بنوره لم يقم له شيء وهذا من بديع فهمي رضي الله تعالى عنه ودقيق فطنته وكيف لا وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعلمه الله تأويل الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يديم علينا وعليكم الامن وان يحفظ ولاة الامور وان يصلحهم لما فيه صلاح العباد والبلاد وبعد فهذا هو المجلس الثامن من مجالس قراءتنا لرسالة الوابل الصيب وآآ نحن في مساعي الاحد السابع من شهر الله عز وجل رجب عام اربعة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد كنا سبق وان قرأنا ما ذكره العلامة ابن القيم من فوائد الذكر وكنا قد وقفنا على الخامسة او الفائدة الخامسة والثلاثين من فوائد الذكر التي اوصلها الى قرابة المئة فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب الخامسة والثلاثون ان الذكرى يسير العبد وهو قاعد على فراشه. وفي سوقه وفي حال صحته وسقمه وفي نعيمه ولذته ومعاشه وقيامه وقعوده واضطجاعه. وسفره واقامته فليس في الاعمال شيء يعم الاوقات والاحوال مثله حتى انه يسير العبد وهو نائم على فراشه. فيسبق القائم مع الغفلة. فيصبح هذا وقد الركبة وهو مستلق على فراشه. ويصبح ذلك القائم الغافل في ساقة الركب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الفايدة الخامسة والثلاثين ان الذكر يسير العبد ما معنى يسير العبد ان يجعله سائرا الى الله تبارك وتعالى يجعله ممن يمشي ويتقدم فلا يقف لحظة لماذا لا يقف لحظة لانه في حال قعوده على فراشه او مرضه او سقمه او صحته او عافيته او فقره او غنى في جميع احواله هو قائم بالذكر فلذلك هو اعني الذكر يسير العبد مسير السائرين فينقطع القائمين بالليل الغافلين بالنهار وينقطع الصائمون بالنهار الغافلين بالليل لكن الذاكر لا ينقطع فهو يسير الى الله واذا ما قورن بينه في سيره وقد خطى خطوات يسيرة والذكر فالذكر يسير في اللسان يسير على القلب ومشى وان كان ذاك اسرع لكن ديمومة سير الذاكر يجعله من الاولين الذين يتقدمون الركب بخلاف من سواهم فانهم يكونون في اخر الراكبين فنسأل الله ان يلهمنا ذكره قياما وقعودا وعلى جنوبنا. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وحكي عن رجل من العباد انه نزل برجل من عباد ضيفا فقام العابد ليله يصلي فذلك الرجل مستلق على فراشه فلما اصبح قال له العابد سبق كرك او كما قال فقال ليس الشأن في من بات ليله مسافرا واصبح مع بات ليله مسافرا؟ نعم فقال ليس الشأن في من بات ليله مسافرا واصبح مع الركب. الشأن في من بات على فراشه واصبح قد قطع الركب وهذا ونحوه له محمل صحيح ومحمل فاسد. فمن حملوا على ان الراقد مضطجع على فراشه يسبق القائم القانت فهو باطل وانما محمله ان هذا المستلقي على فراشه علق قلبه بربه عز وجل. والصق حبة قلبه بالعرش وبات قلبه يطوف حول العرش مع الملائكة قد غاب عن الدنيا وما فيها وقد عاقه عن قيام الليل عائق من وجع او برد او برد يمنع القيام او خوف على نفسه من رؤية من رؤية عدو يطلبه او غير ذلك من الاعذار. فهو مستلق على فراشه وفي في قلبهما الله ما الله اعلم به واخر قائم يصلي ويتلو وفي قلبه من الرياء والعجب وطلب الجاه والمحمدة عند الناس ما الله به عليم. او قلبه في واد وجسمه في واد فلا ريب ان ذلك الراقد يصبح وقد سبق هذا القائم بمراحل كثيرة. فالعمل على القلوب لا على الابدان على الساكن والمعول على الساكن لا على الاطلال. والاعتبار بالمحرك الاول فالذكر يثير العزم الساكن. ويهيج الحب وتواري وابعثوا الطلب ويبعثوا الطلب الميت. هذه قضية مهمة ان الذكر يسير العابد في خطوات حثيثة متقاربة لا يجعله واقفا في سيره الى الله تبارك وتعالى بخلاف غيره من العباد فانه لا بد وان يقف اما الذاكر لله عز وجل فهو ممتثل لقول الله تعالى في سورة الشرح الم نشرح لك صدرك في اخرها فاذا فرغت فانصب فهو اذا فرغ من ذكر نصب في ذكر اخر صلى المغرب فلما انتهى انصب قدميه في الذكر اللفظي سبحان الله والحمد لله فلما انتهى جلس في المسجد يطلب علما فلما انتهى سمع المؤذن فردد وراءه فلما انتهى صلى ما كتب له او تلى القرآن فهو في ذكر ثم صلى العشاء فهو في ذكر ثم يخرج من المسجد فهو في ذكر حتى يصل الى اهله وهو في ذكر ثم يجلس مع اهله يأخذ معهم ويعطي وفي اثناء الاخذ والعطاء يذكر الله تسبيحا وتحميدا وتكبيرا وتهليلا حتى يأتي وقت النوم فينام على الاذكار وقلبه متعلق بذكر الله عز وجل حتى ربما انه لا يغط قيقا ولا يرجف له عين الا وقد نام على الذكر واذا ما استلقى ذكر الله ما تقلب ذكر الله حتى يصبح. هذا حال الذاكر من الذي يسبقه ومن هنا ندرك معنى قوله عليه الصلاة والسلام سبق المفردون سبق المفردون قالوا ومن هم يا رسول الله محيطا به من جميع جهاته وان يجعل ذاته وجملته نورا. فدين الله عز وجل نور وكتابه نور. وداره التي اعدها لاولياءه نور يتلألأ وهو تبارك وتعالى نور السماوات والارض. ومن اسمائه النور والظلمات واشرقت لنور وجهه قال الذاكرين الله كثيرا والذاكرات يا الله احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى السادسة والثلاثون. ان الذكرى نور للذاكر في الدنيا. ونور له في قبره ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط. فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى. قال الله تعالى ميتا فحينه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس يمشي به في الناس كمن مثل في الظلمات ليس بخارج منها. فالاول هو ومن استنار بالايمان بالله استنار استنار بالايمان بالله ومحبته ومعرفته وذكره. والاخر هو الغافل عن الله تعالى المعرض عن ذكره ومحبته. والشأن كل الشأن والفلاح كل الفلاح في النور. والشقاء كل الشقاء في ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبالغ في سؤاله ربه تبارك وتعالى حين يسأله ونجعله في لحمه وعظامه وعصبه وشعره وبشره وسمعه وبصره ومن فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله وخلفه. وامامه حتى يقول واجعلني نورا فسلا هذه الانوار التي سألها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ربه لما قام من الليل او لما توجه الى المسجد كما في بعض الروايات فهذا دعاء ينبغي على الانسان ان يقوله بين الفينة والفينة من حيث الطلب ومن حيث الذكر المؤقت يقوله اذا استيقظ من منامه بعد اذكار الاستيقاظ من النوم وايضا قبل صلاة القيام وايضا يقوله وهو ذاهب الى المسجد وهي عشرون نورا اذا جمعت طرق الحديث فهي دالة على عشرين نوع من النور يحتاجه الانسان والانوار والانوار هي متعددة اول الانوار نور الايمان فنسأل الله ان يثبت الايمان في قلوبنا. امين وهي الفارقة بين المؤمن وبين المنافقين يوما يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا يعني انتظرونا نقتبس من نوركم فالمقصود هنا نور الايمان ونور القرآن كما قال عز وجل في سورة الشورى كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا ونور القرآن انما يدرك بالاعتقاد باعتقاد ما فيه وبالعمل بعمل ما فيه وبالتلاوة بالتلاوة ما فيه وبالاستشفاء استشفاء ما فيه وبالتحاكم بالتحاكم اليه ونور الوضوء فان النبي الكريم عليه افضل الصلاة وازكى التسليم قد قال ان امتي تأتي يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء عليهم انوار الوضوء بيضاء والغرة بياض وبياض يشع بياض يشع منه نور فعلى الانسان ان يحسن وضوءه فان اسباغ الوضوء لا سيما على المكاره من اعظم اسباب تحصيل النور الرباني وآآ حديث الوضوء على الوضوء نور على نور وان لم يثبت لفظه ولا يصح نسبة لفظه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن معناه صحيح ومن انواع الانوار ايضا نور الصلاة وقد جاء هذا في حديث معاذ رضي الله تعالى عنه قال والصلاة نور والصلاة نور وايضا من الانوار الذكر كما ذكره العلامة ابن القيم هنا فان الذاكر لله عز وجل يرزق نور البصيرة ويرزق نور التعقل ويرزق نور البشرة وان يرزق طيب الرائحة ومن انواع الانوار نور الدعاء وهذا هو المقصود بحديث ابن عباس اللهم اجعل في قلبي نورا في عقلي نورا وبسمعي نورا في بصري نورا الى اخره وفي المقابل هناك امور امور تطفئ نورا العبد او تظعف نور العبد فنسأل الله ان يحفظنا ويعصمنا ومن اعظم ما يطفئ نور العبد الزنا كما ذكر العلماء رحمهم الله عافانا الله واياكم وذرياتنا ومن اعظم ما يضعف نور البصر والبصيرة النظر الى المحرمات حفظنا الله واياكم بحفظ وذرياتنا ومن اعظم ما يذهب نور الانسان نسأل الله السلامة والعافية الغفلة كما جاء في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله اذا كان هذا حال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام فكيف بنا نحن ومن اعظم ما يضعف ظهور الانسان في القلب وفي اللسان الكذب والغيبة والنميمة وهكذا دواليك فمن اراد النور فعليه بملازمة بيوت الله عز وجل في بيوت ندنا الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فسأل ربه تبارك وتعالى ان يجعل ان يجعل النور في ذاته الظاهرة والباطنة. وان لنور وجهه وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم الطائف اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح امر الدنيا والاخرة ان يحل علي غضبك او ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك وهذا من بديع فهمه رضي الله تعالى عنه ودقيق فطنته وكيف لا طمرت صفحتي. وقال ابن مسعود رضي الله عنه ليس عند ربكم ليل ولا نهار. نور السماوات والارض من نور ليس عند ربكم ليل ولا نهار وذلك لان الليل والنهار من خلق الله عز وجل فلا يجري عليه سبحانه احكام الزمان ولا يتقادم وانما خلق الزمان ليجري على مخلوقاته ولهذا قال سبحانه مبينا الحكمة من جعل الزمان ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم وقال جل وعلا وجعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا الله جعل الليل والنهار حسبانا وحسابا لنا اما هو سبحانه فليس عنده ليل ولا نهار ونور السماوات والارض من نور وجهه وهو سبحانه النور ذاتا وهو النور وصفا وهو النور بمعنى اسم الفاعل. منور السماوات والارض فهو منور من حيث ذاتي ومنور حيث صفاته ومنور لمخلوقاته وعباده من شاء منهم فجعل الشمس منورة وجعل القمر منيرا وجعل الليل مظلما وجعل النهار منورا جعل قلب المؤمن منورة وجعل القلب الكافر مظلما نسأل الله العظيم ان يرزقنا واياكم نورا من نوره امين احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وفي بعض الفاظ هذا الاثر نور السماوات والارض من نور وجهه ذكره عثمان الدارمي قد قال تعالى واشرقت الارض بنور ربها فاذا جاء تبارك وتعالى يوم القيامة للفصل بين عباده اشرغت بنوره الارض وليس اشراقها يومئذ بشمس ولا قمر فان الشمس تكور القمر يخسف ويذهب نورهما وحجابه تبارك وتعالى النور يوم القيامة. لا شمس ولا قمر ولا ارض هذه بارض اخرى ارض مستوية كخبزة واحدة ليست كارظنا هذه كروية ارض مستوية لا فيها اعوجاجات ولا فيها حفر لا ترى فيها عوجا ولا امتعا والناس حينما يبعثون من قبورهم ينتظرون لا يدرون اين يتوجهون يجد المؤمن نورا بايمانه يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم يسعى نوره واما المنافق فلا يرى النور حتى يأتي رب العزة جل جلاله وعظم سلطانه تبارك اسمه وتعالى جده يأتي للفصل بين العباد فاذا جاء اشرقت الارض بنور ربها الالف واللام في الارض للعهد اي ارض القيامة واشرقت الارض بنور ربها بارض القيامة ووضع الكتاب للحكم وجيء بالنبيين والشهداء اما الشمس هذه والقمر فانها مكورة مخسوفة يذهب نورهما والله جل وعلا في ذاته نور حجابه تبارك وتعالى ايضا النور نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى قال ابو موسى قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم موسى رضي الله تعالى عنه نعم احسنت قال ابو موسى رضي الله تعالى عنه قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال ان الله لا ينام ولا ينبغي له وان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لا حرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. ثم قرأ ام بورك من في النار ومن حولها. فاستنارت ذلك فاستنار ذلك الحجاب استنارته فاستنارة فاستنارة ذلك الحجاب بنور وجهه ولولاه لاحرقت سبحات وجهه ونوره ما انتهى اليه بصره. الله اكبر. لاحرقت سبحات وجهه ولاحرقت نوره ما انتهى اليه بصر وبصره ينتهي الى حيث خلقي ولذلك فانه سبحانه فاحتجب عن خلقه بالنور. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى ولهذا لما تجلى تبارك وتعالى للجبل وكشف ابن الحجاب شيئا يسيرا ساخ الجبل في الارض وتدكتك ولم يقم ولم يقم لربه تبارك وتعالى. الجبل العظيم مباشرة كما قال عز وجل فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا اي دفعة واحدة وخر موسى صعيقا موسى ما تحمل هذه الصورة العظيمة والواقعة الكبيرة يقول ابن عباس انما تجلى ربنا تبارك وتعالى بقدر ثقب الابرة للجبل تأمل عظيما نوره سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وهذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه وتعالى لا تدركه الابصار. قال ذلك الله عز حتى العباد يوم القيامة المؤمنون وفي الجنة لولا تقويته سبحانه وتعالى العباد وتمكينه العباد من ان ينظروا اليه لما اطاقوا لكنه جل وعلا يجعل للعباد خاصية يوم القيامة يقدرون وفي الجنة يقدرون على رؤيته سبحانه وتعالى كل بقدر ايمانه وكل بقدر درجته اللهم ارزقنا لذة النظر الى وجهك بغير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة. نعم. قال رحمه الله تعالى فالرب فالرب تبارك وتعالى يرى يوم القيامة بالابصار عيانا ولا لكن يستحيل يستحيل ادراك الابصار له وان رأته. فالادراك امر وراء الرؤية وهذه الشمس ولله المثل الاعلى نراها ولا ندركها كما هي عليه ولا قريبا من ذلك. ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما لم لمن سأله عن الرؤية فورد عليه لا تدرك الابصار فقال الست ترى السماء؟ قال بلى. قال افتدركها؟ قال لا. قال فالله تعالى اعظم اجر قل وقد ضرب الله سبحانه وتعالى لنوره في قلب عبده مثلا لا يعقله الا العالمون. فقال سبحانه وتعالى الله نور السماوات والارض مثل بنوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة. الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرق قية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه ولو لم تمسسه نار. نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم قال ابي بن كعب رضي الله عنه مثل نوره في قلب المسلم. الله اكبر. وهذا هو النور الذي هو نوره في قلب المسلم والايمان فيرى ما لا يراه اهل الكفران ويرى ما لا يراه اهل العقول الذين يعلمون اشياء عظيمة من الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون نعم احسن قال رحمه الله تعالى وهذا هو النور الذي اودعه في قلبه من معرفته ومحبته والايمان به وذكره. وهو نوره الذي انزله فاحياهم به وجعلوا يمشون به بين الناس. ووصله في قلوبهم ثم تقوى ثم تقوى مادته وتتزايد حتى تظهر على وجوههم وجوارحهم وابدانهم. بل وثيابهم ودورهم يبصره من هو من جنسهم. وسائر خلقي له منكرون فاذا كان يوم القيامة برز ذلك النور وصار بايمانهم يسعى بين ايديهم في ظلمة الجسر حتى يقطعوه. وهم فيه على حسب قوته ضعفه في قلوبهم في الدنيا. فمنهم من نوره كالشمس واخر كالقمر واخر كالنجم. واخر كالسراج واخر يعطى نورا على ابهام قدمه يضيء مرة ويطفأ اخرى. اذا كانت هذه حال نوره في الدنيا فاعطي فاعطي على الجسر مقدار ذلك بل هو نفس نوره ظهر له عيانا ولما لم يكن للمنافق نور ثابت في الدنيا بل كان نوره ظاهرا لا باطنا اعطي نورا ظاهرا مآله هي الظلمة والذهاب. وضارب الله عز وجل هذا النور ومحله وحامله مثلا بالمشكاة وهي القوة في الحائط. فهي فهي مثل الصدر وفي تلك المشكاة زجاجة من اصفى الزجاج حتى وحتى شبهت الكوكب الدري دري في بياضه وصفائه. وهي مثل القلب وشبه بالزجاجة لانها جمعت اوصافا هي في المؤمن وهي الصفاء والرقة والصلابة فيرى الحق والهدى في صفائه وتحصل منه الرأفة والرحمة والشفقة برقته ويجاهد اعداء الله تعالى ويغضب عليهم واشد في الحق. ويصلب في فيه بصلابته. فلا تبطلوا صفة منه صفة فلا تبطلوا صفة منه صفة اخرى ولا تعاديها بل تساعدها وتعاضدها. اشداء على الكفار رحماء بينهم. وقال تعالى فبما من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. وقال تعالى يا ايها النبي جاهدوا الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وفي اثر القلوب انية الله تعالى في ارضه. فاحبها اليه ارقها واصلبها واصفاها. وبايزائها هذا القلب قلبان مذمومان في طرفي نقيض. احدهما قلب حجري لاق حجري قاس لا رحمة فيه. ولا احسان ولا بر ولا له صفاء يرى به الحق بل هو جبار جاهل لا عالم بالحق ولا راحم للخلق وبايزائه قلب ضعيف مائي لا قوة فيه وبايزائه قلب ضعيف مائي لا قوة فيه ولا استمساك بل يقبل كل صورة وليس له قوة حفظ وليس ليس له قوة حفظ تلك الصور ولا قوة التأثير في غيره. وكل ما خالطه اثر فيه من قوي وضعيف وطيب وخبيث. وفي زجاجة مصباح وهو النور الذي فيه الفتيلة وهي حاملته. ولذلك النور مادة وهي زيت قد عصر من زيتونة في اعدل الاماكن تصيبها الشمس اول النهار واخره. فزيتها من اصفى الزيت وابعده من الكدر. حتى انه ليكاد من صفائه بلا نار فهذه مادة نور المصباح. وكذلك مادة نور المصباح الذي في قلب المؤمن هو من شجرة الوحي الذي هي اعظم اشياء بركة وابعدها من الانحراف بل هي اوسط الامور واعدلها وافظلها. لم تنحرف انحراف النصرانية ولا انحراف اليهودية بل هي وسط بين الطرفين المذمومين في كل شيء. فهذه مادة مصباح الايمان في قلب المؤمن فلما كان ذلك زيت قد اشتد صفاؤه حتى كاد ان يضيء بنفسه ثم خالط النار فاشتد بها اضاءته وقويت مادة بالنار به كان ذلك نورا على نور. وهكذا المؤمن قلبه مضيء يكاد يعرف الحق بفطرته وعقله. ولكن لا مادة له من نفسه فجاءت مادة الوحي فباشرت قلبه وخالطت بشاشته فازداد نورا بالوحي على نوره الذي فطره الله تعالى عليه. فاجتمع له نور الوحي الى نور نور على نور فكاد ينطق بالحق ولم يسمع فيه وان لم يسمع فيه يتأفف فيه اثرا. ثم يسمع الاثر مطابقا لما به فطرته فيكون نورا على نور. فهذا شأن المؤمن يدرك الحق بفطرته مجملا. ثم يسمع الاثر جاء به مفصلا فينشأ ايمانه عن شهادة الوحي والفطرة. وهذه مسألة مهمة ان نور الايمان في القلب قد يكون جمليا وانما يدرك المؤمن التفصيل بالاثار باية او حديث او اثار نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فليتأمل اللبيب هذه الاية العظيمة. ومطابقتها لهذه المعاني الشريفة. فذكر سبحانه وتعالى نوره في السماوات والارض ونوره في قلوب عباده المؤمنين النور المعقول المشهود بالبصائر والقلوب. الذي استنارت به البصائر والقلوب والنور والنور المحسوس امشهود بالابصار. الذي استنارت استنارت به اقطار العالم العلوي والسفلي. فهما نوران واحدهما اعظم من الاخر. وكما انه اذا فقد احدهما من مكان او او موظع لم يعش فيه ادمي ولا غيره لان الحيوان انما يتكون حيث النور ومواضع الظلمة التي لا لا يشرق عليها نور لا يعيش فيها حيوان ولا لب البتة. ولا يتكون البتة. فكذلك امة فقد منها نور الوحي والايمان. وقلب فقد من منه هذا النور ميت ولابد لا حياة له والبتة كما لا حياة للحيوان في مكان لا نور فيه. طبعا اه كوننا النور سبب من اسباب الانبات هذا مشاهد فان علماء الطبيعة كلهم يعني مجمعون على انه لا يمكن الانبات الا مع شيء من الاضاءة وهذه الاضاءة هي النور سواء كانت الاضاءة صناعية من صنع الرب جل وعلا كالشمس او صناعية من صناعة الادميين لكنهم مطبقون انه لا يمكن ان توجد حياة بدون النور قد توجد بعض الطفيليات لكن هذا لا عبرة بها فكذلك امة فقد منها نور الايمان الوحي فانها في ظلمة يعيشون كما تعيش الطفيليات في هذه الحياة لا يعرفون الحق بل لا يعرفون لماذا وجدوا ولا يعرفون حق الله ولا يعرفون حق الرسل فهم اضل من الحيوانات من هذا الباب اشبه ما يكون بالطفيليات نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى والله سبحانه وتعالى يقرن يقرن بين الحياة والنور. كما في قوله عز وجل او من كان ميتا فاحييناه له نورا يمشي به في الناس كمن مثلوا في الظلمات ليس بخارج منها. وكذلك قوله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وقد قيل ان الضمير في جعلناه عائد الى الامر. وقيل الى الكتاب وقيل الى الايمان والصواب انه عائد الى الروح. اي جعلنا ذلك الروح الذي اوحيناه اليك نورا فسماه روح لما لما يحصل. نعم. لما؟ لما؟ لما؟ صح. فسماه روح هل لما يحصل به من الحياة وجعله نورا لما يحصل به من الاشراق والاضاءة وهما متلازمان. فحيث وجدت هذه الحياة هذه الروح وجدت الاضاءة والاستنارة. وحيث وجدت الاستنارة والاضاءة وجدت الحياة. فمن لم فمن لم يقبل قلبه هذا الروح هو ميت مظلم. كما ان من فارق بدنه روح الحياة فهو هالك مضمحل. يعني اذا كان بدن الانسان وعينه الباصرة لا يمكن له ان يعيش الا بالنور المحسوس نور الشمس وضوء الشمس فلا يرى في ظلمة ولا يمكنه العيش والبقاء في ظلمته فاذا وجد النور المحسوس استطاع ان يبصر بعيني رأسه واستطاع ان يعيش او يعيش بدنه طيب هذه النور المحسوس هذه الانوار المحسوسة هي للبدن وللعين الباصرة الظاهرة ماذا يكون للروح وللبصيرة الباطنة البدن قلنا يحتاج الى نور محسوس والعين الباصرة بحاجة الى نور محسوس اما الروح والنفس التي بين جنبيك تعقله عقله ادراكه بصيرته بحاجة الى نور غير محسوس وهذا هو الموجود مادته في القرآن الكريم المنزل من رب العالمين جل وعلا علما وعملا تلاوة وذكرا وحفظا نعم احسن قال رحمه الله تعالى فلهذا يضرب سبحانه وتعالى المثلين وظلمة تستوحش من ذلك وخاف منه فوضع اصابعه في اذنيه لئلا يسمع لئلا يسمع صوت الرعد وها له مشاهدة ذلك البرق شدة لمعانه وعظم نوره فهو خائف ان يختطف معه بصره. لان بصره اضعف من ان يثبت معه. فهو في الماء والنار معا لما يحصل بالماء من الحياة وبالنار من الاشراق والنور. كما ضرب ذلك في اول سورة البقرة في قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. وقال ذهب الله بنورهم ولم يقل بنارهم لان النار فيها الاحراق والاشراق فذهب بما فيه الاضاءة والاشراق وابقى عليهم ما فيه الاذى والاحراق. لان اذا ذهب نوره يبقى دخانه ورماده واذا بقي النار مع الدخان والرماد فانه يظر ولا ينفع وهذا حال المنافقين نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك حال المنافقين ذهب نور ايمانهم بالنفاق ايمانهم بالنفاق نعم ذهب ونور ايمانهم ذهب نور ايمانهم نور ايمانهم ذهب نور ايمانهم بالنفاق وبقي حرارة الكفر والشكوك شبهات التغلي في قلوبهم وقلوبهم قد صليت بحرها واذاها وسمومها ووهجها في الدنيا. فاصلاها الله تعالى اياها يوم والقيامة نارا موقدة تطلع على الافئدة. حتى ان احدهم اذا ما فاته شيء من الدنيا كانه مصاب بنار ذات لهب في نفسه ماذا؟ ما يدري ماذا يفعل هذا كما ذكره الله في القرآن عنهم نعم احسن قال رحمه الله تعالى فهذا مثل فهذا مثل من لم يصحبه نور الايمان في الدنيا بل خرج منه وفارقه بعد ان استطاع وهو حال المنافق عرف ثم انكر واقر ثم جحد فهو في في ظلمات اصم وابكم واعمى. كما قال تعالى في لاخوانهم من الكفار والذين كذبوا باياتنا صموا وبكم في الظلمات. وقال تعالى ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق ما لا يسمع الا دعاء ونداء. صم بكم عمي فهم لا يعقلون. وشبه تعالى حال المنافقين في خروجهم من النور بعد ان اضاء لهم بحال بحال مستوقد النار وذهاب نورها عنه بعد ان اضاءت ما حوله. لان المنافقين بمخالطة المسلمين وصلاتهم معهم وصيامهم معهم وسماعهم القرآن ومشاهدتهم اعلام الاسلام ومناره. قد شاهدوا الضوء ورأوا النور عيانا ولهذا قال تعالى في حقهم فهم لا يرجعون لانهم فارقوا الاسلام بعد ان تلبسوا به واستناروا به فهم لا يرجعون اليه وقال تعالى في حق الكفار فهم لا يعقلون لانهم لم يعقلوا الاسلام ولا دخلوا فيه ولا استناروا به بل لم يزالوا في ظلمات الكفر صم بكم عمي فسبحان من جعل كلامه لاجواء الصدور شافيا والى والى الايمان وحقائق وحقائقه مناديا والى الحياة الابدية والنعيم والمقيم داعيا والى طريق رشاد هاديا. لقد اسمع منادي الايمان لو صادف اذانا واعية وشفته مواعظ القرآن لو وافقت قلوبا من غيها خالية. ولكن عصفت على على القلوب اهوية الشبهات والشهوات فاطفأت مصابيحها تمكنت منها ايدي الغفلة والجهالة فاغلقت ابواب رشدها واضاعت مفاتيحها وران عليها كسبها فلم ينفع فيها الكلام وسكرت بشهوات الغي فغي وشبهات الباطل فلم تصغي بعده الى المنام. ووعظت بمواعظ انكى فيها من سنتي والسهام ولكن ماتت في بحر الجهل والغفلة واسر الهوى والشهوة وما لجرح بميت ايلام ايلام هذا المثل الناري الذي ضربه الله للمنافقين من باب تعميم التفسير يجوز ان يكون المثل مضروبا لحال المؤمن مع الكافر نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى فصل ومثل الذي هو مثل ومثل الثاني المائي قوله تعالى او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلونا صابع في اذان من الصواعق حذر الموت. والله محيط بالكافرين الصيب المطر المطر الذي يصوب من السماء. اي ينزل منها بسرعة وهو مثل القرآن الذي به حياة القلوب كالمطر الذي به حياة الارض والنبات والحيوان. فادرك المؤمنون ذلك منه وعلموا ما يحصل به من الحياة التي لا خطر لها. فلم يمنعه منها ما فيه من الرعد والبرق وهو الوعيد والتهديد والعقوبات والعقوبات والمثلات والعقوبات احسنت والعقوبات باتوا والمثلات التي حذر الله بها من خالف امره. واخبر انه منزلها بمن كذب رسوله صلى الله عليه وسلم. او ما فيه من الاوامر كجهاد الاعداء والصبر على اللأواء والاوامر الشاقة على النفوس التي هي بخلاف ارادتها. فهي كالظلمات والرعد والبرق ولكن من علم مواقع الغيث وما يحصل به من الحياة لم يستوحش لما معه من الظلمة والرعد والبرق تأنسوا لذلك ويفرحوا به لما يرجو من الحياة والخصم واما المنافق فانه لعمى قلبه لم يجاوز لم يجاوز بصره الظلمة ولم يرى الا برقا يكاد يخطف البصر ورعدا عظيما يسمع اصوات الرعد القاصف ويرى ذلك البرق الخاطف. فان اضاء له ما بين يديه مشى في ضوءه. وان فقد الضوء قاموا متحيرا لا اين يذهب ولجهله لا يعلمون ذلك من لوازم الصيد الذي به حياة الارض والنبات. وحياته هو في نفسه. بل لا يدرك الا رعدا وظلمة ولا شعور له بما وراء ذلك. فالوحشة فالوحشة لازمة له. والرعب والفزع لا يفارقه واما من انس بالصيد وعلم ما يحصل فيه من الخيرات والحياة والنفع وعلم انه لابد فيه من رعد وبرق وظلمة بسبب الغيم بأس بذلك ولم يستوحش منه ولم يقطعه ذلك عن اخذه بنصيبه من الصيب. فهذا مثل مطابق للصيب الذي نزل به جبريل عليه السلام من عند رب العالمين تبارك وتعالى على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحيي به القلوب والوجود اجمع اقتضت حكمته ان يقارن ان يقارنه بين الغيم والرعد والبرق ما يقال نصيب المائي حكمة بالغة واسبابا منتظمة نظمها العزيز الحكيم فكان حظ المنافق من ذلك الصيب سحابه ورعوده وبروقه فقط لم يعلم ما وراءه فاستوحش به المؤمنون وتاب بما اطمأن به العالمون في غزوة الخندق التي قال الله عنها وبلغت القلوب الحناجر وهذا نوع من انواع الرعود والبروق التي تصيب المؤمنين من الابتلاءات ماذا كان قول المنافقين ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا ماذا كان قول المؤمنين قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله. وصدق الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فتأمل البون الشاسع عند ورود الابتلاءات كيف ينظر اليه من نور الله قلبه وكيف ينظر اليه من اظلم الله قلبه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فكان حظ المنافق من ذلك الصيب سحابه ورعوده وبروقه فقط لم يعلم ما وراءه فاستوحش بما انس به المؤمنون وارتاب وارتاب بما اطمأن به العالمون وشك فيما تيقن تيقنه المبصرون العارفون فبصره في المثل الناري كبصر الخفاش في نحر الظهيرة. وسمعه في مثل الماء كسمع من يموت من صوت الرعد. فقد عن بعض الحيوانات انها تموت من صوت الرعد. واذا صادف هذه العقول والاسماع والابصار شبهات شيطانية وخيالات فاسدة كاذبة جالت فيها وصالت. وقامت فيها وقعدت. وتسع فيها مجالها وكثر ذئب بها قيلها وقالها فملأت الاسماع من هذيانها والارض من نرويانها وما اكثر المستجيبين لهؤلاء والقابلين منهم والقائمين بدعوتهم والمحامين عن حوزتهم والمقاتلين تحت رؤيتهم والمكفرين لسوادهم عددا وما اقلهم عند الله واوليائه قدرا ولعموم البلية بهم وضرر القلوب بكلامهم هتك الله استارهم في كتابه في كتابه غاية الهتك. وكشف اسرارهم غاية الكشف وبين علاماتهم واعمالهم واقوالهم علاماتهم واعمالهم بين علاماتهم واعمالهم واعمالهم واقوالهم ولم يزل عز وجل يقول ومنهم ومنهم ومنهم حتى انكشف امرهم وبانت حقائقهم وظهرت اسرارهم. يعني هذه في سورة ايش توبة التي يقول عنها ابن عباس انها الفاضحة التي فضحت المنافقين ومنهم ومنهم ومنهم واعلموا ان اكثر وصفين ذكرهما الله جل وعلا في القرآن هما وصف اليهود ووصف المنافقين ووصف اليهود لكونهم من اخبث الناس فسادا ومكرا ووصف المنافقين لكونهم من اكثر الناس ظررا في بيت الاسلام ولهذا اقتضى اقتضى ها رحمة الله بعباده ان يبين حال وصف هؤلاء وهؤلاء نعم قال رحمه الله تعالى والعموم البلية قد ذكر الله تبي تعيدها مرة ثانية؟ صحيح. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في اول سورة البقرة اوصاف المؤمنين والكفار والمنافقين. فذكر في اوصاف المؤمنين ثلاث ايات وفي اوصاف الكفار ايتين وفي اوصاف هؤلاء بظعة عشرة اية لعموم الابتلاء بهم وشدة المصيبة المخالطة فانهم من من الجلدة مظهرون الموافقة والمناصرة بخلاف الكافر الذي قد نابذ بالعداوة واظهر السريرة دعاك بما ظهره الى منابذته ومفارقته نقف على هذا ان شاء الله نكمل ان شاء الله في الاحد القادم اه مثلين اخرين ذكرهما العلامة ابن القيم وهذا كله تابع للفائدة التي ذكرها من فوائد الذكر وان هذه الفوائد العظيمة التي للذكر هي نور للمؤمن وتجلي قلب المؤمن هذا كالكلام كله تابع للفائدة السادسة والثلاثين ونسأل الله عز وجل يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح