تمروا على رجل قالوا هذا الشهيد فقال النبي صلى اني رأيته في النار بسبب شيء قله في سبيل الله عباءة او نحوها غلها يعني اخذها بغير حق فصارت سبب دخوله النار وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما كان يوم خيبر اقبل نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد. حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا اني رأيته في النار في بردة غلها او عباءة. رواه مسلم وعن ابي قتادة الحارث بن الربيعي الانصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام فيهم فذكر لهم ان الجهاد في سبيل الله والايمان بالله افضل الاعمال فقام رجل فقال يا رسول الله ارأيت ان قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ان قتلت في سبيل الله وانت صابر محتسب مقبل غير مدبر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت؟ قال ارأيت ان قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم وانت صابر محتسب مقبل غير مدبر الا الدين فان جبريل قال لي ذلك رواه مسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتدرون ما المفلس؟ قالوا والمفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال ان المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. رواه رواه مسلم بسم الله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة تدل على شدة الخطر في الظلم وان عاقبته وخيمة وتدل على ان الغلول من جملة الظلم من يغل من الغنيمة وهي مشتركة بينه وبين اخوانه الغانمين هذا من الظلم يظلم الجماعة كلهم يظلم الغانمين كلهم الواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة الحذر من الظلم في جميع الاحوال من القول والعمل ولهذا خطب الناس حجة الوداع في يوم عرفة وفي يوم النحر يبين له قال ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا وقال صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وقال صلى الله عليه وسلم اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة والله يقول في كتابه العظيم ومن يضلل منكم نذقه عذابا كبيرا ويقول سبحانه والظالمون ما لهم ولي بصير ويقول الله جل وعلا في الحديث القدسي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا في هالحديث ان الناس ان يعدون الشهداء فلان وفلان في بعض الغزوات والواجب الحذر من الغلول لان عاقبته وخيمة ولو كان قليلا لا يأخذ الا ما اذله ومن منع منه يترك لان الله جل وعلا جعل الغريبة شركه الواجب على المؤمن ان يكتفي بحقه حصته التي كتب الله له. وان يحذر من الغلول والحديث الاخر يقول صلى الله عليه وسلم لما سأل اصحابه ما تعدونه نسبيكم قالوا من لا له ولا متاع قال لك ان المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصوم وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وظرب هذا واخذ مال هذا وسفك الدم هذا فيعطى هذا من حسناته ويعطى هذا من حسناته. فاذا فنيت حسناته ولن يغظم عليه اخذ من سيئاتهم فطرح عليه ثم طرح في النار رسول الله هذا الحذر من عن الاسباب الحق وان يقتص لهم يوم القيامة ويعطون من حسناته اذا لم يحصل لها توبة والرجوع الى الله جل وعلا لكن متى تاب العبد توبة صادقة واخلص لله فالله سبحانه يرظي صاحبه منه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من اخذ اموال الناس يريد اعداءه هدى الله عنه ومن اخذها يلزم اسلافها اتلفه الله ولهذا لما قالوا فلان شهيد فلان شهيد قال لها الرجل يا رسول الله رأيتني قتلت في سبيل الله وتغفر خطاياي؟ قال ان قتلته وانت صابر محتسب مقبل غير مدبر ثم قال ماذا قلت؟ استفهم منه قال قلت كذا وكذا قال اذا قلت له وانت صابر محتسب مقبل غير مدبر غفرت خطاياك. الا الدين الدين يبقى لصاحبه لا يضيع حق الدين يبقى لصاحبه اذا صدقت التوبة و اجتهد العبد في العمل الصالح في الدين الله يقضيه عنه ولا سيما اذا اخذه يريد الادب ما اخذه ظلما ولا لغص سيء انما اخذه لحاجته ونيته الوفاء فالله يوفي عنه سبحانه وتعالى. وفق الله الجميع