بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام في كتاب الحج. قال رحمه الله باب المواقيت عن ابن عباس رضي الله عنهما. ان النبي صلى الله عليه وسلم وقت لاهل المدينة ذا الحليفة لاهل الشام الجحفة ولاهل نجد قرن المنازل ولاهل اليمن يلملم. هن لهن ولمن اتى عليهن من غيرهن ممن اراد الحج والعمرة ومن كان دون ذلك فمن حيث انشأ حتى اهل مكة من مكة متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم اهل العراق ذات عرق رواه ابو داوود والنسائي. واصله عند مسلم من حديث جابر رضي الله عنه الا ان راويه شك في رفعه وفي البخاري ان عمر رضي الله عنه هو الذي وقت ذات عرق وعند احمد وابي داوود والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم وقت لاهل المشرق العقيق. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب المواقيت. المواقيت جمع ميقات وهو العبادة ومكانها. فزمان العبادة يسمى ميقاتا كما قال الله تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا وكذلك ايضا مكانها يسمى ميقاتا. والعبادات من حيث التوقيت. تنقسم الى ثلاثة في اقسام القسم الاول ما له ميقات زماني ومكاني وهو الحج فالحج له ميقات زماني وهي اشهر الحج التي قال الله عز وجل فيها الحج اشهر معلومات. ولا ميقات مكارم وهي الامكنة التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم بالاحرام منها كما في الاحاديث. والقسم الثاني فيما له ميقات مكاني لا زمني. وهو العمرة فالعمرة تصح في جميع السنة. فليس لها ميقات او زمن ولكن لها ميقات مكاني. يجب على من اراد العمرة ان يحرم منه. اذا مر بالميقات. والقسم الثالث ما له ميقات زماني لامكاني. وهذا على نوعين النوع الاول ما ميقاته محدد لا يتغير لا يتقدم ولا يتأخر وذلك كالصيام والصلاة. والثاني ما يختلف توقيته بحسب المكلف وهو الزكاة. فان حول زكاة يختلف من شخص الى اخر. ثم ذكر رحمه الله الاحاديث في هذا الباب وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم المواقيت فدلت هذه الاحاديث على فوائد منها ثبوت هذه المواقيت المكانية خمسة ومنها ايضا وجوب الاحرام من هذه المواقيت على من مر بها. لان الفائدة من توقيتها هو ان فمن مر بها مريدا للنسك فانه يجب ان يحرم منها. ولهذا في بعض الفاظ حديث ابن عمر يهل اهل المدينة وهذا خبر بمعنى الامر. ومنها ايضا ان من مر بهذه المواقيت غير مريد للنسك فانه انه لا يجب عليه ان يحرم بقول النبي صلى الله عليه وسلم ممن اراد الحج او العمرة. فمفهومه ان من لم نسكا من حج او عمرة فانه لا يجب عليه ان يحرم منها. ومنها ايضا ان من كان دون المواقيت فان انه يحرم من مكانه بقوله ومن كان دون ذلك فمن حيث انشأ. ومن فوائده ايضا ان اهل مكة اذا ارادوا النسك فانهم يحرمون منها. وهذا في الحج. واما في العمرة فانه يجب على من كان بمكة اذا اراد العمرة ان يخرج الى الحل. اما الى عرفة واما الى التنعيم. المهم ان يخرج خارج حدود الحرم لامرين الامر الاول ان عائشة رضي الله عنها لما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وطلبت منه ان يعمرها قال لاخيها عبد الرحمن اخرج باختك من الحرم فلتهل بعمرة. ولان كل نسك لا بد ان يجمع فيه بين الحل والحرم ومنها ايضا ان من لم يمر بالميقات فانه يحرم من محاذاة. وضابط المحاذاة ان تجعل المسافة بينك وبين مكة كالمسافة بين هذا الميقات الذي حاذيته وبين مكة. ومن فوائده ايضا ثبوت اية من ايات الرسول صلى الله عليه وسلم لانه عليه الصلاة والسلام حدد هذه المواقيت وعينها لهذه البلدان قبل ان تفتح وهذا فيه اشارة الى ان هذه البلاد سوف تفتح وسوف يسلم اهلها وسوف يحجون وهذا من ايات الرسول صلى الله عليه وسلم الدال على صدق نبوته. ولهذا قال ابن عبد القوي رحمه الله وتعيينها يعني هذه المواقيت وتعيينها من معجزات نبينا لتعيينها من قبل فتح المحدد. وفق الله الجميع فيما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد