بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والذين ينفقون اموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا وهيئنا العذاب كذلك للذين ينفقون اموالهم من اجل ان يراهم الناس ويمدحوهم وهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر اعددنا لهم ذلك العذاب المخزي وما اظلهم الا متابعتهم للشيطان ومن يكن الشيطان له صاحبا ملازما فساء صاحبه اذا في هذه الاية الكريمة الحذر من فعل فعل ظاهره الصلاح وهو فاسد مخالف لامر الله تعالى فالنفقة من الطاعات الزكية ولكن الانسان اذا قصد بها الناس ذهب اجرها وصارت اثما وهذا يكون للشخص الذي لا يؤمن الايمان الصحيح. قال ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر لان ايمانه لو كان صحيحا لما دفعه الى المرآة وبين ربنا ان هذا بسبب باتباع خطوات الشيطان فقال تعالى ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ثم قال تعالى وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليمة وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما وماذا يضرها لو انهم امنوا بالله حقا وبيوم القيامة وانفقوا اموالهم في سبيل الله مخلصين له بل في ذلك الخير كله وكان الله بهم عليما لا يخفى عليه حالهم وسيجازي كلا بعمله تنبه اخي الكريم وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا لما ذكر الايمان باليوم الاخر ذكر النفقة باعتبار ان النفقة تسمى صدقة وهي تدل على صدق ايمان العبد وتأمل مما رزقهم الله. يعني مهما انفقت فانت تنفق من العطاء من العطاء تنفق قليلا من العطاء الكثير الذي اعطاكه الله وكان الله بهم عليما. ربنا عليم بالمنفق النفقة الصحيحة وبالمنفق النفقة المرائي بها ويعطي كلا على حسب عمله ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما ان الله تعالى عدل لا يظلم عباده شيئا فلا ينقص من حسناته المقدار نملة صغيرة ولا يزيد في سيئاتهم شيئا وان تكن زنة الذرة حسنة يضاعف ثوابها فضلا منه ويؤتي من عنده مع المضاعفة ثوابا عظيما هذه الاية اخي الكريم قيس عندها طويلا وتأملها وكررها ان الله لا يظلم مثقال ذرة. فربنا لا يظلم ولا يهضم ابدا بل انه يزيد في حسنات من احسن. قال وان تك حسنة يضاعفها فربنا يعطي العطاء الكثير على العمل اليسير ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. فربنا يضاعف له اضعافا كثيرة على حسب النية. وعلى حسب موقع النفقة التي ينفقها الانسان ثم قال تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فكيف يكون الامر يوم القيامة حين نجيء بنبي كل امة يشهد عليها بما عملت ونجيء بك ايها الرسول على امتك شاهدا اذا لا بد ان يتفكر الانسان بهذا الموقف حتى يستعد له بين ربنا لنا صورة منصور ذلك اليوم قال يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتبون الله حديثا في ذلك اليوم العظيم يود الذين كفروا بالله وعصوا رسوله لو صار ترابا فكانوا سواء هم والارض ولا يخفون عن الله شيئا مما عملوا لان الله يختم على السنتهم فلا تنطق ويأذن لجوارحهم فتشهد عليهم بعملهم في ذلك اليوم يتمنى الانسان لو يتحول مع يموت ويسوى بالارض يتمنى الموت ولا ينال الموت والانسان في حياته يسعى للاعاجيب ويسافر وينفق الاموال لاجل ان يذهب عن نفسه المرظ ويدفع عن نفسه الموت ولكنه ساعة الحساب يسعى للموت ولا يستطيعه ولا يكتمون الله حديثا. انت قد تستخفي من الناس لكنك لن تخفى على الله. وربنا جل جلاله يظهر هذه الحجج عليك يوم القيامة قياما يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم ان الله كان عفوا غفورا يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله لا تصلوا وانتم في حال فكر حتى تصحوا من سكركم وتميز ما تقولون وكان هذا قبل تحريم الخمر مطلقا ولا تصلوا انتم في حال جنابة ولا تدخل المساجد في حالها الا مجتازين دون بقاء ان فيها حتى تغتسلوا وان اصابكم مرض لا يمكن استعمال الماء ماء او كنتم مسافرين او احدث احدكم او جامعتم النساء فلم تجدوا ماء فاقصدوا ترابا طاهرا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه. ان الله كان عفوا عن تقصيركم غفورا لكم الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون ان تضلوا السبيل الم تعلم ايها الرسول امر اليهود الذين اعطاهم الله حظا من العلم بالتوراة يستبدلون الظلال بالهدى وهم حريصون على اضلالكم ايها المؤمنون وهم حريصون على اضلالكم ايها المؤمنون عن الصراط المستقيم الذي جاء به الرسول لتسلكوا طريق لتسلكوا طريقهم المعوج اذا اليهود والنصارى لا يرضون عن المسلمين حتى يتبعوا ملتهم من فوائد الايات من كمال عدله تعالى وثواب رحمته انه لا يظلم عباده شيئا مهما كان قليلا ويتفضل عليهم بمضاعفة حسناتهم من شدة هول يوم القيامة وعظم ما ينتظر الكافر يتمنى ان يكون ترابا الجنابة تمنع من الصلاة والبقاء في المسجد ولا بأس من المرور به دون مكث فيه تيسير الله على عباده في مشروعية التيمم عند فقد الماء او عدم القدرة على استعماله. وهذا من رحمة الله تعالى ان الله سبحانه وتعالى قد خفف الشريعة وجعل هذا الشرع المخفف يخفف في بعظ الامور والشؤون فالحمد لله الذي اتم هذا الدين واكمل علينا النعمة ونسأل الله تعالى ان يفقهنا في هذا الدين وان ييسر الله لنا في الدعوة اليه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته