بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب الحياء وفضله عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الانصار وهو يعظ اخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فان الحياء من الايمان متفق عليه وعن عمران ابن حصين رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير. متفق عليه. وفي رواية لمسلم الحياء خير كله او قال الحياء كله خير. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابن عمر رضي الله عنهما. قال مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل من الانصار وهو يعظ اخاه في الحياء. يعني يعاتبه على شدة حيائه الذي اضر به فقال له النبي صلى الله عليه وسلم دعا يعني لا تعاتبه على شدة الحياء فان الحياء من الايمان. الحياء يعني الاستحياء والحياء هو صفة تعتري النفس. تحمل الانسان على فعل ما يجمله ويزينه. وعلى لترك ما يدنسه ويشينه وقوله فان الحياء من الايمان. لقول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة. اعلاها قول لا لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من شعب الايمان. وانما كان الحياء شعبة من شعب الايمان لانه يحمل صاحبه على طاعة الله عز وجل فيحمله على القيام بحق الله فيستحي من الله حق الحياء. في حفظ الرأس وما وعى. والبطن وما حوى. والجوارح عما حرم الله. وكذلك ايضا فيما يتعلق بحقوق عباد الله في هذا الحديث يدل على فضيلة الحياء. والمراد بذلك الحياء المحمود. وهو الذي لا يوقع صاحبه في بترك واجب او فعل محرم. واما ما اوقع صاحبه في ترك واجب او فعل محرم. وهو الحياء المذموم وهو الخجل فان هذا مذموم. ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها نعم النساء نساء الانصار. لم يمنعوا الحياء من ان يتفقهن في الدين. وقالت ام سليم رضي الله عنها يا رسول الله ان الله لا يستحي من الحق. هل على المرأة من غسل اذا هي احتلمت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم اذا هي رأت الماء وجاء عن علي رضي الله عنه انه قال كنت رجلا مذائا يعني كثير المبي. فاستحييت ان اسأل النبي صلى الله عليه وسلم فامرت المقداد ابن الاسود ان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا كان الانسان يستحي ان يسأل بنفسه فان الواجب عليه ان يوكل غيره في السؤال وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان الاعمال من الايمان. وهو كذلك ولهذا الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. ولكن هل الاعمال شرط لصحة الايمان او لا؟ الجواب ان في ذلك تفصيلا من الاعمال ما يكون شرطا بصحة الايمان. بحيث انه اذا فقد فقد الايمان نهائيا وذلك كترك الصلاة. فان ترك الصلاة لا يمكن ان يوجد معه الايمان. لانه بتركه الصلاة يخرج من دين الاسلام ويكون كافرا. لقول النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها قد كفر وقال بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة. ومن الاعمال ما يكون تركه نقصا في الايمان ولكنه لا يخرج الانسان من الايمان بالكلية ولكنه يكون ناقص الايمان. اما الحديث الثاني حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحياء لا يأتي الا بخير. الحياء اي الاستحياء من الله تعالى ومن عباده لا يأتي الا بخير يعني في الدنيا والاخرة. ولهذا في الرواية الثانية الحياء خير كله لان الحياء يحمل صاحبه على التحلي بمكارم الاخلاق ومحاسن الاداب ويمنعه من سيئها. فيحمله على كل فعل جميل ويمنعه من كل خلق سافل رديد. ولهذا قال الحياء خير كله فهو خير كله سواء كان ذلك ذلك في حق الفرد ام في حق المجتمع. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد