باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم. قال الله تعالى من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. وقال تعالى ومن يعظم شعائر الله انها من تقوى القلوب. وقال تعالى واخفض جناحك للمؤمنين. وقال تعالى من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا. ومن احياها فكأنما ما احيا الناس جميعا وعن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. وشبك بين اصابعه. متفق عليه. وعن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مر في شيء من مساجدنا او اسواقنا ومع نبل فليمسك او ليقبض على نصالها بكفه ان يصيب احدا من المسلمين منها بشيء متفق عليه وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في تواد وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد هذه الايات والاحاديث كلها تعلق بيان حرمة المسلمين ووجوب الكف عن اذاهم والعناية بهم ورحمتهم والاحسان اليهم قال جل وعلا ومن يعظم حرمات الله هو خير له عند ربه الله فانها من تقوى القلوب قال تعالى واخفض جناحك المؤمنين قال جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض قال سبحانه وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا العنوان الى غير ذلك مما يدل على وجوب حرمة المسلمين والحذر من اذاهم وظلمهم قال تعالى والذين يؤمنون بالمؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا فالواجب على كل مؤمن ان يحترم اخوانه واخواته بالله والا يؤذيهم لا في قول ولا في عمل كل واحد له حرمة الواجب احترامه حتى لا يصاب باذى الا ما كان من سبيل القصاص فالله جعل القظاء القصاص بين المسلمين واما ان يظلمه بغير حق فالواجب الحذر من ذلك كل مسلم على المسلم حرام والدم وماله وعرضه انه يقول صلى الله عليه وسلم ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا يوم النحر في شهر كم هذا شهر ذي الحجة في بلدكم هذا مكة ويقول صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه المؤمن لمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا فالمؤمنون يتعاونون ويشد بعضهم بعضا ويعين بعضهم بعضا ويواسي بعضهم بعضا كالبنيان يشد بعضه بعضا هذا ينبغي المؤمن ان يتساهل في هذا الامر وان يظلم اخاه بل يجتهد في الاحسان اليه كف الاذى عنه لانه اخوه بالله له حرمته وله حقه وقال عليه الصلاة والسلام مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له بالسهر والحمى يعني المؤمن كالمؤمن لابد من عنايته به ورحمته اياه لا يظلمه ولا يؤذيه مثلا وفي توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد يعني الواحد اذا اشتكى منه غضب تداعى له سائر الجنان اذا اشتكى عينه تعدى الجسد تشتكى بطنه اشتكى رجله تألم كله سهر وتعب ورجع للاطباء فالمسلم مخلص لابد يلاحظ حقه عليه ويبتعد عن اذاه في نفس او في مال او في ذلك حديث يقول صلى الله عليه وسلم من مر في مساجدنا او في اسواقنا بنبل فليأخذ بإنصالها يمسك حتى لا يصيب احد من احدا من المسلمين بشيء من الاذى. وهكذا اذا مر بحطب او اخشاب او ابواب او اشياء من ذلك احذر ان يؤذي الناس لان قد اذا مر بالخشب يؤذي احد او بالابواب او الحطب او بالحشيش او ما اشبه ذلك يتحرى الا يؤذي من حوله من من الناس كما لو مرت بالنبال وبالسيوف او بغير هذا مما يكون له اطراف قد تؤذي والمقصود من هذا انه صلى الله عليه وسلم يحث المسلمين على ان يهتموا بكف الاذى عن اخوانهم. والله من غير قصد الاشياء التي يخشى ان تؤذي حطب او نبال او خشب او ابواب او غير ذلك في الاسواق ينبغي انه يلاحظ حتى لا يؤذي بها احدا وفق الله الجميع