وقد حدث عنه جرير ابن حازم وشعبة محمد ابن طلحة وسفيان الثوري كما هنا وحدث عنه شريك القاضي واخرون قال شعبة ما رأيت رجلا خيرا من زبيد. كما نقلناه عن الذهبي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب عند المصيبة حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني زبيد الايامي عن ابراهيم عن مسروق عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من شق الجيوب وضرب الخدود ودعا بدعوة الجاهلية قال ابو عيسى رحمه الله هذا حديث حسن صحيح اذا هكذا بوب الترمذي باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب عند المصيبة باعتبار ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي لان هذا الكتاب الجامع الكبير المختصر للترمذي يعنى بالاحاديث المرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم ومعناته اذكر لك في هذا الباب وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن ضرب الخدود لان ضرب الخدود علامة على عدم الرضا وعلى عدم وشق الجيوب يعني اكمال الفتحة وشق الجيوب علامة على السخط وليس هذا خاص بشق الجيوب لكن شق الجيوب اسهل من شق الثياب وقد تشق الفتحة عند المصيبة لان الانسان دوام الحال من المحال فالانسان تمر عليه المصائب في هذه الدنيا من فقد عزيز وذهاب مال ومرظ ونحو ذلك قال الترمذي حدثنا محمد بن بشار وهو محمد ابن بشار ابن عثمان العبدي ابو بكر البصري بن دار لقب بذلك لانه كان بندار الحديث في عصره ببلده والبلدار الحافظ وهو من مواليد عام سبع وستين ومئة وهو من الطبقة العاشرة وهم كبار الاخرين عن تبع الاتباع توفي عام اثنتين وخمسين ومئتين بالبصرة بالعراق وهذا الحديث سنده عراقي وابو الناقة قد خرج له الجماعة. البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة وهو ثقة وفي الكاشف قال الحافظ والثقف غير واحد وهو قد جمع الحديث بالبصرة ولم يرحل برا بامه. ثم رحل بعدها اذا روى عنه الستة في كتبهم وابو زرعة الرازي وابو حاتم وابراهيم الحربي وبقي ابن مخلد وعبدالله ابن احمد وابو العباس سراج ابن خزيمة وزكرياء الساجد والقاسم ابن زكريا المطرز ويحيى ابن صاعد ومحمد ابن المسيب الارغياني واللغوي وابن ابي داود ومحمد ابن اسماعيل البصراني والحسن ابن علي الطوسي وعبدالله بن ناجية وخلق كثير غير هؤلاء قال عبدالله بن جعفر بن خاقان المروزي سمعت بندارا يقول اردت الخروج يعني الرحلة فمنعتني امي فاطعتها فبورك لي فيه اي في هذا العلم اما ابن خزيمة فقال سمعت بن دار يقول اختلفت قيل يحيى القطان يقول ابن خزيمة ذكر اكثر من عشرين سنة ولو عاش بعده لكنت اسمع منه شيئا كثيرا اذا بقي عشرين سنة ولو عاش يحيى في زمن منذ اكثر من هذا لبقي يسمع له يسمع من الحديث فقال ابو عبيد الاجري سمعت ابا داوود يقول كتبت عن بندار نحوا من خمسين الف حديث وكتبت عن ابي موسى شيئا لابو موسى الزمن اللي هو محمد ابن علاء ابو موسى الزمني يقول وهو اثبت بن بندر ولولا سلامة في بندار ترك حديثه يعني لولا سلامة صدري بندار لترك حديث ابي موسى الزمن محمد ابن المثنى وقال ابن خزيمة ايضا اخبرنا امام اهل زمانه في العلم والاخبار محمد ابن بشار اذا هو امام من الائمة ومناقبه جمة قال حدثنا يحيى ابن سعيد وهو يحيى ابن سعيد ابن فروخ القطان التميمي ابو سعيد البصري الاحول الحافظ ولد عام عشرين ومئة وتوفي عام ثمان وتسعين ومئة وهو من الطبقة التاسعة من صغار اتباع التابعين روى له البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه وهو ثقة متقن حافظ امام قدوة هكذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب اما الذهبي فقد قال عنه في الكاشف الحافظ الكبير كان رأسا في العلم والعمل. قال احمد ما رأيت مثله وقال بن دار انبأنا امام اهل زمانه يحيى القطان عن سفيانه سفيان التغي وهو الامام الكبير والعلم الجليل وكان من اهل الفقه والتفسير والحديث والامامة والزهد والعبادة. واقواله عظيمة جمة وكان اية في الورع قال حدثني طبعا سفيان في عام احدى وستين ومهم قال حدثني زبيد الايامي وابو زبيد ابن الحارث ابن عبد الكريم ابن عمرو ابن كعب اليامي ويقال اليامي ابو عبدالرحمن يقال ابو عبد الله الكوفي اذا هذا سند عراقي كما قلنا من اوله الى اخره. نسأل الله ان يحفظ العراق واهلها وان لا يأتينا من طرف العراق الا الخير. ونسأل الله ان يحفظ بلاد المسلمين اجمعين. وان يرحم المسلمين في كل زمان وما كان طبعا توفي زبيد عام اثنتين وعشرين ومئة. وقيل بعدها وقد خرج حديثه الجماعة وهو ثقة ثبت عابد هكذا قال ابن حجر في التقريب وقال الذهبي في الكاشف حجة قانت لله قال شعبة ما رأيت خيرا منه اذا هذا زويد الحارث اليامي الكوفي وهو الحافظ احد الاعلام حدث عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى وابي وائل وابراهيم ابن يزيد النخعي وابراهيم ابن سويد النخعي وطائفة وهو له رؤية للصحابة لكن يعني ليس له من رؤيات عن الصحابة وعناده في صغار التابعين وقال سفيان ابن عيينة قال زبيد الف بعرة احب الي من الف دينار لان الدناهير يسأل عنها الانسان يوم القيامة من اين اخذها وفيما انفقها وقال ابن شبرمة كان زبيد يجزئ الليل ثلاثة اجزاء جزءا عليه وجزءا على ابنه وجزءا على ابنه الاخر عبدالرحمن فكان هو يصلي ثم يقود لاحدهما قم فان تكاسل صلى جزئه ثم يقول للاخر قم فان تكاسل ايضا صلى جزئه فيصلي الليل كله اسأل الله ان يرحمه عن إبراهيم وهو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الاسد بن عمرو النخعي ابو عمران الكوفي وهو فقيه اهل الكوفة امه مليكة بنت يزيد اخته الاسود وقد ولد عام ست واربعين وتوفي عام ست وتفعيلها من الطبقة الخامسة صغار التابعين. خرج حديثه الجماعة قال الذهبي في الكاشف الفقيه كان عجبا في الورع والخير متوقيا للشهرة رأسا في العلم. نسأل الله ان يرحمنا واياه. وان يرحم المسلمين اجمعين في كل زمان ومكان يلا عن مسروق وهو مسروق ابن الاجدع ابن مالك ابن امية ابن عبد الله الهمدان الوادعي ابو عائشة الكوفي. وهو من كبار التابعين من الطبقة توفي عام اثنتين وستين وقيل ثلاث وستين خرج حديثه الجماعة وهو ثقة وهو احد الاعلام وهو مشهور بالورع والعلم والعبادة والخير والفضل عن عبدالله وهو عبد الله ابن مسعود ابن غافل ابن حبيب الهدني ابو عبدالرحمن وهو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الوساد وصاحب النعاس وفي عام اثنتين وثلاثين فرج حديثه الجماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من شق الجيوب وظرب الخدود ودعا بدعوة الجاهلية. هذا الحديث لما اورده الترمذي قال قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح. طبعا الحديث اسناده صحيح في الشمس ومعنى هذا الحديث ليس من اهل سنتنا ولا من اهل طريقتنا من يقوموا بهذه الافعال لانها تدل على عدم الرضا بالقضاء ومن فعل هذه الاشياء فهي علامات على عدم رضاه بمقدور الله سبحانه وتعالى ومن خلق المؤمن الصبر فيصبر المؤمن عند نزول المصائب ولذلك ان من اعظم ما يخفف المصائب ان نعلم اننا راجعون الى الله واننا عبيد له. ونقول انا لله وانا اليه راجعون فعلى المؤمن مقابلة المصائب بالصبر والرضا والشكر لله تعالى والتسليم. فيقول العبد انا لله وانا اليه راجعون. فنحن عبيد لله خلق من خلق الله. راجعون اليه وثمة حساب وجزاء وقصاص واذا يقول الانسان ان لله ما اخذ وله ما اعطى وربنا جل جلاله الذي اعطى وهو الذي يأخذ ومعلوم ان الصبر يخفف المصيبة ويجلل الاذى الذي يعم الانسان ويغم الانسان فيدفعه وكذلك الصبر يحلل الصمد الذي يكون في قلب المؤمن والسعيد في هذه الدنيا من سر بقضاء الله تعالى وكان عمر بن عبد العزيز يصبح ويمسي وليس له سرور الا في مواضع القظاء والقدر وليعلم العبد ان خيرة الله له خير من خيرته لنفسه والله يعلم وانتم لا تعلمون وليحذر الانسان من صفات الشر من شق الجيوب وظرب الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية فالجزع والهلع والسخط على ما قضى الله وقدر ليس من الايمان في شيء وليس الذي يقوم به من اهل سنة النبي صلى الله عليه وسلم لذلك فان الشخص الذي ينقلع وينخلع قلبه عند المصائب ولا يعرف الثبات والشجاعة في يعني في ملاقاة المصائب والفتن والاحن فيقع في المعاصي كلطم الخدود وتسخيم الوجوه ودق الصدور او ضرب الحائط او تفسير الزجاج او تمزيق الثياب او تقطيع الهندام او يدعو بدعوى الجاهلية فيقول يا ابتاه واماه وولداه او يقول وزوجاه واقرباه او يقول لها مصيبتان او يقولها او قل واما لا فهذا من يفعل هذا فهذا ليس على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وانت حينما تذهب الى الحج وتذهب الى العمرة تجد الناس يتدافعون الى الحجر الاسود حتى يطبقون سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التقبيل فعلى الانسان ان يطبق جميع السنن فالذي اذا اصابته مصيبة لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجارية هذا ليس من من اهل سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل ان المسلم الثابت الرزين الصابر المحتسب الذي لا يدفعه الحزن على التسخط بل يكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حال وفاة ابراهيم حينما جعلت عيناه تذرف الدم فقال له عبدالرحمن بن عوف وانت يا رسول الله؟ قال يا ابن عوف انها رحمة ثم قال ان العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا ثم قال وانا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون اذا علينا ان نتقي الله تعالى رجالا ونساء وان لا نقع في المحظور الشرعي عند حصول المصائب والانسان لا بد ان تمر به مصائب الموت من فضل حبيب او مرض عزيز ونحو ذلك وليحذر الازواج الذين يسمحون لنسائهم بالنياحة والتعديد ولطم الخدود ودق الطبول فليحذروا فانهم شركاءهن في الاثم فربنا يقول يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة اذا علينا الصبر والاحتساب وهذا الحديث ايها الاخوة في جامع الاصول واذا رجعت الى داع الاصول رقم ثمانية الاف وخمس مئة وخمسة وسبعين تجد ان ابن الاثير قد رقم للحديث خاء ميم تاء ثم كتب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وفي رواية او او اخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي. فقد انا دائما اريد من اخواني ان يعودوا الى جامع الاصلب وهذا الحديث ايضا في جمع الفوائد. قال ابن مسعود رفعه ليس منا من شق الجيوب وضرب الخدود ودعا بدعوى الجاهلية ثم قال لي الشيخين والترمذي والنسائي هكذا خرجه واذا رجعت الى علل الاحاديث تجد هذا الحديث يرويه سفيان قال حدثنا زبيد الايام يعني ابراهيم عن مسروق عن عبدالله واذا رجعت الى كتاب عدل دارقطني برقم الف وتسع مئة وثلاثة وخمسين يقول وسئل اي دار قطني والقائل هو البرقاني وسئل عن حديث ابي صالح عن ابي هريرة شوف لما يأتي راوي يتوهم في قلب الحديث الى اسناد اخر يقول وسئل عن حديث ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من شق الجيوب وظرب الخدود فقال يرويه الاعمش واختلف عنه فرواها عبد المؤمن ابن عبد الله القيسي وعبدالله ابن عبد القدوس عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رفعاه اي عبد المؤمن وعبد الله بن عبد القدوس يقول رفعاه ووهي ما فيه كلاهما قد وهما فيه والصواب عن الاعمش عن عبد الله ابن مرة عن مسروق عن عبدالله اذا هذه الطرق لابد من معرفتها ولابد من النظر فيها. طبعا هذا الحديث اذا اردنا ان نرتب فوائد الحديث على شكل فوائد وانا بودي ان نعتاد على هذه الطريقة نقول اولا ان هذه الافعال من لطم الخدود وشق الجيوب وغيرها عند وقوع مصيبة الموت من كبائر الذنوب وذلك بسبب براءة النبي صلى الله عليه وسلم من فاعلها ثانيا ان كل امر كان يفعله اهل الجاهلية ونهى عنه الاسلام اذا فعله الانسان فقد خرج على اوامر الله تعالى وعلى اوامر نبيه صلى الله عليه وسلم ومن فعل هذا كان مستحقا للعقوبة ويبقى باب التوبة مفتوح ورحمة الله تعالى وسعت كل شيء. ثالثا تكمن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم في طاعته اوامره واجتناب منهياته فيكون بذلك مستحقا لحسن الجزاء يوم القيامة. اذا علينا بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم فعلا بما امر بفعله وتركا لما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ومن رحمة الله ان الاوامر مبنية على حسب الاستطاعة. اما المنهيات فيجب الانتهاء عنها فيا عباد الله جدوا في ترك المعاصي واعلموا ان تركها امر حتمي لا بد منه ولا تتساهل في معصية من المعاصي ابدا وفي الختام نسأل الله ان يرحمنا في حال سعادتنا وفي حال المصيبة وان يجعل الله ايامنا واياكم خيرات وبركات انه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته