وان يرحمنا واياكم وامة الاسلام اجمعين. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة اللهم قنا السيئات اللهم قنا السيئات اللهم قنا السيئات اما بعد قال مسلم علينا وعليه رحمة الله وحدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول اخبرني عمرو اخبرتني عمرو انها سمعت عائشة رضي الله عنها ها وحدثناه ابن ابي عمر قال حدثنا سفيان ان يحيا بهذا الاسناد مثله اي مثل المتن السابق وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا ابن علية عن ابن عون عن ابراهيم عن الاسود عن ام عطية هاء وعن القاسم عن ام المؤمنين قالت قلت يا رسول الله يصدر الناس بنسكين واصدر بنسك واحد قال انتظري وهكذا ينبغي على الانسان ان لا يفرط في طاعة ولا يفوت عمل ولا يترك سنة من السنن وكثير من الناس يسأل عن منهج يسير عليه والمنهج قد رسمه لنا النبي صلى الله عليه وسلم في يومنا وليلتنا وهو ان الانسان عليه ان لا يفوت سنة من السنن لا في ذكر ولا في صلاة ولا في غيرها. بل يجعل سنة النبي صلى الله عليه وسلم امامه في كل شيء ويجتهد بالعمل بالسنة ولذلك هذه السنة هي كالميزان لمعرفة محبة لمعرفة المحبة هل هي المحبة المنشودة ام لا فالمحبة الحقيقية هي بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم اذا حرصت ام المؤمنين عائشة ان تعود الى المدينة بحج وعمرة قال انتظري فاذا طهرتي فاخرجي الى التنعيم فاهي لي منه ثم القينا عند كذا وكذا باعتبار هي وعبد الرحمن ثم يلتقون مع النبي صلى الله عليه وسلم في مكان محدد قال اظنه قال غدا ولكنها على قدر نصبك او قال نفقتك. طبعا الانسان حينما يتعبد لا يقصد الاصعب ولكن الانسان يقصد السنة فاذا نال الانسان التعب فان اجره على قدر نصبه وتعبه وحدثنا ابن المثنى قال حدثنا ابن ابي عدي عن ابن عون عن القاسم وابراهيم قال لا اعرف حديث احدهما من الاخر ان ام المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصدر الناس بنسكين فذكر الحديث وحدثنا زهير بن حرب واسحاق ابن ابراهيم قال زهير حدثنا فقال اسحاق اخبرنا جرير عن منصور عن ابراهيم عن الاسود عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى الا انه الحج فلما قدمنا مكة تطوفنا بالبيت فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن ساق الهدي ان يحل قالت فحل من لم يكن ساق الهدي. من ساق الهدي معه يبقى علامة حتى لا ينفك عن عبادة ربه ومن لم يسق الهدي امره النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعلها عمرة حتى يكون متمتعا ونسائه لم يثقن الهدي فاحللنه. قالت عائشة فحقته فلم اقف بالبيت اي لم تطف طواف العمرة فلما كانت ليلة الحصبة قالت قلت يا رسول الله يرجع الناس بعمرة وحج وارجع انا بحجة قال اوما كنت طفت ليالي قدمنا مكة قالت قلت لا قال فاذهبي مع اخيك الى التنعيم فاهل لي بعمرة ثم موعدك مكان كذا وكذا قال الصفية ما اراني الا حادثتكم. قال اقرأ حلق طبعا هذا لا لا يقصد به الدعاء لا يقصد انها تعقر ولا انها تصاب بمرض بالحلق فهذه كلمة تقال تدل على تأسف المقابل ولا يراد حقيقة الدعاء عقر حلقة اوما كنت طفت يوم النحر؟ قالت بلى. قال لا بأس انفري. فهذه المرء الحائط يسقط عنها طواف الوداع اه نعم قالت عائشة فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعا بعضهم فسر عقر اي عقرها الله وحلقها. نعم. عقرها حلقه. نعم وبعضهم قال جعلها الله عاقرا لا ترد. وحلقة مشؤومة على اهلها وهذه المهم انها ادعية لا يراد بها حقيقة الدعاء على المدعي عليه قالت عائشة فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مصعد من مكة وانا منهبطة عليها او انا مسعدة وهو منهبط منها هذا شك من الراوي وقال اسحاق متهبطة ومتهبط هكذا قال اسحاق ومسلم يأتيك بمنيات الرواة كما قد جيء بها وهذا الحديث فيه فوائد وعوائد دليل على ان طواف الوداع لا يجب على الحائض كما قلنا ولا يلزمها الصبر الى طهرها لتأتي به ولا دم عليها في تركه وهذا مذهب اغلب اهل العلم وحدثنا سويد بن سعيد عن علي ابن مسهر عن الاعمش عن ابراهيم عن الاسود عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلبي لا نذكر حجا ولا عمرة. وساق الحديث بمعنى حديث منصور وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة ومحمد ابن المثنى وابن بشار جميعا عن غندر قال ابن المثنى حدثنا محمد ابن جعفر قال حدثنا شعبة عن الحكم عن علي ابن الحسين عندكوان مولى عائشة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لاربع مظين من ذي الحجة او خمس فدخل علي وهو غضبان فقلت من اغضبك يا رسول الله ادخله الله النار قال اوما شعرت اني امرت الناس بامر فاذا هم يترددون قال الحكم كانهم يترددون احسنوا ولو اني استقبلت من امري ما استدبرتم. ما ثقت الهدي معي حتى اشتريه ثم احلوا كما حلوا اذا تمنى النبي صلى الله عليه وسلم انه هكذا وقد تحدث اهل العلم عن غضبه صلى الله عليه وسلم فغضبه بسبب انتهاك حرمة الشرع وترددهم في قبول حكمه وقد قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما اذا نبينا صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه انما يغضب اذا انتهكت حرمات الله تعالى والحزن عليهم في نقص عملهم هذا وهذا فيه دلالة لاستحباب الغضب عند انتهاك حرمة الدين نعم والانسان لا يدعو على اخوانه ابدا انما يراد به تنبيههم الى امر الدين نعم ولابد للناس ان ينبهوا حتى يعملوا بطاعة الله تعالى. والنبي صلى الله عليه وسلم بين قال ولو اني استقبلت من امري ما استدبرت ما تقت الهدي معي حتى اشتريه ثم احل كما احل النبي صلى الله عليه وسلم ساق الهدي معه يعني متعجلا بطاعة الله تعالى وتمنى انه لو لم يثق الهدي وانه يشتريه من المدينة من مكة المكرمة ويكون قد حل مع اصحابه وحدثناها عبيد الله بن معاذ قال حدثنا ابي قال حدثنا شعبة عن الحكم انه سمع علي ابن الحسين عندك وين؟ عن عائشة رضي الله عنها قالت قدم النبي صلى الله عليه وسلم لاربع او خمس مظين من ذي الحجة بمثل حديث غندر ولم يذكر الشك من الحكم في قوله يترددون وحدثني محمد ابن حاتم قال حدثنا بهز قال حدثنا بهيب قال حدثنا عبد الله ابن طاووس عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها اهلت بعمرة فقدمت ولم تقف بالبيت حتى حاضت فنسكت المناسك كلها وقد اهلت بالحج فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يوم النفي يسعك طوافك لحجك وعمرتك فابت فبعث بها مع عبد الرحمن الى التنعيم فائتمرت بعد الحج. نعم طبعا في قوله صلى الله عليه وسلم ولو اني استقبلت من امري ما استدبرت ما تقتل هدي هذا الحديث فيه دليل على جواز قول لو في التأسف على فوات امور الدين ومصالح الشرع. نعم وحديث احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل له فان لو تفتح عمل الشيطان هذا سيأتي باذن الله تعالى في اخر هذا الكتاب نسأل الله ان لنا واياكم الشرح والسماع فاذا محمول على التأسس على حظوظ الدنيا ونحوها. النهي هو التأسس على حظوظ الدنيا والجائز هو التأسس على حظوظ الاخرة وهناك احاديث كثيرة تدل على التأسف على حظوظ الاخرة. فهكذا يجمع حتى يعتاد طالب العلم على الجمع بين الاحاديث فليس شيء متعارض مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انما نحتاج الفهم وحدثنا حسن بن علي الحلواني قال حدثنا زيد ابن الحباب قال حدثني ابراهيم ابن نافع قال حدثني عبد الله ابن ابي نجيح عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها انها حاضت بسلفة فتطهرت بعرفة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حج عن حجك وعمرتك. نعم واذ به دلالة ظاهرة على انها كانت قارنة ولن ترفض العمرة رفض ابطال بل تركت الاستمرار في اعمال العمرة بانفرادها نعم وحدثنا يحيى بن حبيب بن الحارثي قال حدثنا خالد ابن الحارث قال حدثنا قرة قال حدثنا عبد الحميد ابن جبير ابن شيبة قال حدثتنا صفية بنت شعيبة قالت قالت عائشة يا رسول الله ايرجع الناس باجرين وارجع باجر فامر اي امر النبي صلى الله عليه وسلم فامر عبدالرحمن بن ابي بكر ان ينطلق بها الى التنعيم قالت فاردفني خلفه على جمل الله و قالت فجعلت ارفع خماري احصره عن عنقي فيظرب رجلي بعلة راحلة قلت له وهل ترى من احد قالت فاحللت بعمرة ثم اقبلنا حتى انتهينا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقولها احسره اي اكشفه وازيله. بعلة راحلة يعني هذي كما نشر اهل العلم انه المقصود بها ثغنت الراحلة اي فخذ الراحلة نعم يعني يريد ما خشن من مواضع مباركها واهل اللغة شرحوا هذا قالوا كل ما ولي الارض من كل ذي اربع اذا برك فهو ثغمه وهناك من فسر هذا بتفسير اخر حتى قال النووي ويحتمل ان المراد سيضرب رجله بسبب راحلة اي رجلي عامدا لها في صورة من يضرب الراحلة ويكون قولها بعلة معناه بسبب والمعنى انه يضرب رجلها بسوط او عصا او غير ذلك حين تكشف خمارها عن عنقها غيرة عليها فتقول له هي وهل ترى من احد اي نحن في خلاء ليس هنا اجنبي استتر منه وهذا التأويل هو الذي يعني يطابق اللفظ الذي جاءت به هذه الرواية والعلم عند الله تعالى. نعم يقول فجعلت ارفع حماري احصره عن عنقي فيظرب رجلي بعلة راحلة قلت له وهل ترى من احد؟ قالت فاهللت بعمرة ثم اقبلنا حتى انتهينا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحصبة حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وابن نمير قال حدثنا سفيان عن عمرو قال اخبره عمرو بن اوس قال اخبرني عبد الرحمن ابن ابي بكر ان النبي صلى الله عليه وسلم امره ان يردف عائشة فيعمرها من التنعيم فيعمرها من التنعيم وهذا موطن التنعيم هو موطن يعني معروف الان المسجد سمي وهناك في مسجد عائشة حدثنا قتيبة ابن سعيد ومحمد بن رمح جميعا عن الليث ابن سعد قال قتيبة حدثنا ليث عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه انه قال اقبلنا مهلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج مفرد واقبلت عائشة رضي الله عنها بعمرة حتى اذا كنا لسلفة عركة حتى اذا طبعا مر شرح هذه في درس الامس بحمد الله تعالى مفصلة وقلنا بان معناها حاضت واذا يقال عركة تعرك عروكا مثل قاعدة تقعد قعودا حتى اذا قدمنا طفنا بالكعبة والصفا والمروة. اللهم اجعل كل مسلم يطوف بهما يا ارحم الراحمين فامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحل منا من لم يكن معه هدي. قال فقلنا حل ماذا؟ قال الحل كله يعني بحيث الانسان يتحلل تحللا اكبر من ان يتحل له كل شيء فوافقعن النساء باعتبار انهم قد تهللوا وتطيبن بالطيب ولبثنا ثيابنا اي تركوا ثياب الاحرام وليس بيننا وبين عرفة الا اربع ليال ثم اهللنا يوم التروية ثم اهللنا يوم التروية يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة نعم ولذلك يعني من كان بمكة واراد الاحرام بالحج يستحب له ان يحرم يوم التربية ولا يقدمه عليه. نعم ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فوجدها تبكي فقال ما شأنك قالت شأني اني قد حضت وقد حل الناس ولم احلف يعني بقيت ما انهت عمرتها ولم اقف في البيت لانها حائض والناس يذهبون الى الحج الان فقال ان هذا امر كتبه الله على بنات ادم فاغتسلي ثم اهلي بالحج ففعلت ووقفت المواقف حتى اذا طهرت طافت بالكعبة والصفا والمروة ثم قال قد حللت من حجك وعمرتك جميعا فقالت يا رسول الله اني اجد في نفسي اني لم اقف بالبيت حتى حججت قال فاذهب بها يا عبد الرحمن فاعمرها من التنعيم وذلك ليلة الحصر. نعم وحدثني محمد بن حاتم وعبد ابن حميد قال ابن حاتم حدثنا وقال عبد اخبرنا محمد بن بكر قال اخبرنا ابن جريج قال اخبرنا ابو الزبير انه سمع جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما يقول دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها وهي تبكي فذكر لمثل حديث الليث الى اخره ولم يذكر ما قبل هذا من حديث الليل وحدثني ابو غسان المسمعي قال حدثنا معاذ يعني ابن هشام قال حدثني ابي عن مطر عن ابي الزبير عن جابر ابن عبد الله ان رضي الله عنها في حجة نبي الله صلى الله عليه وسلم اهلت بعمرة وساق الحديث بمعنى حديث الليل وزاد في الحديث قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا سهلا اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم سهل لكل من كان سهلا ومن كان شئديدا فلينه يا ارحم الراحمين اللهم سهل علينا كل صعب في دارنا هذه وسهل لنا الخير في جميع بقاع الارض واجعل لنا علما نافعا وعملا صالحا يطوف في هذا الارض وينتفع به الخلق الى يوم الدين اللهم امين اذا يقول وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا سهلا اذا قويت الشيء تابعها عليه وهكذا ينبغي الانسان ان يكون مع اهل بيته هينا لينا سهلا ولكن لا يسمح الانسان لاهله بالتفريط ولا يسمح لهم بمعصية الله تعالى فارسلها مع عبدالرحمن بن ابي بكر فاهلت بعمرة من التنعيم وسهل اي سهل الخلق تريد الشمائل لطيفا ميسرا في الخلق وقد قال ربنا عنه وانك لعلى خلق عظيم وهذا الحديث فيه من فوائد حسن معاشرة الازواج وحسن اشارة الاهليين والاخوان والابناء وربنا قال عن الزوجات وعاشروهن بالمعروف وهذا في كل شيء. واما مجال الطاعة فيزداد الاهتمام به قال مطر قال ابو الزبير فكانت عائشة اذا حجت صنعت كما طمعت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم. اذا هذه الحجة تعلم الانسان الطريقة الى مرضاة الله تعالى وان الانسان يحج كما حج لان النبي صلى الله عليه وسلم لما حج قال لتأخذوا عني مناسككم. وقد بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم معلما ومبينا وحدثنا احمد بن يونس قال حدثنا زهير قال حدثنا ابو الزبير عن جابر وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له قال اخبرنا ابو خيثم عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج معنا النساء والبلدان فلما قدمنا مكة طفنا بالبيت وبالصفا والمروة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هدي فليحلل ان يتحلل بعمرة قال قلنا اي الحل؟ يعني هل هو الاصغر ام حل اكبر؟ يعني ارادوا ان يتبينوا قال الحل كله اي هو تحلل اكبر قال فاتينا النساء ولبثنا الثياب ومسسنا الطيب فلما كان يوم التروية اهللنا بالحج وكفانا الطواف الاول بين الصفا والمروة فامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نشترك في الابل والبقر كل سبعة منا في بدنة اي وكل سبعة ايضا في بقرة. وهذا من رحمة الله تعالى قول خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج معنا النساء والبلدان فيه ان البلدان هم الصبيان وفي هذا الحديث بيان صحة حج الصبي وصحة الحج به وهذا مذهب اهل العلم كافة انه يصح حج الصبي وانه يثاب عليه وانه يترتب عليه احكام البالغ الا انه لا يجزئه عن فرض الاسلام فاذا بلغ بعد ذلك فما استطاع لزمه فرض الاسلام وهذا عند الجماهير خلافا لما يروى عن الامام ابي حنيفة قوله لا يصح له احرام ولا حج ولا ثواب فيه ولا يترتب عليه شيء من احكام الحج ولكن الصواب ما ذكرناه حديث ابن عباس ان امرأة رفع صبيا فقالت يا يا رسول الله الهذا حج؟ قال نعم ولا في اجر فهذا ثابت وسيأتي باذن الله تعالى طبعا هنا جاءت ومؤسسنا الطين وهو ان الانسان يعمسنا ومسسنا هذا كلاهما لغة والاشتراك المقر والابل يعني امر معروف والبدنة تطلق على البعير والبقرة والشاة لكن غالب استعمالها في البعير. والمراد هنا البعير لانه قد قرن بالبقر وهكذا ذهب ترى اهل العلم انها تجزئ البدن من الابل والبقر كل واحدة منها عن سبعة ففي هذا دلالة الاجزاء كل واحد منها عن سبعة انفس وقيامها مقام سبع شياه البقرة والبذرة كل واحد يقوم مقام سبع شياه وهذا الحديث فيه دلالة على جواز الاشتراك في الهدي وكذلك جواز الاشتراك في الاضحية يعني يجوز عند اهل العلم اشراك السبعة في بدنه سواء كانوا متفرقين او مجتمعين. نعم سواء كانوا متطوعين ام عليهم شيء واجب وحدثنا محمد ابن حاتم قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن ابن جريج قال اخبرني ابو الزبير عن جابر ابن عبد الله قال امرنا النبي صلى الله عليه وسلم لما احللنا ان نحرم اذا توجهنا الى منى قال فاحللنا من الابطح والابطح اللي هو بطحاء ومكة وهذا هو متصل بالمحصل نعم قوله اذا توجهنا الى منى يعني يوم التروية كما سيأتي مفصل في الرواية الاخرى وهذا فيه دليل لاهل العلم ان الافضل للمتمتع وكل من اراد الاحرام بالحاج المكي الا يحرم به الا يوم التروية. يحرم الانسان يوم التروية لان هذا هو الثالث ثابت حينما امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه به واهلوا بهذا. نعم وحدثني محمد بن حاتم قال حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج حا وحدثنا عبد ابن حميد قال اخبرنا محمد ابن بكر قال اخبرنا ابن جريج قال اخبرني ابو الزبير انه سمع جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما يقول لم يقف النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه بين الصفا والمروة الا طوافا واحدا زاد في حديث محمد ابن بكر طوافه الاول. نعم يعني النبي صلى الله عليه وسلم من كان من اصحابه قارنا فهؤلاء لم يسعوا بين الصفا والمروة الا مرة واحدة واما من كان متمتعا فانه سعة عين سعيا في عمرته وهو السعي الاول ثم سعيا اخر لحجه يوم النحر وهذا الحديث فيه دلالة على ان القارن ليس عليه الا طواف واحد للافاضة وسعي واحد وقال لهذا جماعة من الصحابة والتابعين وحدثني محمد بن حاتم قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال اخبرنا ابن جريج قال اخبرني عطاء قال سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في ناس معي قال اهللنا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بالحج خالصا وحده قال عطاء قال جابر فقدم النبي صلى الله عليه وسلم تبحى رابعة مضت من ذي الحجة. فامرنا ان نحل. قال عطاء. قال حلوا واصيبوا النساء. قال عطاء ولم اعزم عليهم ولكن احلهن لهم فقلنا لما لم يكن بيننا وبين عرفة الا خمس. امرنا ان نفضي الى نسائنا فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المني وددت لو انه لم يقل هذا الكلام لكن احيانا التبني يكون لشيء مستحيل قال يقول جابر بيده كاني انظر الى قوله بيده يحركها قال فقام فقام النبي صلى الله عليه وسلم فينا فقال قد علمتم اني اتقاكم الله واصدقكم وابركم امنا بالله ورسوله ولولا هدي لحللت كما تحلون ولو استقبلت من امري ما استدبرت لم اثق الهدي فحلوا وحللنا وسمعنا واطعنا وهكذا النجاة. النجاة ان الانسان يكون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم. قال عطاء قال جابر فقدم علي من سعايته فقال بما اهللت؟ قال بما اهل به النبي صلى الله عليه وسلم. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهدي وامكث حراما. قال واهدى له علي هديا فقال سراقة ابن مالك ابن جعشم يا رسول الله ارعامنا هذا ام للابد قال للابد اذا هكذا ما شرعه ربنا جل جلاله على هدي على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى طريقته وامر النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سار عليه الناس من ذاك الزمان وحتى يومنا هذا والى نفاذ هذه الدنيا حدثنا ابن نمير قال حدثنا ابي قال حدثنا عبد الملك ابن ابي سليمان عن عطاء عن جابر ابن عبد الله قال اهللنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج فلما قدمنا مكة امرنا ان نحل ونجعلها عمرة فكبر ذلك علينا وضاقت به صدورنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فما ندري شيء بلغه من السماء ام شيء من قبل الناس فقال ايها الناس احلوا فلولا الهدي الذي معي فعلت كما فعلتم قال فاحللنا حتى وطئنا النساء وفعلنا ما يفعل الحلال حتى اذا كان يوم التروية وجعلنا مكة بظهر اهللنا بالحج وقوله جعلنا مكة لظهر معناه اهللنا عند ارادتنا الذهاب الى منى اللهم اجعل مستقبلنا مكة يا ارحم الراحمين واجعل قدومنا اليها خير قدوم يا ارحم الراحمين وحدثنا ابن نمير قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا موسى ابن نافع قال قدمت مكة متمتعا بعمرة قبل التربية باربعة ايام فقال الناس تطير حجتك الان مكية فدخلت على عطاء ابن ابي رباح فاستفتيته فقال عطاء حدثني جابر ابن عبد الله الانصاري رضي الله عنهما انه حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عاما ساقا للهدي معا وقد اهلوا بالحج مفردا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احلوا من احرامكم فطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة وقصروا واقيموا حلالا حتى اذا كان يوم التروية فاهدلوا بالحج واجعلوا التي قدمتم بها متعة. قالوا كيف نجعلها متعة؟ وقد سمينا الحج قال افعلوا ما امركم به ربنا امرنا بان نتبع ما يأمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم وربنا يقول من يطع الرسول فقد اطاع الله افعلوا ما امركم به فاني لولا اني الهدي هذا هو حرص الصحابة ان يمتثلوا هدي النبي صلى الله عليه وسلم فعلا ولكن لما يأمرهم بالقول فعليهم ان يمتثلوا لو فاني لولا اني ثقت الهدي لفعلت مثل الذي امرتكم به. ولكن لا يحل مني حرام حتى يبلغ الهدي الا ففعلوا وحدثنا محمد ابن معمر ابن ربعي القيسي قال حدثنا ابو هشام المغيرة ابن سلمة المخزومي عن ابي عوامة عن ابي بشر عن عطاء ابن ابي رباح عن جابر ابن عبد الله قال قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج فامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نجعلها عمرة ونحل. قال وكان معه الهدي فلم يستطع ان يجعلها عمرة طبعا هذا السبب يعني في هذه او للابد معناه جواز الاعتمار في اشهر الحج كما سبق وذكرناها في الدروس السابقة اذا العمرة في اشهر الحج جائزة الى يوم القيامة وكذلك القران وان فسخ الحج الى العمرة مختص بتلك السنة. نعم باب في المتعة بالحج والعمرة. ان الانسان يتمتع يأتي متمتعا فيكمل العمر ثم بعدها في يوم التروية يحرم من مكانه بالحج وحدثنا محمد ابن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد ابن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن ابي نظرة قال كان ابن عباس يأمر بالمتعة وكان ابن الزبير ينهى عنها والصحابة يختلفون كل على حسب ما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكرت ذلك لجابر ابن عبد الله وجابر ابن عبد الله كان صاحب علم وشأن فقال على يدي دار الحديث تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اي هو يثبت المتعة هنا جابر فلما قام عمر قال ان الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء وان القرآن قد نزل منازله فاتموا الحج والعمرة لله كما امركم الله وابتوا نكاح هذه النساء فلن اوتي برجل نكح امرأة الى اجل الا رجمته بالحجارة اي ان الانسان حينما يتزوج ينوي التأبيد. اما التأقيت فهذا محرم جدا نعم وهذا خطير ابدأ يعني ان شأنه في المتعة مذهب عمر ومذهب عثمان هو اجتهاد منهما والتمتع يعني جائز ربنا قال فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي نعم وعمر وعثمان وبعض الصحابة انما نهوا عن المتعة التي هي الاعتمار في اشهر الحج ثم الحج من عامه وليس حقيقة التمسح هكذا رآه بعض اهل العلم ومتعة النكاح اللي هي نكاح المرأة الى اجل كان مباحا ثم نسخ يوم خيبر ثم ابيح يوم الفتح ثم نسخ في ايام الفتح واستمر تحريمه الى الابد وقد كان فيه خلاف في العصر الاول ثم ارتفع ثم اجمعوا على تحريمه فتحريم متعى وتحريم المتعة والتأقيت هذا محرم الى الابد. نعم وحدثنيه زهير بن حرب قال حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة بهذا الاسناد وقال في الحديث فصلوا حجكم من عمرتكم فانه اتم لحجكم واتموا في عمرتكم وحدثنا خلف بن هشام وابو الربيع وقتيبة جميعا عن حماد قال خلف حدثنا حماد بن زيد عن ايوب قال سمعت مجاهدا يحدث عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقول لبيك بالحج فامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نجعلها عمرة وهنا امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم هو المهم جدا باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم هذا حديث جابر حديث عظيم يشتمل على حج النبي صلى الله عليه وسلم ويشتمل على نفائس ومهمات وقواعد وهذا الحديث خرجه مسلم في صحيحه والامام البخاري لم يخرجه كامل هكذا والحديث فيه فقه وفيه مصنفات من اخرها تصنيف الشيخ الطريفي وكتابه ما شاء الله امامي نسأل الله ان يحفظ علماء بلاد الحرمين وان يحفظ علماء المسلمين من اهل السنة والصلاح والاصلاح في كل مكان وان يصلح الله حال امة الاسلام اجمعين انه ولي ذلك والقادر عليه حديث جابر هو اخر حديث في مجلسنا هذا وهو حديث طويل نستعين الله تعالى به ونسأل الله ان يجعل جلوسنا هذا في ميزان الحسنات يوم تقل الحسنات وتكثر الزفرات يوم الحسرات حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة واسحاق ابن ابراهيم جميعا عن حاتم قال ابو بكر حدثنا حاتم بن اسماعيل المدني عن جعفر بن محمد عن ابيه قال دخلنا على جابر ابن عبد الله فسأل عن القوم حتى انتهى الي فقلت انا محمد ابن علي ابن حسين فاهوى بيده الى رأسه فنزع زري الاعلى ثم نزع زري الاسفل ثم وضع كفه بين ثديي وانا يومئذ غلام شاء فقال مرحبا بك يا ابن اخي سل عن ما شئت فسألتهم وهو اعمى وحظر وقت الصلاة فقام في نساجة منتحفا بها كلما وظعها على منكبه رجع طرفاها اليه من صغرها ورداؤه على الى جنبه الى المسجد فصلى بنا فقلت اذا هذا الجزء هو من هذا الحديث ولعلنا نقف على بعض فوائد هذا الجزء فيستحب لمن ورد عليه زائر او زوار ان يسأل عنهم لينزلهم منازلهم واذا سأل عنهم وعن اسمائهم او كناهم عن مجهدهم وتلطف بهم فهذا فيه اناث للزائر في سنن ابي داوود ان عائشة قالت امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ننزل الناس منازلهم وايضا في هذا الحديث فيه اكرام اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل جابر بمحمد بن علي المعروف بالباقر وفي هذا الحديث استحباب قوله للزائر والضيف ونحوهما حتى الاهل لما يلتقون في الصباح على الصلاة وعلى الطعام يستحب ان يقول مرحبا وهذا فيه دعاء والدعاء حسن في كل الاحوال ويستفاد من هذا ايضا ملاطفة الزائر بما يليق به وتأنيسه وهذا سبب حل جابر ذري محمد ابن علي ووضع يده بين ثدييه اي انه قد استقبله استقبالا واكرمه اكراما جعله بجوارهم وقوله وانا يومئذ شاب فيه تنبيه على ان سبب فعل جابر لذلك التأنيث لكونه صغيرا اما الرجل الكبير فلا يحسن ادخال اليد في جيبه والمسح بين يديه وهذا الحديث فيه جواز امامة الاعمى للبصراء وهذا هو الراجح. ومن منع من هذا فقد اخطأ خطأ ويستفاد من هذا ان صاحب البيت احق بالامامة من غيره. واذا زرنا لا نتقدم الا اذا اذن لنا ويستفاد من هذا جواز الصلاة في ثوب واحد مع التمكن من الزيادة عليه ويستفاد منه تسمية الثدي للرجل. وقد تقدم في المجالس سابق ان بعض اهل العلم ابى ان يقال هذا والصواب انه يقال له هذا وقد ابتلي الناس بالصور والمواقع وغيرها وتساهل الناس في هذا فليحذر الناس الشهوات وليحذر الناس انتهاك حرمات الله تعالى وليقرأوا قول الله تعالى على لسان الملائكة وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته فيا اخواني لن تستغنوا عن رحمة الله تعالى طرفة عين لا في دنياكم ولا في اخراكم. وان رحمة الله تعالى لترك السيئات فاترك السيئات واقبلوا الى الله سبحانه وتعالى تجدون لذة في انفسكم ما بعد هذا الذنب وتفتح لكم الخيرات والبركات والمسرات ما الله وحده به عليم نعم وقوله قال في نساجه يعني هذا في ما يسمى يقال له نصف البلاد. هكذا يقال جاء في رواية انه في ساده والثاج يعني هو ثوب كالطيلتان وشبه اشبه بثياب المغرب. ولذا له ازرار الاعلى والاسفل وهو ثوب مدفق نعم اذا هكذا وطيبتان يعني معروف هو لما يكون غطاء الرأس مع الثوب هذا هو الطيلسان وقوله ورداءه الى جنبه على المسجد يعني كان رداؤه بجواره هذا الشيء الذي توضع عليه وتعلق عليه هذه الاشجياء طبعا سأله قال له اخبرني عن حجتي عن حجتي اخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بيده فعقد تسعا فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج. يعني اشارة الى ان الحج قد جاء متأخرا ثم اذن في الناس في العاشرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس ان يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله وهذا اعظم الحج انك تحج مع النبي صلى الله عليه وسلم واعظم الحج الان ان تحج على سنة النبي صلى الله عليه وسلم فتفعل ما فعل وتصرخ ما ترك وتتحرى ما تحرى يقول حتى اتينا ذا الحليفة فولدت اسماء بنت عميس محمد بن ابي بكر فارسلت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف اصنع؟ قال فاغتسلي واستثفري بثوب واحرمي هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من الجميع ويعلم الجميع لاجل ان يتأهب للحج ويستعد له ويؤدونه كما هو وكان يجيب الناس وهذا فيه استحباب غسل الاحرام للنفساء وفيها اذا امر الحائض والنفساء والمستحاضة بالاستغفار وهو ان تشد في وسطها شيئا والان قد وجدت اشياء عديدة تسهل على المرأة هكذا ولكن اصحاب الدخل المحدود قد يؤذيهم على النساء ان يترفقن بازواجهن وعلى الازواج من كان له سعى فليحسن الى اهل بيته. وليحذروا ايضا التبذيرا والاسراف فان هذا المال مال الله تعالى لا يأخذه الانسان الا بحقه ولا يضعه الا بحقه يقول فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ثم ركب القصواء حتى اذا استوت به ناقته على البيداء نعم طبعا القسواء كان للنبي صلى الله عليه وسلم نوقى القصواء والجدعاء والعظباء فالعظباء اسم لناقة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تسمى بذلك بشيء اصابها وذكر هنا انه قد ركب القصواء نعم نعم هذا هو الذي ذكر منها قال فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ثم ركب القصواء حتى اذا استوت به ناقته على البيداء نظرت الى مد بصري بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك. ومن خلفه مثل ذلك وهنا نظر جابر الى العدد الكبير الذين قد حجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين اظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وهذا مهم جدا ان الانسان يقرأ القرآن ويعرف تأويله الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به فينبغي على الانسان ان يعرف معاني الايات ويعمل بها قال وما عمل من شيء عملنا به. يعني اي شيء عمله النبي قد عمل به صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فاهل بالتوحيد ذكر هنا ما يسمى بالتلبية وسماه قال فاهل بالتوحيد وشرح التوحيد وشرح التلبية قال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وهل الناس بهذا الذي يهلون به فلن نرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته قال جابر لسنا ننوي الا الحج. لسنا نعرف العمرة حتى اذا اتينا البيت معه استلم الركن الانسان يستلم الركن فرمل ثلاثا ومشى اربعة يعني رمل في الاشواط الثلاثة الاول رمل ومشى في الاشواط الاربعة الاخرى ثم نفذ ولكن القاعدة ان المحرم اذا دخل مكة قبل الوقوف بعرفة يسن له طواف القدوم وهذا امر مجمع عليه وتدارس الاستفاد من هذا ثلاثة مع اربعة يستفاد ان الطواف سبع طوافات ويستفاد من هذا الحديث ان السنة الرمل في الثلاث الاول في اول طواف نظفه القادم الى مكة ثم يمشي بقية الاشوارع على عادته الاخيرة والرمل هو اسراع المشي مع تقارب مع تقارب الخطى اسراع المشي مع تقارب الخطى وهو الخبل نعم يقول ثم نفذ الى مقام ابراهيم اي ان النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى انصرف الى مقام ابراهيم فقرأ واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. لماذا قرأ؟ قرأ اشارة الى انه يذهب الى هذا المكان ممتثلا امر الله تعالى فجعل المقام بينه وبين البيت فكان ابي يقول ولا اعلمه ذكره الا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين هذا الراوي الذي يروي قبر جابر يتلو عن ابيه عن جابر يقول هنا فكان ابي يقول ولا اعلمه ذكره الا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين يعني في هاتين الركعتين فبعد ان استلم الركن واستلام الركن هو مسحه واستلام الركن سنة يذهب الانسان الى مقام ابراهيم يصلي ركعتين يقول هنا ولا اعلمه ذكره الا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين قل هو الله احد وقل يا ايها الكافرون ثم رجع الى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب الى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ ان الصفا والمروة من شعائر الله اي انه قد ذهب الى الصفا ممتثلا امر الله تعالى ابدأوا اللفظ المحفوظا ابدأوا بما بدأ الله به على الخبر فبدأ بالصفا لان الله قد بدأ بها ان الصفا والمروة فرقي عليها باعتبار انه جبل حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبر وقال لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا اله الا الله وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده ثم دعا بين ذلك اي دعا النبي صلى الله عليه وسلم بادعية قال مثل هذا ثلاث مرات اي اعاده ثلاث مرات ثم نزل الى المروة حتى اذا انصبت قدماها في بطن الوادي سعى والان هذا المكان يعني معروف ومعلم حتى اذا صعدنا مشى حتى اتى المروى ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى اذا كان في اخر طواف على المروة فقال لو اني استقبلت من امري ما استدبرت لم اثق الهدي وجعلتها عمرة لان المعتمر ثم ينتهي من السعي يذهب الى التحريق والتقصير فتتم عمرته فهنا الذين امرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلل قال فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة فقام سراقة ابن مالك ابن جحشم فقال يا رسول الله ارعا من هذا ام للابد؟ يعني هذا التمتع خاص بهذه السنة ام لكل سنة فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم اصابعه واحدة في الاخرى وقال دخلت العمرة في الحج مرتين لا بل لابد ابدا وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل ولبست ثيابا صبيغة رضي الله عن فاطمة تلك البضعة النبوية والجهة المصطفوية واكتحلت فانكر ذلك عليها لانه ظنها انها ما زالت في الاحرام فقالت ان ابي امرني بهذا. قال فكان علي يقول بالعراق اللهم احفظ اهل العراق واصلح حالهم يا رب العالمين اللهم احفظ اهل السنة والجماعة في العراق يا ارحم الراحمين يقول فكان علي يقول بالعراق فذهبت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم محركا على فاطمة اي اراد ان يبين انها قد ابتهلت ولبست صبيغها للذي صنعت مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي فقيه فيما ذكرت عنه فاخبرته اني انكرت ذلك عليها فقال صدقت صدقت ماذا قلت حين فرضت الحج؟ بدأ يسأله عن نية علي ابن ابي طالب في احرامه قال قلت اللهم اني اهل بما اهل به رسولك وهذا يدل على عظيم اتباع علي للنبي صلى الله عليه وسلم فان معي الهدي فلا تحل قال فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي اتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة مجموع الهدي. قال فحل الناس كلهم وقصروا اي حلوا تحللوا من الا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي اي كان معه هدي وساقه اتى به الى بيت الله العتيق فلما كان يوم التروية توجهوا الى منى فاهلوا بالحج وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وامر بقبة من شعر تظرب له بنمرة فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش الا انه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية فاجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى اذا زاغت الشمس بالقسواء فرحلت له اي جهزت له ليركب فاتى بطن الوادي فخطب الناس وقال ان دمائكم واموالكم حرام عليكم انظر الى هذا الحديث العظيم الذي يبين حرمة المسلم على المسلم وحرمة دمه وحرمة ماله وحرمة عرظه في زمن تساهل الناس في كل هذا اكثر من هذا ولا سيما في المجامع العامة. ان دماءكم واموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا على كل شيء من امر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موظوعة وان اول دم اظع من دمائنا دم ابن ربيعة ابن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتله هديل وربا الجاهلية موضوع واول ربا اضع ربانا ربا عباس ابن عبد المطلب فانه موظوع كله فاتقوا الله في النساء فانكم اخذتموهن بامان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن ان لا يوطئن فرشكم احدا تكرهونه فان فعلنا ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ان اعتصمتم به كتاب الله وانتم تسألون عني فما انتم قائلون كتاب الله وانتم تسألون عني فما انتم قائلون وهكذا العبد عبد والرب رب ونبينا صلى الله عليه وسلم ينتظر شهادة اصحابه به قالوا نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت فقال باصبعه السبابة يرفعها الى السماء ويمكثها الى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات ثم اذن ثم اقام فصلى الظهر ثم اقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا اي لم يصلي شيئا من النوافل ولذلك كل احد منا عليه ان يسأل نفسه هل ادى حق الله تعالى مع كتابه؟ وهل ادى حق الله تعالى مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وثمة مسؤوليات كبيرة امام الاسرة وامام الناس. والدعوة الى الله تعالى وتبليغ هذا الدين يقول ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء الى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص واردف اسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصاء الذماء ولذلك معنى شنق اي ظم وظيق باعتبار ان هذا المقام يعني مقام جد وينبغي على الانسان ان يرفقا في السير ومع اصحابه حتى ان رأسها لن يصيبوا مورث رحليهم. ويقول بيده اليمنى ايها الناس السكينة السكينة اي اذموا السكينة وعليكم بالرفق والطمأنينة وفيها ان السكينة في الدفع من عرفات سنة فاذا وجد فرجة يسرع كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كلما اتى حبلا من الجبال ارخى لها قليلا كلما اتى حبلا من الحبال ارخى لها قليلا بسم الله حتى تصعد حتى اتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء باذان واحد واقامتين ولم يسبح بينهما شيء اي لم يأتي بصلاة النافلة ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح باذان واقامة وهذا المزدلفة المبيت بها واجب ثم ركب القصواء حتى اتى المشعر الحرام. وينبغي على الانسان حينما يكون في جميع هذه المواقف ان لا ينسى ذكر الله تعالى ولا سيما عند المشعر الحرام فما سمي بالمشعر الحرام الا لانه معلم من معالم العبادة والطاعة برب الارض والسماء فاستقبل القبلة فدعا فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى اسفر جدة اي اسفر الفجر فدفع قبل ان تطلع الشمس اي دفع الى منى واردف الفضل بن عباس وكان رجلا حسن الشعر ابيض وسيما اللهم ارزقنا وسامة الاخلاق وحسن العمل يا ارحم الراحمين فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ضعن يجرينا فطفق الفضل ينظر اليهن وهذا النظر مما ابتلي به الناس والنظرة عذاب وكف النفس عن المعصية خير من الولوج في المعصية فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل فحول الفضل وجهه الى الشق الاخر ينظر فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الاخر على وجه فضله. فصرف وجهه من الشق الاخر ينظر حتى اتى بطن محسر هذا الموطن الذي حصل فيه الفيل فسمي محسرا فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى اتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخبث فهو حصى ليس كبير بمقدار الحمصة رمى من بطن الوادي ثم انصرف الى المنحر فنحر ثلاثا ثلاثا وستين بيده ثم اعطى عليا فنحر ما غبر اي ما بقي واشركه في هديه. ثم امر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فاكل من لحمها وشرب من مرقها ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فافاض الى البيت فصلى بمكة الظهر فاتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال انزعوا انزعوا بني عبد المطلب فلولا ان يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم ولو هدلوا فشرب منه والسعيد من سقى الناس والسعيد من نفع امة محمد صلى الله عليه وسلم الا فاعلموا ان ديننا مبني على الاخلاص لله والاحسان الى عبيده وان من اعظم الاحسان الى عبيده بث العلم والنصيحة وارشاد الخليقة اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يوفقنا جميعا الى طاعته