وهذا الادب العاشر الذي ينبغي للمعلم ان يراعيه في حلقة التعليم وقد اشار الشيخ رحمه الله تعالى الى اربعة امور يحسن مراعاتها من المعلم الاول اذا حضر مجلسه احد الغرباء والمقصود بالغريب اي الذي لم يكن له عادة بالحضور الى المجلس فينبغي له ان يرغبه فيبش في وجهه وينبسط له في خلقه فان للقادم دهشة. والغريب احيانا يظن ان الناس ترمقه بابصارها. وهذا ليس بصحيح فاذا كان المعلم وهو في الحلقة ينظر الغريب وينظر اليه في كل لحظة اخجل ذلك الغريب وظن انه غير مرغوب فيه المعلم يتألف الجميع بل ينبغي عليه ان يكون له مراعاة للغريب والوافد اكثر من غيره. وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب فدخل رجل فقال يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه فترك الخطبة وما كان من عادته ان يترك الخطبة. ونزل على المنبر وما كان من عادته ذلك. ودعا بكرسي قال الراوي حسبت ان قوائمه فجلس عليه ثم اقبل عليه فعلمه مما علمه الله. وكل هذا تربية من النبي صلى الله عليه وسلم لكل معلم الامة ان يراعوا احوال الغرباء الذين لا يعرفون الطريقة التي يتعامل بها الطلاب في اثناء الدرس